هيئة الدفاع عن اتباع الديانات والمذاهب في العراق
الحوار المتمدن-العدد: 2708 - 2009 / 7 / 15 - 08:05
المحور:
حقوق الانسان
مرة أخرى وأخرى يتوجه الإرهابيون صوب كنائس المسيحيين في بغداد والموصل بهدف تدميرها ونشر الرعب بين المواطنات والمواطنين وإيصال رسالة مجرمة تقول لهم بأنهم مستهدفون في العراق وعليهم مغادرته.
ومرة أخرى وأخرى تعلن أوساط في الحكومة وأجهزة الأمن عن أسفها وشجبها للعمليات الإرهابية وعن سعيهم لتوفير الحماية للمسيحيين وكنائسهم في بغداد والموصل, وكأن الضربات القاسية التي لحقت بهم في الموصل قبل فترة وجيزة وأدت إلى قتل 14 مواطنة ومواطناً مسيحياً وهجرة عدة ألاف منهم إلى سهل الموصل والأقضية والقرى المجاورة وإلى إقليم كردستان, ومنهم من غادر البلاد أصلاً, لم تكن كافية لتأمين أقصى حالات الحماية لهم من قوى الإرهاب التي تستهدف أتباع القوميات والأديان الأخرى في العراق بهدف فرض الهجرة الخارجية عليها.
ثم تتكرر الحالة ويتكرر الاعتذار, ولكن الواقع يشير إلى استمرار تقلص عدد المواطنات والمواطنين المسيحيين في العراق, عدد الكلدان والآشوريين والسريان في البلاد, وهم من اصل أهل البلاد. وإذا ما جرى إحصاء جديد للسكان المسيحيين في العراق لوجدنا أن العدد قد تقلص إلى اقل من النصف إن لم يكن قد تراجع إلى الثلث, كما تشير بعض وسائل الإعلام المطلعة.
وهكذا هي حالة أتباع الديانة الصابئية المندائية الذين تقلص عددهم إلى نسبة ضئيلة جداً بالمقارنة مع فترة ما قبل سقوط النظام الدكتاتوري, وهم لا زالوا مشردين عن مناطق سكناهم أو في خارج البلاد.
ليس غريباً أن تبذل قوى الإرهاب الدموية بكل أصنافها المزيد من عمليات الإرهاب لإشاعة الفوضى والخوف في نفوس الناس والتشكيك بقدرة الحكومة وأجهزة الأمن على ملاحقتها وحماية المواطنات والمواطنين منها, إضافة إلى هدفها في منع انسحاب القوات الأجنبية من العراق وفق الجدول الزمني المحدد, ولكن الغريب أن تعجز الحكومة وأجهزة الأمن وقوات الشرطة عن منع وقوع مثل هذه العمليات الإجرامية ليس فقط ضد المسيحيين, بل وضد بقية أبناء وبنات الشعب العراقي, كما حصل خلال الأسابيع الأخيرة في بغداد وتلعفر وفي غيرها وآخرها تفجير الكنائس في بغداد والموصل.
إن الأمانة العامة لهيئة الدفاع عن أتباع الديانات والمذاهب الدينية في العراق إذ تعلن عن إدانتها الشديدة واحتجاجها ضد هذه العمليات الإجرامية ضد بنات وأبناء شعبنا من الكلدان في بغداد والموصل, نطالب الحكومة العراقية وأجهزة الأمن أن تبذل كل الجهد وتعمل من أجل إيقاف هذه العمليات التي تستهدف بإصرار تهجير أتباع الديانة المسيحية من العراق. ونأمل أن يتعاون الشعب العراقي من أجل وضع اليد على هؤلاء المجرمين واعتقالهم ومعاقبتهم واعتقال من يقف وراءهم.
كتب في 14/7/2009 الأمانة العامة لهيئة الدفاع عن أتباع الديانات والمذاهب الدينية في العراق
#هيئة_الدفاع_عن_اتباع_الديانات_والمذاهب_في_العراق (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟