أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - صادق الازرقي - ملفات الفساد هل تم ترحيلها الى الدورة المقبلة؟!














المزيد.....

ملفات الفساد هل تم ترحيلها الى الدورة المقبلة؟!


صادق الازرقي

الحوار المتمدن-العدد: 2707 - 2009 / 7 / 14 - 08:57
المحور: المجتمع المدني
    


في خطابه أمام البرلمان الغاني قال الرئيس الأميركي باراك اوباما إن "الديمقراطية ليست هي الانتخابات فحسب، بل هي كيف يعيش الناس".
ونحن قطعاً لسنا بصدد مدح اوباما أو الترويج لحنكته السياسية فهي أوضح من أن يحجبها غربال ولكننا بصدد محاولة الاستفادة من عبرة الموضوع لرفد واقعنا البائس الذي تأصل فيه الفساد ايما تأصل ليترك الجميع صرعى في ضنك من العيش لا يلوون على أيما خلاص.
فكل شيء لدينا مربوط على الفجاءة وخصوصاً أرواح الناس. دار الحنان و مآسي أطفالها المساكين الناحلين المقيدين بالأصفاد الى أسرتهم من دون طعام لم تكتشف إلا بالفجاءة ذاتها التي أشعلت حرائق وزارات الصحة والداخلية والنفط وحرائق الشورجة، التي انبثقت جميعها بتماسات (أتمنى أن يكون الجمع صحيحاً!) كهربائية.
أما وزارة العمل والشؤون الاجتماعية التي اكتشفت لديها مأساة أطفال الحنان فلم تكتشف مخاطر الفساد إلا منذ أسابيع أي منذ ان قبض على وزير التجارة المفدى والذي كانت سيماؤه في وجهه من اثر السجود ،فانبثقت على جدران بنايتها فجأة شعارات تحذر من الفساد (لعن الله الراشي والمرتشي) و شعارات تهدد معقبي المعاملات و تفضح (نعم تفضح!) الرشوة والمرتشين وتحذر من شرورهم.
المشكلة اننا نعود القهقري في كل مرة الى المخاطر ذاتها التي حذر منها المنظرون الاشتراكيون الأوائل برغم محاولاتنا التهرب منهم ومن تحليلاتهم فأموال الناس أموال الشعب ومردودات ثرواتهم يتسلمها حفنة من الأفاقين الذين لن يشبعوا بالتأكيد منها في حين تعيش الأغلبية الساحقة من الناس بصعوبة بالغة.
المشكلة ان الفساد الذي يفترس الدولة والمجتمع العراقي يحصد الناس ثماره مباشرة من على موائدهم في كل ساعة بل في كل ثانية في صورة كهرباء منهارة يقترن توفير الساعات المعدودة منها بكذب مفضوح وفي صورة تفجيرات غامضة يومية تطول باعة الطيور الفقراء و الشباب من مرتادي المقاهي وصالات البليارد وفي صورة مجاري مياه ثقيلة تنبثق من بين غرف نوم الناس وبيوتهم وفي ظل مياه شرب لن ينتبهوا لها الا بعد ان يكتشف الوزير المعني بالمصادفة المحض ان 70 % من العراقيين لا يحصلون على مياه نظيفة.
يقولون انهم " سيفّعلون" القوانين الرقابية لمجلس النواب ولكن الموضوع في الحقيقة غير مرتبط بمجلس النواب بل بالجهات القضائية والتنفيذية التي يتوجب عليها ان تتابع من يثبت عليهم الفساد وما اكثرهم. فليس من المعقول ان ننتظر ان يدرس مجلس النواب كل حالة فساد وسط هذه التجاذبات السياسية المقيتة والتي أخرت بالفعل استجواب وزراء كثر الفساد في وزاراتهم مثل الكهرباء والصحة وغيرهما. برأيي ان إحالة ملفات الفساد الى مجلس النواب هو تسويف وتأخير لمعالجة هذا الداء الذي كتم على أنفاس العراقيين وأحال حياتهم الى هباء ما بعده هباء ،فكم مقاول تسلم شوارع لاكسائها ثم لم يكمل عمله وهرب بأمواله الى عمان وعواصم أخرى تخلصاً من تبعات عمله الذي سيناقش في مجلس النواب!
وكم من جرائم ارتكبت وكان اعضاء في مجلس النواب غطاءً للتستر عليها .. وكم .. وكم.. والملفت ان قضايا كثيرة تخص ارواح الناس وممتلكاتهم لم ينشر عنها أي شيء يتعلق بالتحقيقات الجارية ومنها على سبيل المثال حريق مستودع الادوية المستوردة في وزارة الصحة والأقسى من ذلك والاكثر استهانة بالرأي العام هو ان تحول مسؤولو وزارة الصحة الى "الانشغال" بالحديث عن انفلونزا الخنازير الذي اصيبت به بعض العراقيات في الوقت الذي كانوا يتهربون عن أي حديث بهذا الشأن قبل حريق الوزراة وفعلا فلقد نجحوا في حجب الأخبار المتعلقة بتحقيقات الحريق.
وأخيرا نقول ان الأشهر المتبقية حتى الانتخابات العامة المقبلة كافية لمتابعة الفساد ومعاقبة المفسدين إذ ان قضية خطيرة مثل الفساد يجب ملاحقتها يوميا لأنها تتعلق بأموال الناس وحياتهم وان سعي البعض لترحيل ملفاته الى الدورة المقبلة يشكل جريمة أخرى توجب العقوبة.



#صادق_الازرقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تأنيث الطب!
- مشعلوالحرائق!
- زيادة عدد أعضاء مجلس النواب!
- شيوخهم ومفسدونا!
- مسوغات الكويت لإبقاء البند السابع
- التعديل الوزاري
- القائمة المغلقة توريث العمل السياسي
- وتبخرت وعود الكهرباء!!
- الائتلافات الانتخابية .. تكريس الفشل
- عن تقاعد أساتذة الجامعات
- جلسة مجلس النواب ليوم 12 مايس
- محاربة الفساد طريقنا للتقدم
- احترام العُملة!
- مكرمات لا تُنفذ!!
- محاولة إحياء جثة هامدة
- الدكاترة!
- تمديد عمل البرلمان العراقي .. مؤامرة خسيسة
- دوامة المشكلات السياسية والأمنية
- مفارقات النظام الانتخابي العراقي!!
- يحوزون الأراضي.. فليضرس الفقراء!


المزيد.....




- في يومهم العالمي.. أشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة ألهموا الع ...
- سويسرا تفكر في فرض قيود على وضع -أس- الذي يتمتع به اللاجئون ...
- كاميرا العالم ترصد خلوّ مخازن وكالة الأونروا من الإمدادات!
- اعتقال عضو مشتبه به في حزب الله في ألمانيا
- السودان.. قوات الدعم السريع تقصف مخيما يأوي نازحين وتتفشى في ...
- ألمانيا: اعتقال لبناني للاشتباه في انتمائه إلى حزب الله
- السوداني لأردوغان: العراق لن يقف متفرجا على التداعيات الخطير ...
- غوتيريش: سوء التغذية تفشى والمجاعة وشيكة وفي الاثناء إنهار ا ...
- شبكة حقوقية: 196 حالة احتجاز تعسفي بسوريا في شهر
- هيئة الأسرى: أوضاع مزرية للأسرى الفلسطينيين في معتقل ريمون و ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - صادق الازرقي - ملفات الفساد هل تم ترحيلها الى الدورة المقبلة؟!