أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - عطا مناع - عن صحافة البسطات ولحس الاحذية














المزيد.....

عن صحافة البسطات ولحس الاحذية


عطا مناع

الحوار المتمدن-العدد: 2707 - 2009 / 7 / 14 - 09:12
المحور: الصحافة والاعلام
    


نتبجح نحن الفلسطينيون مفاخرين بأننا بلد الديمقراطية وحرية الرأي وبلد عشرات المحطات التلفزيونية والإذاعية التي تتحفنا بما لذ وطاب من مواد إعلامية مهجنة وموجهة مع بعض الاستثناءات المغلوبة على أمرها.
وبما أنني اعمل في الإعلام المحلي منذ انطلاقته أي بعد دخول السلطة الفلسطينية عام 1994 وهجري للصحافة المكتوبة أثقل كاهلي وغيري من الصحفيين الذين لا يعرفون من أين تؤكل الكتف أو بالأحرى ما زالوا "تقليديين" في تعاطيهم مع قضايا مجتمعهم التي أصبحت تعرض في أسواق الدولار والشيكل ما أدى إلى ولادة إعلام مشوه وصحفيين يصفهم "الغير واقعيين من الصحفيين" بعبده الدولار.
التقيت بالأمس فتاة تدرس المحاماة للسنة الثانية في جامعة أبو ديس، وبحكم الظروف توجهت لإحدى المحطات المحلية، وبالفعل حصلت على فرصة عمل عبارة عن دوام ثماني ساعات قد تمتد لاكثر من ذلك، وعملها أن تجلس في غرفة البث وتضع الكاسيتات في الفيديو وتنظيف المحطة أسبوع بعد أسبوع، الملفت أنها تتلق مرتبا قدرة ثمانية شواقل ونصف في اليوم مقابل قوة عملها......... طبعا لا عقود ولا حقوق..... ناهيك عن الفوقية واستحقار الأخر وقناعاته.
الفاجعة أن انطلاقة الإعلام المحلي جاءت مبشرة خاصة أن الذين حصلوا على تراخيص أو عدم ممانعة لهم تاريخهم الوطني بانخراطهم في فصائل منظمة التحرير، بمعنى أن بعضهم كان ينادي بالماركسية وحقوق العمال وينحاز للبروليتاريا المسحوقة، إلا أن هذا الصنف من أصحاب المحطات تحول لصاحب عمل يمارس في بسطته الإعلامية سواء كانت إعلام مرئي أو مسموع أساليب التفافية على حقوق العاملين غاية في الدونية.
المشكل أن الجشع الذي سيطر على بعض أصحاب المحطات المحلية دفعهم باتجاه الخطيئة والانخراط في أجسام وتحالفات غابت عن أهدافها تقديم الحد الأدنى من المادة الخبرية لأنها وضعت نصب أعينها رضا الممول الذي قد يكون مركز بيرس للسلام أو ما يسمى بأرضية مشتركة والعديد العديد من المموليين الذين يفرضون شروطهم وأجندتهم التي تتعارض مع أسباب ولاتهم.
كل ذلك اخرج للمواطن الفلسطيني شريحة من"الإعلاميين" الذين لا محرمات عندهم ولا خطوط حمر، شريحة انجرفت لحياة البذخ والمرتبات العالية والرشاوى والتزوير وفتح ما يمكن أن يفتح مقابل الحصول على التمويل الأسود الذي شكل وصمة عار في تاريخ الحركة الصحفية الفلسطينية.
ولم يكتفي بعض هؤلاء بحياة الدنس الإعلامي بل ذهب بعضهم للحصول على تراخيص لمحطات ضمن علاقاتهم بالمتنفذين في السلطة وبيعها بمبالغ خيالية تقدر بعشرات الآلاف من الدولارات، وقد أعاد البعض المدعي الكرة أكثر من مرة ليكونوا سببا في إغراق مجتمعهم في الخطيئة.
بالطبع نقابة الصحفيين وكعادتها تنام في العسل وتقوم بدور حارس المقبرة الذي لا عمل له سوى اللعب "بالصرة" وأحيانا ما تحت الصرة مستمتعة ومقتنعة بدورها المقتصر على توزيع البطاقات لمن يدفع 100 شيكل أي ما يعادل 25 دولار أمريكي، هذا الموقف زاد الطين بله وساعد على استفحال الحالة الإعلامية الشبقة التي يقودها عبده الدولار.
إن الفساد والإفساد الإعلامي جريمة يعاقب عليها القانون، ولكن أين القانون من هؤلاء.....؟ إنهم يعرضون تاريخنا وحاضرنا ومستقبلنا على بسطات في العواصم المعادية، وقد أصبحنا نعتمد الأخر في مصادرنا الصحفية، أنة الاستحقاق الصعب الذي حيد الإعلام الفلسطيني ببعض الاستثناءات من المواقع الالكترونية والكتاب الذين لا قبلة لهم إلا الوطن.
لقد تحول الإعلام في بلدنا من مشارك في الفعل والبناء والصدام والتصويب وفضح الفساد لإعلام مشارك في المنهج الديماغوجي التضليلي الذي وضع الشعب بين مطرقة الإجراءات الاحتلالية وعقم الخطاب الفلسطيني، وانأ أؤكد أن هناك استثناءات غير فاعلة ينطبق عليها قول غسان كنفاني في روايته رجال في الشمس ، أنهم الذين يقرعون جدران الخزان في زمن الاشتباك مع لقمة العيش وخلع البنطلون أمام الإغراءات المشبوهة.
قادم الأيام سيكشف عن جرائم وخطايا يرتكبها من كانوا رأس الحربة في وجه الاحتلال وتحولوا لرجال يبحثون عن ذاتهم الدنسة، وبالمناسبة لا زلت حتى اللحظة أفكر بتلك الفتاة التي تتقاضي ثمانية شيكل ونصف في إحدى المحطات المحلية، ولا زلت ابحث عن جواب لجدوى بقاء بسطات الإعلام التي حولت البعض لكائن يلعق الأحذية في الفنادق الفخمة وورش العمل العابرة للقارات، وقد امتلك بعض الشجاعة لأفتح هذا الملف بالمعلومة والشهادات التي تؤكد إن هناك من يفسد إعلامنا كمقدمة لإفسادنا.




#عطا_مناع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشهيد احمد البلبول بكى في قبره وأبكاني
- يسار خمس نجوم
- المنهج التفاوضي الفلسطيني تكتيك أم تفريط
- سقطت المفاوضات سقطت المقاومة
- أحمد سعدات: مطلوب حيا
- ليئور شلاين والحقيقة المرة
- عبد الله الإرهابي يدعوكم لفنجان قهوة
- حكومة أم خازوق
- مخيم الدهيشة: نكبة بطعم المجاري
- عن ُغرفة الوكالة والزنزانة والريح الكريهة
- القدس عاصمة الفقراء
- حول الأقلام الملطخة بالدماء
- الزميل نعيم الطوباسي: إذا كان رب البيت.....
- مركز بيرس نطفة فاسدة في أحشاء الساقطين
- فاشية إسرائيلية بأيد فلسطينية
- من الفاسد رأس السمكة أم ذيلها
- إنها القنبلة الذرية الفلسطينية
- هزيمة إسرائيل وإرادة الانتصار على الذات
- غزة حسابات الدم والسياسة
- حاشا للة يا طويل العمر


المزيد.....




- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - عطا مناع - عن صحافة البسطات ولحس الاحذية