ياسمين يحيى
الحوار المتمدن-العدد: 2707 - 2009 / 7 / 14 - 10:15
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
حين اقرأ مقالا لكاتب اسلامي لا اجد به فكرا او رؤية ذاتية لصاحبه او تساؤلات عقلية وغالبا يكون مقاله عديم الوضوح والشفافية ويخلوا من روح الكاتب نفسه بخلاف الكتاب العلمانيين التنوريين حيث أنني اشعر عند قراءة مقال لأحدهم وكأنني أرى هذا الكاتب كتاب مفتوح امامي أعرف من خلاله شخصيته وميوله ومزاجه لأن مايكتبه هو جهد فكري وتحليلات ذاتية ناتجة من عقله الحر، ومشاعر انسانية يبثها لنا من اعماق روحه .اما الكتاب الاسلاميين فهم ليس لديهم سوى برمجة متوارثة لايمكن تجاوزها او القفز عليها وهو مجرد حديث مكرر مأخوذ من فكر مقدس لايحتمل الخطأ ومن المستحيل الخروج منه ولو سنتميترا واحدا . وأهم مايميز مقالاتهم هو الجمود وعدم التزحزح عن الفكر المقدس الجاثم على انفاس عقولهم. وبهذا لايمكن أن اشعر بروح هذا الكاتب وشخصيته لأنه لم يأتي بشيئ من نفسه وانما كل ماقام به هو شرح فكر موروث من اجداد اجداده ولم يجهد عقله ونفسه بهذا الفكر لأنه جاهز ومعلب وكل مافعله هو وضع تبريرات لهذا الفكر من المصنع الذي انتجه بدلا من أن يبرره منطقيا او انسانيا وهكذا لايستطيع أن يقنع أحد سوى نفسه وأتباع ذاك الفكرأنهم مقتنعين به مسبقا ولايريدوا الاقتناع بغيره . وهذا الكاتب لاتظهر حقيقته في مايكتبه لأنه ناقل للفكر وليس منتجا له وكل مانستطيع أن نعرفه عنه هو أنه شخص محب ومعجب بما استقاه من هذا الموروث بدون مراجعته واختبار مطابقته للعدل الأنساني فهذا ليس مهما عنده . وهكذا نستطيع أن نعرف بعض من ملامح شخصيته الحقيقية وهي أنه جامد وضبابي وأناني ومعتم من الداخل .
وهناك البعض من هولاء الكتاب الاسلاميين يحاولوا أن يجملوا موروثهم بتبرئته من اشياء هي أساس بنائه. او أنهم يحرفوا معانيه لمعاني أخرى ابعد ماتكون عن معناها الاصلي . وايضا بعضهم يعيش بغباء عجيب وغريب فحين يرد احدهم على معارض ورافض لفكرهم من اساسه يحاججه من نفس الفكر المحارب وليس من منطق انساني طبيعي فتعود حججه هذه عليه كمن يرد على نفسه .
والدليل على ماأقول هو ما حصدته من تعليقات من كتاب وقراء اسلاميين على مقالاتي الثلاث الأخيرة فهي تنم اما عن جهل او غباء او تناقض مع محتوى المقال حيث يقوم بعضهم بتحريف مقصدي الذي انشده الى قصد هو يرتئيه وينسبه لي بسبب عدم مقدرته على دحض منطقيتي فيحاول تشويه نواياي واهدافي من طرحي ، مثلا احدهم يفسر رفضيلتعدد الزوجات الى رغبتي بتعدد الأزواج والعري . فكيف ارفض التعدد واطالب به في نفس الوقت فأنا ارفضه على الجنسين وليس على المرأة فقط لأن الأثنين انسان ، والعري لايحتاج أن اطالب به اذا كنت أريده فهو شيئ تافهه وسهل المنال. وما دخل العري بموضوع التعدد؟
ويأتي آخر ليعبر عن غبائه لي بدعوته لي بالهداية وأن ادعوا ربه عند الغروب أن يدلني على طريق الحق ( بصراحة انا عند الغروب ماأكون فاضية فأذا كان ربه فاضي ورايق بهذا الوقت دون غيره فأنا اعتذر منه) فهذا يريدني أن ادعوا من هو سبب معاناتي ومعاناة بنات جنسي بأحكامه وشريعته، بأن يصلح حالي . وهل انا متشككة بما اعتقده حتى اطلب الهداية ؟ الذي اعرفه عنه لايحتاج الى توضيح .
احدهم يتمنى لي بأن يرزقني ربه بزوج مسلم متعلم كي يعلمني الدين الصحيح . وكأنني قصدت من مقالي رغبتي في معرفة الدين الصحيح، وانا اقول له بأن لافرق بين مسلم متعلم ومسلم جاهل ( كلهم في الهوى سوى ) بل الجاهل أرحم من المتعلم. وشكرا لمشاعره الطيبة نحوي ولكني لا احتاجها .
اما المعلق الدائم للكل (ط _ خ ) فهذا الحديث عنه يطول ويطول ففي احدى تعليقاته رد على رفضي لتسليع المرأة بتأكيده على على أنها فعلا سلعة مسلفنة في نظره وأنها سيارة موديل 2009 اذا كانت عذراء وفي نفس الوقت يتهمني بعدم النضوج الفكري( الله لا يحرمك من نضوجك الفكري)،
فماالجديد الذي أتى به سوى اثبات ماطرحته؟ وتاره يذكر أشياء يعرف جيدا انا لا أعترف بها فكيف يقنعني من خلالها . (هلوسة ).
وأحدى الكاتبات الاسلاميات قامت بأعطائي درس في طبيعة الرجل المختلفة عن طبيعة المرأة والتي بسببها سمح الله له بالتعدد واتهمتني بالكسل لأنني لا اقرأ كثيرا . وهي لم تشرح لي طبيعة الرجل التي تختلف عن طبيعة المرأة من منطلق علمي وأنما من منطلقها الديني المرفوض كليا لدي .وبالنسبة للكسل في القراءة فأقول لها انالست باحثة ولا مفكرة عظيمة كما وصفني مستهزئا الاستاذ عدنان عاكف الذي كنت أكن له الاحترام والتقدير ومازلت، ولا حتى كاتبة بمعنى الكلمة .انا فقط امرأة تشعر بمعناة بنات جنسها وتتألم من إجلهن ثم تكتب ما تشعر به من ألم لا اكثر ، وايضا اطالب بحرية المرأة الكاملة لأن بدونها لاتكون امرأة كاملة. لهذا لايهم أن اكون مطلعة كثيرا وأن اؤيد مااكتبه بالادلة فالمشاعر لاتحتاج الى دليل . وماذكرته بتعليقها يدل على جهل وعدم فهم كبيرين لأنها تحاججني بالذي احاربه وانكره.
واخرى وهي مشهورة بمحاربة العلمانيين ومنهم انا،
المعلقة(ح) هذه الاسلامية تحاول أن ترد على مااطرحه بأنه ليس بسبب دينها الصافي وانما بسبب الوهابيين فقط، وهي لا تفهم أن الوهابيين هم على تعاليم دينها الصحيح وافضل مطبقين له بعد طالبان وأن الحرية التي تنعم بها هي بفضل العلمانية التي لم تجبرها على التخلي عن عقيدتها مهما كانت رجعية ومتخلفة .
وهي تحاول أن تخرج عن مضمون موضوعي بأتهامي حينا بقلة التعليم، ولا أعرف مادخل قلة تعليمي بما اكتبه وانا اعترفت بهذا الشيئ ولم يكتشفه أحد وهذا دليل ثقتي بنفسي لأنني لا اخجل من شيئ لايدعوا للخجل. وقلة تعليمي وهو شهادة الثانوية فقط لايمنعني من كتابة ما انا قادرة على كتابته، وحينا تتهمني بحب الاستعراض، وهنا ايضا حرفت قصدي من الاختلاط وهو أن يرى الجنسين بعضهما الآخر لا أن يعيشا في عزلة عن بعض لأنه ضد الفطرة الطبيعية. وفي النهاية قالت بأن ياسمينا مسلية جدا لتقلل من قيمة مااكتبه بدلا من أن ترد بمنطق وعقلانية. اذا كنت مسلية فهذا لايزعجني أبدا فأنا بطبيعتي أحب المرح والحياة وكل من حولي يصفني ببراءة الطفولة .وأتمنى أن تقتدي بي وتسلي الآخرين بدلامن ازعاجهم.
واخيرا اقول أن هولاء الاسلاميين من فرط خوائهم الفكري وافتقارقهم للمنطق الانساني والعقلي لايستطيعوا أن يردوا بما يفند محتوى المقال وفكرته فيقوموا بأخراجه عن مقصده الى مقاصد أخرى لم يشير اليها صاحب المقال وهذا بسبب عدم امتلاكه مايشفي غليله فيلجأ لهذا المنفذ السهل وتحريف هدف المقال وهذا بسبب سجنهم داخل فكر بأطار محدد لايمكنهم الخروج منه لذا سيظلوا دائما يهربون من صلب الموضوع الى مواضيع هم يخترعوها من انفسهم وينسبوها الى صاحبة او صاحب المقال وسيظلوا يعيدوا ويزيدوا بما يقولوه رغم معرفتهم بعدم اعترافنا به نحن العقلانيين لأن هذا ماتلقنوه وتوقفوا عنده ، واذا لم يفعلوا هذا فهم ليسوا اسلاميين.
يا اسلاميين انا لا اريد التعدد ولا التعري ولا الفجور ولا الاستعراض .فقط اريد حريتي كي أعرف من انا وماذا اريد . لأن الحرية هي الانسانية وبدونها لا اكون انسانة كاملة وبذالك لا أعرف من أكون وماذا اريد لأنني مقيدة والمقيد لا يفكر مثل ما يفكر الطليق الحر وبأختلاف التفكير يختلف الانسان وتختلف الرغبات والطموحات. فكفاكم تحريفا وتشويها لاحلامنا كفاكم. أنتهى.
ملحوظة: أعتذر من اصدقائي العلمانيين على عدم الرد على التعليقات اذا ظهرت تعليقاتهم بسبب تدمير ايميلي وظهور تعليقاتي مشفرة. واشكركم مقدما ./
صديقتكم ياسمينا .
#ياسمين_يحيى (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟