أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - امال الحسين - مؤتمر النهج الديمقراطي والتنظيم السياسي المنشود















المزيد.....


مؤتمر النهج الديمقراطي والتنظيم السياسي المنشود


امال الحسين
كاتب وباحث.

(Lahoucine Amal)


الحوار المتمدن-العدد: 826 - 2004 / 5 / 6 - 07:40
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


I- توطئـــة :
إن الحديث عن تأسيس أي تنظيم سياسي يتطلب ملامسة القضايا السياسية والجماهيرية المطروحة في الساحة السياسية والجماهيرية وارتباطها بمتطلبات المرحلة الحالية،لذا فإن المؤتمر الأول للنهج الديمقراطي الذي يهدف إلى بناء تنظيم سياسي يتلاءم وما تطرحه أوراقه التي يعتمدها سواء منها ما يتعلق بالمرجعية الفكرية والسياسية والتاريخية أو البرنامج العام للنضال الديمقراطي الجذري والتحالفات، وما تتطلبه هذه الأوراق من تعميق للرؤية وتطوير للتصور يتلاءمان مع متطلبات المرحلة، فالمؤتمر إذن يجب أن يكون تتويجا للنقاش الدائر في الهياكل التنظيمية الحالية حول الأجوبة على القضايا المطروحة على الساحة السياسية والجماهيرية وهي :
1. مبدأ التغيير الديمقراطي الجذري ومتطلبات البناء الحقيقي للدولة الوطنية الديمقراطية الشعبية.
2. مبدأ الممارسة الديمقراطية الاشتراكية الحقيقية المرتبطة بتقرير مصير الشعب المغربي.
3. النضال ضد هجوم العولمة الليبرالية المتوحشة ووكلائها على الثروات الطبيعية والتراث التاريخي والحضاري للشعب المغربي.
4. مبدأ عدم الافلات من العقاب عن الجرائم السياسية والاقتصادية.
5. إقرار الحقوق المشروعة للطبقة العاملة والفلاحين الفقراء والكادحين وخاصة منها الحق في الشغل القار والحق في الأرض والماء والثروات المعدنية والبحرية والحق في الصحة والتعليم والسكن.
6. منهاضة القوانين المجحفة في حق الشعب المغربي وخاصة منها مدونة الشغل الرجعية وقانون الإضراب القمعي ومدونة الأحوال الشخصية وقانون تأسيس الأحزاب.
7. حرية الممارسة الفعلية لحقوق الإنسان في أبعادها المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
8. إقرار الحقوق اللغوية والثقافية الأمازيغية ودسترتها.
9. النضال من أجل الوحدة السياسية والاقتصادية المغاربية والتضامن مع الشعبين الفلسطيني والعراقي.
إن الأهداف الأساسية المطروحة أعلاه باعتبارها قضايا تهم الشعب المغربي وتقرير مصيره بنفسه تتطلب شروط أساسية لبناء التنظيم السياسي المناضل من أجل تحقيقها والدفاع عنها وهي :
1. وعي الطليعة الثورية ووفاؤها لمبادئ التغيير الديمقراطي الجذري وذلك بنضالها وروح التضحية لديها.
2. الارتباط الجذري بالطبقة العاملة والفلاحين الفقراء والكادحين.
3. سداد القيادة السياسية الثورية لهذه الطليعة وصحة خطها واستراتيجيتها الساسيين.
4. إقتناع الجماهير الشعبية بصحة الخط والاستراتيجية للتنظيم السياسي المنشود انطلاقا من تجربتها الخاصة.
5. حشد أوسع الجماهير للالتفاف حول البرنامج العام والنضال من أجل تحقيقه.
II – ضرورة تأسيس التنظيم السياسي للطبقة العاملة والفلاحين الفقراء والكادحين :
إن الساحة السياسية بعد الهيكلة الجديدة للنظام المخزني قد أفرزت خريطة سياسية للأحزاب المتواجدة والفئات التي تعبر عنها وهي :
1. الأحزاب المخزنية ذات الارتباط الوثيق بالمشروع السياسي المخزني وهي وليدة حقبة القمع الأسود وتعبر عن مصالح البورجوازية الوكيلة وكبار الملاكين العقاريين.
2. الأحزاب المنحدرة من الحركة الوطنية ذات الارتباط المصلحي بالمخزن وهي وليدة النضال من أجل الاستقلال في مرحلة الاستعمار المباشر إلا أنها تخلت عن مصالح الطبقات الشعبية التي تعبر عنها وتلعب اليوم دور الوسيط في انتقال السلطة المخزنية وتضم في صفوفها طبقة البورجوازية الوكيلة وكبار الملاكين العقاريين.
3. الأحزاب المنشقة عن أحزاب الحركة الوطنية ذات الارتباط النسبي بمصالح فئة البورجوازية المتوسطة والصغرى وهي تعترف بالنظام المخزني كضرورة تاريخية وتلعب دور الوسيط بينه وبين اليسار الجذري من أجل احتوائه.
4. أحزاب اليسار الجذري والتي ما زالت في طور المخاض وهي إما ذات الارتباط بالمخزن بشكل من الأشكال وهي لا تخرج عن دائرة الإصلاح وإما أنها لا تملك خطا سياسيا واستراتيجية واضحة. وتضم في صفوفها الطبقة البورجوازية المتوسطة والصغرى.
5. الأحزاب الإسلاموية التي تحمل المشروع الظلامي ذات الارتباط بالمخزن وهي تلعب دورها في تكريس الوضع السائد والانتظارية رغم وجود فصيل معارض للسياسة المخزنية، إلا أنه لا يشكل تعبيرا حقيقيا لمصالح الشعب بقدر ما يعمل على تكريس الوضع بنشر الفكر الظلامي في أوساط الجماهير والمعادي للفكر الاشتراكي.
إن المطلع على الخط والاستراتيجية السياسيين لهذه الأحزاب يلاحظ أنها تذهب في اتجاه الاعتراف المطلق أو الضمني بمشروع النظام المخزني خاصة في القضايا الجوهرية (النظام السائد، العولمة الليبرالية، الصحراء، الأمازيغية...) والذي يتناقض ومصالح الطبقة العاملة والفلاحين الفقراء والكادحين مما يضعها في تناقض مع مبدأ تقرير مصير الشعب المغربي ويشرعن للاستمرار في ارتكاب الجرائم السياسية والاقتصادية وطي صفحة الماضي الأسواد دون محاسبة المجرمين والجلادين.
انطلاقا مما سبق ذكره يتضح الجواب عن سؤال المرحلة : أي تنظيم سياسي نطمح إليه؟ والجواب واضح بطبيعة الحالة وبالانسجام مع المرجعية الفكرية والسياسية والتاريخية للنهج الديمقراطي التي تعتمد الارتباط بالطبقة العاملة والفلاحين الفقراء والكادحين، إذ إن جميع الطبقات سواء منها المستغِـلة أو المستغَلة لديها أحزابها التي تعبر عنها وعن مصالحها إلا الطبقة العاملة والفلاحين الفقراء والكادحين، فإلى متى ستبقى هذه الطبقات بدون تنظيم سياسي يعبر عن مصالحها؟
سؤال مشروع يفرض نفسه اليوم وبإلحاح على النهج الديمقراطي باعتباره استمرارا للحركة الماركسية اللينينية. وبالأخص منظمة إلى الأمام التي وضعت في أفقها النضالي بناء تنظيم سياسي لهذه الطبقات والذي ناضل واستشهد من أجله مناضلو هذه الحركة، وها نحن اليوم نعيش في ظل تحقيق الجزء الأول من نضال تلك الحركة والذي يتجلى في الوجود والتعبير الحر عن هذا الوجود وتنتظرنا آيات من النضال من أجل بناء تنظيم سياسي للطبقة العاملة والفلاحين الفقراء والكادحين في أفق بناء المجتمع الاشتراكي.
III – الشكل التنظيمي المنشود :
بالارتكاز إلى الشروط الأساسية لإنجاح التنظيم السياسي للطبقة العاملة والفلاحين والفقراء والكادحين يمكن بلورة تصور حول أي تنظيم سياسي نهدف إليه وهي :

1. وعي الطليعة الثورية ووفاؤها لمبادئ التغيير الديمقراطي الجذري :
إن الحديث عن الوعي خارج التحديد الماركسي اللينيني لمفهوم الوعي لا يمكن أن يكون إلا ضربا من الكلام، وخارج المفهوم الطبقي للوعي لا يمكن الحديث عن الطليعة الثورية، لذا فالصراع الطبقي مرهون بامتلاك الوعي الطبقي الذي يتم بلورته عبر التحليل الملموس لواقع الطبقات الاجتماعية ومعوقات بروز الوعي الطبقي لدى الطبقات الشعبية والتي تعتبر الطبقة العاملة من الطبقات الاجتماعية الأساسية في الصراع الطبقي خاصة في المدن باعتبار نمط الانتاج السائد نمط إنتاج ليبرالي تبعي ومخزني، وهو تبعي لأنه يخدم مصالح الرأسمال المركزي ومخزني لأنه يحمل في علاقاته سمات الإقطاع ولا توجد بداخله طبقة بورجوازية وطنية لكون المتحكمين في الاقتصاد الوطني تحكمهم عقلية إقطاعية تتعارض مصالحها ومفاهيم البورجوازية التي قطعت مع مصالح الإقطاع منذ زمن طويل. وتشكل طبقة الفلاحين الفقراء والعمال الزراعيين الحليف الأساسي للطبقة العاملة المستقرة بالمدن والمنحدرة من البوادي التي تربطها علاقات قبلية بالفلاحين الفقراء مما يجعل من البوادي السند النضالي للمدن، وتعتبر تجربة النضال ضد الاستعمار المباشر والذي تحالفت فيه البوادي والمدن بعد زمن من الفصل بينهما بعد القضاء على مقاومة الفلاحين وتفكيك الملكية الجماعية للأراضي وتركيز الملكية الفردية الرأسمالية وبالتالي تفكيك نمط الإنتاج الجماعي وتركيز نمط الإنتاج الرأسمالي وسيادة علاقات الإنتاج الليبرالية التبعية الممخزنة، وتعتبر تجربة تحالف المدن والقرى/الطبقة العاملة والفلاحين الفقراء ضد تحالف الاستعمار والإقطاع من بين التجارب الرائدة والناجحة في تاريخ الصراع الطبقي بالمغرب، لذا فالصراع القائم اليوم هو صراع طبقي على الرغم من أنه يحمل بداخله صراعات اجتماعية ذات صبغة ما قبل-طبقية نظرا لكون العلاقات الاجتماعية السائدة ليست بعلاقات اجتماعية رأسمالية محضة لكونها تحمل بداخلها علاقات اجتماعية ما قبل رأسمالية وما يصاحبها من علاقات التبعية المخزنية والتي تبرز تجلياتها أساسا لدى الفلاحين الفقراء والعمال الزراعيين في الصراع مع كبار الملاكين العقاريين بالبوادي ولدى الطبقة العاملة والكادحين بالمدن مع الباطرونا وكيلة الليبرالية المتوحشة، لكن بناء التحالف بين الطبقة العاملة والفلاحين الفقراء والكادحين سيقدم بشكل إيجابي الصراع الطبقي بالمغرب والذي يتطلب بناء التنظيـم السياسـي لهذه الطبقـات.
2. الارتباط الجذري بالطبقة العاملة والفلاحين الفقراء والكادحين :
إن امتلاك الوعي الطبقي لدى الطليعة الثورية لا يكفي عندما يفتقد للممارسة العملية للمحترفين السياسيين المرتبطين جذريا بالطبقة العاملة والفلاحين الفقراء والكادحين، أولا عبر تنظيماتهم الذاتية للدفاع عن المصالح الطبقية لهذه الطبقات في إطار بناء تحالف بين هذه التنظيمات من أجل مواجهة الهجوم الليبرالي المخزني ومناهضة الانحرافات ومفاهيم البورجوازية والسلوكات ما قبل-طبقية التي تبرز في الأوساط الشعبية من أجل تطوير الوعي لديها للمرور إلى مرحلة الوعي السياسي والممارسة السياسية من الموقع الطبقي الذي تنتمي إليه هذه الطبقات، وثانيا عبر الممارسة السياسية بالانتماء إلى تنظيمها السياسي المنشود عبر تحمل المسؤوليات السياسية لتطوير الوعي السياسي لديها لامتلاك الوعي الطبقي الأداة الوحيدة الكفيلة لحسم الصراع لصالحها، ولن يتم ذلك إلا في ظل التنظيم السياسي للطبقة العاملة والفلاحين الفقراء والكادحين الذي يجب أن يرتكز أولا إلى النضال الديمقراطي الجذري الذي تعتبر فيه الطليعة الثورية قائدة للصراع الطبقي في ظل وضوح الخط السياسي الذي يجب أن يهدف إلى إشراك أوسع الجماهير لبناء قطب سياسي جذري وثانيا إلى استراتيجية الأفق الثوري لبناء المجتمع الاشتراكي بالارتباط الجذري بمصالح الطبقة العاملة والفلاحين الفقراء والكادحين.
3. سداد القيادة السياسية والخط والاستراتيجية السياسيين :
ولنجاح التنظيم السياسي المنشود للطبقة العاملة والفلاحين والكادحين لابد من قيادة سياسية تمتلك الوعي الطبقي والنظرية الثورية اللذين يستمدان أسسهما من الماركسية اللينينية كفكر وممارسة واللذين يجب أن يرتكزا إلى العلاقة الأفقية العمودية بالجماهير والارتباط اليومي بأوضاعهم وفق الأسس النظرية والعملية للوضع الاجتماعي والسياسي والقائم من اجل وضع الخط والاستراتيجية السياسيين السديدين وذلك بالممارسة الديمقراطية الاشتراكية الإطار الأساسي لفلسفة التنظيم السياسي للطبقة العاملة والفلاحين الفقراء والكادحين لفتح المجال أمام هؤلاء للتعبير عن آرائهم وبلورة أفكارهم التي يجب أن يرتكز عليها بناء الخط والاستراتيجية السياسيين لهذا التنظيم، وتعتبر حرية النقد التي تعتمدها نظرية الصراع الطبقي أساسية في الممارسة السياسية وفي التعامل مع القضايا الاجتماعية للجماهير والنضال من أجلها، وبلورة الخط السياسي من أجل تحقيق أهداف الاستراتيجية السياسية لبناء تحالف أوسع في إطار القطب الديمقراطي الجذري وحشد أوسع الجماهير للالتفاف حول الخط والاستراتيجية السياسيين للتنظيم السياسي للطبقة العاملة والفلاحين الفقراء والكادحين ولن يتم ذلك إلا باقتناع الجماهير بصحة الخط والاستراتيجية السياسيين وبتجربتهما الخاصة.
4. اقتناع الجماهير بالخط والاستراتيجية السياسيين :
تعتبر التنظيمات الذاتية للجماهير الحلقة الوسط بين التنظيم السياسي للطبقة العاملة والفلاحين الفقراء والكادحين وأوسع الجماهير التي تناضل من أجل الدفاع عن مصالحها عبر التنظيمات الذاتية التي يجب أن يرتكز داخلها العمل الجماهري الجذري الذي يهدف إلى بناء تحالف ديمقراطي جذري بين هذه التنظيمات، ويعتبر تواجد المناضلين المتشبعين بالنظرية الثورية والممارسة العملية أساسيا داخل هذه التنظيمات لبلورة الفكر الماركسي اللينيني في أوساط أوسع الجماهير لتنمية الوعي الطبقي لديها و تحفيزها لتبني الخط والاستراتيجية السياسيين للتنظيم السياسي للطبقة العاملة والفلاحين الفقراء والكادحين، وذلك عبر النضالات الجماهيرية والحركات الاجتماعية التي يجب أن يشارك في إقرارها وتنفيدها أوسع الجماهير لتعميق الوعي الطبقي لديها الذي يجب أن يدركه أوسع الجماهير وبتجربتها الخاصة للانتقال من درجة العمل الجماهيري اليومي إلى الممارسة السياسية من أجل التغيير الديمقراطي الجذري في إطار الممارسة الديمقراطية الاشتراكية. ولن يتأتى ذلك إلا عندما تستطيع الطليعة الثورية أن تنغرس في أوساط أوسع الجماهير وعلى رأسها الطبقة العاملة والفلاحين الفقراء والكادحين التي تفرز قيادات ثورية تشارك في صنع القرار السياسي وبلورة الخط السياسي والاستراتيجية السياسية في أفق بناء المجتمع الاشتراكي.
5. حشد أوسع الجماهير حول البرنامج العام :
يعتبر البرنامج العام للتنظيم السياسي للطبقة العاملة والفلاحين الفقراء والكادحين أهم المراحل التي يجب الانطلاق منها بعد التحليلات السياسية الدقيقة للمرحلة ووضع الأهداف الأساسية ذات الأولوية الاجتماعية والسياسية، وذلك انسجاما مع الخط والاستراتيجية السياسيين بهدف حشد أوسع الجماهير للنضال من أجل تحقيق المطالب السياسية والاجتماعية الملحة التي يجب أن تكون في متناول القوى الجماهيرية المتحالفة عبر النظيمات الذاتية للجماهير بمختلف فئاتها في إطار قطب اجتماعي ديمقراطي جذري. إن النضال من أجل الدفاع عن القضايا الجماهيرية المطروحة على الساحة النضالية يجب أن يكون ذو أهداف واضحة تلامس معاناة أوسع الجماهيري، والتي يمكن أن ترتكز إلى قضايا الطبقة العاملة في شقها الاقتصادي والاجتماعي وقضايا الفلاحين الفقراء في حقهم في الأرض والماء والقضايا الثقافية واللغوية الأمازيغية...، إن بلورة البرنامج العام بالارتكاز إلى القضايا ذات الأولوية والتي تمس مصالح أوسع الجماهير سيساعد على حشد تأييد قوى الجماهير الواسعة من أجل تبنيه والدفاع عنه والنضال من أجل تحقيقه مما يفتح المجال أمامها لفتح الصراع من أجل التغيير الديمقراطي الجذري والنضال من أجل تحقيق الديمقراطية الاشتراكية بالانضمام إلى التنظيم السياسي للطبقة العاملة والفلاحين الفقراء والكادحين في أفق بناء المجتمع الاشتراكي.
IV -المركزية الديمقراطية و الاستقلالية الجهوية:
إن التنظيم السياسي للطتقة العاملة والفلاحين الفقراء والكادحين لايمكن أن يقوم بمهامه خارج النظرية الثورية التي ترتكز إلى الماركسية اللينينية كفكر وممارسة،وانطلاقا من الديمقراطية الاشتراكية التي ترتكز إلى حرية النقد عبر الممارسة العملية التي تحكمها العلاقات الاجتماعية الاشتراكية بقيادة الطليعة الثورية التي تمتلك صحة الخط والاستراتيجة السياسيين،لفتح المجال أمام المركزية الديمقراطية لبلورة القرارات المصيرية شريطة أن تكون القيادة جماعية وتستجيب للتمثيلية الجهوية،والديمقراطية الحقيقية ليست فقط مجرد انتخابات بل هي أيضا إمكانية التأثير الغعلي في السلطة ومراقبتها والمساهمة في الشأن العام، والديمقراطية الاشتراكية هي سلطة الشعب الحقيقية التي يجب أن تؤطر العلاقات الاجتماعية وتحكمها المركزية الديمقراطية بعيدا عن الفهم الليبيرالي للديمقراطية التي ترتكز ألى المبادرة الفردية،بل هي سيطرة التنظيم السياسي الطبقة العاملة والفلاحين الفقراء والكادحين الذي يستمد سلطته من تقرير مصير الشعب وبقيادته الثورية بالتفاعل الأفقي العمودي في اتخاد القرارات السياسية في القضايا العامة والمصيرية وتلعب فيها الأجهزة الجهوية دورا أساسيا انطلاقا من القرارات الجهوية ،وفي إطار استقلالية جهوية تحترم التوجهات العامة للتمظيم السياسي للطبقة العاملة والفلاحين الفقراء والكادحين الذي تلعب فيه الجهة الحلقة الأساس لمتابعة وبلورة القرارات التي يتم صياغتها وطنيا انطلاقا من العلاقة الأفقية العمودية بين الأجهزة الوطنية والجهوية مع فتح المجال أمام الأجهزة الجهوية في علاقاتها مع الأجهزة المحلية في اتخاد القرارات السياسية في القضايا الجهوية وفق البرنامج الجهوي الخاص في ظل الأستقلالية النسبية التي تمنح الجهة قوة التأثير الفعلي في السلطة ومراقبتها والمساهمة في الإدارة الجهوية في أفق منح سلطة الحكم الذاتي للمناطق ذات الخصوصيات المحلية في إطار التكامل السياسي و الاقتصادي بين الجهات حيث تلعب فيه الجهة الغنية دور السند للجهة الفقيرة.

V - خـلاصـــة:
انطلاقا مما سبق ذكره،يعتبر التنظيم السياسي للطبقة العاملة والفلاحين الفقراء والكادحين التعبير السياسي الناجع الذي تتطلبه المرحلة وذلك لعدة اعتبارات منها:
1- احتواء النظام السياسي المخزني للتنظيمات السياسية التي أفرزتها النضالات الجماهيرية الشعبية ضد الاستغلال.
2- حاجة الجماهير الشعبية لبناء التنظيم السياسي الذي يعبر عن مصالحها في ظل هجوم الليبرالية المتوحشة ووكلائها على الحقوق الطبيعية والتاريخية للجماهير الشعبية.
3- إن جميع الطبقات الاجتماعية لديها أحزابها التي تعبر عنها وعن مصالحها إلا الطبقة العاملة والفلاحين الفقراء والكادحين.
4- إن الديمقراطية الاشتراكية الكفيلة بالقضاء على الفوارق الطبقية لا يمكن تحقيقها إلا في ظل التنظيم السياسي للطبقة العاملة والفلاحين الفقراء والكادحين.
5- إن النهج الديمقراطي باعتباره امتدادا للحركة الماركسية اللينينية وخاصة منظمة إلى الأمام لا تنسجم تصوراته السياسية والفكرية والتاريخية إلا مع ما تطمح اليه الطبقات الشعبية في التغيير الديمقراطي الجذري.
لذا على النهج الديمقراطي وبالانسجام مع أسباب نشوئه والأهداف التي تأسس من أجلها باعتباره التنظيم الوحيد الذي مازال متشبثا بالماركسية اللينينية كفكر ومملرسة من أجل التغيير الديمقراطي الجذري، على النهج الديمقراطي أخد الاعتبارات التي تم ذكرها بعين الاعتبار في اتخاد القرار السياسي المناسب للمرحلة والذي يجب أن تمثل فيه محطة المؤتمر الأول قفزة نوعية تعطيه كتنظيم سياسي جماهيري امتدادات جماهيرية في ظل الديمقراطية الاشتراكية وذلك بالمساهمة في بناء التنظيم السياسي لكل الطبقات ذات المصلحة في التغيير الديمقراطي الجذري.
تارودانت في فبراير2003
أمال الحسين




#امال_الحسين (هاشتاغ)       Lahoucine_Amal#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إجلاء الحقيقة في ملف الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان - الجز ...
- الحركة العمالية و النقابية و دور اليسارفي المرحلة الراهنة
- إجلاء الحقيقة في ملف الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان
- مشروع ورقة حول الامازيغية و الصراع الطبقي
- مكافحة الإرهاب وآثاره السلبية على حقوق الإنسان
- واقـع المتضرريـن من سـد أولـوز و حماية الحق في التنمية
- العمل التنموي بالبوادي والأحياء الشعبية وحماية الحق في التنم ...
- آفاق الحماية والنهوض في المرحلة الراهنة
- القوى المنتجة وعلاقات الإنتاج في التكوينات الاجتماعية التناح ...
- الأمازيغية و النضال الديمقراطي الجذري


المزيد.....




- العثور على قط منقرض محفوظ بصقيع روسيا منذ 35 ألف عام.. كيف ب ...
- ماذا دار خلال اجتماع ترامب وأمين عام حلف -الناتو- في فلوريدا ...
- الإمارات.. وزارة الداخلية تحدد موعد رفع الحظر على عمليات طائ ...
- صواريخ حزب الله تقلق إسرائيل.. -ألماس- الإيرانية المستنسخة م ...
- كيف احتلّت إسرائيل جنوب لبنان عام 1978، ولماذا انسحبت بعد نح ...
- باكستان ـ عشرات القتلى في أحداث عنف قبلي طائفي بين الشيعة وا ...
- شرطة لندن تفجّر جسما مشبوها عند محطة للقطارات
- أوستين يؤكد لنظيره الإسرائيلي التزام واشنطن بالتوصل لحل دبلو ...
- زاخاروفا: -بريطانيا بؤرة للعفن المعادي لروسيا-
- مصر.. الكشف عن معبد بطلمي جديد جنوبي البلاد


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - امال الحسين - مؤتمر النهج الديمقراطي والتنظيم السياسي المنشود