أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - صلاح بدرالدين - المنظومة الأمنية السورية تعيد بناء هياكلها















المزيد.....

المنظومة الأمنية السورية تعيد بناء هياكلها


صلاح بدرالدين

الحوار المتمدن-العدد: 2707 - 2009 / 7 / 14 - 09:11
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


أقدمت أوساط النظام الحاكم عبر قنوات اعلامية معينة على تسريب معلومات مفادها ان مرسوما رئاسيا صدر عن الرئيس السوري بشار الأسد بإلغاء " مكتب الأمن القومي " واستبداله بمكتب للأمن الوطني وكان قد تناوب على رئاسة وعضوية المكتب– الملغى – احمد دياب وعبدالرؤوف الكسم واللواء هشام اختيار محمد سعيد بخيتان الى جانب فاروق الشرع والعماد حسن توركماني وغيرهم ومن حيث الشكل كان المكتب يتبع القيادة القطرية ويجتمع بشكل دوري ويحمل المرسوم المزعوم حسب نفس المصادر الرقم 36 الذي لم ينشر رسميا وقد نالت التسريبات قدرا من الاهتمام بسبب ما أشيع عن حركة تنقلات واعادة تموضع من أبرزها ترفيع رتبة وموقع صهر رأس النظام المثير للجدل اللواء آصف شوكت في ظل أجواء شهر العسل المخيمة على العلاقات السورية الأمريكية والأوروبية والاسرائيلية ووصلت سعة الخيال بالبعض الى اعتبار – الالغاء – بمثابة أوراق اعتماد مقدمة من القيادة السورية لقبولها في المجتمعين الدولي والعربي سعيا منها للخروج من العزلة الخانقة التي تعيشها ومحاولة في تبرئة ذمتها من قضايا جرمية جنائية حصلت بتغطية مكتب الأمن القومي في الداخل وفي لبنان والعراق في حين ذهبت جهات أخرى مرتبطة بسياسة النظام الى اعتبار ما تم كخطوة في توسيع قاعدة المشاركة في صياغة القرار باتجاه الانفتاح الديموقراطي وسحب المسؤولية الأمنية من أيدي حزب البعث الذي يتفرد بها بحسب الدستور السوري واعتبارها مسؤولية تخضع لقانون سائر موظفي الدولة واراحة المواطنين من صلاحيات وتصرفات الأجهزة الأمنية المتعددة واقتصارها على مرجعية واحدة .
دأبت الأنظمة الشمولية ومنها أنظمة البعث المتعاقبة في سوريا والعراق ماقبل التحرير منذ قيامها على ترسيخ وجودها واستمراريتها استنادا الى قوة الجيش والأمن والعمل من ثم اذا توفر الوقت اللازم على ترسيخ قاعدتها الاقتصادية والاجتماعية بتمهيد السبيل لنمو طبقات وفئات مستغلة جديدة قادمة من الصلب المناطقي – الطائفي للمتنفذين تمثل مصالحها وتحمي سلطتها من أية هبات أو احتجاجات شعبية محتملة لكي تفرز بالنهاية منظومة أمنية – اجتماعية – سياسية متكاملة تمثل أقلية حاكمة متسلطة تستحوذ كل وسائل القوة والترهيب والتجويع في مواجهة الغالبية الساحقة المغلوبة على أمرها .
تجربة حزب البعث الحاكم كشفت الكثير من الحقائق التي أحجبت عن الشعب من خلال الاعلام الرسمي المسير فقد قفزالحزب الى السلطة بالقوة الانقلابية العسكرية المحبوكة خيوطها من خارج الحدود في معظم الحالات وتحت جنح الظلام نتيجة صفقات تآمرية بين عناصر مغامرة من هواة التسلط وليس عن طريق ثورات شعبية جماهيرية مدروسة وقيادات جماعية تحمل برامج الانقاذ والاصلاح أو عبر أقنية شرعية مثل البرلمان والمبدأ الديموقراطي في تداول السلطة وانقلبت على بعضها من أول الطريق وتعاملت مع بعضها بالريبة والحذر وتقصي أخبار البعض عبر التنصت واستقصاء المعلومات وهكذا كانت الطغمة البعثية من الأساس نتاج عقلية أمنية سرية تآمرية وليس محصلة فكر نير بارادة شعبية فرضت سطوتها من خلال عناصر ومراكز قوى كانت خارج الحياة الاجتماعية المنتجة وعلى هامش التاريخ الوطني النضالي كان نموذج الطغمة صدام حسين يفخر بكونه رجل الأمن الأول في حزب البعث انطلاقا من تنفيذه عمليات قتل واغتيال المناوئين لحزبه في حكومة ثورة تموز الجمهورية والشيوعيين والليبراليين والكرد .
بسبب هاجس الخوف من الشعب اخترع البعثييون قبل اغتصاب السلطة طريقة مبتكرة نقلوها من الحزب النازي الألماني وهي تنظيم وتدريب مجموعات تتولى أمن الحزب أو بالأحرى العناصر البارزة في القيادة وكذلك القيام بعمليات اغتيال الخصوم والآخر المختلف وتطورت بعد استلام السلطة في العراق وسوريا الى اسلوب حكم في تجييش وأمننة المجتمع برمته بتكاثر الأجهزة وتجيير النسبة الأكبر من الدخل القومي لميزانيتها لتصل بالنهاية الى حكم المنظومة الأمنية المغلقة التي نحن بصددها الآن .
منذ قيام سلطة البعث أصبح الأمن حاجة أساسية لها ليس لحمايتها من الغزو الخارجي بل لمتطلبات داخلية بحتة مما تم بناء الأجهزة حسب مقاسات محلية تستدعي قمع السوريين وترهيبهم ومواجهة أي صوت معارض تدريبا وتجهيزا وتثقيفا وبما أن حزب البعث بدأ مشواره خارج السلطة وفي قمتها كتنظيم سياسي يدعي تمثيل العمال والفلاحين والكسبة انتهى به الأمر الى الانحدار والتقوقع في العباءة المذهبية ثم العائلية وصولا الى التمركز في شخص القائد الفرد الدكتاتور بالترافق مع مسار متدرج متواز في انتقال المهام الأمنية التي وضعت نظريا لحماية الشعب والوطن نحو الحفاظ على النظام ثم العائلة وأخيرا الدكتاتور الذي يجمع كل صلاحيات النظام والرمز الأوحد لدولة المنظومة الأمنية المستبدة .
حاول الحاكم البعثي تمرير – نكتة – اقامة المؤسسات والمجالس باسم حزب البعث ليخبىء نوازعه الدكتاتورية ويغطي على ممارساته الفردية فأنشأ مكتب الأمن القومي التابع للقيادة القطرية ولم يشعر السورييون ولو لمرة واحدة خلال عقود بدور هذا المكتب وانجازاته في مجال استشراف مستقبل البلاد وأمن شعبها السياسي والاقتصادي والمعيشي والبيئي ولم يكن الا صورة كاريكاتيرية لأحد أبواق الحاكم وقد تداول بعض المطلعين حادثة مثيرة عندما كان أحمد دياب على رأس مكتب الأمن القومي وكلفه الرئيس الراحل حافظ الأسد بترأس لجنة الكسب غير المشروع ومحاربة الفساد وقيل أنه سأل الرئيس عن مدى جدية الموضوع وحدود صلاحياته فتلقى جوابا بالايجاب ثم طرح السؤال الأخير : هل بامكانه البدء بشقيق الرئيس رفعت الأسد ؟ وكان ما كان في عزله وموات لجنته التي لم تر النور وفي ذات السياق تردد أن د عبدالرؤوف الكسم ولدى تبلغه برئاسة المكتب قال : " شو هالبهدلة ؟ " .
وما حكاية ما أشيع عن الغاء مكتب الأمن القومي وتحويله الى مكتب الأمن الوطني الا في سياق ترميم بنى وحوامل المنظومة الأمنية واعادة البناء من جديد ففي العقود الأخيرة وعلى سبيل المثال تراكمت تجارب لاتحصى في مسيرة الأداء الأمني لنظام الاستبداد وظهرت أقسام جديدة خاصة في مجال فرق الاغتيالات والعمل المشترك مع حزب الله ومجموعات ارهابية في قوى الاسلام السياسي وملفات مثل اللبناني والعراقي والكردي والخليجي والايراني اضيفت الى ملفات قديمة ومن تحصيل حاصل أن يتم اعادة تنظيم وتفعيل هذا الجانب والمسألة لاتمس تغيير النظام أو تعديل الدستور بل تعزيز أدواته لينطلق أكثر شراسة وقمعا ضد الشعب السوري وحتى لو – مرر – النظام نكتة جديدة على المجتمع الدولي وادارة اوباما او الاتحاد الاوروبي الباحثين عن مصالحهم فان السوريين الذين يعانون الظلم والاضطهاد أدرى بطبيعة نظامهم وأساليبه الملتوية التضليلية .



#صلاح_بدرالدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصين أمام تحديات المسألة القومية
- هل من منظمة سرية وراء مقتل المجندين الكرد ؟
- الاستبداد الشرقي في مشهده الجديد
- ولكن ماذا عن حركات شعوب ايران
- وانتصر عليهم أدونيس في حلبجة
- الظاهر والمخفي في الأزمة الايرانية
- أوباما : الابن الأسود البار للمؤسسة
- هزيمة - الممانعة - في لبنان
- نفط كردستان في خدمة العراق الفدرالي الجديد
- نحن و- الشوفينييون الجدد - مراجعة نقدية لمشروع متعثر ( 10 )
- بديل” التوافقية “ في نموذج العراق
- اخوان سوريا من - العثمنة - الى - البعثنة - مراجعة نقدية لمشر ...
- الأولوية لمواجهة الاستبداد
- مراجعة نقدية لمشروع متعثر ( ثلاثة أعوام عجاف في جبهة الخلاص ...
- سوريا أولا نعم ولكن أية سوريا ؟ مواصلة الحوار مع د عبدالرزاق ...
- بمناسبة عيدها ألا تحتاج الطبقة العاملة لاعادة تعريف
- لماذا التدريبات المشتركة ؟
- مراجعة نقدية لمشروع متعثر ( ثلاثة أعوام عجاف في جبهة الخلاص ...
- - أبو مازن - في كردستان
- دفاعا عن الحقيقة ))) ردنا على بيان - أمانة السيد خدام -


المزيد.....




- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - صلاح بدرالدين - المنظومة الأمنية السورية تعيد بناء هياكلها