أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عماد علي - المعارضة المتشائمة و قصر نظرها تجاه المنجزات و الاحداث و المستقبل














المزيد.....

المعارضة المتشائمة و قصر نظرها تجاه المنجزات و الاحداث و المستقبل


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 2707 - 2009 / 7 / 14 - 09:11
المحور: المجتمع المدني
    


من ينظر الى الدول المتقدمة و يتفحص وضعها السياسي و يراقب اداء عمل و تنفيذ واجبات السلطة ، و نظرة المعارضة و شعاراتها و تقييمها للوضع و الظروف السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية و طرحها للبدائل المناسبة و اتخاذها للقرارات حال استلامها السلطة ،يتاكد بان المعارضة من الضرورات الواجبة وجودها كاحد الاعمدة الاساسية لنجاح العملية السياسية و تحقيق الاهداف و التقدم و التنمية في اي بلد كان ، و هي عامل مساعد و مقوم و مرشد هام لبيان الطريق الصحيحة لمسيرة الحكم و ليس اعاقته . ظهور و انبثاق المعارضة يتوقف على ضرورات الاوضاع العامة و مرتبط بشكل خاص بمراقبة السلطة و تشدد و تصر على تقويم الوضع المتازم من التضخم و الازمات الاقتصادية و انخفاض مستوى المعيشة و عدم تحقيق الاهداف السياسية و انعدام الجدية في اداء الواجبات التي تمس الشعب بشكل خاص من قبل السلطة و يتم ذلك بشكل غير مرضي من قبل ابناء الشعب .اي الواقع و الظروف الذاتية و الموضوعية من العوامل الهامة لتخصيب الارضية المناسبة لانبثاق المعارضة الايجابية المطلوبة . و الاوضاع العامةهي التي تجبر و تفرض ايجاد القوى المعارضة و ليس الامنيات و الامال و طرح البرامج و النظريات المختلفة . و يجب ان تكون هناك قراءة دقيقة لما هو موجود من السلطة و الوضع الاجتماعي و الاقتصادي و الخطط التي تعتمد عليها في تنفيذ الاهداف المتعددة الاوجه ، و من ثم الاعتماد على البحوث و الدراسات و النظرة الشاملة من قبل السلطة و المعارضة ايضا لايجاد الحلول المناسبة للمسائل العالقة ، و هذا ما يساعد السلطة و الشعب على حد سواء ، و الا لم تنجح المعارضة في اطروحاتها و تلقى ردود افعال سلبية من قبل المجتمع . و كيف يقتنع الشعب بالادعائات و الخطابات التي تقيٍم الاوضاع و تنتقد السلطة و الحكم بشكل عام و يجتمع حول القوى المعارضة ، و المعارضة الايجابية تعتمد في اكثر الاحيان على العوامل الضرورية لايجاد البدائل الملائمة و تقدم اكثر و احسن و افضل من ماكان قبلها في الحكم .اما لو كانت السلطة تقدم ما لديها و يحس الشعب بمقدار التنمية و توفير الخدمات الضرورية و وجود احتمال قوي للانتقال من مرحلة لاخرى ، مهما صرخت المعارضة فان الشعب لن يختار البديل بقناعة . و عندئذ يمكن ان تظهر معارضة مصلحية متشائمة لا تهمها سوى الوصول الى السلطة فقط ، و ان لم يكن لديها اكثر من السلطة لتقديمها الى الشعب ، و تتجه الى التضليل و عدم طرح ما لديها بشكل ملائم و واقعي و كل همها هو الانتقاد و ان تمكنت ستعمل على توسيع الفجوات و الهوة بين الشعب و السلطة و يسهل التدخل من قبل الاخرين في اي وقت كان ، و لا تكون لديها قراءة واقعية للاحداث و مصابة بقصر النظر لما موجود على الارض و غير مبصرة للمستقبل و لم تحس بما انجزت خلال فترة حكم السلطة الموجودة ، و همها الوحيد تحقير الاخر و تشويه ما اقدمت عليه السلطة من اجل تقديس الذات و فرضه ، وهذا ما نشاهده كثيرا في الشرق الاوسط بالذات لعدم ولادة المعارضات بشكل طبيعي و اعتمادها على العنف و القوة في اكثر الاحيان و من ضمنه الانقلابات ، و بعيدا عن المباديء الاساسية للديموقراطية و تداول السلطة باسترضاء الجميع و السب يكمن في السلطة و العارضة على حد سواء. حينئذ يمكن ان نميز المعارضة التي ترفض ما تقدم عليه السلطة مهما كانت نتائجها و ان كانت للصالح العام عن المعارضة التي تهمها مصالح الشعب قبل التفكير فقط في الوصول الى السلطة باي ثمن كان،و تكون الاخيرمعارضة متشائمة لما انجز و لمستقبل الموقع الذي انبثقت منه و تعمل على رفض الاخر و عدم التحاور و الغائه بشكل قاطع ان تمكن من ذلك ، و في هذا الجو لا يمكن انتظار التنمية و التقدم ، و انما الفوضى و الهيجان و استمرار في الكبح لما يقدم عليه المخلصون لفترات دون اي تغير يسيطر على الوضع ، و به يمكن ان يُنتج نظام دكتاتوري شمولي رافض لابسط انواع المعارضة ، و هذا ما يضر بالمعارضة و الشعب على حد سواء .



#عماد_علي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثقافة الناخب و فرص نجاح المرشح في انتخاباتنا
- هل حصل الاصلاح لكي يتم التغيير في اقليم كوردستان ؟
- هل يحق لاقليم كوردستان اقرار دستوره الخاص بحريٌة
- ثقافة السلام و المدنية هي ثقافة العصر
- التغيير في المجتمع و ليس الحزب فقط
- وسائل الاعلام و المثقف و الكيانات السياسية في عملية الترويج ...
- الاحداث تكشف الخفايا احيانا
- دور المثقف في حملات الترويج الانتخابية
- هل تستغل امريكا الثغرات في اقليم كوردستان ؟
- علاقة التغيير مع الحرية و العدالة الاجتماعية
- كيف يكون البرلمان القادم في كوردستان
- المثقف بين التفاؤل و التشكيك
- المشكلة اكبر مما بين المحافظين و المعتدلين في ايران
- الاستناد على العقلانية في التحالفات السياسية
- موقف المثقف الحاسم في تجسيد المجتمع المدني
- دور حرية الفرد في تطبيق مفهوم الديموقراطية
- لن يتم الاصلاح بيد من يقف ضد الديموقراطية
- الاسباب الحقيقية لاحداث العنف بعد انتخابات الرئاسة الايرانية
- ما الذي يدفع الناخب الى التصويت لبرلمان كوردستان
- متى ننتهي من الدوران في الحلقة المفرٌغة ؟


المزيد.....




- العفو الدولية: مذابح الساحل السوري جرائم حرب إرتكبتها مليشيا ...
- مغردون: المجاعة تضرب غزة ونحن عنها لاهون
- شهادة فلسطينية ناجية من مجزرة عيادة الأونروا
- السلطات السعودية تعلن اعتقال مصري -تحرش بفتاة-
- RT ترصد معاناة أهالي الأسرى مع سجانيهم
- شاهد.. الإحتلال يقوم بإعدام شاب فلسطيني داخل منزله!
- إدارة ترامب تبحث عن دول بديلة لترحيل المهاجرين
- السعودية تدين اقتحام بن غفير للأقصى واستهداف عيادة أونروا بغ ...
- رئيسة غاغاوزيا تناشد الأمين العام للأمم المتحدة دعم شعبها
- الأمم المتحدة تدين إعدام الاحتلال 14 من الطواقم الإنسانية في ...


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عماد علي - المعارضة المتشائمة و قصر نظرها تجاه المنجزات و الاحداث و المستقبل