أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - رشيد غويلب - هموم الشيوعيين دائما وطنية















المزيد.....

هموم الشيوعيين دائما وطنية


رشيد غويلب

الحوار المتمدن-العدد: 2707 - 2009 / 7 / 14 - 10:14
المحور: في نقد الشيوعية واليسار واحزابها
    


نشر موقع الحوار المتمدن مقالاً للسيد عبد الحسين شعبان بعنوان "هل هي هموم (شيوعية) أم وطنية"، ووجدت من المفيد إبداء الرأي فيها، وخصوصا بقدر تعلق الأمر بالأحداث القريبة التي عشناها وكنا شهوداً على ما آلت إليه.
يستخدم الكاتب موضوعة الحرص والصداقة الوطيدة مع الشيوعيين، وخصوصاً الرفيق حميد مجيد موسى سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، بوابة ليسوّق عبرها في الجوهر إسهامه في الحملة التي تريد تحميل الحزب وقيادته معطيات أفرزتها بالأساس عوامل موضوعية، دون إغفال العامل الذاتي كتعقيدات الصراع السياسي وطبيعة القوى المتصارعة وتحقيق ما تسعى إليه من مصالح حزبية وفئوية وذاتية، وتوظيفها بوعي الخراب الاجتماعي والثقافي الذي أفرزته الدكتاتورية والحروب والحصار الجائر على الشعب العراقي. ومن الملفت ان الكاتب لم يشر إلى تأثيرات سياسات وجرائم صدام حسين في تشكل الواقع الاجتماعي في عراق اليوم رغم انه كان محسوباً على المعارضة للنظام السابق.
وسوف لم أتناول المغالطات التي ساقها الكاتب بخصوص سياسة الحزب الشيوعي إبان ثورة 14 تموز 1958، ولا ترديده للاسطوانة المشروخة التي يرددها أعداء الحزب حول إرهاب ينسب اليه خلال أحداث الموصل. وبودي ان أحيله إلى الباحث و المؤرخ الحيادي والموضوعي حنا بطاطو، ولا احسب ان السيد شعبان يجهل ذلك. ولكنني استطيع ان أتحدث عن نشاطات ساهمت فيها منذ بدابة الثمانينات وأولها الحرب العراقية الإيرانية. فالجميع يعلم إن موقف الحزب كان الأوضح والأصعب بين مواقف قوى المعارضة الأساسية آنذاك. فشعار الحزب المعروف، والذي لا يمكن لأحد أن يصفه بعدم الوضوح، دعا الى وقف الحرب أولاً والى إسقاط الدكتاتورية في الشق الثاني من الشعار. وقد تميز الحزب الشيوعي عن الأحزاب الإسلامية والكردية في حينه، إذ طرح إمكان انتهاء الحرب من دون سقوط النظام، ولم يعول يوماً على الحرب لإسقاط النظام بل دعا دوماً لتفعيل العامل الداخلي والتعويل عليه لإحداث التغيير المطلوب. فأين عدم الوضوح في ذلك؟ ربما يعتبر الكاتب الدعوة لإسقاط النظام بالترابط مع الدعوة أولاً لإنهاء الحرب عدم وضوح. وإذا كان الأمر كذلك، فان السيد شعبان لا يختلف في رؤيته هذه عن كل القوميين واليساريين المتطرفين الذين يدّعون معاداة الامبريالية والذين اعتبروا نظام صدام ممثلاً شرعياً للشعب العراقي، ورفضوا دوما الربط بين إنهاء الحروب المتتالية والحصار بالترابط مع الدعوة لإسقاط النظام الدكتاتوري. وقد كانت هذه الموضوعة مجالا للصراع بين هؤلاء وحلفائهم، من جمعيات المغتربين وواجهات أخرى مولها النظام البائد، بالإضافة الى شخصيات برلمانية وسياسية عربية وعالمية "اشتراها" النظام، من جهة، والقوى الديمقراطية واليسارية وعموم المعارضة العراقية، من جهة أخرى. ويفتخر الشيوعيون العراقيون بدورهم البارز في فضح محاولات هؤلاء التي سعت الى تبرئة ساحة نظام صدام وعدم تحميله أية مسؤولية عن إشعال الحرب ضد إيران، وعن توفيره الغطاء والذرائع للولايات المتحدة لشن الحرب على العراق مرتين وفرض الحصار على الشعب العراقي جراء جريمة النظام بغزو الكويت. وهنا أود التأكيد على إن الولايات المتحدة الأمريكية وظّفت، وبلا أي وازع إنساني، سياسات النظام الإجرامية لتحقق أهدافا إستراتيجية لم تكن تستطيع تحقيقها بهذه السهولة لولا حماقات صدام حسين.
إن ما أشرت اليه ينطبق على موقف الحزب الشيوعي الرافض لجريمة غزو الكويت وكذلك للحرب الأمريكية التي جاءت على خلفيته. ومن يريد الاطلاع على تفاصيل مواقف الحزب، يمكنه الرجوع إلى وثائق مؤتمراته الوطنية، الخامس والسادس والسابع والثامن، المنشورة على موقع الحزب على الانترنت:
www.iraqcp.org
فهل يطالب الكاتب الحزب الشيوعي العراقي بتأييد غزو الكويت والسكوت عليه لكي يثبت الحزب وطنيته على طريقة قوى قومية وبعثية روّجت للغزو واعتبرته إحدى بطولات القائد الضرورة؟ وهل كانت المطالبة برفع الحصار عن الشعب العراقي وفضح توظيف صدام للحصار ضد شعبنا وقواه الوطنية موقفا غير واضح؟ اعتقد إن الأمر لا يحتاج إلى عناء كبير، فإمكان السيد شعبان، وكان احد المهتمين بحقوق الإنسان، النزول الى الشارع العراقي ليسمع ما يرويه العراقيون عن فظائع الحصار وعن الكيفية التي وظّف بها النظام التجويع الأمريكي لشعبنا بهدف إحكام قيضته عليه. وقد تلمست صحة مطالبة الحزب برفع الحصار عن الشعب، واعتبار النظام شريكا في فرضه واستمراره، من الأحاديث المباشرة مع أهلي وأصدقائي بعد التاسع من نيسان 2003، واغلبهم ليسوا شيوعيين ولا منظّرين بل من عامة الشعب التي تلمست جرائم النظام ونذالة الإدارة الامريكية عن قرب. كما لا اعتقد بان السيد شعبان يستطيع من مغتربه أن يخطّئ ملايين العراقيين الذين عاشوا المأساة بتفاصيلها.
أما موقف كاتب المقال من صفحة مجيدة في تاريخ الشيوعيين والشعب العراقي، واعني به الكفاح المسلح ضد سلطة صدام حسين، فهو أمر مفهوم. فالسيد شعبان يشارك آخرين في رفضهم للكفاح المسلح وفي رفعهم شعار "الدفاع عن الوطن"، والذي كان في حقيقته آنذاك دفاعا عن صدام حسين ونظامه أولاً ثم يأتي الوطن كي يصبح شماعة لتمرير تنظيرات بائسة أثبتت الحياة خطلها وراح العديد من فرسانها ضحية مباشرة لها، عندما تساوى الوطن عندهم بالنظام وحلموا بإمكانية النضال من اجل الديمقراطية تحت خيمة صدام الفاشية. وأسماء هؤلاء يعرفها جيداً السيد شعبان لأنهم كانوا رفاقه وعمل معهم لسنوات طويلة، وأرسل بعضهم برقيات التهنئة لمؤتمرات صدام حسين "القومية" التي كانت تنظمها فروع البعث الصدامي في بلدان عربية.
أما المشاركة في العملية السياسية التي تحظى بتأييد آلاف الشيوعيين داخل العراق، فهي استمرار للموقف الوطني للحزب الشيوعي العراقي والذي يعني الوقوف مع الشعب والمساهمة في الصراع من اجل الوصول إلى أفضل النتائج الممكنة التي تساعد على إخراج شعب عانى ولا يزال يعاني من مأساة مستمرة ابتدأت في انقلاب 8 شباط 1963 الفاشي الاسود وتستمر بعض من فصولها الى يومنا هذا. هكذا كان موقف الحزب دائما، مع الشعب ومن اجل الشعب، أيام الرفيق فهد وتحت قيادة الشهيد الفذ سلام عادل وفي الوقت الحاضر ايضاً. فان الذي تغير هو ليس موقف الشيوعيين من شعبهم في جوهره، وإنما تغيرت الظروف والقوى المتصارعة والتوازنات الاجتماعية والسياسية. واعتقد إن من السذاجة أو الخبث السياسي محاولة توجيه الاتهامات الى الحزب من خلال ترديد شعاراته التاريخية.
وأخيراً، لابد من الإشارة إلى إن تاريخ أي حزب سياسي لا يخلو من الأخطاء، وينطبق الأمر على الحزب الشيوعي. ولكن ما يحسب للشيوعيين قيامهم بمراجعة سياستهم وتأشير أخطائهم. وقد لا يرى السيد شعبان، وغيره ايضاً، ان هذه المراجعة كافية. ولا يخرج عن هذا السياق الموقف من تقييم أداء الحزب في انتخابات مجالس المحافظات.
ان الحزب الشيوعي واليسار العراقي والقوى الديمقراطية هي في حاجة اليوم إلى النقد الموضوعي الذي يهدف حقا الى دعم نضالها الصعب في ظروف معقدة تتطلب مواقف مركبة بعيده عن التبسيط والادعاء. وقدم العديد من الشخصيات اليسارية والديمقراطية إسهامات نقدية جادة، ولم يسعوا في ما طرحوه الى تبني تفسيرات تاريخية خاطئة أو تكرار مواقف سيئة دأب خصوم الحزب الشيوعي على تكرارها بمناسبة او غير مناسبة، والإشارة إليها بشكل يوحي للقارئ بغزل واضح مع رؤية قومية يمينية.
أتمنى ان يطلعنا السيد شعبان على وثيقة صادرة من الحزب تدلل على عدم الوضوح في موقف الحزب من الحرب العراقية- الايرانية والحروب التي تلتها وكذلك الموقف من الحصار.



#رشيد_غويلب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حزب اليسار ألأوربي يطلق حملة انتخابية موحدة في بلدان القارة ...


المزيد.....




- وقف إطلاق النار في لبنان.. اتهامات متبادلة بخرق الاتفاق وقلق ...
- جملة -نور من نور- في تأبين نصرالله تثير جدلا في لبنان
- فرقاطة روسية تطلق صواريخ -تسيركون- فرط الصوتية في الأبيض الم ...
- رئيسة جورجيا تدعو إلى إجراء انتخابات برلمانية جديدة
- وزير خارجية مصر يزور السودان لأول مرة منذ بدء الأزمة.. ماذا ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير بنى تحتية لحزب الله في منطقة جبل ...
- برلماني سوري: لا يوجد مسلحون من العراق دخلوا الأراضي السورية ...
- الكرملين: بوتين يؤكد لأردوغان ضرورة وقف عدوان الإرهابيين في ...
- الجيش السوري يعلن تدمير مقر عمليات لـ-هيئة تحرير الشام- وعشر ...
- سيناتور روسي : العقوبات الأمريكية الجديدة على بلادنا -فقاعة ...


المزيد.....

- عندما تنقلب السلحفاة على ظهرها / عبدالرزاق دحنون
- إعادة بناء المادية التاريخية - جورج لارين ( الكتاب كاملا ) / ترجمة سعيد العليمى
- معركة من أجل الدولة ومحاولة الانقلاب على جورج حاوي / محمد علي مقلد
- الحزب الشيوعي العراقي... وأزمة الهوية الايديولوجية..! مقاربة ... / فارس كمال نظمي
- التوتاليتاريا مرض الأحزاب العربية / محمد علي مقلد
- الطريق الروسى الى الاشتراكية / يوجين فارغا
- الشيوعيون في مصر المعاصرة / طارق المهدوي
- الطبقة الجديدة – ميلوفان ديلاس , مهداة إلى -روح- -الرفيق- في ... / مازن كم الماز
- نحو أساس فلسفي للنظام الاقتصادي الإسلامي / د.عمار مجيد كاظم
- في نقد الحاجة الى ماركس / دكتور سالم حميش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - رشيد غويلب - هموم الشيوعيين دائما وطنية