أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد سيد رصاص - مفهوم يهودية دولة اسرائيل عند اتجاهات الحركة الصهيونية















المزيد.....

مفهوم يهودية دولة اسرائيل عند اتجاهات الحركة الصهيونية


محمد سيد رصاص

الحوار المتمدن-العدد: 2706 - 2009 / 7 / 13 - 08:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عندما نشر تيودور هرتزل كتابه التأسيسي للحركة الصهيونية،في شهر شباط(فبراير)1896،كان عنوانه بالألمانية هو"دولة اليهود"،إلاأنه اشتهر بعنوان"الدولة اليهودية"،الذي كان للترجمة الانكليزية،ثم الفرنسية.
لم يستند هرتزل إلى تبرير ديني للدعوة القومية التي اسمها الصهيونية،بل كان أقرب إلى نظرية جان جاك روسو في"العقد الاجتماعي"،وإلى نظرية الإرادة- المشيئة،التي قالها الفرنسيون ضد الألمان(الذين نادوا باللغة كأساس للقومية)في موضوع مقاطعتي الألزاس واللورين بعد احتلال1870الألماني لهما.وهو يعتبر في نظريته حول"الشعب اليهودي"،الواردة في كتابه المذكور،أن الأخير هو حصيلة "لكونه جماعة تاريخية ذات خصائص لاتخطئها العين،تشملنا جميعاً"،إلاأنه يقول أيضاً أن مايكوِن ويحدِد أساساً وعي اليهودي لذاته ،في العصر الحديث،هو نبذ الآخرين له،حيث"الأكثرية هي التي تقرر من هم الغرباء"،ليخلص من خلال هذا إلى أن"نحن ماصنع منا الغيتو"،ومعتبراً أن الصهيونية وأفكار هرتزل ستكون مقبولة"في البلدان التي يسود بها العداء للسامية".
كانت آراء هرتزل متابعة لمبادىء حركة"أحباء صهيون"،التي تأسست عام1882في روسيا إثر المذابح التي حصلت لليهود بعد اغتيال القيصر الروسي في1881،والتي استنبطت كلمة(اسرائيليين)بدلاً من(اليهود)،كماكان ناتان بيرنباوم(أحد قادة تلك الحركة)أول من قال بمصطلح الصهيونية،وقد كان دور بيرنباوم رئيسياً في المؤتمر الأول للحركة الصهيونية العالمية الذي عقد في مدينة بال السويسرية عام1897.
من هنا يمكن اعتبار التعريف الصهيوني للأمة بأنه أقرب إلى التعابير الحديثة للدعوات القومية،التي لاتربط مفهوم الأمة بالدين بل ب(القوم)أو(الشعب)،وبالتالي فهي لاتربط كلمة اليهودية بالدين اليهودي بل بالجماعة أوالإثنية التي حملت تاريخياً هذه الصفة،الأمر الذي قدم تعبيراً دقيقاً عنه أحد كبار منظِري الصهيونية،وهو جاكوب كلاتزكين،في عام1918:"لكي تكون جزءاً من الأمة لاحاجة بك للإعتقاد بالدين اليهودي أوتبني النظرة الروحية لليهودية...القومية اليهودية هيالشراكة في الماضي والرغبة الواعية في متابعة تلك الشراكة للمستقبل".
في عام1901 ظهر بوجه هذا الإتجاه،الذي كانت نظرته علمانية وغير متدينة لمفهوم اليهودية والذي سيطر على الحركة الصهيونية منذ تأسيسها،تيار(الصهيونية الدينية)بزعامة الحاخام الليتواني جاكوب راينس،وهو المؤسس لحركة مزراحي(تولدَ عنها حزب مزراحي في1918ثم حزب المفدال في1956)التي قطعت مع المتدينين اليهود(الحريديم)الذين رفضوا الفكرة الصهيونية(لأن قيام "مملكة بني اسرائيل"مشروط عندهم بمجيء المسيح المنتظر)إلاأن حركة مزراحي رفضت علمانية هرتزل التي تقول بأن اليهود جماعة إثنية،لتعتبر أن"القومية اليهودية" مصدرها هو الدين وأنه لايوجد غيره كأساس لليهودية،مع رفضها أيضاً لكل النزعات الاصلاحية الخاصة بالشعائر والطقوس والمعتقدات الدينية اليهودية التي كان يتبناها الهرتزليون لصالح يهودية أرثودكسية أصولية ممزوجة مع الصهيونية.
لم تخرج الصهيونية العمالية أوالمنشقون عنها في الحركة الصهيونية التصحيحية(بزعامة فلاديمير جابوتنسكي بين عامي1925و1940وبعده مع مناحيم بيغن في زعامته لحزب حيروت منذ1948ولتكتل الليكود بدءاًمن1973)عن تصورات هرتزل لمفهوم اليهودية،وقد رفض بن غوريون قبل قيام دولة اسرائيل(وبعده)مطالب الأحزاب الدينية بجعل التوراة دستوراً لاسرائيل،كما رفض تضمين نص اعلان تلك الدولة،بيوم14أيار1948،أي إحالة إلى المشروعية الدينية كأساس لها،وإن كان هناك إشارات ذات مغزى لما وضع علم دولة اسرائيل وهو يحمل نجمة داود بالترافق مع رداء الصلاة اليهودي،فيماظهرت المفاهيم المتباعدة لمفهوم اليهودية بين العماليين والحيروتيين وبين المتدينين(أي إن كانت مصدريته قومية أم دينية) لما تم وضع"قانون العودة"في1950 واعترض عليه المتدينون بدعوى أنه"يكون المرء يهودياً متى كان مولوداً من أمٍ يهودية" بينما قال ذلك القانون بأن كل يهود العالم لهم"الحق بالمجيء بصفة مهاجر عائد"سواء كانوا من أمٍ يهودية أم لا،وهو مااستمر وزاد مع هجرة مليون شخص من يهود الإتحاد السوفياتي السابق في العقد الأخير من القرن العشرين والذين لاينطبق على الكثير منهم ذلك التعريف ليهودية اليهودي الذي تتبناه المؤسسة الحاخامية والأحزاب الدينية الصهيونية(=المفدال)والأحزاب الحريدية اللاصهيونية(=أغودات اسرائيل).
يلاحظ،في هذا الإطار،أن دعوات رؤساء الوزارة الاسرائيلية سواء كانوا من العماليين(=بن غوريون- شاريت- أشكول- غولدا مائير- رابين- بيريز- باراك)أوالليكوديين(=بيغن- شامير- ناتنياهو في التسعينيات)للدول العربية من أجل الاعتراف بدولة اسرائيل لم تكن تتضمن مطلب الاعتراف بها ك"دولة يهودية"،وهو شيء أيضاً لم يطلبه رابين من عرفات في اتفاقية أوسلو،فيما بدأ ذلك المطلب مع شارون في 2004،بعد عام من خطة"خريطة الطريق"الصادرة في30نيسان(ابريل)2003،ثم ليستمر ويتكرس مع حكومة أولمرت،ومؤخراً مع ناتنياهو بعد توليه في 2009لرئاسة الوزارة الاسرائيلية ثانية،وهو أمر يبدو أن زعيم حزب العمل باراك ليس خارجه أثناء مسار شراكته الائتلافية في حكومتي أولمرت وناتنياهو.
السؤال الآن،وهو شيء أساسي لم تتناوله حتى تاريخه الأقلام العربية:لماذا يطرح الاسرائيليون هذا المطلب،وماذا يريدون منه؟.............
هنا،من الممكن تقديم تأويلات عدة:يريدون اعتراف عربي بمشروعية الأيديولوجية الصهيونية(بمطالبها بفلسطين كاملة عند غرب نهر الأردن،أوعلى ضفتيه كماطالب جابوتنسكي)،أي إلى مسافة أبعد كثيراً من الاعتراف السياسي بذلك الأمر الواقع الذي أصبح على أرض فلسطين بدءاً من يوم14أيار(مايو)1948 ؟.............التأويل الثاني:يمكن أن يكون التأويل السابق في حالة تراكب بنيوي مع اتجاه صهيوني(عند اليمين واليسار في اسرائيل)يسيرنحو "النقاء الديموغرافي"،الشيء الذي ربما يعبر عنه رمزياً الجدار العازل الذي يوحي باتجاه لوضع دولة في غيتو بعد أن كان الأخير معزلاً لأفراد أولجماعة،وتعبر عنه سياسياً دعوات الترانسفير(=الترحيل)لعرب1948،وهو ماسيكون أي اعتراف عربي بإسرائيل ك"دولة يهودية"إما مؤدياً إلى تأمين غطاء رسمي عربي لترحيلهم،أولوضعهم في وضعية الزنوج أثناء دولة التمييز العنصري بجنوب افريقيا؟.........
هناك أمر آخر سيقود إليه أي اعتراف رسمي عربي باسرائيل ك"دولة يهودية":تقديم المشروعية السياسية لأي دعوات إلى قيام"الدولة الاسلامية"،وإلى جعل الصراع( الذي لن ينتهي مع أي اعتراف رسمي عربي) مع اسرائيل صراعاً اسلامياً- يهودياً،وليس عربياً – اسرائيلياً،حيث لن يفهم العرب والمسلمون مصطلح(اليهودية)- وبغض النظر عن تفسيرات هرتزل ومن تبعه لهذا المصطلح- إلابكونه بالمعنى الديني وفقاً لماكان يقوله الحاخام راينس مؤسس الصهيونية الدينية،وهو ماسيقود بالتأكيد إلى وضع القرآن في مواجهة توراة"الدولة اليهودية"،وليس ماركسية الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ولاالوطنية الفلسطينية لحركة فتح.



#محمد_سيد_رصاص (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ايران:هل ستكون المآلات سوفياتية أم صينية؟
- إريتريا: تعويم دور دولة صغيرة ثم اغراقه
- واشنطن وتل أبيب: تاريخ الصدام
- الهند: اقتراع الديموقراطية الأكبر في العالم!
- دارفور:النزاع غير المنسي -
- مسار التحول اليميني الاسرائيلي
- وصول النزاع السريلانكي المنسي إلى مرحلة حاسمة
- إلى أين وصلت حروب ونزاعات منطقة البحيرات الإفريقية الكبرى؟.. ...
- الإمبراطورية والثقافة
- هل الرؤساء الأميركان وجوه متعددة لعملة واحدة ؟......
- مآزق المعتدلين العرب
- ماذا ترتبط الزعامة المصرية للشرق العربي مع تدهوره وسقوطه؟... ...
- العثمانية الجديدة
- هل ستلاقي باكستان مصير سابقاتها من الدول المافوق قومية ؟...-
- الهند وباكستان:تغير المواقع
- تبريد لبنان
- الرئيس المدني الذي حجّم العسكر
- بوتفليقة: الرئيس المدني الذي حجَم العسكر
- استخدام اليمين لكارل ماركس
- تنامي قوة دول الجوار العربي


المزيد.....




- دام شهرًا.. قوات مصرية وسعودية تختتم التدريب العسكري المشترك ...
- مستشار خامنئي: إيران تستعد للرد على ضربات إسرائيل
- بينهم سلمان رشدي.. كُتاب عالميون يطالبون الجزائر بالإفراج عن ...
- ما هي النرجسية؟ ولماذا تزداد انتشاراً؟ وهل أنت مصاب بها؟
- بوشيلين: القوات الروسية تواصل تقدمها وسط مدينة توريتسك
- لاريجاني: ايران تستعد للرد على الكيان الصهيوني
- المحكمة العليا الإسرائيلية تماطل بالنظر في التماس حول كارثة ...
- بحجم طابع بريدي.. رقعة مبتكرة لمراقبة ضغط الدم!
- مدخل إلى فهم الذات أو كيف نكتشف الانحيازات المعرفية في أنفسن ...
- إعلام عبري: عاموس هوكستين يهدد المسؤولين الإسرائيليين بترك ا ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد سيد رصاص - مفهوم يهودية دولة اسرائيل عند اتجاهات الحركة الصهيونية