أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عماد علي - ثقافة الناخب و فرص نجاح المرشح في انتخاباتنا














المزيد.....

ثقافة الناخب و فرص نجاح المرشح في انتخاباتنا


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 2706 - 2009 / 7 / 13 - 03:26
المحور: المجتمع المدني
    


كما هو حال جميع العمليات السياسية العامة ، فان الانتخابات كاحد اهم المباديء الاساسية و الالية المثالية المهمة الرئيسية لتطبيق الديموقراطية لحد اليوم ، تستند بشكل لا يمكن تقديره على مجموعة من الركائز و العوامل الحاسمة و منها الثقافة العامة للشعب و مستوى ثقافة الناخب و فكره و نظرته الى الحياة و ما فيها، اضافة الى عقيدته و ايديولوجيته و ايمانه في الشرق الاوسط بالذات، و تدخل الميول و الامنيات و الالمامات و الظروف الاقتصادية الخاصة به كمؤثرات ( و ان كانت بعضها ثانوية) على كيفية اختيار المرشح و المراد من الصفات التي يجب ان يتميز بها من جميع النواحي .
و من التجارب المتواضعة الي مرً بها العراق و من ضمنها الانتخابات البرلمانية الفدرالية و مجالس المحافظات و ما جرى في اقليم كوردستان خلال هذه المدة، يزودنا بمعلومات واقعية التي تتوفر تحت الايدي لنتمكن من تقييم العملية الانتخابية بمجملها ، من الظروف الاجتماعية و العادات و التقاليد و الروابط الاجتماعية و دورها على تفكير الناخب و دور الحالة الاقتصادية و ما تفرضها على عقليته و تصنيفه الطبقي ، اضافة الى العقائد و الايديولوجيات و ما تركها التاريخ من كافة الجوانب، على اخلاقيات و سمات المواطن و تفكيره و دوره في الامور العامة و ارادته في العمل .
لو القينا نظرة فاحصة على القوائم و المرشحين المتنافسن و من ورائهم من الاحزاب و التكتلات و التيارات ،و القانون الذي نعتمد لانتخابات البرلمان الكوردستاني ، لم نر انتخابا مباشرا مفتوحا و فرديا كي يعتمد الناخب على تقييمه لمن يمكن ان يخدمه ، كل ما يهتم به هو ايمانه و نظرته لجهة سياسية دون اخرى او علاقاته و انتمائاته السياسية و العشائرية و القبلية و الاجتماعية بشكل عام ، و ليس اختيار الصالح الافضل الذي يمكن ان يخدم اكثر من غيره و باحسن وجه كما هو المطلوب من جوهر العملية . و لذلك تكون الثقافة السياسية العامة للفرد هي النقطة الهامة المعتمدة و العامل الحاسم الاوحد للاختيار و ليس الخدمات و ما يهم المواطن و معيشته بشكل خاص لحد اليوم . و لذلك ، لا يمكن ان نقيس مدى نجاح مرشح ما على صدقيته و شعبيته و قدرته و معرفة الناخبين به بقدر تاريخه الثوري و نضاله و فكره السياسي و انتمائاته الحزبية و موقعه الاجتماعي و سلطته . و به لا يمكن التعويل كثيرا على ثقافة الناخب و هي الاهم في محتوى العملية الانتخابية الطبيعية و في جو من السلم و الامان بعيدا عن الضغوطات المتنوعة التي تمارس باشكال مختلفة ، و في اكثر الاحيان تؤدي الى سلب الارادة و عدم امتلاك ما يتطلبه الناخب في توفيرما يمكن اعتباره من الخدمات العامة و هو حق من الحقوق الشرعية للمواطن ان اراد ممارسته . و لذلك لا يمكن التعويل على مستوى ثقافة الناخب كشرط ضروري اول عدا النخبة القليلة التي تفرض ارادتها بنفسها و هي ليست بعامل حسم في العملية . اي فرصة نجاح اي مرشح لا يمكن تخمينها استنادا على تقييم وضع و ظروف و عقلية الناخب في هذه المرحلة بحد ذاتها ، نظرا لما تجري عليه العملية من قانون الانتخابات و دور الاحزاب و الوضع السياسي و نسبة المثقفين و مدى تاثير الراي العام و دور الصحافة و الاعلام على العملية في ظل الحرية النسبية المتوفرة منذ عقدين ، اي يمكن ان نعلن بان المعادلة النسبية بين ثقافة الفرد و الناخب و مستوى المرشح و فرصة نجاحه لا يمكن التعويل عليها علميا لمعرفة النتائج و لا تنتج الاحتمال الاقرب الصحيح مهما كنا دقيقين في تقديرنا . و هذا يبين قوة العوامل الاخرى التي تحدد فرص نجاح مرشح و لم تات الثقافة الا في الصفوف الاخيرة من العوامل المؤثرة في هذه المرحلة من العملية الانتخابية و كما هو ظاهر على ارض الواقع . العامل الاول لحد هذه اللحظة هو المصالح الاقتصادية الشخصية البحتة فقط و مدى الاستفادة من قائمة دون اخرى بغض النظر عما فيها من المرشحين و مستواهم و تاريخهم و قدرتهم و امكانياتهم و خبرتهم لخدمة الشعب ، و نظرتهم لمختلف النواحي التي تمس معيشة المواطن ، او ما يمتلكون من التجارب العملية وما يتصفون به من النشاط و الاخلاص ، بل التصويت و الترشيح يكون لصاحب القائمة من الاحزاب و الكيانات و الشخصيات العامة . اي فرص الفوز لا تعتمد على القواعد العلمية الاساسية ، و بالتالي نجاح المرشح عند انتخابه في عمله غير مضمون و لا يمكن انتظار الكثير منه .



#عماد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل حصل الاصلاح لكي يتم التغيير في اقليم كوردستان ؟
- هل يحق لاقليم كوردستان اقرار دستوره الخاص بحريٌة
- ثقافة السلام و المدنية هي ثقافة العصر
- التغيير في المجتمع و ليس الحزب فقط
- وسائل الاعلام و المثقف و الكيانات السياسية في عملية الترويج ...
- الاحداث تكشف الخفايا احيانا
- دور المثقف في حملات الترويج الانتخابية
- هل تستغل امريكا الثغرات في اقليم كوردستان ؟
- علاقة التغيير مع الحرية و العدالة الاجتماعية
- كيف يكون البرلمان القادم في كوردستان
- المثقف بين التفاؤل و التشكيك
- المشكلة اكبر مما بين المحافظين و المعتدلين في ايران
- الاستناد على العقلانية في التحالفات السياسية
- موقف المثقف الحاسم في تجسيد المجتمع المدني
- دور حرية الفرد في تطبيق مفهوم الديموقراطية
- لن يتم الاصلاح بيد من يقف ضد الديموقراطية
- الاسباب الحقيقية لاحداث العنف بعد انتخابات الرئاسة الايرانية
- ما الذي يدفع الناخب الى التصويت لبرلمان كوردستان
- متى ننتهي من الدوران في الحلقة المفرٌغة ؟
- استغلال الانتخابات الرئاسية للتنفيس عن المكبوت عند الشعب الا ...


المزيد.....




- ماذا يعني أمر اعتقال نتنياهو وجالانت ومن المخاطبون بالتنفيذ ...
- أول تعليق من أمريكا على إصدار مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغال ...
- الحكومة العراقية: إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرات اعتق ...
- العفو الدولية: نتنياهو بات ملاحقا رسميا بعد مذكرة المحكمة ال ...
- البيت الابيض يعلن رسميا رفضه قرار الجنائية الدولية باعتقال ن ...
- اعلام غربي: قرار اعتقال نتنياهو وغالانت زلزال عالمي!
- البيت الأبيض للحرة: نرفض بشكل قاطع أوامر اعتقال نتانياهو وغا ...
- جوزيب بوريل يعلق على قرار المحكمة الجنائية الدولية بحق نتنيا ...
- عاجل| الجيش الإسرائيلي يتحدث عن مخاوف جدية من أوامر اعتقال س ...
- حماس عن مذكرتي اعتقال نتنياهو وغالانت: سابقة تاريخية مهمة


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عماد علي - ثقافة الناخب و فرص نجاح المرشح في انتخاباتنا