مازن كم الماز
الحوار المتمدن-العدد: 2707 - 2009 / 7 / 14 - 10:14
المحور:
سيرة ذاتية
أقفلت الدائرة أخيرا , فبالموت يستكمل الشق التراجيدي من الأسطورة الذي لا تقوم الأسطورة من دونه , نحن هنا في قلب ميثولوجيا العالم البرجوازي المعاصر , هذه الميثولوجيا التي تؤله أو تأسطر السلعة و تسلع الأسطورة , ففي عالم رأس المال لا وجود إلا للسلع , لا يعني هذا فقط أن كل شيء قابل للشراء و البيع , بل أن كل شيء ينتج للتبادل و أن قيمته الفعلية تتشكل في السوق أثناء التبادل لا في عملية الإنتاج , و السلعة تختلف هنا في أنها تنتج ليس فقط لإشباع حاجة موجودة بالفعل , بل في أن حاجات ما وهمية تخلق لتناسب سلع ما بعينها , هذا هو جوهر ثقافة المجتمع الرأسمالي المعاصر الاستهلاكية , لكن صناعة الفن أو صناعة الترفيه كما تسمى لا تنتج فقط سلعا بالمعنى الاقتصادي , و لا حتى سلعا تحظى بدرجة عالية من الفيتشية ( الترميز أو حتى العبادة ) , بل إنها تنتج عالما موازيا من الصور الإيجابية التي تحول مستهلكيها إلى متفرجين سلبيين , إنها تنتج عزاء و جنة هذا العالم الذي بقي بلا عزاء و دمر جنته الغيبية , إنها تنتج أفيونه الجديد , ليس غريبا أن استخدم ماركس ليصف اغتراب العامل و الإنسان في المجتمع البرجوازي ذات العبارات التي استخدمها فيورباخ من قبله لوصف اغتراب الإنسان عن صورة الإله , و لهذا تبدو هذه الصور ذات وظيفة مزدوجة , من جهة فهي تخلق حالة من السكون الروحي التي تقوم على انمحاء الذات أو تغييبها لصالح ذات خارجية تحدد ملامحها و صفاتها مختبرات صنع الصورة مستخدمة أيقونات مثل جاكسون , أو حالة من الهستيريا الجماعية حول هذه الأيقونات تشبه الهستيريا الجماعية التي اخترعها غوبلز حول زعيمه الفوهرر , كنقيض مقبول سلطويا و ثقافيا للرتابة الروتينية التي تمضي إلى ما لا نهاية ( أو إلى النهاية المحتومة ) في المجتمع البرجوازي المعاصر , مع موت جاكسون , يفاجئنا من جديد هذا التشابه الكبير بينهم و بين مصارعي روما القديمة , أبطال تسليتها الأكثر شهرة و شعبية , عندما يستدر صراع البطل صراخ الحشد و إعجابه , على البطل أن ينتهي على صورة مأساوية , وسط الدماء و الخوف و الألم , هكذا فقط يصل إشباع الحشد ذروته.........
#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟