أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - مرفان كلش - ورقة التين تسقط عن عورة البعث الاسدي في- ربيع قامشلو















المزيد.....

ورقة التين تسقط عن عورة البعث الاسدي في- ربيع قامشلو


مرفان كلش

الحوار المتمدن-العدد: 825 - 2004 / 5 / 5 - 07:38
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


قامشلو ، من المدن الكردية القليلة في كردستان سورية التي سلمت من تعريب اسمها ،وفق السياسة الشوفينيةالبعثية العروبية ، رغم ان هذا الاسم الكردي تم تحريفه الى ( القامشلي ) هذه المدينة التي شهدت مؤخرا تلك الهبّة الشعبية العارمة ضد السلطة البعثية القمعية بشقيّها الاسدي و الصدّامي ، والتي ابتدات على ارض ملعبها ، اثناء مباراة لكرة القدم منقولة مباشرة على الهواء من قبل التلفزيون البعثي الرسمي ( السوري ) .
فقد وصل عدد كبير من ما بدا للوهلة الاولى انهم مشجّعوا فريق الفتوة الديري المعروف بشغبه ورعويته
القادم من مدينة ديرالزور هذه المدينة التي خضعت دومآ لتأثيرالدعاية العنصرية البعثية عمومآ والتكريتية خصوصآ المعادية للاكراد والتي استفاد منها البعث المخابراتي في مؤامرته الحالية ضد اكراد سورية وقد تجّلت بدخول هؤلاء الرعاع الحاقدون الى داخل الملعب ومعهم مسدسات مزودة بكاتم صوت !!! فضلآ عن حقائب مليئةبالحجارة والعصي وصور جرذ العوجة صدام ليموّهوا بها على جريمتهم على اساس انها مجرد شغب زعران ملاعب . والغريب ان يصل هؤلاء من مدينة تبعد عن قامشلو بحوالي 3 ساعات بالحافلات ، ثم يدخلون بكل هذه الحقائب والاسلحة دون ( علم ) المخابرات السورية وهي الشهيرة بدقة مراقبتها للمواطنين حتى انها تحصي على المواطن انفاسه ، فكيف بنا في ظروف المنطقة المحاذية لحدود العراق ؟!!
هكذا ابتدات المؤامرة ، بوصول هؤلاء الحاقدون الى مدينة قامشلو الآمنة ، حيث بدأوا يصولون و يجولون وهم يهتفون بأسم جرذ العوجة صدام على أنهم ( فدائيوا الفلوجة ) حيث راحوا يستفزون أهالي المدينة بالشتائم ضد الرموز الوطنية الكردية ، ليتمادوا في ذلك قبل دخولهم الملعب بساعتين دون أن تتصدا لهم سلطات الأمن ، خاصة وقد بدأوا بمهاجمة المحلات التجارية والأعتداء على الأهالي وحتى وصلت أستفزازاتهم الى داخل مسجد زين العابدين أثناء خطبة الجمعة !!!
والأدهى أن هذه السلطات الأمنية سمحت لهم بدخول الملعب دون تفتيش على عكس ما جرى مع أنصار فريق الجهاد حيث تم تفتيشهم بدقة مع علم الأمن بأنهم ليسوا جميعا من الأكراد ، بل بينهم سريان و أرمن ...! والمهزلة هنا ، أن هذا الأجراء بدا لجماهير المدينة ، وكأنما هو عبارة عن رمي هؤلاء المشجعين عزّلآ أمام مجموعة كبيرة من الغوغاء الحاقدين المسلحين كانوا قبل قليل يهينون مدينة بأسرها بهتافاتهم العنصرية وأعتداءاتهم الجبانة كرمزهم الجبان جرذ العوجة !
وهاهي فصول المسرحية – المؤامرة ، تبدأ داخل الملعب بأحتلال ( جمهور) فريق ( الفتوة ) المزعومين لجهة المدّرج المخصص لأنصار فريق الجهاد وهو القريب من الباب الرئيسي ، بهدف الأستفزاز و
لأستكمال مخططهم الأجرامي بحصر ضحاياهم داخل نطاق الأسوار أطول فترة ممكنة وتعريضهم لوابل غزير من الحجارة والرصاص من مسدسات كاتمة صوت ،مما ادى بالكثير منهم الى القذف من أعلى المدرّج الى ساحة الملعب المكشوفة هربا بأرواحهم ويشهد على فصول هذه المسرحية – المؤامرة ، البث الحي والمباشر للتلفزيون الرسمي ، والذي يظهر هؤلاء الرعاع الصداميين وهم يحملون صور رمزهم وقائدهم الجبان جرذ العوجة صدام ، وهم يطاردون جماهير قامشلو العزّل بشعاراتهم الأستفزازية : ( نحن أبناء الفلوجة )............
(عاش صدام حسين ).............. ( يسقط البارزاني و يسقط الطالباني )....... (يسقط البيشمركة) ...........( تسقط كردستان )..........(أمريكا موهون مين راح يحميكم ياكلاب )...!!!
وكل ذلك على مرأى من أعين السلطات الأمنية داخل وخارج الملعب ، خاصّة أن البث التلفزيوني لم ينقطع بل تواصل صوت المذيع وهو يعلن أن شغبآ كبيرآ يحدث في الملعب وأن أطفالآ سقطوا ضحايا ..........!! وهنا بدأ ردّ فعل أهالي مدينة قامشلو ، خاصة وأنهم كانوا يتابعون ما يجري في الملعب على شاشة التلفزيون ، فاندفع الكثير منهم من بيوتهم ليروا ما جرى لأبنائهم واخواتهم هناك ، وعلى مدخل الملعب فوجئ الأكراد بتواجد كثيف مسبق لقوة الأمن وبوصول المحافظ القاتل سليم كبول مع زمرة من قيادي الأمن والبعث وليصدر أوامره فورآ بأطلاق الرصاص على الجماهير العزل بدلآ من توجيهها الى أولئك الحاقدين المسلحين القادمين من ديرالزور ، فيتضح أن المؤامرة كانت منسوجة بين أيتام وفلول البعث الصدامي وشقيقه البعث الأسدي المخابراتي بأستعمال الذخيرة المحرّمة دوليآ ( طلقات متفجرة ) ، ونهوض المحافظ القاتل شخصيآ كالكوبوي ساحبآ مسدسه ليطلق النار على الأكراد قائلآ بحقد عنصري :
( تفوا عليكم أيها الأكراد )!!!
المؤامرة هذه لم تنشأ صدفة ومن الفراغ ، بل كانت مثل المسرحية ذات الفصول وفكرتها كمنت لدى رموز السلطة الأمنية البعثية الطاغية القابعة في دمشق فهي التي خططت لها وأوعزت لأجهزتها الأمنية التي لاتحصى لتنفيذها ، مستخدمين الغوغاء الرعويين القادمين من ديرالزور كواجهة لهم !!
هادفين اجهاض الحركة الكردية في سوريا لأنها الأكثر تنظيمآ ونشاطآ داخل قوى المعارضة الوطنية السورية ، وصولا الى فرض حالة شاملة جديدة من الأرهاب داخل المجتمع السوري الذي بدا في الفترة الأخيرة أكثر جرأة وتحديآ للطغمة الحاكمة في مطالبتها بألغاء حالة الطوارئ عشية أحتفال حزب البعث الرعوي الشوفيني بمرور 41 عامآ لأستيلائه على السلطة ، مبررين بهذه المؤامرة الخطيرة أستمرار عسكرة البلاد من خلال حالة الطوارئ المفروضة دون أي سند شرعي على أساس ان ذلك يتوافق وأمن الوطن (المهدد بالخطر ) !!! الوطن الذي أوصلوه الى الحطيط ليتباكوا عليه كالتماسيح.
والأخطر من ذلك ، أن هذه المؤامرة الغبيّة كشفت بلا أي لبس مدى تورّط النظام السوري في دعم الأرهاب داخل العراق المتحرر حديثآ من حكم شقيقهم البعث العراقي والطاغية صدام حسين . فهل يعقل أن يقوم جمهور مسلّح بهذا الحجم بمهاجمة مدينة كردية سورية آمنة لم تشهد في كل تاريخها رغم فسيفساءها الأثني الجميل والغني أي فتنة . بل وعرفت بأنها معقل نضال ضد الأنتداب الفرنسي وأنها أحدى قلاع التقدمية في سوريا ، ولم تتورط أبدآ خلال أحداث الثمانينات الطائفية على العكس من مدينة ديرالزور المتفشّي فيها الحقد العنصري والطائفي الصدّامي الذي كان دائمآ موجهآ بالدرجة الأولى ضد الحكومة السورية وخاصة خلال حياة الطاغية حافظ الأسد !!
غير أن خليفته ووليّ عهده الملك الجمهوري !! آثر بضغط من الحرس القديم الذي أغرقه صدام حسين بالدولارات . آثر بدلآ من التعامل الواقعي المتعقل مع المستجدات الراهنة ، بمنح الديمقراطية للبلاد من خلال مشروع شامل للأصلاح من ضمنه اعطاء الشعب الكردي في سوريا حقوقه القومية المشروعة . فضلآ عن مستحقات الأقليات القومية من سريان وأرمن .....وغيرهم،
آثر هذا النظام بدلآ من ذلك أن يربط مصيره بمصير القوى الظلامية والعنصرية والأرهابية في المنطقة بدلآ من مشروع الأصلاح الوطني . ولا أعرف لماذا لايذكر الرئيسالابن بأن الرئيس الأب كان قد قاتل تحت راية العلم الأمريكي ضد صدام حسين في حرب تحرير الكويت !!.
ولايشك أحد من المراقبين والمهتمين بما جرى ، بأن هذه الهبّة الكردية التي هزّت سوريا ، أن أستمرّ الأحتقان ستتحول الى أنفجار شعبي عام ضد السلطة الطاغية لحزب البعث وربما جرّ ذلك الى تدخّل خارجي لايتمنى أحد من المخلصين للوطن بحصوله . راجين أن يكون وطننا بعيدآ عن الفوضى و الأقتتال .

مرفان كلش
السويد 2004-03-29




#مرفان_كلش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- مزارع يجد نفسه بمواجهة نمر سيبيري عدائي.. شاهد مصيره وما فعل ...
- متأثرا وحابسا دموعه.. السيسي يرد على نصيحة -هون على نفسك- بح ...
- الدفاع الروسية تعلن حصيلة جديدة لخسائر قوات كييف على أطراف م ...
- السيسي يطلب نصيحة من متحدث الجيش المصري
- مذكرات الجنائية الدولية: -حضيض أخلاقي لإسرائيل- – هآرتس
- فرض طوق أمني حول السفارة الأمريكية في لندن والشرطة تنفذ تفجي ...
- الكرملين: رسالة بوتين للغرب الليلة الماضية مفادها أن أي قرار ...
- لندن وباريس تتعهدان بمواصلة دعم أوكرانيا رغم ضربة -أوريشنيك- ...
- -الذعر- يخيم على الصفحات الأولى للصحف الغربية
- بيان تضامني: من أجل إطلاق سراح الناشط إسماعيل الغزاوي


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - مرفان كلش - ورقة التين تسقط عن عورة البعث الاسدي في- ربيع قامشلو