أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - مصطفى العوزي - العربية ... اللغة و العصر














المزيد.....

العربية ... اللغة و العصر


مصطفى العوزي

الحوار المتمدن-العدد: 2705 - 2009 / 7 / 12 - 08:42
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


كتب أحد المفكرين الألمان عن اللغة العربية يقول ، " اللغة العربية لغة ظلت متخلفة لا تواكب تطورات العصر و ذلك راجع لكونها لغة مرتبطة أشد الارتباط بالمقدس تنبع منه و تعود إليه ، و لعل هذا ما جعل المواطن العربي يظل قابعا في قفص التقليد و التراث دون السعي إلى اقتباس قيم و رموز الحداثة كما هي عليه لدى الغرب " ، ترى هل كان هذا القول نابعا عن حقيقة تاريخية علمية متيقن منها ؟ أم أن الأمر و ما فيه ليس إلا ارتساما عاما قد يقول به أي كاتب أو قائل عابر في النص و المعنى ؟ .
تطرح هذه الفكرة أزمة اللغة العربية في العصر الحالي ، أزمة تتداخل في إنتاجها عوامل متعددة ، يبقى من أبرازها عاملا إضعاف الهوية الوطنية من طرف المستعمر ، و إهمال المثقف العربي للإنتاج الفكري بلغته الأم ، بالنسبة للعامل الأول ، يمكن رصده مع دخول المستعمر للدول العربية – شمال إفريقيا ، الخليج العربي ، الهلال الخصيب - و توقيع عهود الحماية أو الانتداب من طرف الدول الامبريالية الكبرى – بريطانيا ، فرنسا ، ألمانيا و اسبانيا ، ايطاليا ...– ، حيث حاولت هذه الدول نزع الهوية الوطنية و ذلك بضرب مكوناتها الأساسية المتمثلة في اللغة و الدين و العادات و التقاليد و كذا الأعراف و الطقوس المعمول بها ، مستعملة حينا مبدأ العنف المادي ( قمع بعض رموز النخبة المثقفة و العلمية ذات التكوين العربي بجامعة القرويين ، و قمع الزوايا و رجال الدين في المغرب مثلا ) ، و مبدأ العنف الرمزي حينا آخر، من خلال محاولة إنتاج نخبة مغربية مفرنسة أو فرانكفونية تضمن إدخال و استمرار الثقافة الفرنسية ، و كذا جعل اللغة الفرنسية مفتاح العمل بالإدارة الاستعمارية و هو ما سيظل قائما حتى بعد خروج المستعمر ، ثم جعل التعليم بالمغرب مفرنسا و إعطاء أولويات التشغيل لأولائك ذوي التكوين الفرنسي من خلال إنشاء مدارس ثانوية فرنسية لازال بعضها قائما إلى يومنا هذا ( ثانوية ليوطي بالدار البيضاء ، و ديكارت بالرباط ).
أما العامل الثاني فيترأى في حجم و نوع الإصدارات الفكرية و كذا عدد الكتب و المفكرين العرب الذين يكتبون و يتحدثون اللغة الأجنبية ، في المغرب مثلا يوجد العديد من الباحثين و المفكرين و الأدباء ممن يفضلون الكتابة و التعبير بغير لغتهم العربية ، مما يساهم في إضعاف اللغة العربية ، و كذا عدم إحداث نهضة فكرية تنويرية تمتح من قيم العروبة و الإسلام ، على غرار النهضة الاروبية التي اعتمدا فيها الرواد المحدثون لها على لغاتهم الأم دون التطاول على لغات الآخرين ، و هنا تحضروني حادثة عشتها و أنا احضر إحدى الندوات الفكرية للسوسيولوجي عبد الصمد الديالمي قدم فيها إحدى كتبه ، حيث سأله احد الحاضرين عن السبب في تأليف الكتاب باللغلة الفرنسية هل السبب يعود لكون أن اللغة العربية لا تستطيع التعبير عن الظاهرة التي قام الباحث بدراستها ؟ فكانت إجابة الديالمي بسيطة و هي أن السبب في الآمر ليس إلا حضور المنطق النفعي و الربحي ، حيث صرح الباحث علنا " على العكس اللغة العربية قادرا على التعبير بشكل جيد لكني كتبت بالفرنسية لأضمن مكاني في السوق الفرنسية ليس إلا " ، بعد هذا الاعتراف هل يحتاج الآمر إلى تعليق ؟




#مصطفى_العوزي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا تقدم الغرب و تاخر الشرق
- سيجارة مارلبورو
- الحلوة دي في قفص العولمة
- هل نحن مجتمع قارئ ؟
- المرأة : الضحية الاولى للعولمة
- ستظل الخطيبي في الذاكرة موشوما
- لصوص دون كيشوت و انتهاكات حقوق الانسان
- رحلة
- كسكس شبابي
- التسول فيه و فيه
- في مفهوم السلطة
- نصف قرن على مرور الثورة الكوبية ... فمتى تأتي الثورة العربية
- معبر مسدود
- غارة و مات الحراس
- احتفالات بألوان الدم و الجزن
- هبة من أصيلة
- يا الرايح
- يوميات مهاجر سري : الهجرة بعيون من عاشوها
- سجارة مارلبورو
- أوراق من زمان البستان


المزيد.....




- ما ردود فعل دول أوروبا على إعلان ترامب رسوم -يوم التحرير-؟
- الحرية الأكاديمية في خطر: قرارات ترامب تهدد تمويل الجامعات ا ...
- غارات إسرائيلية تستهدف مطارين عسكريين في سوريا
- وزير الدفاع الإسرائيلي: العملية العسكرية في غزة تتوسع لاستيل ...
- قائمة بالرسوم الجمركية الأمريكية الجديدة على الدول العربية.. ...
- الرسوم الجمركية..قواعد ترامب ترعب أوروبا
- ترامب يلاحظ -تعاونا جيدا- من قبل روسيا وأوكرانيا بشأن السلام ...
- -ديلي إكسبريس- نقلا عن مصدر مقرب من إدارة ترامب: إيران قد ت ...
- الخارجية السورية: تدمير شبه كامل لمطار حماة العسكري وإصابة ا ...
- وزير الخارجية الفرنسي يحذر من صدام عسكري مع طهران إذا انهارت ...


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - مصطفى العوزي - العربية ... اللغة و العصر