|
الحزبوسلامي بين الحرص على استغلال المناخ الديمقراطي، والانشداد إلى تأبيد الاستبداد... !!!.....11
محمد الحنفي
الحوار المتمدن-العدد: 2705 - 2009 / 7 / 12 - 09:06
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
إلى
كل من تحرر من أدلجة الدين.
كل من ضحى من أجل أن تصير أدلجة الدين في ذمة التاريخ.
الشهيد عمر بنجلون الذي قاوم أدلجة الدين حتى الاستشهاد.
العاملين على مقاومة أدلجة الدين على نهج الشهيد عمر بنجلون.
من أجل مجتمع متحرر من أدلجة الدين.
من أجل أن يكون الدين لله والوطن للجميع.
طبقية الانتماء الحزبي، ولا طبقية الدين الإسلامي:.....7
أما الأحزاب الأخرى، وفي مقدمتها حزب الطبقة العاملة، فلا ترى في الدين الإسلامي إلا مكونا من مكونات المجتمع العربي الإسلامي، وإلا دينا يجب احترامه، واحترام معتنقيه، وإلا مصدرا للقيم الإنسانية النبيلة، التي ترفع مكانة المجتمع العربي الإسلامي، ومكانة المسلمين في جميع أرجاء الأرض، كما ترى ضرورة تجنب استغلاله في الأمور السياسية، حتى يبقى دينا للجميع، ومستقطبا لمعتنقيه الجدد، ومحببا لدى جميع الناس أينما كانوا، بقطع النظر عن جنسيتهم، وألسنتهم، وألوانهم.
ولذلك يجب التمييز بين مستويين من الإسلام:
الإسلام باعتباره دينا للجميع، والإسلام باعتباره إيديولوجية حزب معين.
فالإسلام كدين للجميع، هو إسلام نظيف، وبعيد عن التأويل الإيديولوجي، يعمل على بث القيم الإنسانية السامية بين الناس، ويحقق الشعور بضرورة المحافظة على كرامة الإنسان على جميع المستويات، وينشر المثل العليا، ويجعل المتعامل معه يترفع عن الدنيء منها، لا يفاضل بين الناس، ولا يحرمهم من ممارسة حقوقهم المختلفة.
أما الإسلام كأيديولوجية، فهو توجه لا علاقة له بالدين الإسلامي، ولا يعمل عل نشر القيم الإنسانية، ويعطي فهما سياسيا حزبيا ضيقا للدين الإسلامي، وينبذ كل من لم يتفق معه، ويعتبره كافرا، وملحدا تجب تصفيته جسديا، لا يخدم إلا مصلحة المنتمين للحزبوسلامي، ويقيم إستراتيجيته على إهانة كرامة الإنسان على جميع المستويات، ويعتبر التاريخ الأسود القائم على سفك دماء المسلمين في جميع أرجاء الارض مثالا له، ولا يؤمن بتعددية الأحزاب، ولا بالطبقات الاجتماعية، ولا بالصراع الطبقي.
والتمييز بين هذين المستويين من الإسلام، يسهل علينا فهم الإسلام الحقيقي، وفهم الإسلام المحرف، حتى يبقى الاختيار قائما.
وهنا يطرح علينا سؤال:
لماذا يسود الاعتقاد بأن الإسلام الحقيقي صالح للجميع، وفي كل زمان، ومكان؟
هل يرجع ذلك إلى ابتعاده عن الإيديولوجية؟
وهل يرجع إلى صلاحيته للتوظيف الإيديولوجي؟
وهل يرجع إلى منظومة القيم السائدة؟
وهل يرجع إلى كون قيمه متجددة باستمرار؟
أم لكونه يعمل على تدجين البشر لصالح الطبقة الحاكمة؟
إن صلاحية الدين الإسلامي لجميع الناس، وفي كل زمان، ومكان، ترجع، في نظرنا، إلى طبيعة الدين الإسلامي السمح، باعتبار رسالته آخر الرسالات، ورسوله آخر الرسل، وباعتباره موجها لجميع الناس، ولكونه لا يفرق بينهم، ولكون ما جاء في نصوصه قابلا للتأويل، لا ليتحول إلى إيديولوجية حزبية طبقية؛ بل ليتناسب مع التأويلات الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية. وهو ما تسعى الديانة الإسلامية إلى التناسب معه في كل زمان، ومكان؛ لأن هذه الديانة تستطيع أن تستوعب ما يجري في العالم، لأنها قابلة للتجدد باستمرار، إذا استثنينا ما هو ثابت منها.
وقد وضحنا في الفقرات السابقة، بما فيه الكفاية، كونه دينا لجميع الطبقات الاجتماعية، لأن أركانه التي يقوم عليها "الشهادتان، وإقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة ممن وجبت عليه، إلى من وجبت له، وصوم رمضان، وأداء فريضة الحج إن استطاع المسلم إليه سبيلا"، تؤهله لذلك، ولأن الرسول ص، لم يميز بين من ينتمي إلى هذه الطبقة، أو تلك. فكل من آمن به، سواء كان عبدا، أو سيدا، وسواء فقيرا، أو غنيا، وسواء كان عربيا، أو غير عربي، يصبح مسلما، ولأن الغاية من اعتناق الإسلام ليست هي القيام بانجاز الطقوس المفروضة، بل هي اعتبار تلك الطقوس وسيلة للتشبع بالقيم المختلفة: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية، والتماس فعل ما يفيد المجتمع، انطلاقا من تلك القيم التي ترى استثمارها في جعل الطبقات الاجتماعية تلتزم باحترام تحقيق كرامة الإنسان، ومن منطلق الانتماء إلى موقع طبقي معين.
فالطبقة البورجوازية لا تكون مسلمة فعلا، إلا بتمتيع العمال، والمستخدمين بحقوقهم الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية.
والطبقة العاملة لا تكون مسلمة إذا قبلت الاستغلال الذي يحرمها من حقوقها المختلفة، ولم تكن مخلصة في عملية الإنتاج، ولم تحافظ على سلامة مؤسسة الإنتاج، وإذا لم تسلك الطرق المشروعة للمطالبة بحقوقها الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، عن طريق الانخراط في العمل النقابي الصحيح، والمساهمة في بناء الحزب الثوري، الذي يقود نضالاتها السياسية، إلى جانب قيادة النقابة لنضالاتها المطلبية، وإلى جانب الانخراط في الجمعيات المهتمة بحقوق الإنسان الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية، ليمتلك العمال، بذلك، أشكال الوعي الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي، المعضدة بالوعي الحقوقي، والمقربة للإيمان بالدين الإسلامي؛ لأنه كما جاء في الحديث: "المومن القوي، أفضل عند الله من المومن الضعيف".
أما الطبقة التي تهضم حقوق الطبقات الأخرى، فلا إيمان لها، كما جاء في الحديث الشريف: "والله لا يومن، والله لا يومن، والله لا يومن. قيل من يا رسول الله؟ قال الذي لا يأمن جاره بوائقه".
والجار مأخوذ من الجوار، والجوار كما يكون في السكن، يكون أيضا في علاقات الإنتاج، وفي المعاملات بصفة عامة.
ولذلك جاء في الحديث أيضا: "الدين المعاملة".
فعلاقات الإنتاج تتحول باستمرار، فقد بدأت مشاعية، ثم عبودية، ثم إقطاعية، ثم رأسمالية، ثم اشتراكية، ثم إمكانية أن تصير شيوعية، ولا يتم الانتقال إلى علاقات إنتاج أخرى إلا بعد استنفاذ مهام علاقات الإنتاج القائمة.
والدين الإسلامي لا يخص علاقات إنتاج بعينها، بقدر ما يصلح لكل مرحلة من العلاقات. فهو صالح للأسياد، والعبيد، وصالح للإقطاع، والأقنان، وصالح للبورجوازية، والعمال، وصالح للمنتجين، والمستهلكين، وصالح للتجار، والحرفيين، والموظفين، وغيرهم من باقي أفراد المجتمع، وصالح للذكور، والإناث. وهذه الصلاحية، وبهذه السعة تجعل منه دينا بريئا من التوظيف الإيديولوجي، الذي لا يخدم إلا مصالح طبقة اجتماعية معينة، دون سائر الطبقات.
#محمد_الحنفي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الحزبوسلامي بين الحرص على استغلال المناخ الديمقراطي، والانشد
...
-
الحزبوسلامي بين الحرص على استغلال المناخ الديمقراطي، والانشد
...
-
الحزبوسلامي بين الحرص على استغلال المناخ الديمقراطي، والانشد
...
-
الحزبوسلامي بين الحرص على استغلال المناخ الديمقراطي، والانشد
...
-
الحزبوسلامي بين الحرص على استغلال المناخ الديمقراطي، والانشد
...
-
الحزبوسلامي بين الحرص على استغلال المناخ الديمقراطي، والانشد
...
-
الحزبوسلامي بين الحرص على استغلال المناخ الديمقراطي، والانشد
...
-
الحزبوسلامي بين الحرص على استغلال المناخ الديمقراطي، والانشد
...
-
الحزبوسلامي بين الحرص على استغلال المناخ الديمقراطي، والانشد
...
-
الحزبوسلامي بين الحرص على استغلال المناخ الديمقراطي، والانشد
...
-
اعتماد المخابرات، ومصالح الأمن، على المرأة في إسقاط السياسيي
...
-
تحالف اليسار الديمقراطي الضرورة – السياق – الأهداف.
-
الشهيد عمر بنجلون، ومقاومة التحريف بوجهيه: السياسي، والنقابي
...
-
الشهيد عمر بنجلون، ومقاومة التحريف بوجهيه: السياسي، والنقابي
...
-
الشهيد عمر بنجلون، ومقاومة التحريف بوجهيه: السياسي، والنقابي
...
-
الشهيد عمر بنجلون، ومقاومة التحريف بوجهيه: السياسي، والنقابي
...
-
الشهيد عمر بنجلون، ومقاومة التحريف بوجهيه: السياسي، والنقابي
...
-
الشهيد عمر بنجلون، ومقاومة التحريف بوجهيه: السياسي، والنقابي
...
-
الشهيد عمر بنجلون، ومقاومة التحريف بوجهيه: السياسي، والنقابي
...
-
الشهيد عمر بنجلون، ومقاومة التحريف بوجهيه: السياسي، والنقابي
...
المزيد.....
-
آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
-
دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه
...
-
في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا
...
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
-
نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله
...
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|