أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - زهير كاظم عبود - التحريض في جرائم الأرهاب















المزيد.....

التحريض في جرائم الأرهاب


زهير كاظم عبود

الحوار المتمدن-العدد: 825 - 2004 / 5 / 5 - 07:24
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


تعاقب القوانين الجزائية في جميع البلدان على تهمة التحريض على أرتكاب الجريمة ، وهذا التحريض يأخذ اشكالاً عديدة منها المادي ومنها المعنوي .
فقد يكون التحريض بالكلام أو بالفعل ، بالكتابة أو بالخطاب الشفهي ، بالخداع او بالسيطرة على ذهنية الفاعل ، بالحث واستغلال مشكلة نفسية او شخصية لدفع المتهم لأرتكاب جريمته .
وتعتبر القوانين الجزائية تهمة التحريض من التهم التي توجب أنزال العقاب بالمتهم الذي يثبت تورطه بفعل التحريض ، ويتم ايقاع الجزاء القانوني عليها بما يتناسب مع عقوبة الجريمة التي وقعت بناء على فعل التحريض ، مما يوجب على قاضي التحقيق اجراء التحقيق الأبتدائي مع المتهم عن هذه التهمة ومن ثم تدقيق الأدلة المتوفرة في مرحلة التحقيق وأحالة المتهم على المحكمة المختصة لمحاكمته عن التهمة المسندة اليه بموجب قرار احالة .
والتحريض يعتبر جريمة من الجرائم التي تخل بأمن المجتمع ودعوة صريحة أو مبطنة تدفع بعض مرضى النفوس لأرتكاب جرائمهم تحت شتى الأسباب والمبررات .
ويتخذ دعاة التحريض على الجريمة من أسباب وذرائع يتم التبرقع خلفها ويتخذونها ذرائع او غطاء يدفعهم لممارسة فعل التحريض ، ومن بين هذه الذرائع والأسباب الزعم بضرورة احترام الأعراف والتقاليد أو الأساءة والأهانة الشخصية أو الدفاع عن الشرف أو العائلة ، أو الدفاع عن الدين أو الوطن .
وظهرت في الفترة الأخيرة تنظيمات أرهابية أتخذت من ستار الدين الأسلامي غطاء للقيام بأرتكاب جرائمها ضد الناس المدنيين الأبرياء بزعم محاربة الأمبريالية العالمية ، كما قامت التنظيمات الأرهابية المذكورة بممارسة الأفعال الأجرامية في القتل والأيذاء والذبح تحت حجة الدفاع عن الأسلام والشريعة وحماية الدين ، ثم أستطاعت هذه التنظيمات الأرهابية والمتطرفة كسب كراهية وأحتقار الناس في شتى بقاع العالم ، وأستنكار رجال الدين بالنظر لتعارض الديانة الأسلامية مع خسة أفعالهم وأعمالهم المشينة المتعارضة مع سماحة الدين الأسلامي .
وأعتمدت التنظيمات الأرهابية التأثير في عواطف بعض المندفعين من المتطرفين دينياً أو من الشباب المبتلين بالعقد النفسية ، وأستغلال الشباب اليائس أو من ابتلى بعقد كراهية المجتمع أو المندفع لارتكاب الجريمة لوقوعة في شرك الخداع انه يرحل بعد ارتكاب الجريمة الى الجنة ، بالأضافة الى أستغلال العواطف الحقيقية في كراهية الولايات المتحدة الأمريكية من قبل بعض المتطرفين سياسياً .
ومارست هذه التنظيمات فعل التحريض كوسسيلة من وسائل الوصول الى عناصر مهيئة لأرتكاب الفعل الجرمي حتى وأن أدى الأمر الى القيام بأرتكاب جريمة قتل النفس بغية قتل الآخرين ، وسلوك طريق الأنتحار بتفجير الشخص نفسه من أجل أيقاع أكبر مساحة من الأذى بالآخرين .
ولهذا لجأت هذه الجهات الى القيام بجرائم متعددة منها تفخيخ الجسد البشري للشخص المغيب عن التفكير الأنساني ، بالأضافة الى كونها تقصد من تفجير الشخص نفسه قتل أكبر عدد ممكن غير محدد وغير معروف من الناس ، بالأضافة الى كون المحرض أو من يعد البهيمة المفخخة في منأى عن تفخيخ نفسه فهو يدفع بهذه النماذج للموت ويتفرج عليها متشفياً بالموت القادم للبهيمة وللناس الآخرين .
وبالرغم من تشخيص دقيق لحركة هذه التنظيمات المتطرفة والأرهابية ، الا أن التحريض على أرتكاب جرائم القتل أخذ أشكالا متعددة سواء بالتحريض الخطابي في المنابر أو في الفضائيات والقنوات الأعلامية أو بالكتابة في الصحف وصفحات الأنترنيت .
فقد لجأ بعض المحرضين الى أستغلال مكانته ومجال عمله في التحريض على القتل بأعتباره عملاً دينياً والدين من الدعوة للجريمة براء ، ويتخذ بعض هؤلاء المحرضين من المنابر الدينية الطائفية والمتطرفة والأحترام الذي يضفيه عليهم أعمالهم المبنية على صدقات الناس وحسناتهم غطاءاً لهذا التحريض بالأضافة الى كسب ود ورضا بعض الجهات الأرهابية من أجل الحصول على عطايا ومصالح تقوم على التحريض بسفك دماء الناس الأبرياء لنيل رضا تلك الجهات .
كما أتخذ البعض من الكتابة مشروعاً للتحريض على القتل ، والدعوة للجريمة تحت شتى الأغطية والستائر ، ففي الوقت الذي يتباكون فيه على الوطن فأنهم يبتهجون بذبح الأنسان في ذلك الوطن الذي تناسوه منذ أكثر من 30 سنة ، ويدعون الناس للموت والأنتحار بأسم الأستشهاد وهم يقبعون في المدن الأوربية ينعمون بخيراتها وماحصلوا عليه من نعمتها وثرواتها التي حصلوا عليها بطرق غير مشروعة .
ويستغل البعض فسحة الحرية التي تمنحها الدول الأوربية ليمارسوا افعال التحريض على الجرائم الأرهابية ليس في بلدانهم فقط ، وأنما حتى في تلك البلاد التي آوتهم ورعتهم وساعدتهم ليكونوا محرضين على نشر ثقافة الموت والجريمة ليعبروا بشكل واضح على نكرانهم للجميل وطعنهم لتلك الدول في ظهرها وعض يدها ، ويكونوا وبالا على منح تلك الدول الجنسية لهم حين تخلوا عن جنسياتهم ووطنيتهم وعلاقتهم ببلدانهم وتبجحوا بأكتسابهم الجنسيات الأوربية بعد أن تبرأوا وأسقطوا أنتمائهم الى بلادهم التي ينتشر بها التخلف والأرهاب والطغيان والخوف والجوع والفقر .
أن التحريض المزدوج على الأرهاب من قبل هذه العناصر يعتبر مساو لما تقدم عليه التنظيمات الأرهابية العالمية ومنظمات الجريمة والتطرف الدولي ، وأن الدعوة المكتوبة والتي يطلقها بعض عبر محطات الأنترنيت تشكل جريمة ينبغي على الدول كافة التصدي لها ومعالجتها ومحاسبة القائمين عليها ، ويمكن أن يشكل الغطاء الأساس الذي يحتمي به هؤلاء السبب الوحيد الذي يدعوهم لممارسة التحريض على الجريمة والقتل والموت وتشجيع سفك الدماء في كل بلدان الله ، ولو قدر أن تم سحب الجنسية والغطاء القانوني من هذه النماذج التي ابتليت الأنسانية بشرورها وتورطها في الجريمة الدولية ، والربح على حساب دماء الأنسانية ، والفرح عند رؤية مناظر الدم واللحم الممزق والشعوب المنكوبة لربما اعيد اليها صوابها وشعرت بانسانيتها .
أن فعل التحريض لايقل خطورة عن فعل الأجرام والقتل الذي تمارسه بعض التنظيمات الأرهابية المتطرفة ، حيث يشكل كلاهما مافيا للجريمة المنظمة ، وعلى الجهات المسؤولة في البلدان الأوربية أن تعي حقيقة أن مثل هذه النماذج خطرة على المجتمع الذي تعيش به وعلى البلاد التي تخاطبها ، أذ ليس من المعقول والمقبول أن يدعو محرض للأنتقام والقتل من سلطة أوربية منحته الجنسية وأعتبرته مواطنا بينما لم يكن في وطنه سوى نصف مواطن ، بالأضافة الى كونه نكرة من نكرات المجتمع الذي هو فيه ، فأذا هو يصرخ بصوت مبحوح يدعو للموت تحت راية تنظيمات الأرهاب ، وتمجيد المعتوه المجرم ابن لادن والزرقاوي وصدام البائد وبقية الأسماء الهجينة التي يحتقرها الأنسان من كل الأديان والقوميات .
أن القانون العراقي القادم سيقتص من هذه النماذج التي تحرض على القتل والموت ضد شعب العراق ، وأن الأيام القادمة حبلى بالمطالبة بالأقتصاص من هذه النماذج بالطرق القانونية حين يتم مطالبة الدول الأوربية القبض عليها وبواسطة الأنتربول الدولي للتحقيق معها ومحاكمتها وفق القوانين العراقية وأنزال القصاص العادل الذي يجعلها تصحو لأفعالها التي وصلت لحد الهوس في التحريض على القتل والموت .
أن حرية الرأي والفكر محترمة ومضمونة في كل البلدان ، غير أن التحريض على القتل لايتوازى مع حرية الفكر ولاالرأي والرأي الآخر ، فثمة سقوط أخلاقي وجنائي يقع فيه الأنسان حين يفقد شعوره فيمارس فعل التحريض على الجريمة بدلاً من ممارسة الحوار بما يليق بأنسان هذا العصر .
يقينا أن الوهم الذي تعيشه عناصر التحريض على القتل والموت في حمايتها من قبل الأنظمة الأوربية التي تحترم حقوق الأنسان سذاجة مابعدها سذاجة ، لأن هذه الدول تحترم الأنسان وتحميه من فعل التحريض وماتسببه هذه الدعوات المريضة من نشر الموت والدعوة للجريمة ومساندة التنظيمات الأرهابية الغارقة في وحل الجرائم الأنسانية ، كما أن هذه الدول تحمي نفسها وتقوم بتطبيق النصوص القانونية دون أعتبار لأي شيء وخاصة أن الأرهابيين ممن أكتسبوا الجنسية الأوربية لأسباب واهية وليس لهم فضلاً على شعوب تلك البلدان ليشيعوا الموت والأرهاب ويدعون من أرضها وتحت سمائها وفي ظل أحكامها التحريض على القتل ومساعدة التنظيمات الأرهابية التي تعاني منها بلادنا العربية المتخلفة ومن وبائها شعوبنا المقهورة ، بينما تحمي الدول الأوربية نفسها حماية كبيرة من هذا الوباء الخطير الذي يعم النفوس الشريرة والموغلة في أمراض الجريمة أي كان نوعها وشكلها .
وقد شخصت بعض الدول مصادر التحريض على القتل والدعوة من قبل بعض المعروفين بنشاطهم الأجرامي ومن الذين يعاكسون تيار الحياة الأنسانية فيعشقون كل ما من شأنه الأساءة للأنسان والقانون ، فيعمدون الى الدعوة والصراخ لأيقاع الأذى ومشاهدة الموت وتناثر الجثث والضحايا وأنهار الدماء وهم يقبعون في البلدان الأوربية يتشفون بهذه المناظر ويبتسمون لها ، ويستمرون في أنحدارهم الأنساني وخطورتهم الأجرامية ونزعاتهم الحيوانية ، مما يقتضي أن تكون المجتمعات الأنسانية في منأى عن الخطورة الأجرامية التي تتلبسهم ويفكرون بها ، ومما يدعو هذه الدول الى أيجاد نوع من الحماية الذاتية وحماية الناس التي بدأت تتلمس خطورة هذه النماذج التي أثبتت بشكل مستمر عدم قدرتها على معايشة حياة الناس الأعتيادية ودون أذى أو تحريض وعدم أمكانية أنسجامها مع مجتمعات تحترم حقوق الأنسان والقانون ، فقد كانت على الدوام تعيش بشكل مخالف للقانون وعلى خلاف دائم مع كل قيم الخير والمحبة وحقوق الأنسان ، وقد آن الآوان للقوانين أن تأخذ مجراها بهذا الخصوص .



#زهير_كاظم_عبود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنتحال أسم الحزب الشيوعي
- تغيير القومية
- الأسماءالمستباحة
- سبايا يزيد العصر
- اما آن لنا
- المستجير من الرمضاء بالنار
- سبايا يزيد العصر
- الشهيد الدكتور محمد زغير الأيدامي
- متى نوقف أزيز الرصاص ورعب الأطفال في العراق ؟
- احلم بعراق جديد
- الديمقراطية الأمريكية المنحرفة في العراق
- ضمير المراسل الصحفي
- أحمد منصور في الفلوجة
- نعي مناضل
- ضرورة سيادة القانون بالعراق
- الدعوات الرخيصة للزرقاوي
- حرب الأطباء
- الكرد الفيليون
- رسالة الى عائلة كردية قضت بالكيمياوي رسالة الى عائلة صبحي خد ...
- القائد الضرورة مرة اخرى


المزيد.....




- هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وأخرى تستهدف للمرة الأولى-..-حزب ...
- حافلة تسقط من ارتفاع 12 مترا في حادث مروع ومميت في فلاديفو ...
- بوتين يتوعد.. سنضرب داعمي أوكرانيا بالسلاح
- الكشف عن التاكسي الطائر الكهربائي في معرض أبوظبي للطيران
- مسيرات روسية اختبارية تدمر مركبات مدرعة أوكرانية في اتجاه كو ...
- مات غيتز يتخلى عن ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة ترامب المق ...
- أوكامبو: على العرب الضغط على واشنطن لعدم تعطيل عمل الجنائية ...
- حاكم تكساس يوجه وكالات الولاية لسحب الاستثمارات من الصين
- تونس.. عبير موسي تواجه تهما تصل عقوبتها للإعدام


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - زهير كاظم عبود - التحريض في جرائم الأرهاب