|
لا تجديد ولا تمديد ، كفى بالشعب والوطن اغتصابا!!!
طلعت الصفدى
الحوار المتمدن-العدد: 2704 - 2009 / 7 / 11 - 09:32
المحور:
حقوق الانسان
كفى بالشعب والوطن اغتصابا لا تجديد ولا تمديد تعلمنا قوانين الحياة الاجتماعية والتطور أن الجماهير الشعبية هي صانعة التاريخ ، وهي بانية الحضارة والتقدم ، وخالقة القيم الإنسانية ، والحاجات المادية لبنى البشر دون تمييز في العرق أو اللغة أو الدين أو الجنس الاجتماعي ، ولم يسجل التاريخ في صفحاته وجود شعب جبان يرضى بالظلم والقهر ، ويتعايش مع الاحتلال الاجنبى لأرضه ، بل يؤكد على مقاومة المحتل بكل الوسائل التي كفلتها قرارات الشرعية الدولية ،بعيدا عن استهداف المدنيين والعزل . وان قيادات الشعب الوطنية وقواه وأحزابه السياسية ومؤسساته المجتمعية بغض النظر عن حجموها ، سرعان ما تتوحد فورا وتشكل جبهة مقاومة موحدة بمرجعية سياسية ، وتتوافق على برنامج الحد الأدنى على الرغم من اختلافاتها الفكرية وبرامجها السياسة ، وتعمل على استقطاب كل الجماهير لمقاومة المحتلين . وعلى الجبهة الداخلية فان القوى التقدمية والديمقراطية ومكونات المجتمع المدني تتوافق على برنامج اجتماعي وديمقراطي ، لمواجهة الظلم والتعديات على الحقوق الأساسية للمواطن ، وضمان نظام سياسي تسوده الحرية والديمقراطية السياسية والعدالة الاجتماعية، ويحافظ على آدمية المواطن وكرامته.
إن الجماهير المسحوقة من العمال والفلاحين والطلاب والمرأة والموظفين العموميين والجنود والمثقفين الثوريين وكافة المهمشين في المجتمع الفلسطيني يتعرضون للاغتصاب كل يوم ألف مرة ،وتسلب حقوقهم السياسية و القانونية والاجتماعية والاقتصادية والدينية، كل يوم ألف مرة من المحتلين الإسرائيليين الذين يمعنون في اغتصاب أرضهم ومقدساتهم ، وتاريخهم وتراثهم، ويعطلون أهدافهم الوطنية في الاستقلال والحرية والعودة، وبناء دولتهم الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة على أرضهم ، كما يتعرضون للأذى كل يوم ألف مرة من أبناء جلدتهم لسلب وعيهم الاخلاقى ، وحقهم في نظام سياسي ديمقراطي تعددي يكفل لهم حرية الاعتقاد الفكري والسياسي والديني والاجتماعي ، وحرية الرأي والتعبير ، وحرية تكوين الأحزاب والجمعيات وحقهم في التنظيم الحزبي والنقابي والمهني ، والمشاركة في إدارة الشؤون العامة .
أمام هذا الواقع الكارثى، هل يوجد وكيل من خارج الجماهير الشعبية يدافع عن قضاياهم، فهل يمكن إنقاذ الوطن من الاحتلال ، وحماية المواطن من أولئك الذين قادوا الوطن إلى الخراب والدمار ، وحولوا المشروع الوطني إلى مشروع استثماري ، وأهملوا دور منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا ، ومن الباحثين عن بديل لها ، ومن معيقي عمل هيئاتها ومؤسساتها المختلفة وفى مقدمتها اللجنة التنفيذية ، والمتجاهلون لمفهوم الشراكة السياسية الحقيقية ؟؟ أو من أولئك الذين تحولوا لوزراء وسفراء ووكلاء وزارات ولا همّ لبعضهم سوى حصد المال وشراء العقارات والأبراج والمتاجرة بالسلع المهربة ، والمنشغلون دائما وابدآ بالتكاثر ، وتعدد الأزواج ،والمال والذين اغتصبوا السلطة والحكم ، وقسموا الوطن ؟؟ أم من النظام العربي الرسمي المنشغل بلملمة جراحه بعد الأزمة النقدية العالمية التي لاحقت أرصدتهم في البنوك الأمريكية والأوربية ، واشغلهم فيروس أنفلونزا الخنازير الاممى ، والعدو الموهوم على شواطئ الخليج العربي من العجم وما وراء وراء العجم، ومن اوباما أمريكا ،ونتينياهو وليبرمان ؟؟
ساوم بعضهم على منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد ، وراهن بعضهم على الولايات المتحدة الأمريكية ، وانقلب بعضهم على الوطن والشرعية الفلسطينية ، وتآمر بعضهم على بعضهم ، وكل منهم يحاول أن يحسن من مواقعه ويزيد من رصيده السياسي والمالي ، وتحاورا ثنائيا ، وتراجعوا كثيرا عن ما تم انجازه في حوارات القاهرة المكوكية ،وتصاعدت لغة التخاصم،وتعمقت الخلافات فزادت الاعتقالات في الضفة وغزة ، واستخدموا الإعلام للردح والتحريض والتشويه ، وأرجوْوا الحوار للمستقبل غير المضمونة نتائجه ، وهكذا جرت حوارات ، وتأجيل حوارات مما أصابت المواطن بالخيبة ، وموعد الاستحقاق الدستوري في 25/1/2010 قد أقترب ، ولم يعد وقت لإضاعته.
كفى استهتارا بالوطن والمواطن ، فالشعب ليس قطيعا من النعاج ،انه شعب مكافح ،انتخبكم وسقطتم في الامتحان في الدرس الأول ، وفى الفصل الأول . ولا زلتم تبررون الاعتقالات السياسية ، وتراجعتم عن حكومة الوفاق الوطني المؤقتة ، وعن إعادة ترتيب الأجهزة الأمنية على أسس مهنية ، ولم تنجحوا في الاتفاق على القانون الانتخابي ، تعلمتم الدروس في المماطلة والتسويف لتنبؤونا بالخبر العاجل الذي يسركم ولا يسر شعبكم بأن الانتخابات قد تأجلت لأجل غير مسمى ، وتسعون بالمقايضة لتجديد ولاية الرئيس ومعها ولاية المجلس التشريعي لسنة أو سنتين وربما لأكثر؟؟ خصوصا أن بعضكم قد صرح سابقا أن حكومة غزة هي حكومة ربانية وأبدية .
بصراحة أنتم تعيشون في أبراج عاجية بعيدا عن هموم الناس البسطاء ، والمعلومات التي تصلكم عبر مخبريكم عن حجم كل واحد منكم غير دقيقة ومبالغ فيها ، وبصراحة أكثر فان الشعب الفلسطيني بجماهيره المسحوقة مقهور منكم ، ومن استهتاركم بحياته السياسية والاجتماعية والديمقراطية والمعيشية ، وانشغال بعضكم بمصالحه الخاصة والفئوية ، لقد حولتم حياته إلى جحيم نارها الجوع والبطالة ، والاقتتال الداخلي ،والاعتقالات بالجملة وبالمفرق ، ومارستم التعذيب في أكثر الأحيان على الشبهة ، وحولتم حياة الناس لبؤس مع ارتفاع الأسعار ، وتجارة الأنفاق ، والتلاعب بالمال العام ، والمساعدات الإنسانية التي تصل قطاع غزة تباع في الأسواق ، وكل حاجياتنا واحتياجاتنا مهربة يملؤها الرمل والزفت ، وتحول الجامعيون والخريجون من الجامعات إلى متسكعين في الشوارع بلا هدف ولا أمل ، والعمال الذين يشكلون القوة المحركة الأساسية لاى معركة وطنية واجتماعية يجرى سحق آدميتهم ، والمزارعون، والمهمشون ، والمرأة تعاملتم معهم كأرقام عددية مع أن ثروة فلسطين هي الإنسان الفلسطيني . بعد هذه المصائب والخراب ، لماذا لا يغضب الشعب الفلسطيني حتى الآن من مضطهديه ، ولا يثور عليهم برغم اغتصاب كل حقوقه الوطنية والإنسانية والقانونية ؟؟ !! هل جرى تخديره ، وتضليله ، وفقد إحساسه بالظلم ، أم أن درجة الغليان والطفرة كما يقولون لم تصل بعد ذروتها من التفاعل وأن القوى الديمقراطية والتقدمية عاجزة عن التقاط الحلقة المركزية وممارسة دورها في التغيير ، وهل الشعب بحاجة لمزيد من الانتهاكات والقمع المختلف الألوان والأحجام حتى يتحرك ضد جلاوزة العصر والتاريخ ... ؟؟؟.
فلتخرج الجماهير صاحبة المصلحة الحقيقية في التغيير والتطوير إلى الشوارع في غزة والضفة الغربية ، ولتعبر عن احتجاجها السلمي والديمقراطي عن رفضها التلاعب بمصير الوطن والشعب ، ولترفع صوتها عاليا مع كل المتضررين من أبناء وبنات الوطن ، ومع القوى الوطنية والديمقراطية والتقدمية وكل مكونات المجتمع المدني ، وتحت شعار واحد وموحد "لا تجديد للرئيس ، ولا تمديد للمجلس التشريعي " ، ولا حل للازمة الداخلية وإنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية سوى بإجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية في موعدها الدستوري قبل 25/1/2010 دون مماطلة وتسويف فهذا حق لها ، كفله القانون والدستور .
#طلعت_الصفدى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
لماذا التراجع يا وفد فتح فى القاهرة !!!؟؟؟
-
إسرائيل دولة العنصرية والإرهاب
-
الانتخابات الديمقراطية هي المخرج الحقيقي لازمة الحركة النقاب
...
-
جبهة اليسارالماركسى الفلسطيني ضرورة وحاجة موضوعية ...!!!
-
التمثيل النسبي الكامل أرقى الأنظمة الانتخابية وأكثرها عدلا..
...
-
فى احتفالية القدس عاصمة الثقافة العربية للعام 2009
-
في يوم الأرض ...ينتفض شهداء الوطن ...!!
-
- آفاق الوضع الفلسطيني بعد العدوان على غزة -
-
ابوعلاء الشيوعي الذي لم ينكسر ....!!!!؟؟
-
معين بسيسو النجم الساطع في سماء غزة
-
أوقفوا الحرب المجنونة فورا.. وأنقذوا غزة من الإبادة؟؟؟ !!!
-
أيها السياسيون والإعلاميون ... لا تخطئوا بتحليلاتكم!!!
-
كفى..كفى.. ارحموا شعبنا وابلعوا ألسنتكم!!
-
سياسة المحاور... والقضية الفلسطينية!!!ّ
-
الحذاء الذى نطق...!!!
-
الأنفاق تكرس الفصل والانقسام مع سبق الإصرار...!!1
-
هل يمكن نزع الذرائع من حركة حماس...والعودة للشعب ؟؟
-
جهنم تفتح أبوابها للفلسطينيين .. فهل يمكن إغلاقها...؟؟؟
-
أيها العرب لا تزحفوا على بطونكم باراك حسين اوباما ليس هو الم
...
-
الترحيب بالمتضامنين لكسر الحصار عن غزة
المزيد.....
-
الخارجية الفلسطينية: تسييس المساعدات الإنسانية يعمق المجاعة
...
-
الأمم المتحدة تندد باستخدام أوكرانيا الألغام المضادة للأفراد
...
-
الأمم المتحدة توثق -تقارير مروعة- عن الانتهاكات بولاية الجزي
...
-
الأونروا: 80 بالمئة من غزة مناطق عالية الخطورة
-
هيومن رايتس ووتش تتهم ولي العهد السعودي باستخدام صندوق الاست
...
-
صربيا: اعتقال 11 شخصاً بعد انهيار سقف محطة للقطار خلف 15 قتي
...
-
الأونروا: النظام المدني في غزة دُمر.. ولا ملاذ آمن للسكان
-
-الأونروا- تنشر خارطة مفصلة للكارثة الإنسانية في قطاع غزة
-
ماذا قال منسق الأمم المتحدة للسلام في الشرق الأوسط قبل مغادر
...
-
الأمم المتحدة: 7 مخابز فقط من أصل 19 بقطاع غزة يمكنها إنتاج
...
المزيد.....
-
مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي
/ عبد الحسين شعبان
-
حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة
/ زهير الخويلدي
-
المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا
...
/ يسار محمد سلمان حسن
-
الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
نطاق الشامل لحقوق الانسان
/ أشرف المجدول
-
تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية
/ نزيهة التركى
-
الكمائن الرمادية
/ مركز اريج لحقوق الانسان
-
على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
المزيد.....
|