أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - كاظم حبيب - التعذيب النفسي والجسدي للمعتقلين في العراق انتهاك شرس لحقوق الإنسان من قبل قوات الاحتلال!















المزيد.....

التعذيب النفسي والجسدي للمعتقلين في العراق انتهاك شرس لحقوق الإنسان من قبل قوات الاحتلال!


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 825 - 2004 / 5 / 5 - 07:54
المحور: حقوق الانسان
    


في أكثر من مقال سابق نبهت إلى أهمية وضرورة احترام حقوق الإنسان من قبل قوات الاحتلال إزاء المعتقلين وأسرى الحرب في العراق ومراعاة العهود والمواثيق الدولية الخاصة بالأسرى والمعتقلين والابتعاد الكامل عن تعريضهم إلى التعذيب النفسي والجسدي أو إخضاعهم للابتزاز بأي شكل كان أو ممارسة الضغط على عائلاتهم أو محاربة ذويهم بالرزق. وكنت أدرك تماماً بأن الأوضاع في العراق والتعقيدات الجارية واستمرار العمليات الإرهابية في مختلف المناطق وموت الكثير من الجنود الأمريكيين أو غيرهم من القوات المرابطة في العراق يمكن أن تدفع بالمسئولين عن التحقيق مع السجناء والمعتقلين والأسرى, سواء أكانوا سياسيين أم سجناء الحق العام, إلى ممارسة الأساليب المحرمة دولياً, ومنها التعذيب الجسدي أو النفسي أو ما إلى ذلك. وأكدت مراراً أهمية رفض الأحزاب والقوى السياسية العراقية ومنظمات المجتمع المدني والمجتمع بأسره مثل هذه الممارسات وإدانتها إن وقعت في العراق, إذ لا يمكن لمن رفض التعذيب الذي مارسته قوى صدام حسين أن يمارس هو التعذيب ضد الآخرين أو يقبل بمن يمارسه, إذ يتحول عندها الضحية إلى جلاد أو إلى قبول وجود جلاد آخر يمارس الجلد عنه, ويتحول الجلاد السابق إلى ضحية. وبهذا تنعدم الفوارق تماماً بين جلاد الأمس وضحيته, وهو ما كنت أخشاه تماماً.
واليوم تكشفت رواح عفنة من سجن "أبو غريب" أو من سجون أخرى في البصرة أو في غيرها تشير إلى ممارسة بعض المسئولين في وكالة المخابرات المركزية والاستخبارات العسكرية الأمريكية أو البريطانية وغيرها من أجهزة الجيش إلى مختلف أشكال التعذيب, وأبرزها:
• إهانة كرامة الإنسان وإذلاله وإلحاق الأذى بوضعه النفسي والعصبي وتركيعه أمام جلاديه, ومنها أساليب لا تمت إلى القرن الحالي بصلة, ولكنها جزء من ترسانة التعذيب الفاشية والعنصرية التي مارسها النظام العراقي نفسه أو النظم العنصرية ومنها في جنوب أفريقيا سابقاً.
• إلحاق الأذى الجسدي بالمعتقل عبر التعذيب الجسدي المحرم دولياً وإصابته بعاهات جسدية أو حتى موته تحت التعذيب.
• محاولة انتزاع اعترافات منه من خلال التعذيب وهي محرمة ومرفوضة دولياً ولا يجوز استخدامها ضد المعتقل أو ضد من اعترف عليهم تحت التعذيب.
• دفعهم إلى تعذيب أو إهانة سجناء آخرين يعيشون معهم في المعتقل بقصد الإساءة والإذلال.
• اعتقال أفراد من عائلات معينة بهدف دفع الهاربين إلى تسليم أنفسهم على سلطات الاحتلال, أو محاربة عائلاتهم بالرزق والملاحقة.
• ويشار أيضاً إلى احتمال ممارسة أساليب جنسية محرمة مع المعتقلين أو فرض ممارسة متبادلة في ما بين المعتقلين من الرجال أو النساء, كما حاولت بعض الصحف الإشارة إلى ذلك, حيث لا نعرف مدى صحة هذا الإدعاء.
إلا أن ما هو معروف يؤكد حقيقة وجود التعذيب, ومن يمارس شكلاً منه يمكن أن يعمد إلى أشكال أخرى بقصد الوصول إلى غايته, وهو تعبير عن وجود سلوكية سادية لدى أولئك الذين مارسوا التعذيب. أصبح اليوم ثابتاً أن مسؤولين كبار في الجيش الأمريكي العاملين في العراق كانوا يعرفون بما تقوم به لجان التحقيق في المعتقلات, وأن ما فضح حتى الآن هو أقل بكثير مما سيخرج إلى الصحافة الأمريكية وغيرها قريباً.
إن أشكال التعذيب المشار إليها هي جزء من أساليب أخرى تمارسها قوات الاحتلال في العراق في طريقة وأسلوب قصف المدن والقرى وقتل الأبرياء من النساء والرجال والأطفال, أو في مداهماتهم للبيوت, أو عند اعتقال المشتبه بهم وتعريضهم للضرب المبرح أو تغطية رؤوسهم ووجوههم بكيس حتى الرقبة. وهي جزء من الأساليب التي مارسها نظام صدام حسين طيلة عقود من حكمه المخلوع. وضحايا هذه الأساليب وغيرها نجدهم في القبور الجماعية التي أقامها النظام الاستبدادي السابق أو معوقين أو مهدمي البنية الداخلية أو يعانون من أمراض نفسية وعصبية ويعانون من أحلام كابوسية ثقيلة أو مناضلين تعلموا الكثير من دروس الماضي ويرفضون مثل هذه الممارسات كلية.
إن الطريقة التي يتعامل بها المحتل مع المجتمع العراقي ومجلس الحكم الانتقالي والوزراء أو مع السكان عموماً في الوقت الحاضر هي طريقة مرفوضة, وهي سمة المحتلين في كل زمان ومكان, وهو ما يفترض أن يدان ويشجب. إن الشعب العراقي يقف اليوم حيال أفعال تمارسها قوات الاحتلال لا بد من رفضها والعمل على تغييرها إلى حين يمكننا التخلص من الاحتلال ذاته الذي يجلب معه بالضرورة مثل هذه الممارسات وغيرها. إن وجود صور مفبركة ومركبة عن إساءات وممارسات جنسية لا يغير من الحقيقتين التاليتين:
1. إن قوات الاحتلال قد مارست أساليب التعذيب النفسي والجسدي ضد مجموعات من الأسرى والمعتقلين.
2. وأن من يمارس مثل هذه الأساليب يمكن أن يتمادى بها ويمارس أساليب أخرى تتناقض أيضاً وكلية مع لائحة حقوق الإنسان والعهود والمواثيق الأخرى التي تضمن حقوق الأسير أو المعتقل أياً كانت التهمة الموجهة له, إذ أن المتهم برئ حتى تثبت إدانته, ولا يجوز "إثبات التهمة" عبر التعذيب مطلقاً.
إن من حق العراقيات والعراقيين وواجبهم الإنساني عموماً وإزاء مواطناتهم ومواطنيهم, بغض النظر عن الأفعال التي يمكن أن يكون المعتقلون قد ارتكبوها, أن يرفعوا صوت الاحتجاج والإدانة لهذه الممارسات والمطالبة بإيقافها فوراً ومنع تكرارها وتقديم المسئولين عنها إلى المحاسبة والمحاكمة ومعالجة المصابين منهم وتعويضهم أو تعويض عائلاتهم.
لقد أدعى المحتلون أنهم يريدون إتقاذ الشعب العراقي من نظام الجلاد صدام حسين, ولكن فرض قرار الاحتلال عبر مجلس الأمن الدولي وعمليات التعذيب التي كشف عنها النقاب أخيراً كلاهما غير منسجم مع هذا الإدعاء!
ولا بد من الإشارة إلى أن قيادة الصليب الأحمر أمنت زيارات منتظمة للمستبد ولجلاد الأكبر صدام حسين, ولم يكن هذا الإجراء خاطئاً, ولكن لِمَ لم تعمد قيادة الصليب الأحمر إلى المطالبة بتنظيم زيارات إلى بقية المعتقلين والأسرى للاطمئنان على عدم تعرضهم إلى التعذيب وسوء المعاملة من قبل سلطات الاحتلال؟؟ لِمَ هذا الكيل بمكيالين من جانب الصليب الأحمر, أم أن هناك أسراراً أخرى لا نعرفها ولا تريد تلك القيادة البوح بها؟ إن الإدعاء بأن هذه الأساليب غريبة عن بعض القوات الأمريكية خاطئ تماماً, إذ أن المعلومات المتوفرة لدينا عن التعذيب الذي مورس ضد قوات التحرير الفيتنامية الذين سقطوا بيد الأمريكيين كانت مريعة ومرعبة, ولكن من الصحيح أن نقول أنها ليست من أخلاق الشعب الأمريكي.
يتحدث البعض ويشير إلى أن الدول العربية والكثير من الأحزاب العربية لم تتحدث عن الجرائم البشعة التي ارتكبها نظام صدام حسين ضد الشعب العراقي ولا المذابح التي نظمها ضد الشعب الكردي, ولكنها تقيم الأرض وتقعدها لأن البعض من أتباع النظام وجلاديه قد تعرضوا للتعذيب. إن هذا الطرح غير صحيح في كل الأحوال. والصحيح تماماً ممارسة حقنا في توجيه أشد الانتقادات إلى تلك الأحزاب العربية التي سكتت عن جرائم نظام صدام حسين, بل حتى ساندته في مواقفه وسياساته وبررت أفعاله الدنيئة وحروبه وقبوره الجماعية, ولكن علينا في الوقت نفسه أن نؤيدها في ما تذهب إليه من إدانة ممارسات لتعذيب التي جرت ضد المعتقلين في سجون العراق. إن هذا الأسلوب هو الذي الصحيح وهو الذي يساعدنا على تفهم والتزام صادق بمبادئ حقوق الإنسان والدفاع عن ضحاياه أياً كان تلك الضحايا. إن أملي كبير في أن لا يتورط العراقيون في تبرير أو الدفاع عن هذه الممارسات اللاإنسانية إزاء المعتقلين أولاً, وأن لا يتورط البعض في ممارستها ثانياً.
لنقف صفاً واحداً ضد كل ممارسات العنف والتعذيب إزاء السجناء أو غيرهم, سواء جاءت من قوات الاحتلال أم من قوى الإرهاب الدموي في العراق أو من أي طرف كان, فليس قتل الإنسان والتمثيل بجثته من شيم الإنسان, إنها أعمال وحشية بعيدة كل البعد عن الخلق الإنساني ولا يمارسها سوى المتوحشون من غير البشر, رغم أنهم يشكلون جزء من الجنس البشري. ينبغي أن يكون التعذيب الذي حصل حتى الآن في السجون العراقية هو آخر حلقة في سلسلة القسوة إزاء المعتقلين والأسرى...
برلين في 3/5/2004 كاظم حبيب




#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ألا يريد مقتدى الصدر أن يتعلم من دروس الماضي القريب؟
- سياسة الإدارة الأمريكية في العراق كالمستجير من الرمضاء بالنا ...
- رسالة مفتوحة إلى الأخوات والأخوة العرب والكرد وبقية القوميات ...
- لِمَ الاحتراب ما دمنا قادرين على الحوار؟
- هل يعني نقل السلطة التمتع بالاستقلال والسيادة الوطنية؟
- ما الدور الذي يمكن أن تلعبه القوى الديمقراطية العراقية في ضو ...
- العراق وكوارؤثه المتلاحقة!
- إلى أين يمكن أن تقود السياسة المغامرة لمقتدى الصدر؟
- القوى الديمقراطية والتحديات الجديدة في العراق !
- المصالحة الوطنية والجراح العميقة في الإنسان العراقي!
- قراءة أولية في قانون إدارة الدولة العراقية المؤقت!
- الجرائم المرتقبة في الذكرى الأولى للحرب وأهمية تنشيط يقظة ال ...
- هل من سبيل لإدارة الصراع على السلطة بصورة عقلانية في العراق؟
- التوقيع على قانون الإدارة المؤقتة ومناورات اللعبة الديمقراطي ...
- موضوعات للحوار حول مسألة كركوك
- هل من تزاوج قائم بين شبكات إرهاب الإسلام السياسي الدولية الم ...
- مشروع و برنامج عمل ندوة - واقع و حقوق المرأة و دورها في العر ...
- هل سبل عاجلة لمكافحة البطالة الراهنة في العراق؟
- هل العباءة سجن النساء المنشود من قبل جمهرة من رجال الدين؟ نح ...
- ما هي الآليات المناسبة لحل الصراعات الجارية في العراق؟


المزيد.....




- منظمة التعاون الإسلامي ترحب بإصدار المحكمة الجنائية الدولية ...
- البنتاجون: نرفض مذكرتي المحكمة الجنائية الدولية باعتقال نتني ...
- الأونروا: 91% من سكان غزة يواجهون احتماليات عالية من مستويات ...
- الإطار التنسيقي العراقي يرحب بقرار الجنائية الدولية اعتقال ن ...
- وزير الدفاع الإيطالي: سيتعين علينا اعتقال نتنياهو وغالانت لأ ...
- قرار الجنائية الدولية.. كيف سيؤثر أمر الاعتقال على نتانياهو؟ ...
- أول تعليق للبنتاغون على أمر الجنائية الدولية باعتقال نتانياه ...
- كولومبيا عن قرار المحكمة الجنائية الدولية باعتقال نتنياهو وج ...
- تتحجج بها إسرائيل للتهرب من أمر اعتقال نتنياهو.. من هي بيتي ...
- وزير الدفاع الإيطالي يكشف موقف بلاده من أمر اعتقال نتنياهو


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - كاظم حبيب - التعذيب النفسي والجسدي للمعتقلين في العراق انتهاك شرس لحقوق الإنسان من قبل قوات الاحتلال!