أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مستخدم العقل - تضحية الرسول بالأخلاق مقابل تحقيق أحلامه السياسية














المزيد.....

تضحية الرسول بالأخلاق مقابل تحقيق أحلامه السياسية


مستخدم العقل

الحوار المتمدن-العدد: 2703 - 2009 / 7 / 10 - 09:23
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لاشك أن النجاح السياسي (وخصوصاً في العصور الماضية) كان يحتاج للكثير من النفعية البراجماتية والتجاوز عن العديد من الثوابت الأخلاقية في سبيل تحقيق المصلحة السياسية ، والرسول بصفته كان قائداً سياسياً يحلم بتأسيس دولة فإنه لم يشذ كثيراً عن هذه القاعدة. فحين كانت رسالته الأخلاقية تتعارض مع أحلامه السياسية فإنه كان لايتردد في تفضيل السياسة على الأخلاق مستغلاً في ذلك سذاجة أتباعه وإيمانهم المطلق به وكذلك طمعهم البدوي في الغنائم والسبايا التي ستعود عليهم من وراء نجاحه السياسي.

تحدّثت في موضوعات سابقة عن عدم تردّد الرسول في ارتكاب مانعتبرها اليوم جرائم حرب وذلك في سبيل تحقيق أطماعه السياسية ، ففي غزوة بني قينقاع على سبيل المثال لجأ الرسول الى العقاب الجماعي والتصفية العرقية وذلك من أجل التخلّص من إحدى القوى السياسية التي قد تعترض طريق تحقيق نجاحه السياسي. كذلك فإنه من أجل إرضاء رجاله المحاربين وتشجيعهم على الانتصار في الحرب فقد سمح لهم الرسول باغتصاب زوجات الأعداء الذين يهزموهم وهو ما كان مخالفاً للثوابت الأخلاقية في زمن الرسول نفسه وذلك بدليل تردّد الصحابة في باديء الأمر واستشارتهم للرسول وذلك من واقع نصوص الأحاديث الصحيحة.

في هذا المقال فإنني سأحاول التركيز على مخالفة الرسول للقواعد الأخلاقية التي وضعها (أو أكّد عليها) بنفسه وذلك حين تصطدم تلك القواعد الأخلاقية بأحلام الرسول السياسية. ففي صحيح البخاري نجد الحديث الشهير الذي ينص على أنه لما أتى ماعز بن مالك للاعتراف للرسول بارتكابه للزنا فإن الرسول قال له : ( لعلك قبلت ، أو غمزت ، أو نظرت ) فنفى مالك ذلك فقال الرسول (أنكتها) وذلك من نص الحديث الصحيح فوافقه مالك فما كان من الرسول سوى أن أمر برجمه. العديد من دعاة المسلمين حاولوا إقناعنا بأن تلك الحادثة هي دليل على رحمة الرسول وشدّة عدله، فهو لايريد أن يقتل الرجل رجما إلا بعد أن يتأكد أنه لايوجد حل آخر ... بل أنه يكاد يوحي له بالحلول حين يقول له (لعلك قبلت ، أو غمزت ، أو نظرت). ولكن العجيب في الأمر أن السيرة النبوية تخبرنا - في المقابل - أن الرسول لم يتردد في الأمر بقتل اليهودية واليهودي الذين زنيا.

أيضا هناك قصة الغامدية التي زنت وذهبت للرسول وأخبرته أنها حبلى سفاحاً فقال لها (فاذهبي حتى تلدي ) فلما ولدت أتته بالصبي في خرقة . قالت : هذا قد ولدته . قال ( اذهبي فأرضعيه حتى تفطميه ) . فلما فطمته أتته بالصبي في يده كسرة خبز . فقالت : هذا ، يا نبي الله ! قد فطمته ، وقد أكل الطعام . فدفع الصبي إلى رجل من المسلمين. ثم أمر بها فحفر لها إلى صدرها . وأمر الناس فرجموها!

فهل كان تردّد الرسول في قتل ماعز بن مالك هو بدافع الرحمة والعدل؟
وهل كان صبر الرسول على قتل المرأة الغامدية بدافع الرحمة والعدل؟

إنني أعاني من بعض الحيرة في تصديق ذلك حيث أننا جميعا نعلم أن الرسول لم يكن رحيماً مع أطفال أعدائه ونسائهم فلم يتردد في سبيهم وبيعهم كعبيد والاعتداء على النساء منهم، كذلك فإن الرسول لم يكن رحيماً على معارضيه السياسيين (أمثال أم قرفة وعصماء بنت مروان وأبي رافع) فبعث رجاله لقتلهم بطرق لاتخطر على بال هولاكو ، أما عن عدالة الرسول فجميعنا – أيضاً – نعلم أن الرسول قد مارس التطهير العرقي تجاه يهود المدينة فأجلاهم من أراضيهم واستولى على أموالهم بلاذنب منهم سوى أنهم لم يؤمنوا به، كذلك فإن الرسول قد وافق على ألا يقضي اي وقت مع زوجته الآسنة سودة بلاذنب منها سوى أنها أسنت.

فماهو الدافع الذي جعل الرسول يتردد في قتل ماعز بن مالك؟
وماهو أيضا الدافع الذي جعل الرسول يرفض قتل المرأة الغامدية حتى تلد وتفطم وليدها ثم يأخذه منها ليعطيه لواحد من المسلمين توطئة لقتل المرأة في النهاية؟

في رأيي الشخصي أن الدافع كان هو حرص الرسول على رجاله المحاربين، فالرسول لم يكن يريد أن يخسر محارباً ولذلك فقد تردّد في قتل ماعز (بل وحاول الإيحاء له بأي عذر) ... وهو كذلك لم يكن يريد أن يخسر الجنين الذي في بطن المرأة الغامدية (حيث سيكون محارباً في المستقبل) فأمهلها حتى تلده وترضعه وحتى اطمأن عليه وأعطاه لواحد من المسلمين قبل أن يقتلها.

إن الرسول في ذلك كان ينظر لأحلامه القيادية والسياسية والتي لم يحقّقها سوى وجود المزيد من المحاربين ولذلك فقد كان يشجّع على الإنجاب، بل ونها أصحابه عن الزواج بالمرأة العاقر حيث أن الرجل المحارب كانت له أهمية عظيمة لتحقيق أحلام الرسول السياسية ، ففي الحديث الصحيح نجد أن (((جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم – فقال : إني أصبت امرأة ذات جمال وحسب وأنها لا تلد, أفأتزوجها قال : لا ثم أتاه الثانية فنهاه ثم أتاه الثالثة فقال : تزوجوا الودود الولود فإني مكاثر بكم الأمم))). فالرسول لم يفكّر كثيراً في ذنب المرأة التي لاتلد دون ذنبٍ منها لكيّ ينهى أصحابه عن الزواج بها وكأنه ليس من حقّها أيضا أن تتزوج. وبالطبع فإن الرسول لم يفكّر كثيراً أيضاً في حكم الزواج بالرجل الذي لايلد (ربما لأنه لم يكن يعلم وقتها أن الرجل قد يكون له دخل بعدم الإنجاب) فالذي كان يهمه هو وجود المزيد من المواليد وذلك حتى يستطيع تحقيق أحلامه السياسية عن طريقهم.





#مستخدم_العقل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تسرّب الأخطاء العلمية في الطب اليوناني القديم الى النصوص الق ...
- لا أرى الفيل الذي في الحجرة: حالة الإنكار لدى المدافعين عن ا ...
- جريمة العقاب الجماعي وجذورها في الفكر الإسلامي
- هل يجب أن أعبد كوكو واوا؟
- الإسلام تنبأ بنظرية التطوّر
- محاكم التفتيش الجديدة في الشرق والغرب
- مأساة العقل في الإسلام
- أخلاقيات القصص القرآنية – ثوابت أم نواقص (4)
- أخلاقيات القصص القرآنية – ثوابت أم نواقص (3)
- أخلاقيات القصص القرآنية – ثوابت أم نواقص (2)
- أخلاقيات القصص القرآنية – ثوابت أم نواقص (1)
- خلف الباب الأسود - قصة قصيرة
- هل فقد المسلمون إدراكهم لدورة الزمان
- الصورة البغيضة للإله في الفكر الإسلامي
- استحالة الاكتفاء بالدين الإسلامي كمصدر للأخلاق (3)
- استحالة الاكتفاء بالدين الإسلامي كمصدر للأخلاق (2)
- استحالة الاكتفاء بالدين الإسلامي كمصدر للأخلاق (1)
- آيات قرآنية (دستورية) لتنفيذ رغبات خير البرية
- الخطأ العلمي في فكرة الكتب السماوية عن وظيفة القلب
- هل يمكن للقرآن أن يكون دستوراً للعالم؟


المزيد.....




- ثبتها الآن.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 علي كافة الأقم ...
- عبد الإله بنكيران: الحركة الإسلامية تطلب مُلْكَ أبيها!
- المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الأراضي ...
- المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي ...
- المقاومة الاسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي ...
- ماذا نعرف عن الحاخام اليهودي الذي عُثر على جثته في الإمارات ...
- الاتحاد المسيحي الديمقراطي: لن نؤيد القرار حول تقديم صواريخ ...
- بن كيران: دور الإسلاميين ليس طلب السلطة وطوفان الأقصى هدية م ...
- مواقفه من الإسلام تثير الجدل.. من هو مسؤول مكافحة الإرهاب بإ ...
- الإمارات تعلق رسميا على مقتل -الحاخام اليهودي-.. وتعلن القبض ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مستخدم العقل - تضحية الرسول بالأخلاق مقابل تحقيق أحلامه السياسية