أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - صالح سليمان عبدالعظيم - تصاعد العنصرية ضد المسلمين في أوروبا














المزيد.....

تصاعد العنصرية ضد المسلمين في أوروبا


صالح سليمان عبدالعظيم

الحوار المتمدن-العدد: 2703 - 2009 / 7 / 10 - 08:44
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    



جاء مقتل السيدة المصرية في ألمانيا ليكشف عن حجم العنصرية التي يتعرض لها المسلمون في أوروبا وأميركا على السواء. ورغم الاختلافات النسبية بين دولة وأخرى فإنه من الواضح وجود اتجاه عدائي يغذيه الإعلام الغربي تجاه المهاجرين بشكل عام والمسلمين منهم بشكل خاص.
لا يمكن تجاهل الدور الذي لعبته أحداث الحادي عشر من سبتمبر في أميركا والعمليات التي تمت بعد ذلك في بعض الدول الأوروبية مثل بريطانيا وأسبانيا في تأجيج مشاعر الكراهية ضد المسلمين، والتي وصلت في أسوأ حالاتها إلى مهاجمة المساجد وحالات القتل القائمة على الكراهية ورفض الآخر مثل حالة مقتل السيدة المصرية على يد المتطرف الألماني أمام طفلها وداخل مبنى المحكمة الألمانية. وبغض النظر عن بعض ممارسات المسلمين التي لا يجب أن يُلام عليها كل المسلمين، فإن هناك العديد من الأسباب التي تضعهم في بؤرة وعي الآخر الغربي، وتثير الكثير من العداء الديني والعرقي ضدهم.
يأتي الحجاب على رأس الأسباب التي تضع المسلمين في بؤرة الوعي الغربي، وهو ما يظهر من خلال حجم النقاش الدائر في الكثير من الدول الأوروبية حول حجاب فتيات المدارس وضرورة منعه، وربطه بالتوجهات العلمانية الأوروبية. ويمثل الحجاب رمزا لافتا للنظر بالنسبة للغربيين يفصل بين الشرق والغرب، ويستدعي كل الحمولات الدينية المرتبطة بالعداء الإسلامي المسيحي.
ويزداد توجس الغرب في ضوء الصعوبات المرتبطة بعدم اندماج المسلمين داخل المجتمعات الغربية وبشكل خاص المرأة المسلمة المرتدية للحجاب. فكيف يمكن لامرأة مسلمة تعيش في أي من الدول الأوروبية أن ترتاد حفلة موسيقية راقصة أو ترتاد البارات الليلية. وهو أمر يقود لا محالة إلى الاحتماء بالمجتمعات الإسلامية الضيقة ويخلق عزلة بين المسلمين وبين الفضاء المجتمعي الذي يعيشون فيه. يساعد على ذلك ارتفاع نسب البطالة وضعف الخدمات الاجتماعية التي تقدمها الكثير من الدول الأوروبية للمهاجرين وتعمد عزل المسلمين في ضواحي فقيرة الأمر الذي يؤدي إلى ازدياد تمسكهم بالجوانب الدينية والاحتماء بها من الفضاء المجتمعي الضاغط على المستوى المادي والقيمي.
اللافت للنظر أن وضعية المرأة المسلمة سواء التي ترتدي الحجاب أو التي لا ترتديه مثلت وعيا فائقا بالنسبة للمرأة في أميركا وأوروبا على السواء، وهو عامل ما يزال يلعب دورا كبيرا في أميركا على وجه الخصوص في تعرف الكثير من النساء الأميركيات على الإسلام ومحاولة التقرب من المجتمعات والثقافات المسلمة، وبالطبع أربك هذا التوجه الكثير من رجال الدين المسيحي سواء في أميركا أو أوروبا. من هنا فإن الحض على كراهية المسلمين في أوروبا وأميركا مسألة لا ترتبط فقط بمحاربة الإرهاب بقدر ما ترتبط بدرجة كبيرة من الخوف من زيادة أعداد المسلمين بشكل غير مسبوق.
لا يقف الأمر فقط عند حجاب المرأة المسلمة لكنه يتعداها أيضا إلى دور العبادة ذاتها التي يجد فيها الغرب شكلا مختلفا عما اعتاد عليه من كنائس مسيحية أو معابد يهودية. بل إن الغرب في تعامله مع المسلمين يقف منهم موقفا معاديا لمجرد أن صلواتهم تختلف عن صلواته، وطقوسهم تختلف عن طقوسه، فالمسألة برمتها موقف عدائي عنصري ضد الاختلاف الذي يرتبط به المسلمون مقارنة بالغرب وعاداته وثقافاته.
فالغرب الذي يؤمن بالتعددية والانفتاح والتسامح لا يجد نفسه قادرا على قبول الاختلاف الإسلامي، وهو موقف أيضا يُلام عليه الكثير من المسلمين الذين لا يقبلون بسهولة اختلاف الغرب عنهم. إن ارتفاع حدة العنصرية الغربية ضد المسلمين مرتبط بالأساس بالوعي الحاد بالاختلاف وعدم القدرة على قبول عناصر الاتفاق والعمل على تنميتها وتطويرها، ولعل ذلك يفسر ببساطة شديدة لماذا قتل المتطرف الألماني المرأة المسلمة ولم يستطع تقبل فكرة وجودها كبشر وأنها أم لديها مشاعر نحو طفلها الصغير وتحب زوجها مثلها مثل غيرها من نساء الأرض حتى وهي ترتدي الحجاب.
كلمة أخيرة تتعلق ببعض الكتاب العرب الذين يكيلون اللوم ليل نهار للمسلمين ويتهمونهم بالإرهاب والتطرف، وليس لهم من هدف سوى المزايدة علينا رغبة في التقرب من الآخر الغربي والحصول على رضاه السامي، فلم نسمع كلمة واحدة منهم تجاه ما يحدث ضد العرب والمسلمين في أوروبا وأميركا، كما لم تنبر أقلامهم إدانة لمقتل السيدة المصرية أو الاقتراب من التطرف الألماني أو الحديث عنه.



#صالح_سليمان_عبدالعظيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فوبيا عبدالناصر في الإعلام العربي
- الشخصية الفهلوية المثقفة
- الإعلام العربي بين التنوير والتغريب
- الحرية على الإنترنت
- عناصر القوة الأميركية
- عناصر الضعف الأميركي
- مسألة التعويضات وتسعير الضحايا
- المتحدث الرسمي باسم الحكومة
- واقع التنظير في العلوم الاجتماعية والإنسانية
- صورة أميركا في العالم العربي
- محمود أمين العالم: مناضل من الزمن الجميل
- البلطجي والضحية والمتآمرون!
- استهجان المقاومة في غزة!!
- لماذا لن يحدث سلام مع إسرائيل؟
- تجسير الفجوة بين المثقفين!!
- هل لدينا أجيال جديدة؟!
- ثقافة -الإيمو-
- -عايزة أتجوز-
- عبء التاريخ
- صورة الذات


المزيد.....




- لحظة لقاء أطول وأقصر سيدتين في العالم لأول مرة.. شاهد الفرق ...
- بوتين يحذر من استهداف الدول التي تُستخدم أسلحتها ضد روسيا وي ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل جندي في معارك شمال قطاع غزة
- هيّا نحتفل مع العالم بيوم التلفزيون، كيف تطوّرت -أم الشاشات- ...
- نجاح غير مسبوق في التحول الرقمي.. بومي تُكرّم 5 شركاء مبدعين ...
- أبرز ردود الفعل الدولية على مذكرتي التوقيف بحق نتنياهو وغالا ...
- الفصل الخامس والسبعون - أمين
- السفير الروسي في لندن: روسيا ستقيم رئاسة ترامب من خلال أفعال ...
- رصد صواريخ -حزب الله- تحلق في أجواء نهاريا
- مصر تعلن تمويل سد في الكونغو الديمقراطية وتتفق معها على مبدأ ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - صالح سليمان عبدالعظيم - تصاعد العنصرية ضد المسلمين في أوروبا