أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - صلاح بدرالدين - الصين أمام تحديات المسألة القومية















المزيد.....

الصين أمام تحديات المسألة القومية


صلاح بدرالدين

الحوار المتمدن-العدد: 2703 - 2009 / 7 / 10 - 10:05
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


بحسب وكالة الصين الجديدة للأنباء– شينخوا – ومصادر اعلامية أخرى أن مواجهات أثنية دارت في شوارع - أورومتشي – عاصمة اقليم – سيكيانغ - في شمال غرب الصين في الاسبوع المنصرم ذهب ضحيتها مئات القتلى والجرحى بعد أن قامت جماعات باحراق السيارات والمحلات والمباني العامة وعلى اثر ذلك تم اعتقال بضع مئات ممن اتهموا بالتورط في أعمال الشغب تلك ! بعد فرض حالة الطوارىءواعتبر حاكم الاقليم الذي ينتمي إلى السكان المحليين – الأويغور- ان الاضطرابات من عمل "قوى متطرفة في الخارج"، مشيرا الى الحملة الامنية في المنطقة الاستراتيجية قرب باكستان وآسيا الوسطى بعد الحملة العسكرية الجارية منذ اسبوعين على تنظيمي طالبان والقاعدة واحتمال مشاركة الفارين في اثارة أعمال العنف ولم يستبعد مسؤول آخر تحريض "مؤتمر الأويغور العالمي بزعامة ربيعة قدير" على الاحتجاجات في "جريمة عنف متعمدة ومنظمة"وقدير سيدة أعمال من الأويغور تقيم حاليا في الولايات المتحدة بعد سجنها سنوات واتهامها بتدبير نشاطات انفصالية, ويذكر ان إقليم سيكيانغ الذي يشكل سدس مساحة الصين ويقع على طريق الحرير القديمة، منطقة جبلية وصحراوية شاسعة معظم سكانها من الاويغور، وهم مسلمون ناطقون بااللغة التركية يتركزون في منطقة تركستان الشرقية ذاتية الحكم (والتي تعرف باسم شنج يانغ أيضا) على مساحة تعادل 1/6 مساحة الصين ويتواجدون في بعض مناطق جنوب وسط الصين. يدينون بالإسلام ويتكون الاويغور من عشر قوميات:
القازاق و الأوزبك والتتار وهوى الممثلة في العرب و الفرس القدماء الوافدين مع الفتح الاسلامي في الصين وقومية سالار ودونج شيانغ تاريخيا مصطلح اليوغور (الذي يعني الاتحاد أو التحالف) كان يطلق على أحد الشعوب التركية التي تعيش فيما يعرف اليوم باسم منغوليا والى جانب السيدة ربيعة قدير التي تتزعم منظمة مؤتمر الويغور العالمي هناك حركة شرق تركستان الإسلامية (ETIM, بالتركية: Doğu Türkistan İslâm Hareketi) منظمة مسلحة ايغورية انفصالية تدعو إلى إنشاء دولة اسلامية مستقلة في تركستان الشرقية شمال غرب الصين، وتكافح هذه الحركة من أجل الحصول على استقلال إقليم شينجيانغ ذا الغالبية المسلمة من أعراق الايغور. تم تصنيفها من قبل الأمم المتحدة سنة 2002 كمنظمة إرهابية، كما أدرجت واشنطن علناً حركة شرق تركستان الإسلامية على قائمة التنظيمات الإرهابية في 27 أغسطس 2002 كما تزعم الصين و الولايات المتحدةبأن الحركة لها علاقات مع تنظيم القاعدة وفي يناير 2002 ، اصدرت الحكومة الصينية تقريراً حاول ان يثبت ان الزعيم الاسلامي الانفصالي حسن محسوم التقى أسامة بن لادن في عام 1999 ، وتلقى وعودا من المال ، وأن بن لادن أرسل "عشرات الارهابيين" إلى الصين .
ويحاذي الاقليم كلا من أفغانستان وجمهوريات الاتحاد السوفييتي السابقة المسلمة – كازاخستان وطاجاكستان وقرغيزستان – وفيه احتياط النفط الأساسي للصين وكان ضم الى الامبراطورية الصينية عام 1884 ويتمتع الآن بالحكم الذاتي وقد شهد جزء منه لفترة وجيزة الاستقلال باسم تركستان الشرقية بين عامي 1930 و1949 وفي الإقليم 47 اتنية، أبرزها الهان التي قفزت نسبتها من ستة الى 40 في المئة نتيجة السياسة الاسكانية التي تتبعها بيجينغ منذ التسعينات من القرن الماضي.
جمهورية الصين الشعبية وحسب دستورها دولة متعددة القوميات والأديان ويتكون شعبها من 56 قومية موزعة بين ثلاثة أديان رئيسية معترف بها وأكبرها قومية الهان 92% وحسب الاحصاء الرسمي والوثائق الحكومية الصينية عام 2000 فان 18 أقلية قومية يتجاوز عدد سكانها مليون نسمة وأكثرها عددا قومية تشوانغ – 16 – مليون و17 قومية يتراوح عدد سكانها بين 100 ألف الى مليون نسمة و20 قومية يتراوح عدد سكان كل منها بين اقل من 10 آلاف الى 100 ألف نسمة ولوبا وهي القومية الأقل عددا – 2965 – فقط ) .
وبسبب عمليات الفرز القومي مرات كثيرة ومعسكرات العمل للجنود أو الفلاحين والمهاجرين بالإضافة إلى تعاقب الأسر الملكية في التاريخ تشكلت حالة استيطان عدة قوميات في منطقة واحدة وانفراد قومية واحدة بمنطقة خاصة بها واستيطان متشابك متبادل، وهذا الوضع قدم ظروفا موضوعية لتقوية قومية هان لتبادلاتها السياسية والاقتصادية والثقافية مع الأقليات القومية بشكل واسع وتطبيق نظام الحكم الذاتي الإقليمي القومي في المناطق المأهولة بالأقليات القومية .
منذ عام 1949 قرر الحزب الشيوعي الصيني حل المسألة القومية انطلاقا من المبدأ الدستوري : الصين دولة موحدة متعددة القوميات كأساس تاريخي لتطبيق نظام الحكم الذاتي وماعدا قوميتي هوي ومان اللتان تستخدمان لغة هان الغالبة فان 53 قومية تستخدم لغاتها القومية الخاصة من بينها 28 تستخدم لغتها المكتوبة .
رغم الأهمية البالغة من حيث المبدأ للنصوص الدستورية الصينية بخصوص حقوق القوميات خارج قومية الهان ذات الغالبية وعلى الأخص في الاعتراف الرسمي بوجودها حتى قبل وضع الدستور عندما أشار الحزب الشيوعي الصيني بزعامة ماوتسي تونغ الذي قاد معارك التحرير وحقق الاستقلال الوطني بفضل تعاضد مختلف المكونات ومنذ عشرينات القرن الماضي الى التسليم في برنامجه بتعددية الصين القومية والالتزام بحقوق الجميع الا أن الثغرات والمآخذ الموجودة في الخارطة القومية الصينية وأحوال شعوبه وقومياته تتجاوز مسألة القمع البوليسي المفرط والتصدي البالغ القسوة للمتظاهرين المحتجين لتطال أولا مسألة التطبيق العملي المغلوط لبنود الدستور وهو المحك أولا وآخرا تماما مثل القضايا الأخرى التي أدت الى انهيار الاتحاد السوفييتي ودول أوروبا الشرقية الاشتراكية التي تحتاج الى تطوير وتجديد فلا يعقل أن تبقى البنود والقوانين والتطبيقات الخاصة التي وضعت وأخذ بها منذ أكثر من قرن أن تبقى على حالها دون تبديل وقد يكون مفهوم حل القضية القومية حينذاك على أساس الحكم الذاتي مثاليا في ذلك الزمان ولكنه لايصلح بتفاصيله على ظروف عصرنا الراهن وبداية القرن الجديد التي تحمل التقديمات والضمانات لحرية الشعوب وانعتاق القوميات المحرومة الى درجة منح المشروعية من جانب الارادة الدولية لأعادة تركيب وبناء الدول المتعددة القوميات من جديد فعلى سبيل المثال لم تعد عبارة – الأقلية القومية – مقبولة بل باتت منفرة لدى ناشطي التغيير الديموقراطي في الوسطين الثقافي والسياسي محليا وعالميا لأن التسمية بمعناها السياسي تحد سلفا من شرعية وجودها ومطامحها وتعرضها لشتى التفسيرات في مجال استحقاقاتها بل يتم التعويض عنها بالعودة الى التسمية الواقعية باالشعب أوالقومية من السكان الأصليين وما يعني من الحقوق الثابتة كحق تقرير المصير والمكانة والاحترام لقد نجحت القيادة الصينية حتى الآن في الابقاء على تماسك النظام والدولة والانتقال التدريجي الهادىء وبعكس ماحصل في البلدان الاشتراكية في أوروبا من العزلة الى الانفتاح وتطعيم نظامها الاشتراكي باقتصاد السوق الرأسمالي وتعزيز مكانة الصين في التجارة العالمية فحري بها أن تطور مفهومها تجاه معالجة قضايا القوميات والمكونات الصينية باقرار المزيد من الحريات والضمانات الدستورية لها .
لاشك أن ثورة أكتوبر الاشتراكية العظمى قد دشنت نظرية متقدمة حينها لحل المسألة القومية على قاعدة حق تقرير المصير في تجلياته المتعددة من الدولة المستقلة مرورا بالكونفدرالية والفدرالية والحكم الذاتي والدوائر القومية وانتهاء بالادارة المحلية وحذت الدول الاشتراكية الأخرى بما فيها الصين حذو السوفييت في هذا المجال الا أنه وبعد مضي قرابة قرن على ذلك الانجاز ظهر فشل ذلك الحل الذريع لعلل في التطبيق وانفرط عقد شعوب تلك البلدان وتبين أن القضية القومية مازالت عالقة تحتاج الى الحلول وهنا ورغم الأهمية البالغة للتجربة الاشتراكية بخصوص القوميات فان سبب الاخفاق يتجاوز الأخطاء على صعيد التطبيق بل يعود في جزء أساسي منه الى المحتوى النظري أيضا خاصة بعد مضي هذا الوقت الطويل الذي تم فيه مراجعة معظم القضايا التي تهم الشعوب من اقتصادية واجتماعية وثقافية وحياتية .
في ظاهرة تكاد تكون نادرة تعلن وسائل الاعلام الرسمية الصينية ودون تأخيرعن وقوع " المصادمات " وتعترف مسبقا بطابعها العرقي وتسمح لوسائل الاعلام العالمية والمراسلين الأجانب بنقل الأخبار من عين المكان وهذا أمر ملفت ويسجل ايجابيا رغم آنه لن يبرر رد السلطات العنيف والتقصير في الكشف عن كل الحقيقة ولن يعفيها من مسؤولية دماء الضحايا والكشف عن الفاعلين ومحاكمتهم واعادة النظر في بنود الدستور بشأن حقوق الشعوب والقوميات التي بدأت تختلط في بعض الحالات مع دعاوى دينية ومذهبية أصولية أو تستغل من أجلها من جانب منظمات ارهابية وعنفية اقليمية وعالمية مثل – القاعدة - لأهداف لاتمت بصلة الى حق الشعوب المشروع في تقرير المصير القومي وتحسين صورتها في مجال الحريات وحقوق الانسان نقول ذلك أمام ما يحصل في بلدان أخرى متعددة القوميات التي تخلو دساتيرها من أية اشارة في الاعتراف بوجود الأقوام غير الفارسية والتركية والعربية مثل ايران وسوريا وتركيا على سبيل المثال حيث يتم فرض التكتم الشديد على أخبار الحوادث – العرقية – وعدم طرح الأمور بمسيماتها واتهام المحتجين ضد الاستبداد بالارهابيين أو تجار المخدرات ومثيري النعرات العنصرية ومشجعي فرق كرة القدم .
في النهاية ومن أجل وضع الحد لمختلف مظاهر الاستبداد والاستغلال والاضطهاد لأسباب قومية أو دينية أو مذهبية أو أثنية أو سياسية لابد من تحقيق الديموقراطية والعدالة الاجتماعية واعادة بناء الدول على أسس حديثة وحل القضايا العالقة بالارادة الحرة والاتحاد الاختياري والعيش المشترك بين الشعوب والأقوام بسلام .



#صلاح_بدرالدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل من منظمة سرية وراء مقتل المجندين الكرد ؟
- الاستبداد الشرقي في مشهده الجديد
- ولكن ماذا عن حركات شعوب ايران
- وانتصر عليهم أدونيس في حلبجة
- الظاهر والمخفي في الأزمة الايرانية
- أوباما : الابن الأسود البار للمؤسسة
- هزيمة - الممانعة - في لبنان
- نفط كردستان في خدمة العراق الفدرالي الجديد
- نحن و- الشوفينييون الجدد - مراجعة نقدية لمشروع متعثر ( 10 )
- بديل” التوافقية “ في نموذج العراق
- اخوان سوريا من - العثمنة - الى - البعثنة - مراجعة نقدية لمشر ...
- الأولوية لمواجهة الاستبداد
- مراجعة نقدية لمشروع متعثر ( ثلاثة أعوام عجاف في جبهة الخلاص ...
- سوريا أولا نعم ولكن أية سوريا ؟ مواصلة الحوار مع د عبدالرزاق ...
- بمناسبة عيدها ألا تحتاج الطبقة العاملة لاعادة تعريف
- لماذا التدريبات المشتركة ؟
- مراجعة نقدية لمشروع متعثر ( ثلاثة أعوام عجاف في جبهة الخلاص ...
- - أبو مازن - في كردستان
- دفاعا عن الحقيقة ))) ردنا على بيان - أمانة السيد خدام -
- ممثلو المكون الكردي يقاطعون - جبهة الخلاص -


المزيد.....




- سحب الدخان تغطي الضاحية الجنوبية.. والجيش الإسرائيلي يعلن قص ...
- السفير يوسف العتيبة: مقتل الحاخام كوغان هجوم على الإمارات
- النعمة صارت نقمة.. أمطار بعد أشهر من الجفاف تتسبب في انهيارا ...
- لأول مرة منذ صدور مذكرة الاعتقال.. غالانت يتوجه لواشنطن ويلت ...
- فيتسو: الغرب يريد إضعاف روسيا وهذا لا يمكن تحقيقه
- -حزب الله- وتدمير الدبابات الإسرائيلية.. هل يتكرر سيناريو -م ...
- -الروس يستمرون في الانتصار-.. خبير بريطاني يعلق على الوضع في ...
- -حزب الله- ينفذ أكبر عدد من العمليات ضد إسرائيل في يوم واحد ...
- اندلاع حريق بمحرك طائرة ركاب روسية أثناء هبوطها في مطار أنطا ...
- روسيا للغرب.. ضربة صاروخ -أوريشنيك- ستكون بالغة


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - صلاح بدرالدين - الصين أمام تحديات المسألة القومية