أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد منير مجاهد - التمييز الديني في التعليم بين الواقع والإنكار















المزيد.....

التمييز الديني في التعليم بين الواقع والإنكار


محمد منير مجاهد

الحوار المتمدن-العدد: 2702 - 2009 / 7 / 9 - 10:26
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يزعم المدافعين عن وجود آيات قرآنية في مقررات اللغة العربية أن الهدف هو زيادة درجة إتقان اللغة العربية نظرا لبلاغة النص القرآني، إلا أن دراسة هذه الظاهرة بشكل معمق توضح أن الأمر ديني صرف ولا علاقة له بإتقان اللغة العربية، ولو كان الأمر يقتصر على دوافع لغوية، فما أكثر النصوص التي تفي بهذا الغرض بدون اللجوء إلى الديني منها، ولا شك في أن مستوى إتقان العربية في جيل آبائنا وفي جيلنا - قبل إدخال المحتوى الديني - كان مقبولا بالفعل وكان أفضل بكثير من مستوى خريجي المدارس الآن، ولكننا سنسلم جدلا بصحة هذا التبرير، ولكن هل يقتصر الأمر على بعض الآيات القرآنية في دروس اللغة العربية أم أن الأمر أكثر من هذا ويدخل في باب "الإكراه في الدين" الذي يحرمه الإسلام نفسه ويحظره؟

انتهزت فرصة الإجازة الصيفية واستحوذت على كتب ابني في الصف الخامس الابتدائي وإليكم بعض ما وجدت في كتاب اللغة العربية "اللغة العربية – اقرأ وناقش" الفصل الدراسي الأول 2008/2009، وفي الوحدة الأولى بالصفحة الخامسة تحت عنوان "قواعد نحوية (أدوات الاستفهام)" يدور حوار بين عمر وأبيه يبدأه عمر بالسؤال "ما رأيك يا والدي في أن نزور شرم الشيخ؟ فيجيب الوالد "بعد أن ينتهي شهر رمضان ونحتفل بعيد الفطر المبارك"، فيسأل عمر "كم يوما نحتفل بعيد الفطر المبارك؟" فيجيب الأب "نحتفل به ثلاثة أيام"، فيسأل عمر " ومتى عيد الفطر؟" فيجيب الأب "بعد شهر رمضان"، فيسأل عمر "كيف نحتفل بهذا اليوم؟" فيجيب الأب "نصلي العيد، ... الخ"، بالطبع هذا درس في المناسك الإسلامية وليس له أي علاقة بالبلاغة وكان يمكن تدريب التلاميذ على أدوات الاستفهام باستخدام أي حوار آخر من تلك التي يمكن أن تدور في الحياة، والموضوع نفسه يبدو مقحما لأننا لا نعرف كيف سيذهب عمر إلى شرم الشيخ بعد انتهاء رمضان والعيد حيث سيكون عليه العودة للمدرسة، اللهم إلا إذا جاء رمضان في الصيف.

في الوحدة الأولى أيضا بصفحة 21 تحت عنوان "نصوص وتذوق" نجد حديثا نبويا حرص مؤلفو الكتاب على وضعه بمسنده – على الطريقة الأزهرية – وعلى جميع التلاميذ مسلمين وغير مسلمون أن يدرسوا "عن أبي شريح الخزاعي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليحسن إلى جاره ... الخ"، فهل لهذا النص أي أهمية خاصة لغوية؟ بالطبع لا. وفي هذه الحالة قد يثور سؤال: ماذا يضير غير المسلم في دراسة ما يحض على الخير في الإسلام؟ والإجابة هي أن هذا في حد ذاته إجبارٌ كريه يتضمن أن الإسلام هو المرجعية الوحيدة للقيم والأخلاق، وبالتالي يوجه رسالة مباشرة لا لبس فيها بدونية المعتقدات الأخرى.

في الوحدة الثانية بصفحة 39 تحت عنوان "نصوص وتذوق" نجد الآيات من 261 إلى 263 من سورة البقرة التي تحث على الإنفاق في سبيل الله، ويتضمن العمود الأيسر من الصفحة 40 المعنون "معلومات وأنشطة إثرائية" توضيحا بأن سورة البقرة سورة مدنية وعدد آياتها 286 آية وهي معلومة لا تهم إلا المسلمين ولا تضيف شيئا بالنسبة للغة العربية، ثم يطلب في النهاية من التلاميذ (مسلمين وغير مسلمين) جمع آيات قرآنية أو أحاديث شريفة أو أقوالا مأثورة توضح قيمة وجزاء الإنفاق في سبيل الله.

تنتهي الوحدة الثالثة والكتاب بمقال في صفحة 65 بعنوان "الجليس الصالح" تدور حول حديث نبوي وضع أيضا بمسنده "عن أبي موسى (بدون رضي الله عنه) عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: إنما مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير ... الخ"

نفس الشيء في كتاب اللغة العربية للفصل الدراسي الثاني الذي يتضمن مقالة بعنوان "حق الطريق" تبدأ بـ "يحرص الإسلام على أن يكون سلوك الإنسان في الحياة سلوكا مهذبا ... الخ. وتنتهي بحديث عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إياكم والجلوس في الطرقات ..الخ. وتبدأ الوحدة الثانية بقطعة بعنوان "الإيمان بالله مفتاح الخير" تقول الإيمان بالله هو مفتاح الخير في الدنيا والآخرة وتستشهد بالآية 56 من سورة الذاريات، ثم الآيات 107-110 من سورة الكهف، وتحت عنوان "نصوص وتذوق" في الوحدة الثالثة والأخيرة تطالعنا إحدى قطع المحفوظات تتضمن الآيتان 103 و104 من سورة آل عمران.

يتضمن المقرر أيضا قصة "مغامرات في أعماق البحار" وهي إحدى مغامرات (عقلة الإصبع) وفيها يواجه موقفا صعبا "ولكنة تذكر قول الله تعالى (فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (الشرح 5)"، وقال لنفسه ... لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ (يوسف 87)، و امتدت نفس الممارسات إلى كراسات الخط العربي وهى كراسات للطلاب جميعا مسلمين وغير مسلمين، ولكنها أصبحت تنطلق أيضا من آيات القرآن الكريم والموروث الإسلامي بوجه عام.

كل الأمثلة السابقة إثبات على ما سبق قوله من أن هذه الدروس الدينية والتي قد تكون هامة لنا معشر المسلمين إلا أنها تمثل إجبار كريه بالنسبة لغير المسلمين، ولا أظن أن أحدنا سيحب أن يدرس أبنائه دروس دينية مسيحية أو يهودية أو غيرها حتى ولو كانت تحض على قيم لا نختلف عليها، وهو مخالفة صريحة لقول الله تعالى "لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (البقرة 256)" وقوله "كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ (الصف 3)".
م
إذا كان هذا هو أسلوب تدريس اللغة العربية فكيف يتم تدريس الدين؟ يتضمن كتاب التربية الدينية الإسلامية للفصل الدراسي الثاني لعام 2008/2009 أربعة وحدات هي: "عقائد" و"جند الله" و"مهد الإسلام" و"المحافظة على البيئة"، ولننظر معا في الوحدة الثانية "جند الله" والذين نكتشف دون عناء أنهم الجنود المصريين في حرب 1973 وبالطبع فلا اعتراض على أن يعرف التلاميذ تاريخهم في مواجهة أطماع الصهيونية ودور هذه الحركة العنصرية في إعاقة تطور أمتنا، وقد كان سؤالي لماذا لا تدرس هذه الوحدة في "التربية الوطنية" أو حتى في اللغة العربية ففي النهاية هذا الصراع حكم مسيرة شعبنا لمدة تزيد على ستين عاما، ولكن بالطبع لم يتم تناول الأمر بهذه الطريقة ربما بسبب معاهدة السلام التي تحظر مهاجمة الصهيونية أو إسرائيل، بل أن الحكومة المصرية لعبت دورا هاما في إلغاء قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الذي ينص على أن الصهيونية حركة عنصرية، ولهذا لجأ المؤلفون إلى وضع الأمر بشكل ديني فجنودنا هم "جند الله"، والصهاينة هم اليهود، ومن ثم يكون أحد أهداف الدرس الأول كما كتبها المؤلفون هو أنه "يحذر من اليهود وغدرهم".

وفي متن الدرس نجد "ولقد نصرنا الله على اليهود كما نصر الرسول – صلى الله عليه وسلم – عليهم في المدينة"، ويأتي على لسان الأب "نتعلم منها أن اليهود لا عهد لهم فقد خانوا الله ورسوله"، وتحت عنوان "معلومات وأنشطة إثرائية" توجيه لمدرس الدين "أطلب من تلاميذك استخدام الحاسب الآلي في تجميع الآيات التي تتحدث عن خيانة اليهود"، وفي الدرس الثاني المعنون "الله ينصر المؤمنين" الذي تزور فيه العائلة بقايا مستعمرة ياميت التي دمرتها إسرائيل قبل انسحابها منها ويعلق على هذا الأب قائلا: "هذا ما يفعله اليهود في كل مكان يتركونه حتى لا يستفيد أهله به تماما كما فعلوا في بيوتهم التي تركها بني النضير في المدينة" وتحت عنوان "معلومات وأنشطة إثرائية" توجيه لمدرس الدين "كلف بعض تلاميذك بإعداد كلمة للإذاعة المدرسية بعنوان يهود الأمس هم يهود اليوم"، ومنه يتضح أن الأهداف الحقيقية لهذه "الدروس" هي تحويل الصراع العربي الإسرائيلي من صراع بين قوى الاستعمار والصهيونية من ناحية والشعوب العربية وقوى التحرر الوطني من ناحية أخرى، إلى صراع مستمر بين المسلمين واليهود منذ أيام الرسول، وهي نفس نظرة بن لادن ومن لف لفه بأن صراعنا حاليا هو مع اليهود والصليبيين.

هذا هو حال تدريس اللغة العربية والدين لتلاميذ الصف الخامس الابتدائي وإذا بحثنا في بقية السنوات سنجد ما هو أكثر، وقد وقع في يدي مصادفة كتاب "أنت والعلوم" للفصل الدراسي الثاني لتلاميذ الصف الثاني الإعدادي للعام الدراسي 2007/2008، وفي الدرس الأول بعنوان "الفضاء الكوني القريب والبعيد" نجد المؤلفين (ليس بينهم مسيحي واحد) يحشرون دون أي مبرر الآية 16 من سورة الحجر "وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاء بُرُوجًا وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ"، ويمهدون لذلك ببعض الخرافات التي تنتمي للتنجيم لا لعلم الفلك بقولهم "بالإمكان تقسيم النجوم في المجرة إلى مجموعات أصغر هي الكوكبات (الأبراج) وهي صور فلكية تعرف بأشكالها المحددة"، وفي الدرس الثاني المعنون "حركة القمر" يفتتح الدرس بالآية رقم (5) من سورة يونس "هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاء وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُواْ عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ"، وفي منتصف الدرس الآية (39) من سورة يس "وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ"، وفي الدرس الثالث "حركة الشمس" يبدأ الدرس بالآية (38) من سورة يس "وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ"، أما الدرس الرابع المعنون "الكسوف والخسوف" فيبدأ بآيات لم أتبين شخصيا علاقتها بالدرس وهي الآيات 7-9 من سورة القيامة "فَإِذَا بَرِقَ الْبَصَرُ (7) وَخَسَفَ الْقَمَرُ (8) وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ(9)"، وهكذا يجري خلط الدين بالعلم.

بعد كل ما سبق وما نلاحظه جميعا من تزايد الفرز الطائفي والتعصب الديني الذي يهدد بشق الوطن ألا يستحق الأمر مراجعة كافة المواد الدراسية لتنقيتها من كل ما يعمق التقسيم والفرز الطائفي بين المواطنين المصريين، والتأكد من أن تدريس الأديان يتم فقط في المقررات الدينية، حماية للوطن والمواطنين؟







#محمد_منير_مجاهد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مستقبل الديمقراطية في مصر
- نحو إستراتيجية للتحرر الوطني الفلسطيني
- رد على مجدي خليل: جوهر القضية
- ملاحظات على محاضرة الأنبا توماس
- كرسي في كلوب الوطن
- ندوة على الهواء: تطوير للتعليم العالي أم تكريس للفساد والتمي ...
- بل نعم للعرب ونعم للعروبة
- مؤتمر شيكاغو خطوة صحيحة على الطريق
- الحلقة النقاشية مصريون في وطن واحد: التمييز الديني وكيف نقاو ...
- ندوة تخيلية عن القوانين والإجراءات الطائفية: شهادة غير المسل ...
- في ضيافة أبونا إبراهيم
- عن حرية الاعتقاد أتحدث
- مصريون ضد التمييز الديني وليسوا ضد الإجماع الوطني
- بل سنقاوم التمييز وندافع عن الإسلام


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد منير مجاهد - التمييز الديني في التعليم بين الواقع والإنكار