أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عبد الرحمن دارا سليمان - العراق الجديد : مصالحة وطنية أم تصالح مع الذات ؟














المزيد.....

العراق الجديد : مصالحة وطنية أم تصالح مع الذات ؟


عبد الرحمن دارا سليمان

الحوار المتمدن-العدد: 2702 - 2009 / 7 / 9 - 08:13
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


كان للمحور الثلاثي القديم " سوريا _ مصر _ السعودية " والذي أوكلت إليه إدارة منطقة الشرق الأوسط سياسيا طوال عقود سبقت أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 ، دورا بالغ الأثر في تنفيذ ورسم اتجاهات ومعالم المشهد السياسي العام والخاص على صعيد المنطقة . وقد كاد بالفعل أن يصبح نواة قوة إقليمية استطاعت التفاهم مع الغرب ومع النظام الدولي وحفظ وضمان وتقاسم المصالح معهما لفترة زمنية طويلة نسبيا ، لولا تنامي وصعود تيارات الإسلام السياسي كقوى بارزة أعادت رسم الخارطة السياسية من جديد بعد أن تمكنت من احتلال مواقع مهمة في الساحة الأمامية للصراع وعلى الأخص في فلسطين ولبنان، علاوة على تهديدها الجدي، للأوضاع الداخلية في بلدان عربية أخرى .

وقد جاء حينها مشروع "الشرق الأوسط الكبير" ، عشية تلك الأحداث والحروب في أفغانستان والعراق، وكان يتضمن أعادة صياغة جوهرية للتحالفات السابقة والضغط الشديد على الحلفاء القدامى حد إدراج أحد أقطابه علنا ضمن محور الشر، بعد الشعور المتزايد للولايات المتحدة والنظام الغربي عموما بالخطر الشديد، ليس فقط على مصالحها في المنطقة وإنما أيضا على أمنها الداخلي الذي لم يعد بمنأى عن ضربات الإرهابيين وتهديداتهم ، ولدرجة أن بعض المراقبين توقعوا في ذلك المناخ السياسي المحموم، بروز لاعبين جدد بغرض تشكيل محور بديل، وكان من أبرز المرشحين لتلك الأدوار : العراق الجديد وتركيا وربما إسرائيل أو إيران . وبطبيعة الحال لم يكن ذلك المشروع مبسطا ومتهافتا فقط، ولكنه كان جاهلا بالمعنى العميق للكلمة، بالخراب الشامل الذي ألحقته السياسات المستبدة بالإنسان والأوطان وبالتكوين الاجتماعي لبلدانها واختزانها لقدرة هائلة على التدمير الذاتي، يفوق حد التصور والخيال.

وعلى الأرجح أن الإدارة الأمريكية الحالية أدركت تماما أخفاق استخدام القوة في التوصل إلى نتائج سياسية ايجابية في منطقة حبلى بالتوترات الكثيرة والنزاعات المركبة ، وخصوصا أن القسم الأكبر من شحنة الإرهاب قد أفرغت نفسها في مكانها أيضا .

واليوم تعود إدارة الرئيس الأمريكي أوباما إلى المربع الأول، في سعيها لأحياء المحور الثلاثي القديم ضمن أجواء التهدئة والمقاربات العربية التي باتت مطلوبة دوليا .وبالمقابل هنالك العديد من الأطراف العربية التي في صدد إعادة النظر في سياساتها استجابة لهذا المناخ الدولي .

في هذه الأجواء والترتيبات والمتغيرات السياسية عربيا وإقليميا ودوليا ، تعود قضية المصالحة الوطنية في العراق للمرة العاشرة وربما أكثر ، إلى صدارة المشهد العراقي وتشكل اليوم عنوانها الأبرز . وعلى الرغم من أن للمصالحة الوطنية مؤيدين ومعارضين في أوساط النخبة السياسية والمجتمع على حد سواء ، إلا أن الأمر لم يعد يحتمل التأجيل والتسويف والرغبات، نتيجة عامل مهم وهو أن الإرادة الرسمية العراقية لايمكن أن تقرر وحدها كل شيء بعد الآن وخصوصا بعد انتقال مركز ثقل الأحداث من داخل العراق إلى مكان أو أمكنة أخرى ، وفي نفس الوقت هنالك أطراف عراقية من داخل العملية السياسية باتت اليوم من القوة مايجعلها لا تخشى دخول لاعبين جدد تحت مسميات جديدة، بل وبالعكس قد يصب ذلك في مصلحتها وتحالفاتها في الانتخابات القادمة في نهاية العام الجاري، أو الانتخابات التي بعدها، لايهم ، فالمهم أن ضوءا أخضرا خفيا قد أعطي ولا وجود لفيتو حقيقي، إلا على عناصر القاعدة على المستوى المنظور، رغم التصريحات الإعلامية المناقضة هنا أو هناك .

ذلك هو المضمون الداخلي للمصالحة الوطنية العراقية في تقديري ، وقد يسبق ذلك إطلاق سراح المعتقلين في السجون، كخطوة أولية تصاحبها خطوات أخرى وتعديلات قانونية وحقوقية وربما دستورية، ومراجعة بعض القرارات السابقة بشأن اجتثاث البعث والمسائلة والعدالة وغيرها من الأمور التي تصلح أن تكون شكلا خارجيا يمهد لذلك المضمون .

ثمة من يعارض هذه المصالحة مكتفيا بتوفير شكلها الخارجي في حدودها القصوى والأبهى، إن تطلب الأمر، ولكن دون تحقيق المضمون ، غير أن هذه المعارضة باتت اليوم مشتتة ومتأخرة كثيرا .

تلك هي ثنائية الصداقة والمصلحة الشهيرة في عالم السياسة . ورغم شهرة تلك العلاقة، فأن التاريخ كما يقال، لا يعلمنا إلا شيئا واحدا وهو أن لا نعرف شيئا.

وبهذه المصالحة الوطنية التي طال انتظارها ، قد تنطوي صفحة الماضي الديكتاتوري البغيض وصفحة أكثر النظم السياسية انحطاطا في الشرق الأوسط ، وقد يكون ذلك فقط ، إلى حين .



#عبد_الرحمن_دارا_سليمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق الجديد : معوقات بناء الدولة الوطنية
- جثث بلا قبور: مابين عمو بابا ووزير التجارة الفاسد
- العراق الجديد:في التحول الديمقراطي واعادة الاعتبار للسياسة
- العراق الجديد:هل يمكن بناء دولة القانون بدون العلمانية؟-الجز ...
- العراق الجديد:هل يمكن بناء دولة القانون بدون العلمانية ؟
- عن الانتخابات العراقية وثوب الديموقراطية اواسع
- الخلفيات الاجتماعية والسياسية لاعادة تأسيس حركة الانصار1979/ ...


المزيد.....




- الأمن الأردني يعلن مقتل مطلق النار في منطقة الرابية بعمان
- ارتفاع ضحايا الغارات الإسرائيلية على لبنان وإطلاق مسيّرة بات ...
- إغلاق الطرق المؤدية للسفارة الإسرائيلية بعمّان بعد إطلاق نار ...
- قمة المناخ -كوب29-.. اتفاق بـ 300 مليار دولار وسط انتقادات
- دوي طلقات قرب سفارة إسرائيل في عمان.. والأمن الأردني يطوق مح ...
- كوب 29.. التوصل إلى اتفاق بقيمة 300 مليار دولار لمواجهة تداع ...
- -كوب 29-.. تخصيص 300 مليار دولار سنويا للدول الفقيرة لمواجهة ...
- مدفيديف: لم نخطط لزيادة طويلة الأجل في الإنفاق العسكري في ظل ...
- القوات الروسية تشن هجوما على بلدة رازدولنوي في جمهورية دونيت ...
- الخارجية: روسيا لن تضع عراقيل أمام حذف -طالبان- من قائمة الت ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عبد الرحمن دارا سليمان - العراق الجديد : مصالحة وطنية أم تصالح مع الذات ؟