|
ملتقى عن الديمقراطية في العراق
عدنان الصائغ
الحوار المتمدن-العدد: 824 - 2004 / 5 / 4 - 08:53
المحور:
اخر الاخبار, المقالات والبيانات
في مدينة مالمو جنوب السويد أقامت الجمعية الثقافية العراقية بالتعاون مع منظمة (A.B.f) السويدية ومركز أولف بالما الدولي ملتقى عن الديمقراطية في العراق يوم السبت 24 نيسان. أفتتح الملتقى بمقطوعات موسيقية عراقية، عربية وكردية، قدمها الفنانان هيرش عمر ومحمد غفور. ثم القيت كلمة اللجنة التحضيرية، أعقبتها كلمة السيد عصام الخميسي- رئيس الجمعية الثقافية العراقية التي رحب فيها بالحاضرين والمساهمين مشدداً على الحوار الهاديء والبناء وتغليب مصلحة العراق ومستقبله الديمقراطي وأمنه على كل القضايا الأخرى.
السيد لوسيانو أوستيدلو العضو الأشتراكي الديمقراطي في البرلمان وعضو مركز بالما الدولي القى كلمة الجانب السويدي التي أكد فيها مسؤولية المحتل الأمريكي عن استتباب الأمن ونقل السلطة والسيادة الى ممثلي الشعب العراقي مشدداً على ضرورة مشاركة العالم والمنظمات الدولية في دعم العراقيين لتحقيق ذلك ومؤكداً على أن ينقل الحاضرون لشعبهم تضامن واسناد المجتمع والحكومة السويدية له في هذا المسار الصعب والنبيل. ثم قرأت كلمة تضامنية لرئيس مركز أولف بالما الدولي، عبرت عن دعمها لكفاح العراقيين من أجل الحرية والديمقراطية وأكدت على أهمية الحوار السلمي والجاد والبناء بين العراقيين أنفسهم لتلمس سبل تحقيق هذه الأهداف.
في الجلسة الأولى قدم السيد مازن زغيّر تحليلأ للأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتعليمية للعراق سواءً قبل إنهيار الدكتاتورية أو خلال السنة التي أعقبت سقوطها. أعقبه السيد ممثل حكومة أقليم كردستان في السويد الذي تحدث عن مطمح الشعب الكردي في إقامة العراق الديمقراطي الفيدرالي الموحد، وأمتدح قانون إدارة الدولة العراقية الذي صدر عن مجلس الحكم يوم 8 أذار الماضي، وأعتبره اول خطوة جدية لضمان الحقوق العادلة للشعب الكردي.
حقوق الأقليات القومية العراقية الأخرى في العراق وضرورة ضمانها في القوانين الجديدة وأشكال صياغتها في العراق الديمقراطي، كانت محور مداخلة السيد ممثل الجمعية التركمانية لحقوق الإنسان في السويد، الذي دعا الى إقامة عراق للأخوة والمحبة، عراق كامل لا يقبل القسمة.
وحول المفهوم الإسلامي للديمقراطية ذكر السيد إبراهيم العبادي بإن الإسلام لا يتناقض مع الديمقراطية والموقف النظري للاسلام ليس سلبياً من الديمقراطية طالما إنه يبحث عن العدالة والمشاركة السياسية ويستوعب التمايزات المذهبية والعرقية والسياسية ويتيح حرية الرأي والمعتقد والتعايش مع الأخر .
في الجلسة الثانية تحدثت الأنسة سرى طاهر عن الديمقراطية وحقوق المرأة في العراق فأشارت الى أنه لايمكن بناء مجتمع ديمقراطي بدون ضمان حقوق المرأة إذ لا يمكن أن يكون أي مجتمع حراً ونصفه من المضطهدين، وليس هناك مجتمع ديمقراطي لايتساوى فيه جميع المواطنين من النساء والرجال وأخيراً فأن ضمان المرأة لحقوقها الخطوة الأرأس لبناء مجتمع بلا عنف. وتحدثت عن ما حقتته المرأة العراقية من نجاحات مهمة تعرضت لمحاولات الألغاء والتحجيم على يد نظام المقبور صدام. وحددت المداخلة ثلاث مشاكل يمكن أن تؤثر سلبياً على الحركة النسوية العراقية اليوم وهي سيطرة قوى متطرفة تخطيء في تفسير التعاليم الأسلامية السمحاء ومنح المرأة حقوقاً شكلية وأخيراً نكوص المرأة وسلبيتها في الدفاع عن قضاياها بسبب الخوف والفوضى والتطرف.
وحول الديمقراطية والحماية الدستورية للأطفال والشباب، قدمت الأنسة أذار علك مداخلة حددت فيها الأشكال القانونية والدستورية التي يمكن بها ضمان حماية جادة للأطفال والشباب الذين عانوا طويلاً من غياب الديمقراطية والأستقرار السياسي.
وعن العلاقة الجدلية بين بعدي الديمقراطية: السياسي والاجتماعي، قدم الاستاذ فاخر جاسم مداخلة أشار فيها الى أن الديمقراطية ، ظاهرة تاريخية لا ترتبط باديولوجية محددة. وبالتالي لا ترتبط بنشوء النظام الرأسمالي، حيث تؤكد تجربة التطور الاجتماعي على أن تطور الرأسمالية ساعد على تبلور المفهوم الليبرالي الديمقراطية. وأن هناك مشروعات متعددة للديمقراطية: الليبرالي، الماركسي والإسلامي والقومي. وأشار الى وجود ثلاثة مرتكزات أساسية، تكمل بعضها البعض، لاقامة الديمقراطية بمفهومها الواقعي
وهي: أولاً، المرتكز الاقتصادي ثانياً، المرتكز السياسي ثالثاً، المرتكز الاجتماعي .
وحول الديمقراطية وواقع الحياة الحزبية والحركات الشعبية في العراق، قدم د. إبراهيم إسماعيل مداخلة أكدت على أن التعددية الحزبية ونشاط الحركات الشعبية هي من المرتكزات الأساسية لبناء أي نظام ديمقراطي، يتطلب بناءه تطوراُ عمودياً للوعي السياسي، يرتكز لتطور حقيقي في الوعي الاجتماعي عبر:
• ربط احترام المجتمع لنفسه بتقديس حق الإنسان في الحياة والكرامة
• واندماج ولاءات الأفراد المختلفة بولاء واحد للمجتمع. وقد أستعرضت المداخلة أسباب تخلف الحياة الحزبية والمتمثلة بسيادة الأستبداد والقيم الاجتماعية المتخلفة والأثار السلبية للعمل السري وللسلبية العامة تجاه العمل السياسي في البلاد/ مؤكدة على ضرورة تصدي عقلاء البلاد لمهمة أصلاح الحياة الحزبية والحركات الشعبية التي بدونها يصبح الحديث عن الديمقراطية عبثاً.
في الجلسة الثالثة والأخيرة قدم الشاعر عدنان الصائغ مداخلة عن الديمقراطية والثقافة، أشارت الى إن الأمية الثقافية هي التي فرضت هيمنة الأمية السياسية، وساد الفقر والمرض والجهل والحروب وتدهور الحال إلى حد لا يمكن تصوره، واضطربت الساحة وفوقها أضطربت الجماهير، وتخبطت، وتخبط الحوار حد أنك لم تعد تسمع منه سوى قرع طبول، ولا ترى من المتحاورين سوى بالونات الشعارات الملونة. وأكد على أن جوهر فضاء الحرية يتجلى في مكنون الإنفتاح المطلق الواعي سعياً للاستنتاج الحر، مقدماً عدداً من الأفكار والمقترحات الخاصة بمعالجة الوضع الثقافي.
ثم قدم الباحث د. حسن السوداني مداخلة عن الديموقراطية ومستقبل التعليم في العراق تناولت وصفا تحليليا لعلاقة ثالوث العملية التعليمية (الطالب والأستاذ والمنهج التعليمي) بالديموقراطية وكيفية التأسيس لمفاهيم جديدة في قاموس الطالب العراقي من خلال تناول بعض التجارب العالمية في هذا الباب وخاصة تلك التي تناولت البعد العالمي في المناهج التعليمية.
وأختتم الفيزياوي المعروف د. إبراهيم الخميسي الملتقى بمداخلة عن الديمقراطية وتطوير البحث العلمي، أشار فيها الى أهمية البحث العلمي في إيجاد الحلول والمشاكل التي يعاني منها البلد والمجتمع واساس التطور في مختلف مجالات الأبداع الإنساني. وبأن ذلك لا يتحقق أو يتواصل ويزدهر الا بتوفير أجواء ديمقراطية في مؤسسات البحث العلمي وعدم فرض الوصاية والضغط على الباحثين وتسييرهم في إتجاه معين عنوة الى خسائر كبيرة للمجتمع.
ثم فتح النقاش العام بين الباحثين والجمهور قدمت فيها العديد من الأسئلة والمداخلات والأفكار التي أغنت الملتقى.. وأعتبرت مقترحات البحوث أفكاراً وتوصيات للنشر والمتابعة من قبل الجمعية العراقية وكل المهتمين بالشأن العراقي..
وبعد أستراحة قصيرة تمتع الحاضرون بحفل فني شاركت فيه فرقة دجلة للأطفال التابعة لجمعية المرأة العراقية في يوتوبوري بقيادة السيدة وحيدة، الفرقة التي قدمت مجموعة رائعة من اللوحات الفنية الراقصة برفقة موسيقى عراقية أخاذة، كما قدمت المطربة شروق عدداً من الأغاني العراقية الجميلة.
#عدنان_الصائغ (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ثلاث أمسيات لعدنان الصائغ في العراق
-
العراق في لقاء الشعر والموسيقى في السويد
-
القال والقيل في الثقافة العراقية
-
إلى الدكتور الفاضل علوش من عدنان الصائغ
-
نشيد أوروك..
-
آهٍ.. على العراق
-
غابة الأقنعة تمويهات الخطاب المستتر أمام عين السلطة
-
تزاحم الأضداد
-
ديمقراطية المسدس الثقافي
-
زمن السقوط
-
مرايــا
-
مجردُ احتفال.. مجردُ سؤال.. مجردُ ألم.. مجردُ قصيدة
-
كرة القدم والأدب
المزيد.....
-
بعد استخدامه في أوكرانيا لأول مرة.. لماذا أثار صاروخ -أوريشن
...
-
مراسلتنا في لبنان: غارات إسرائيلية تستهدف مناطق عدة في ضاحية
...
-
انتشال جثة شاب سعودي من البحر في إيطاليا
-
أوربان يدعو نتنياهو لزيارة هنغاريا وسط انقسام أوروبي بشأن مذ
...
-
الرئيس المصري يبحث مع رئيس وزراء إسبانيا الوضع في الشرق الأو
...
-
-يينها موقعان عسكريان على قمة جبل الشيخ-.. -حزب الله- ينفذ 2
...
-
الرئيس الصيني يزور المغرب ويلتقي ولي العهد
-
عدوى الإشريكية القولونية تتفاقم.. سحب 75 ألف كغ من اللحم الم
...
-
فولودين: سماح الولايات المتحدة وحلفائها لأوكرانيا باستخدام أ
...
-
لافروف: رسالة استخدام أوريشنيك وصلت
المزيد.....
-
فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال
...
/ المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
-
الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري
...
/ صالح ياسر
-
نشرة اخبارية العدد 27
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح
...
/ أحمد سليمان
-
السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية
...
/ أحمد سليمان
-
صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل
...
/ أحمد سليمان
-
الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان
...
/ مركز الآن للثقافة والإعلام
-
المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال
...
/ مركز الآن للثقافة والإعلام
-
نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال
...
/ مركز الآن للثقافة والإعلام
-
جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م
...
/ امال الحسين
المزيد.....
|