أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ناصر الياسري - اياد جمال الدين .... مانديلا عراقي سيعيد اللحمه لكل العراقيين !!















المزيد.....

اياد جمال الدين .... مانديلا عراقي سيعيد اللحمه لكل العراقيين !!


ناصر الياسري

الحوار المتمدن-العدد: 2704 - 2009 / 7 / 11 - 09:32
المحور: المجتمع المدني
    


تعتبر تجربة جنوب افريقيا في السلم الاهلي واحده من اهم التجارب السياسيه والاجتماعيه في العصر الحديث . ولم تتأتى هذه التجربه الا بوجود شخصيه كارزميه اجتمع عليها السود والبيض معا وبالنتيجه النهائيه أعيد تأسيس جمهورية جنوب افريقيا على اسس العدالة الانتقالية بعد ان كانت جنوب افريقيا واحدة من اكثر الدول العالم عنصرية فلقد حكمت الاقليه البيضاء البلاد طوال 300 من الفصل العنصري البغيض والتي عزلت البلاد عن العالم المتحضر طويلا .

فقد آمن مانديلا ان غص الزيتون امضى من سلاح البندقية وان تناسي جراح الماضي سيعيد الامل للأمه وان التداول السلمي للسلطه وهو الذي سينقل البلاد من حكم عنصري شرس الى بناء دولة المواطنه والتعايش في النهايه استطاع هذا الرجل الاسود ان يخرجه من سجنه الذي مضى فيه 27 عام ويدعو الى انتخابات ديمقراطيه والى سن دستور يتساوى فيه الجميع بغظ النظر عن اللون او الجنس او العرق او الدين .

واخيرا كان لقانون العدالة الانتقالية الاثر الكبير في ابعاد الشعب الجنوب افريقي من أفة العداوات والثأر فلقد اصبح القضاء هو الفيصل في حسم الخلافات واسترجاع الحقوق واصدار الاحكام القضائية ولم يتم تسييسها لصالح هذه الجهه او تلك الجهه وهاهي جنوب افريقيا دولة ديمقراطيه تنعم بالاستقرار والامن الاقليمي وبالتداول السلمي للسلطة

ولو قارنا تجربه جنوب افريقيا مع التجربه العراقيه نرى الصورة في جنوب أفريقيا تقترب حينا وتبتعد أحيانا عما هي عليه الأوضاع في العراق فهناك تفاوت واختلاف وتماثل في جوانب معينة من المعطيات السياسية والاجتماعية والفكرية وتطور الأحداث بين البلدين و يمكن الإشارة إلى أبرزها على سبيل المثال وابرزها :

الحوار : حيث كان الحوار عنصرا مهما في خلق أجواء المصالحة وتحقيق السلام في جنوب أفريقيا والذي ساعد على نجاح الحوار هو الأفكار والأهداف المشتركة؟ .

دعوة كافة الحركات والأحزاب السياسية التي كان محظورا عليها ممارسة أي نشاط سياسي ، للمشاركة في المراحل اللاحقة من تطورات العملية السياسية دون قيود أو شروط وهذا أمر مهم عزز من موقف ومكانة المؤتمر الأفريقي ، القوة الرئيسية في البلاد ، وساعد على التفاف الجـــماهير الأفريقية حول شخصية مانديلا ..

لكننا نجد الوضع في العراق يختلف تماما حيث القوى السياسية متعددة وكل منها لها أجندتها ومصالحها المحلية والأجنبية ولا يكاد يجمعها رابط أو موقف موحد إلا الشــعارات البراقة والمصالح الحزبية الضيقة ، كما أن السجون والمعتقلات الحكومية أو التي تقع تحت مسؤولية القوات المحتلة مازالت ملأى بالمعتقلين والسجناء من دون محاكمات أو تهم ثابتة عليهم باعتراف المسئولين العراقيين الرسميين أنفسهم ، رغم مطالبة جهات رسمية حكومية ومنظمات حقوق الإنسان بإطلاق سراحهم إلا أن هذا لم يتحقق ولا تفسير لهذه الحالة سوى إذلال الشعب وقهره والانتقام من كل من لا يرضى بالاحتلال أو بالظلم الواقع على الشعب .

وإذا أردنا تطبيق تجربة جنوب أفريقيا في هذا المجال فهذا يتطلب إطلاق سراح جميع الموقوفين والمسجونين وخاصة الكوادر المهمة والقيادية من جميع الأطياف العراقية و الاحزاب والقوى الوطنية التي يمكن أن تلعب دورا مهما على الساحة السياسية العراقية بعد خروج المحتل والبدء بحوار على أسس جديدة تشارك فيه هذه القوى جميعا دون قيد أو شرط وحتى تجربة المصالحة الوطنية قد تعثرت في العراق لهذه الأسباب لان البعض من الأطراف الحاكمة لا تقبل الجلوس في مفاوضات مع قوى وطنية وسياسية تتقاطع معها في الرأي والموقف وكذلك إلغاء قوانين التفرقة العنصرية التي صدرت طيلة 300 سنة من الحكم العنصري في جنوب أفريقيا مما ساعد على نجاح تجربة المصالحة والسلام في هذا البلد حيث أصبح المواطنون متساوين في الحقوق والواجبات وانتهاء مرحلة التمييز والتفرقة العنصرية في كل مفاصل الحياة ..

أما في العراق فقد عمدت قوات الاحتلال الأمريكي إلى تأسيس نظام حكم طائفي بدئ بتطبيقه فور احتلال العراق بتشكيل مجلس الحكم المؤقت وما تلاها من تشكيل حكومات وقتية وانتقالية و دائمية على نفس الأسس وأبرزها أن يكون رئيس الجمهورية كرديا ورئيس الوزراء شيعيا ورئيس البرلمان سنيا .

بعدها جرت انتخابات لتشكيل مجلس النواب وعلى نفس القاعدة الطائفية بالإضافة إلى حدوث عمليات تلاعب وتزوير في هذه الانتخابات اعترف بها الكثير من المسئولين والخبراء والمتخصصين في الشأن العراقي ، وكان من النتائج المباشرة لهذا النظام الطائفي استبعاد قوى وطنية وشرائح مهمة من أبناء الشعب عن العملية السياسية مع ما رافق ذلك من أحداث دراماتيكية ومأساوية وإنشاء ميليشات مسلحة وانتشار عمليات القتل على الهوية والتهجير والنهب والسلب والفساد والحرق والتدمير والذي يزيد الأمر سوءا هو تدخل بعض دول الجوار في تأجيج نار الطائفية لتزيد الوضع سوءا في بلد أحوج ما يكون فيه خلال هذه المرحلة إلى التالف والانسجام والوحدة الوطنية الحقيقة كي يستعيد جانبا من عافيته وإمكانية التخلص من المحاصة الطائفية في العراق ؟..

أما بالنسبة للدستور الجديد في العراق فقد تم تمريره في ظروف انتخابية استثنائية وحدوث تلاعب في نتائج الاستفتاء عليه شهدها العالم في حينه واعترض عليها الكثيرون من القوى الوطنية والأطياف العراقية ولعل ادراج مواد تتقاطع مع قوانين حقوق الانسان والحريات الشخصيه ومنها حضر افكار واحزاب بعينها هي ابرز الثغرات في ذالك الدستور بألأضافه الى اقرار قانون أجتثاث البعث والذي وضع تحت سلطه الاحزاب السياسيه وبعض الشخصيات بدلا من ان يكون القضاء هو الفيصل في حسم الكثير من الامور مثلما فعلته جنوب افريقا من خلال قانون العداله النتقاليه فلم تكن هنالك ثارات او انتقامات شخصيه بل ان كثرا من االمشاهد الانسانيه شهدتها تلك المحاكم حينما يتعانق الجاني والضحيه بعد اصدار الاحكام على الجناة وينتهي الامر بعناق بين الضحيه والجاني وسط دموع الحاضرين وليخرجا من قاعة المحكمه وهما متشابكا الايدي وقد تنازل الضحيه عن الجاني !!

هذه المعجزه صنعتها شخصيه مانديلا الذي عرف كيف يعيد بناء شخصيه الفرد والأمه ولولا هذه الشخصيه الكارزميه لكان واقع جنوب افريقيا غير الذي نراه اليوم

ونحن في العراق كان حريا علينا ان ندرس تجربة هذا البلد ونجتمع على شخصيه تكون مقبولا من معظم الطيف العراقي المتعدد في دياناته وملله وقومياته ومشاربه

ولا نغالي اذا قلنا ان شخصية السيد اياد جمال الدين يمكن ان يجتمع عليها معظم الطيف العراقي فهو شخصيه علمانيه معتدله له شخصيه الكارزميه تجذب اليه المشاهد والمستمع وذو افق واسع يستطع به ومن خلاله استيعاب الجميع تحت مظلة العراق الواحد ... عراقا علمانيا تفصل فيه السطه عن الدين ويحترم فيه رجل الدين ويقدس حينما يكون مكانه الجامع او الحسينيه او الكنيسه ويكون دوره ابويا نصوحا لا يتدخل في امور السياسه ولا يسمح لأحد اقحامه فيها وينظر للجميع نظره واحده .

عراقا تصان فيه الحريات بما لا تتقاطع مع حقوق الانسان ويكون الدين لله والوطن للجميع

الا ان البعض ممن يغيضهم ان يكون للسيد اياد جمال الدين دورا في بناء الوطن ينعته بدعوى بعدم وجود تاريخ سياسي لها الرجل وكأن التاريخ اصبح لزاما على البعض !!

وانا اقول ان الكثيرين ممن لهم تاريخ سياسي لعبوا ادوار قذره وكادوا ان يجروا البلاد الى الحرب الاهليه ودعوا الى المشاريع الانفصاليه والطائفيه وعاثوا فسادا ونهب ولم يشفع لهم تاريخهم لهذا نبذهم المواطن العراقي وسينبذهم مما تبقى منهم في الانتخابات القادمه

و يسعدنا ان نرى عراق اليوم وهو يختزل تجربة جنوب افريقيا

ليكون بلدا لكل العراقيين بلد محبا للسلام والذي يسعى للعيش مع الاخرين بحب ووئام



#ناصر_الياسري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هنا البصرة - 3 اضواء على زيارة وفد نقابة الصحفيين العراقيين ...
- هنا البصره / 1 أضواء على زيارة وفد نقابة الصحفيين العراقيين ...
- هنا البصره /2 اضواء على زيارة وفد نقابة الصحفيين العراقيين ل ...
- ايام العرس الصحفي من بغداد .... على هامش المؤتمر العالمي لقا ...
- البمبو ....... سوداني ؟!
- أيام الصحافه ...من أسطنبول / 3 .. على هامش مؤتمر الأعلام وال ...
- ايام الصحافه من أسطنبول / 2
- أيام الصحافه ...... من أسطنبول /1
- كلب خلف الدواح /2
- كلب ..... خلف الدواح ؟!
- ( الحامضيه ) ...... المدينة ..... التي كسر رجالها شوكة فلول ...
- خلط الأوراق .... عند خلف الدواح !!
- من يمول من ....... مرصد الحريات نموذجا ؟!
- انقلاب عسكري ........ فى كربلاء !!
- خلف الدواح لازال صائما !!
- أوقفوا شلالات الدم الصحفي فى العراق !!
- هل يمكن أعادة أنتاج المجلس الاعلى ومنظمة بدر عراقيا ؟؟
- خلف الدواح .... وخطوط المرجعيه الحمراء !!
- خلف الدواح .... وسلم الرواتب الموسيقيه !!
- ورب الكعبه ... لن ولم ترهبنى بنادقكم الصدئه !!


المزيد.....




- رئيس هيئة الوقاية من التعذيب في تونس ينتقد تدهور الوضع في ال ...
- هكذا تتعمد قوات الاحتلال إعدام الأطفال.. بلدة يعبد نموذجا!
- المكتب الحكومي يطلق نداء استغاثة لإنقاذ النازحين في غزة
- خامنئي: أمر الاعتقال بحق نتنياهو لا يكفي ويجب الحكم بالإعدام ...
- سجون إسرائيل.. أمراض جلدية تصيب الأسرى
- قصف وموت ودمار في غزة وشتاء على الأبواب.. ماذا سيحل بالنازحي ...
- هيومن رايتس ووتش: ضربة إسرائيلية على لبنان بأسلحة أمريكية تم ...
- الأمم المتحدة: من بين كل ثلاث نسوة.. سيدة واحدة تتعرض للعنف ...
- وزير الخارجية الإيطالي: مذكرة اعتقال نتنياهو لا تقرب السلام ...
- تصيبهم وتمنع إسعافهم.. هكذا تتعمد إسرائيل إعدام أطفال الضفة ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ناصر الياسري - اياد جمال الدين .... مانديلا عراقي سيعيد اللحمه لكل العراقيين !!