|
الوطن في واد...... والنظام في سوريا مع أهل الكهف
اسامةعزالدين
الحوار المتمدن-العدد: 824 - 2004 / 5 / 4 - 08:47
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
استطاع الرأي العام التفوق في تحليل الواقع والأحداث والمشاهد السياسية المتكررة والمتلاحقة خلال الأشهر القليلة الماضية مختلفا مع الروايات التي حاول النظام فرضها على الشارع ... مع كل الامكانيات التي تهدر على اعلامة المسير وأجهزة أمنه الهائلة الأحجام وبمساعدة بعض منتسبي حزب البعث فكل رواياتهم تفتقد للمصداقية وحتى الإنسان البسيط يلاحظ فقدانها للموضوعية والصراحة والشفافية .... وقد فهمت محاولات التجيير لبعض الأحداث لخدمة سياستها ولتغطيتها على كل انتهاكاتها لحقوق المواطنة كأنها محاولة لتسخيف العقول. وقد بدا النظام كمن يحاول التذاكي بدون مقومات لذلك مع استعراض للعضلات ونفخها بطولها وعرضها واستخدامها بقسوة .... لكن النتائج كانت عكسية واصبح النظام عاريا ومسرحياته مفضوحة ... معطوبة النسج والموضوع ... مع نتائج سيئة .. لا.. بل مغايرة لما هو متوخى منها وفي بعضها مضحكة . وإذا ما تصورنا النظام شخصا واقفا أمام المرآة وبنرجسية مريضة يتفرج على عضلاته الواهنة .. وهو واهم بأنة اجمل و أقوى كائن على وجه الأرض وان سبب وجوده هي هذه الألياف الواهنة وغير المتماسكة. إذا مررنا بأحداث الشمال .... القتلى والمعتقلين ثم القتل تحت التعذيب –حسب روايات منظمات حقوق الإنسان والمقربون من الضحايا والتعذيب المتخلف والشاذ قد تتوخى الأجهزة منها إعادة الاعتبار والهيبة لنفسها ولنظام أمني عفت الحضارة عنه واستهجنته-وعلى مبدأ كانوا يفتخرون فيه- بان الد بان الأزرق لن يعرف مكان من يقع بين براثنهم . لكننا مازلنا نتساءل من المسؤول عن أحداث الشمال وهل يمكن أن تحدث مثل هذه الأحداث ومع كل النداءات المطالبات لمحاسبة المسؤولين عن ذلك... مازلنا ننتظر وقد ننتظر طويلا. اعتقال الطلاب ... لم نسمع تفسيرا لها ؟ اعتقال أعضاء اللجان – احمد خازم وحسن وطفة وخالد علي- اختفوا في مثلث برمودا للاجهزة. وتوجت الأجهزة نفخ عضلاتها باعتقال المحامي اكثم نعيسة ورافقتها مسرحية الاختفاء المعهودة ثم ظهر مشلولا وباستعراض متخلف وقرن أوسطي في محكمة التفتيش السورية محكمة أمن الدولة. المسرحية رافقها منع الأدوية الضرورية والملابس الداخلية والوضع في المنفردة في الطابق السفلي لسجن صيد نايا المخصص للفارين والمجرمين. قد يقول الإنسان العادي إذا كان خائفا : هذا عيب؟ ولكن مع كل التراكمات والقتل تحت التعذيب الأكثر جراءة يقول : هذا إجرام والمجرم صعب التفاهم معه فله عقليته الخاصة! الاستعراض العضلي المنفوخ كالبالون تصيب المفكرين والمثقفين والغلابة من الناس على طريقة نحن نملككم - أردنا أحييناكم و... أردنا قتلناكم؟ أحداث المزة ... تدعونا للصراخ مع الصارخين .... عجبا... عجبا... القائم بها ايمن شلاش-من القنيطرة وعضو في حزب البعث ومرشح لعضوية مجلس الشعب مع أخوه محمد – طالب طب بيطري سنه خامسة وابن عمه احمد – مهنته حداد أما الرابع فهو غير معروف... ستبقى أسئلة بدون جواب ؟ وقد يكون المخفي اعظم... ؟ مهمة الدولة في حدها الأدنى محاربة الفساد والمفسدين وناهبي الأموال العامة لكننا لم نلاحظ إلا ازد ياد واضح ومكشوف للفساد والسر قة... والطريف تعليق أحد المارة أمام محكمة أمن الدولة عندما سال عن الحشود المسلحة التي تحيط بها عند استجواب المحامي اكثم... : الأفضل والأشرف لهذه الدولة لو كانت هذه المظاهر للسارقين ولصوص القطاع العام؟ إذا كان هناك من يراهن على الوفاق مع النظام يبدو انه قد فشل أسقطته الأجهزة الأمنية فهي لا تريد المصالحة ولا تريد الشفافية ... فقضايا مثل التي ذكرت هي خبزها وتعتاش من ورائها ؟هل هناك أزمة ثقة ... نعم... هناك أزمة ثقة عميقة ومتجذرة ومن خلال التجارب والأزمات ... وعلى جلودنا ... اثارها... نحن كمواطنين مشروع اعتقال دائم وتعذيب وانفرا ديات وموت أيضا نحن نعيش على مزاجية الأجهزة ومن يدور في فلكها. عارف دليلة وزملائه ريا ض الترك ... الطلاب... المعتقلين في الشمال ... وغيرهم الالاف... حتى وصلت الى اكثم نعيسة... كلها تدل على ان الوفاق الموهوم قد مات ...
أن الغاية الرئيسة عند كل هؤلاء المثقفين هو الرفاه والديموقراطية لبلد بأمس الحاجة أليها وإذا كانت هذه التطلعات المشروعة مكافئتها السجون الانفرادية والجلطات الدماغية فانه تدل على أن هناك .. عصر ين في الواقع السوري .. عصر أهل الكهف وعصر التطور والحداثة ... وأي تفسير آخر هو من باب المسرحيات واللعب بالتوازنات لتبقى بلدنا غارقة في الجهل والتخلف والاستبداد. كما أن تفعيل الخيار الأمني هو من أسوأ الحلول أن لم يكن من أسوؤها على الاطلاق... وستكون نتائجه وبالا على الوطن والنظام على السواء.
#اسامةعزالدين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تفجير جسم مشبوه بالقرب من السفارة الأمريكية في لندن.. ماذا ي
...
-
الرئيس الصيني يزور المغرب: خطوة جديدة لتعميق العلاقات الثنائ
...
-
بين الالتزام والرفض والتردد.. كيف تفاعلت أوروبا مع مذكرة توق
...
-
مأساة في لاوس: وفاة 6 سياح بعد تناول مشروبات ملوثة بالميثانو
...
-
ألمانيا: ندرس قرار -الجنائية الدولية- ولا تغير في موقف تسليم
...
-
إعلام إسرائيلي: دوي انفجارات في حيفا ونهاريا وانطلاق صفارات
...
-
هل تنهي مذكرة توقيف الجنائية الدولية مسيرة نتنياهو السياسية
...
-
مواجهة متصاعدة ومفتوحة بين إسرائيل وحزب الله.. ما مصير مفاوض
...
-
ألمانيا ضد إيطاليا وفرنسا تواجه كرواتيا... مواجهات من العيار
...
-
العنف ضد المرأة: -ابتزها رقميا فحاولت الانتحار-
المزيد.....
-
المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية
/ ياسين الحاج صالح
-
قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي
/ رائد قاسم
-
اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية
/ ياسين الحاج صالح
-
جدل ألوطنية والشيوعية في العراق
/ لبيب سلطان
-
حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة
/ لبيب سلطان
-
موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي
/ لبيب سلطان
-
الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق
...
/ علي أسعد وطفة
-
في نقد العقلية العربية
/ علي أسعد وطفة
-
نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار
/ ياسين الحاج صالح
-
في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد
/ ياسين الحاج صالح
المزيد.....
|