أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - شلال الشمري - الفساد والية توزيع الثروات














المزيد.....

الفساد والية توزيع الثروات


شلال الشمري

الحوار المتمدن-العدد: 2702 - 2009 / 7 / 9 - 08:12
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


الدولة العراقية ( الإقليم الأرضي ، الإقليم الجوي ، الشعب ، السيادة ) بعد عام 2003 انتهجت الرأسمالية كاقتصاد محكوم بالسوق الحر والعرض والطلب والملكية الخاصة، وشرعت السلطة الاتحادية باتجاه خصخصة الاقتصاد ورفع الدعم عن بعض أسعار السلع والخدمات التي تقدم للمواطن مثل المشتقات النفطية ، وتقليص مفردات البطاقة التموينية ، وقد تأخذ التعريفة على الكهرباء والماء والمجاري والهاتف طريقها لهذه الآلية بعد بلوغها مستوى الجودة والاستقرار ، وقد تشمل هذه السياسة في المستقبل خدمات الصحة والتربية والتعليم والسكن والأمن .... ويمكن القول : إن كافة الخدمات لا بد أن يكون لها مقابل مادي يضمن (احترامها) واستمرار جودتها من حيث الكم والنوع ، وفتحت الأبواب أمام التجارة الخارجية استيراداً وتصديراً وأمام الاستثمار العالمي وشُكِّلت هيئة الاستثمار لهذا الغرض وتم سنّ قانون الاستثمار ، وهذا النهج الرأسمالي مؤسس له دستورياً ( الفرع الثاني ـ الحقوق الاقتصادية ـ المواد 22 ، 23، 24 ، 25 ، 26 ، 27 ، 28) يقابله نهج معاكس بالاتجاه للسلطات الاتحادية ( التشريعة ، التنفيذية ، القضائية ) يعمل بعقلية رأسمالية السلطة ( نموذج عمل به في النظم الاشتراكية المنهارة بالإضافة إلى النظم الدكتاتورية التي تدعي تبنيها للاقتصاد الاشتراكي ومنها النظام السابق )
التي تهيمن وتستحوذ على ثروات الشعب الطبيعية وتجيرها لصالح تدوير آلتها التشغيلية المترهلة ( الميزانية التشغيلية تبلغ نسبتها 80% من نسبة الميزانية العامة ) سبع وثلاثون وزارة ( علماً أن الصين لديها عشرون وزارة ) وهيئات متعددة ودواوين على عدد المذاهب ومحافظون ورؤساء مجالس محافظات وأعضاء مجالس ورؤساء ووزراء فدراليات ورئاسات ثلاث والمئات من البرلمانيين والسفراء كل هذا الكم الهائل من الدرجات الوظيفية التي هي بدرجة وزير أعلى وأدنى بقليل مع بطانتهم يستنزفون الثروات الطبيعية التي هي من حق 31 مليون مواطن عراقي حسب آخر التخمينات السكانية لعام 2009 ، ويقتصر ما تبقى منها على مليوني موظف ونصف مليون متقاعد حسب ما ذكر وزير التخطيط علي بابان ؛ لهذا تكون قد شكلت السلطة الاتحادية بيروقراطية حاكمة تخندقت بالمقابل من عموم الشعب الذي شكَّل بمجموعه طبقة فقيرة معدمة ،وقد وسعت السلطة الاتحادية من رقعة الحواظن والبيئات التي تشجع على الفساد من خلال توسيع جهازها التشغيلي لكي يشمل كافة أطراف المعادلة السياسية التوافقية التحاصصية الطائفية بالشكل الذي استحلب هذه الثروات بحجة تدوير العجلة التشغيلية للسلطات الاتحادية ( رواتب ، مخصصات ، نثريات ، خطورة ، سيارات ، إيفادات ، حمايات ، مستشارين ، تأمين صحي خارج العراق ، خدمات مفتوحة من الماء ( قناني ) والكهرباء ، النقل ، الهاتف ، السكن ، كسوة صيفية وشتوية ) إن هذه العقلية الاقتصادية التي جمعت للسلطات الاتحادية قسمتي ( الأرنب والغزال ) فتحت أبواب الفساد على مصراعيها ؛ لأنها وزعت مفاتيح كنوز العراق على عدد محدود ، وتركت الملايين يتوزعون على إشارات المرور للتسول وجنابر الأرصفة وصدقات وزارة العمل والشؤون الاجتماعية التي لا تشبع جائعاً ولا تكسي عارياً ، هذه المعادلة التي تأخذ فيها البيروقراطية الحاكمة حصة الأسد من ثروات البلد على حساب حصة الشعب التي تنكمش باستمرار حتى أنها معرضة للتلاشي بل قد تلحق السلطة المواطن وتطالبه بضرائب إلى جانب ما تأخذه من الثروة الوطنية .
إن السلطة الاتحادية لكي تكون منسجمة مع سياسة الدولة الاقتصادية ودستورها ( المادة 111: النفط والغاز هو ملك الشعب العراقي في كل الأقاليم والمحافظات ) عليها أن تنهج وتوحِّد آليتها مع المنظومة الاقتصادية الرأسمالية للدولة وتمول ميزانيتها التشغيلية ذاتياً من خلال الضرائب وأجور الخدمات وعليهاأن ترفع وصايتها عن ثروات الشعب العراقي وأن لا تتعامل معه كونه قاصراً أو فاقداً للأهلية ، في توزيع هذه الثروات على الشعب بالتساوي نكون قد قطعنا أشواطاً في النزاهة والعدالة وحققنا احترام أكبر للحكومة وعززنا من مفهومي المواطنة والوحدة الوطنية ودعمنا الإيمان والالتزام بهما إذ لا يُعقَل أن تصادر حصتي من النفط لتعبيد شارع أسير عليه حافي القدمين وغيري له عشرون سيارة تستفيد من هذا الشارع وقس بهذا المثال على باقي الخدمات .
إن توزيع الثروات يفعِّل القطاع الخاص ويخلص السلطة من البطالة المقنعة التي تشكِّل 57% من موظفي الدولة ( علي بابان ) ويوسع قاعدة الدولة الاجتماعية ويعزز من شرعيتها ويرصن العقد الاجتماعي ويهيئ للسلطة إيرادات ضريبية أكبر وأكثر عدالة .



#شلال_الشمري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- 9/4/2003 بين الفبركةالأمريكية والأسباب الحقيقة
- من الثيوقراطية إلى السياسة التوافقية الاصطفاف الطائفي قائم
- مقاربات بين الصحوة على الفساد والصحوة على الارهاب
- الصفحة البيضاء
- امريكا والفتح الاسلامي
- الشيوعي العراقي - بين الوعي الريادي والوعي المزيف
- -بين حانة ومانة خلصت لحانا-
- -الديمقراطية في العراق- تضخم في الكمية وسوء في النوعية
- المثقف العراقي.. وعي المرحلة
- الليبرالية .. المفهوم الأصعب
- نموذج لأخلاقيات اللعبة الديمقراطية
- إشكاليات التيار الديني في العراق
- تصادم القوى.. العراق بين السندان الأمريكي ومطرقة التيار الدي ...
- التيار الليبرالي .. بين منصة الإحتياط وتثوير العملية السياسي ...


المزيد.....




- عالم روسي: الغرب يطرح مشكلات علمية زائفة من أجل الربح
- مسؤول إسرائيلي: وضع اقتصادي -صعب- في حيفا جراء صواريخ حزب ال ...
- مونشنغلادباخ وماينز يتألقان في البوندسليغا ويشعلان المنافسة ...
- وزير الخارجية: التصعيد بالبحر الأحمر سبب ضررا بالغا للاقتصاد ...
- الشعب السويسري يرفض توسيع الطرق السريعة وزيادة حقوق أصحاب ال ...
- العراق: توقف إمدادات الغاز الإيراني وفقدان 5.5 غيغاوات من ال ...
- تبون يصدّق على أكبر موازنة في تاريخ الجزائر
- لماذا تحقق التجارة بين تركيا والدول العربية أرقاما قياسية؟
- أردوغان: نرغب في زيادة حجم التبادل التجاري مع روسيا
- قطر للطاقة تستحوذ على حصتي استكشاف جديدتين قبالة سواحل ناميب ...


المزيد.....

- الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي ... / مجدى عبد الهادى
- الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق / مجدى عبد الهادى
- الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت ... / مجدى عبد الهادى
- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - شلال الشمري - الفساد والية توزيع الثروات