أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - الطاهر إبراهيم - عندما يعين المسئول حسب درجته الحزبية لا حسب خبرته العلمية















المزيد.....

عندما يعين المسئول حسب درجته الحزبية لا حسب خبرته العلمية


الطاهر إبراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 164 - 2002 / 6 / 18 - 06:32
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 

 

أخبار الشرق - 17 حزيران 2002

أعاد انهيار سد زيزون في منطقة الغاب في شمال سورية - شمال مدينة حماة وغرب مدينة إدلب - إلى الأذهان صورة الوضع المتردي للكفاءات التي يتمتع بها كبار المسئولين في الوزارات والمؤسسات السورية منذ انقلاب 8 آذار 1963، حيث أنه من المعروف أن المناصب الرسمية يتم الترشيح لها على أساس حزبي صرف دون النظر إلى ما يتمتع به هذا المرشح أو ذاك من كفاية علمية أو اقتدار إداري. فما تناقلته وكالات الأنباء والصحف العربية وبعض الصحف السورية يرسم صورة الإهمال الشنيع الذي صبغ المسئولين عن إنشاء هذا السد وصيانته، ما شكل كارثة وطنية - بكل المقاييس - في منطقة الغاب الزراعية التي تعد الأولى زراعياً في سورية لخصوبتها وغزارة مياهها (حسب شهادات الخبراء الأجانب الذين عملوا في هذه المنطقة منذ بدئ بتجفيف مستنقع الغاب في الخمسينات).

وإذا كان لا يحق لنا أن نرجم بالغيب الذين قاموا بدراسة وإنشاء هذا السد قبل أن تنتهي لجان التحقيق من تحديد المسئولية والمسئولين عن هذه الكارثة - وإن كنا نعتقد أن السبب هو توسيد الأمر إلى غير أهله كما أسلفنا- فإن أصابع الاتهام تشير بشكل واضح ومباشر إلى الإهمال المزري من المشرفين على استثمار هذا السد من أصغر موظف إلى وزير الري المهندس محمد رضوان مارتيني، الذي عُين في منصبه لا على أساس كفاءته الهندسية بل حسب "الكوتا" الوزارية الممنوحة للحزب الشيوعي (جناح بكداش). ولقد استخف معالي الوزير بكل العقول عندما نفى - في اتصال مع قناة الجزيرة القطرية - الحقيقة الدامغة التي تحدثت عن تجاهل الجهات الرسمية المسئولة عن السد، وجهات حكومية أخرى لنداءات الأهالي، ما أدى إلى هذه الكارثة البشرية والاقتصادية. بل لقد كذّب محافظ حماة - بشكل غير مباشر - مزاعمَ الوزير عندما أكد ما جاء في شكاوى المواطنين من أنهم أخبروا المسئولين عن تخوفهم من غزارة التسرب الذي كان يحصل في جسم السد قبل أيام من وقوع الكارثة. ونقل محرر جريدة "الحياة" اللندنية عن شهود عيان من المواطنين، أنهم رفعوا أمر التشققات، التي كانت واضحة للعيان، إلى المسئولين عن صيانة السد، الذين سخروا من أقوال المواطنين، ولو أن هؤلاء المسئولين أخذوا كلام المواطنين مأخذ الجد، لأمكن تجنيب الوطن والمواطنين هذه الكارثة المروعة.

ويحضرني بهذه المناسبة ما حدث في قناة "السلحبية العليا" التي أنشئت لجر مياه سد الفرات "سد الطبقة" المعروف - الذي أُنشئ أواخر الستينات وأوائل السبعينات على سد الفرات - إلى سهول مدينة الرقة، وقد كان معروفاً لدى المسئولين والمهندسين أن تربة المنطقة مشبعة بأملاح الكبريتات التي تذوب بالماء، وحسب المعلومات التي كان يعرفها القاصي والداني فإن المهندسين والمسئولين في حوض الفرات كانوا على علم بذلك، والمفترض أنهم أخذوا هذا الأمر بعين الاعتبار واتخذوا الاحتياطات اللازمة عندما كانوا يتابعون تنفيذ هذه القناة.

وفي صيف عام 1975 تم فتح هذه القناة أمام مياه خزان السد وعندما وصلت طلائع التدفق المائي قرب مدينة الرقة حصل انكسار هائل في أحد مقاطع القناة المذكورة، وفي دقائق معدودة ابتلعت الأرض المجاورة مئات آلف الأمتار المكعبة من المياه المتدفقة في القناة، ما يعني أن المشرفين على إنشاء هذه القناة كانوا يغطون في نوم عميق عندما كانت شركة "بونوفيكا" الإيطالية المنفذة والشركة الرومانية المشرفة تتابعان تنفيذ هذه القناة.

وللعلم فقط، فإن مدير عام مؤسسة حوض الفرات في ذلك الوقت المهندس محمود الزعبي كان مشغولاً بأمور أخرى غير متابعة شئون مؤسسة حوض الفرات، حيث كان يتابع في مدينة الرقة الانتخابات الحزبية التي أهلته لأن يصبح عضوا احتياطيا في القيادة القطرية. وحسب علمي فإنه لم يتخذ أي إجراء بحق أي من المتسببين بهذه الكارثة الوطنية، بل على العكس فقد تمت ترقيتهم وخصوصاً محمود الزعبي الذي وصل إلى أعلى هرم السلطة حيث بقي رئيساً للوزراء مدة أربعة عشر عاماً. وصدق من قال:

 نقري ما شئت أن تنقري خلا لك الجو فبيضي واصفري

__________ 

* كاتب سوري يعيش في المنفى



#الطاهر_إبراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قانون الطوارئ عدوان على الحريات وخرق للدستور


المزيد.....




- قمة كوب29: الدول الغنية ستساهم ب 250 مليار دولار لمساعدة الد ...
- حدود العراق الغربية.. تحركات لرفع جاهزية القطعات العسكرية
- وقف الحرب في لبنان.. فرص الاتفاق قبل دخول ترامب البيت الأبيض ...
- أرامكو ديجيتال السعودية تبحث استثمار مليار دولار في مافينير ...
- ترامب يرشح أليكس وونغ لمنصب نائب مستشار الأمن القومي
- بالفيديو.. منصات عبرية تنشر لقطات لاشتباكات طاحنة بين الجيش ...
- Rolls-Royce تخطط لتطوير مفاعلات نووية فضائية صغيرة الحجم
- -القاتل الصامت-.. عوامل الخطر وكيفية الوقاية
- -المغذيات الهوائية-.. مصادر غذائية من نوع آخر!
- إعلام ألماني يكشف عن خرق أمني خطير استهدف حاملة طائرات بريطا ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - الطاهر إبراهيم - عندما يعين المسئول حسب درجته الحزبية لا حسب خبرته العلمية