أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فريدة النقاش - فاشية إسلامية!














المزيد.....

فاشية إسلامية!


فريدة النقاش

الحوار المتمدن-العدد: 2700 - 2009 / 7 / 7 - 09:23
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


قال مهدي كروبي أحد المرشحين الإصلاحيين في الانتخابات الإيرانية بعد إعلان الفوز الساحق لأحمدي نجاد إن "معسكر المنتصرين هم دعاة للرجعية مثل إسلام طالبان" بمعنى أن هذا المعسكر لا يسمح بالمعارضة، وعدم السماح بالمعارضة ليس مصادفة وإنما هو مبدأ متجذر في قلب الفكر الديني الذي يتأسس عليه هذا التيار.
وتؤكد الوقائع المتتالية أنه يستحيل على دولة دينية تقيم نظاما ديمقراطيا مقيدا ومحكوما بمبدأ "ولاية الفقيه" أن تواصل خداع العالم أو استلاب شعبها باسم الدين لزمن طويل، إذ ينطبق على مثل هذه الدولة ونظامها قانون الصراع والتناقض الذي يحكم كل منظومة أيا كان شكلها دينيا أو مدنيا، وإذا لم يجد كل من الصراع والتناقض حلولا عقلانية ومنطقية وعادلة فإنها تنفجر كما تفجرت الحالة في إيران بعد ثلاثين عاما من الاستبداد ومصادرة حريات النساء وحريات التعبير وحقوق الأقليات باسم الدين، بل وإطلاق العنان لنزعة إمبريالية إقليمية توسعية هللت لها إسرائيل العنصرية لأنها وجه آخر لها.
وعادة ما ينتج الاستبداد أيا كانت الشعارات التي يرفعها أو الرايات التي يحتمي بها ينتج فسادا بلا حد وهو ما حدث في إيران على نطاق واسع إذ جري نهب الثروات الهائلة، وتكوين طبقة جديدة من كبار رجال الدين تحالفت مع رجال الأعمال سيطروا جميعا على الوزارات الأساسية وزرعوا عيونا لهم في كل مؤسسات الدولة، وجري إلحاق هذه "العيون" بمؤسسة الحكم وكما يقول سعيد أرجوماند الإيراني وأستاذ علم الاجتماع في جامعة نيويورك واصفا أسلوب المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي الذي اهتم باختيار حلفائه طيلة مراحل حياته، وأحاط نفسه بالرجال الذين يفتقرون لقاعدة اجتماعية أو سياسية خاصة بهم، رجال يعلم أنهم دائما سيعتمدون عليه.
وهو الأسلوب الخبيث الذي يليق بحكم استبدادي في جوهره يقوم على عزل القيادات الاجتماعية الواعدة والذكية عن قاعدتها جنبا إلى جنب تصعيد نماذج «للحثالة» التي تفتقر للثقافة والوعي والموقف الذاتي، وترتبط فحسب بمصالحها الشخصية، هكذا تتشكل ببطء قاعدة صلبة لفاشية إسلامية تزداد هوسا وتطرفا وتكشر عن أنيابها كلما اشتدت أزمة النظام الذي يقدم لها الحماية ليصبح ارتباطها به حالة وجودية.
وليس من قبيل المصادفة أن يصف كروبي هؤلاء بأنهم "دعاة رجعية مثل إسلام طالبان"، وإسلام هؤلاء شأنه شأن كل تأويل ضيق الأفق وتكفيري للنص الديني ينهض على تقديس ما هو بشري، ورفع بشر - مهما كانوا ممتازين وموهوبين لكنهم بشر - إلى مصاف الملائكة والقديسين الذين لا تجوز مساءلتهم عن أفعالهم مهما كانت.
ويقبع في هذا المكان الحصين والمقدس علي خامنئي المرشد الأعلى للثورة الإسلامية، فهو يشكل بديلا عن الإمام المختفي والمنتظر الذي حين سيظهر مرة أخري سوف يعود بالإنسانية كلها إلي العصر الذهبي للإسلام الذي أخني عليه الدهر، وهي فكرة أسطورية تجد لها أنصارا وإن كانت قد اهتزت أركانها أمام تقدم العلم واتساع قاعدة المعرفة وتحول الديمقراطية وحقوق الإنسان بما فيها حرية التعبير والاعتقاد إلي قيم عليا في عصرنا مع تآكل القبضة الأبوية علي المجتمعات والتي تطابقت أي الأبوية في بعض جوانبها مع نظام الحاكم الأوحد والزعيم الأوحد الذي يجمع الكل في واحد ويصبح ملهما للجماعة فلا ترد له قولا ولا تجادله.
وهكذا يرتقي هذا "الأب" بالتدريج إلى مستوي المقدس، ولا يندر أن تحل بركاته على حاشيته بلا حصر ليكون لها "قبس" من قدسيته.. وتتشكل المؤسسات كافة علي هذا النمط في ظل وجود مؤسسة لتشخيص مصلحة النظام إذ يتزوج الفساد والاستبداد زواجا كاثوليكيا، لينخرا معا جسد المجتمع وينشرا الخراب والتزمت إلى أن يأتي الوقت الذي تنضج فيه الصراعات تحت ضغط المقاومة الشعبية فالناس لم يبقوا أبدا متفرجين، وهي المقاومة التي تتخذ أشكالا كثيرة تقدم حيوية الشعب الإيراني نماذج باهرة ومبتكرة لها لعل أكثرها إثارة للدهشة والإعجاب أن يكون احتماء المتظاهرين بأسطح المنازل مؤخرًا، دون أن ننسي الإضافات الرائعة التي قدمتها السينما الإيرانية رغم القيود والتزمت الديني.





#فريدة_النقاش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إخضاع المرأة والمجتمع
- السؤال الجديد
- العَلمانية ليست كفرًا
- ألمجد لمن قال لا
- ألمعركة القادمة
- الهولوكست والعنصرية
- تحرر المرأة العربية ذلك اللحن الذي لم يتم
- الدمقراطية والعلمانية
- قضية للمناقشة في عيد العمال


المزيد.....




- المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية: مذكرة اعتقال نتنياهو بارقة ...
- ثبتها الآن.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 علي كافة الأقم ...
- عبد الإله بنكيران: الحركة الإسلامية تطلب مُلْكَ أبيها!
- المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الأراضي ...
- المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي ...
- المقاومة الاسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي ...
- ماذا نعرف عن الحاخام اليهودي الذي عُثر على جثته في الإمارات ...
- الاتحاد المسيحي الديمقراطي: لن نؤيد القرار حول تقديم صواريخ ...
- بن كيران: دور الإسلاميين ليس طلب السلطة وطوفان الأقصى هدية م ...
- مواقفه من الإسلام تثير الجدل.. من هو مسؤول مكافحة الإرهاب بإ ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فريدة النقاش - فاشية إسلامية!