أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمود الزهيري - الكنيسة المصرية وزيارة أيمن نور: هل تكيل بمكيالين ؟















المزيد.....

الكنيسة المصرية وزيارة أيمن نور: هل تكيل بمكيالين ؟


محمود الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 2700 - 2009 / 7 / 7 - 09:16
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الكنيسة في المفهوم الإنجيلي في أبسط الصور هي عروس المسيح (2كورنثوس 2:11) فهل الكنيسة الأرثوذكسية المصرية مازالت مصرة علي أن تكون عروس المسيح , وهل عروس المسيح لها دور آخر غير دور سفينة نوح في إنقاذ البشر حسب الدور المسيحي الإنجيلي المرسوم لها في نجاة البشر أياً كان البشر مسيحيين أو مسلمين أو يهود أو حتي وثنيين ؟!!

وكيف يستقيم هذا الدور المنوط بالكنيسة الأرثوذكسية المصرية علي وجه خاص وقد إنشغلت بأمور سياسية بعيدة عن هذا الدور وكأنها تريد أن تكون الكنيسة هي داراً للعبادة , وبديلاً عن الوطن في ممارسات لاتبتعد كثيراً في مواقفها عن تيار الإسلام السياسي الموظف للتخديم علي أنظمة الطغيان والإستبداد !!

لقد قلت سابقاً في التعليق علي موقف أحد رجال الكنيسة حينما تصدي للحديث في مسألة سياسية تخص الشأن المصري : إن رجال الكهنوت ماكان لهم بعد أن أقيمت علي أجسادهم وهم أحياء صلوات الجناز , أن يعودوا للدنيا مرة أخري بقرارات سياسية متصادمة مع أرواحهم , ومتغايرين مع مطالب الروح وباحثين بشغف عن مطالب الجسد المتعلقة بتأييد وتأبيد سلطة الفساد ونظام الإستبداد القاتل للجسد والمعذب لروح الإنسان , فكيف لميت أن يبحث لحلول أزمات الأحياء ؟! http://www.ahewar.org/debat/show.art.ap?aid=148383

إنتابني شعور غريب لموقف الكنيسة المصرية من زيارة أيمن نورلكنيسة مارجرجس سبورتنج بالأسكندرية , وكأن رفض الكنيسة المصرية لهذه الزيارة وطلب الكنيسة التحقيق بشأن هذه الزيارة والذي بلا شك أعطي إنطباعاً لشعب الكنيسة الأرثوذكسية المصرية رفضاَ لأيمن نور بصفته السياسية , ورفض الإنتماء لحزب الغد , وكأن هذا الرفض بمثابة هدية تقدمها الكنيسة الأرثوذكسية المصرية للنظام الحاكم في مصر وحزبه الحاكم المتفرد بالسلطة وكرسي الحكم علي التأبيد لشرط التلاعب بمشاعر المسيحيين تارة بالترغيب وتارات أخري بالترعيب , ومن ضمن تارات الرعيب إستخدام ورقة الجماعات الدينية الأصولية للضغط بها ترعيباً علي المسيحيين المصريين , ولاننسي المراجعات الفقهية التي تمت تحت رعاية الأمن المصري في حالة من حالات إستبدال أمراء الجهاد بأمراء الأمن !!
ونفس شروط اللعبة يتم ممارستها مع الجماعات الدينية الموظفة لصالح النظام الحاكم يتم إستخدامهم كورقة ضد الكنيسة المصرية , وضد البهائيين , وضد القرآنيين , وضد الشيعة , ولكن أصحاب المصالح في كل الإتجاهات تأبي إلا مصلحة ذواتها فقط علي مصلحة المجتمع المصري المهترئ بفسادات أدعياء الدفاع عن المقدس وحمايته .
الكنيسة المصرية سنوياً تحتفل بعيد القيامة , ويكون علي رأس الحضور في هذه الإحتفالات ممثلي منظومة الحكم والسلطة في مصر وممثلين عن رأس المنظومة , ويتم حضورهم بالتنسيق مع الكنيسة الأرثوذكسية المصرية وبموافقة منها وعلي الرأس منها الأنبا شنودة !!
ولاننسي أن الكنيسة الأرثوذكسية المصرية هي التي باركت مبارك الأب في إنتخابات الرئاسة الماضية ضد أيمن نور وآخرين ممن تم إستخدامهم كديكورات مظهرية تزين المسرح السياسي المأزوم بفسادات الطغيان والإستبداد , ولاننسي مباركة الكنيسة المصرية لجمال مبارك والترويج له ليكون خليفة لمبارك الأب في إعتلاء كرسي الحكم والسلطة في مصر , وهذا ماحدث من الأنبا مرقص وأعضاء المجمع المقدس حينما بارك تولي مبارك الإبن حكم مصر .

وإذا كانت الكنيسة المصرية قد شددت المتحدة علي ضرورة ألا تتدخل الكنائس فى السياسة حتى لا تتحول إلى منابر يستغلها السياسيون فى الدعاية لأنفسهم , فمن حقنا كمواطنين مصريين أن نسأل عن مدي هذا التناقض البين في رأي الكنيسة الأرثوذكسية المصرية ؟!!
ومالذي يستدعي الكنيسة المصرية أن تطلب إجراء تحقيق بشأن زيارة أيمن نور لكنيسة مار جرجس بسبورتنج بالأسكندرية ؟!
وما الذي يستدعي هذا النفي القاطع من كنيسة مار جرجس سبورتنج لمقابلتهم أيمن نور بصورة مشينة حسبما نشر بالمصري اليوم عدد 5 7 2009 علي لسان : القس مرقس داوود، كاهن الكنيسة وحسب تصريحه الذي جاء به : أن كهنة الكنيسة كانوا فى اجتماع الشباب يوم الخميس الماضى وفوجئوا بأمن الكنيسة يخبرهم بتواجد نور، وأنه يطلب الصعود لمقابلتهم ، إلا أنهم رفضوا مقابلته ـ حسب قوله ـ وطالبوه بالانصراف .
وقال داوود: « لم نصل أو ندع لأيمن نور بشىء، لأننا لم نره من أساسه، وعندما حاول صعود السلم لمقابلتنا قام أفراد أمن الكنيسة بمنعه ، وطالبوه بالانصراف ونحن استكملنا اجتماعنا دون أن نراه ».
هذا الكلام ليس معناه دفاعاً عن أيمن نور فأنا لست منتمي لأي حزب من الأحزاب المسماه بالسياسية مجازاً , لأنها في يقيني جزء من المنظومة الديكورية الهامشية التي تزين الأفعال السيئة لسلطة الطغيان والفساد والإستبداد, مثلها في ذلك مثل المنظومة الدينية الرسمية صاحبة الدور الوظيفي في التخديم علي فسادات النظام الحاكم , وأعتقد أن الكنيسة الأرثوذكسية المصرية تسير في هذا النهج , وأصبحت لاتجيد إلا البكاء حال تعرضها للمآسي والنكبات التي تلحق بالمصريين عامة والمسيحيين منهم علي وجه خاص .
لست ممكن يرتاحون لتسييس المنابر الدينية ودور العبادة , كالمساجد والكنائس وغيرهما في التوظيفات السياسية اللئيمة , ولا حتي في التعرض للقضايا السياسية حتي وإن كانت من الجانب الرافض لمنظومة الفساد والإستبداد والطغيان , لأن أصول اللعبة السياسية تستدعي الكثير من النفاقات السياسية في بلداننا العربية / والإسلامية , بسبب من غياب الشفافية وغياب الرقابة الدستورية والقانونية المحكومتان بالفساد والإستبداد والطغيان لمصلحة الأنظمة الحاكمة فقط .
ولأن النخب السياسية والكاريزمات تنافق الجمهور/ الشعب , وتنزل علي رأيهما الذي غالباً مايكون به قدر كبير من الضبابية والعشوائية الموظفة لتغييب عقول الجماهير / الشعوب , بأسباب مرجعها الجهل والتخلف والأمية بأدوار دينية تدعي إنتصارها المتوهم للمقدس علي حساب الإنسان .
ولا أدري لماذ قدمت الكنيسة المصرية القس فلوباتير لمحاكمة كنسية كان علي إثرها توقيفه عامين كعقوبة بسبب إنضمامه لحزب الغد الذي كان يرأسه آنذاك أيمن نور ؟!
ولا أدري لماذا أصدرت الكنيسة المصرية أوامرها المعلنة علي شعب الكنيسة لتأييد مبارك الأب في الإنتخابات الرئاسية الماضية , والمجمع المقدس الذي يمثل أعلي سلطة دينية كنسية رأيه معلن في هذه المسألة !!
ولا أدري لماذا يتم التلميح أحياناً والتصريح أحياناً أخري خلال الإجتماعات الكنسية بتأييد النظام الحاكم في حالة من حالات توجيه الرأي العام المسيحي داخل الكنائس والأديرة !!
أعتقد أن الكنيسة المصرية بمثل هذه المواقف المعلنة والغير معلنة تقف ضد مصلحة المجتمع المصري المأزوم بتغييب الديمقراطية والحريات وحقوق الإنسان , ومن ثم تكون مواقفها مواقف ضد الإنسان الذي خلق حراً له عقل وإرادة وتمييزفي إختياره بين مايصلح له , وما لايصلح له , وإملاء الشروط المسبقة علي المجتمع المصري بمثابة عودة لعصر القبيلة والعشيرة , أي مرحلة ماقبل الدولة , وإذا كانت الكنيسة المصرية تتباكي علي حرية العبادة والمعتقد , فإنها لاتلوم إلا نفسها لأن حرية العبادة والمعتقد لاتكون إلا من خلال منظومة دستورية وقانونية يتم تفعيلهم في مجتمع من المجتمعات , وتكون السلطة السياسية خادماً لدي الدولة , والدولة والسلطة السياسية خادمين للمجتمع , لا أن يتم إستخدام المجتمع كخادم للدولة , والمجتمع والدولة خادمين للسلطة السياسية , ومسلك الكنيسة المصرية يسير في هذا الإتجاه , وذلك بالرغم من المآسي التي يعيشها المسيحيون المصريون , وصفحات الحوادث خير من يدلل علي ذلك .
أعتقد أن القطط دائماً علي علم بمن يخنقها , ومع ذلك فإن القطط تحب دائماً من يخنقها , وذلك علي حسب المثل القبطي : كل قط عارف بخناقه ,أو كل قط بيحب خناقه !!
محمود الزهيري



#محمود_الزهيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زغلول النجار وصمويل العشاي : الإنتصار للمقدس علي حساب الإنسا ...
- عذراً يا إنسان !!
- أوباما : هل يعتنق الإسلام ويتحدث العربية ؟!!
- إبراهيم أبو العيش : جنة سيكم المصرية
- يوسف البدري !!
- القرآنيون
- الدين وصحيحه : من يمتلك صحيح الدين ؟!!
- خوف
- القتل المعنوي للآخر في المعتقد : بسمة موسي نموذجاً
- عقل
- الرسوم القضائية : خيار الدولة أم خيار ماقبل القبيلة ؟!!
- جميلة إسماعيل .. أيمن نور : الحرية لها ثمن
- العنصرية تجتاح المجتمع الإسرائيلي .. والعرب يزايدون !! 2 / 2
- العنصرية تجتاح المجتمع الإسرائيلي .. والعرب يزايدون !! 1 / 2
- الوطنية والملاذ الأخير
- سورية والبحث عن دور شرق أوسطي بديل!!
- الوهم وغياب العقل
- المسؤلية العقلية وأحداث غزة
- تصفية حماس أم تصفية القضية الفلسطينية ؟!!
- حماس .. بين توهم إنتصار الإيديولوجيا والإنتصار للمصلحة !!


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمود الزهيري - الكنيسة المصرية وزيارة أيمن نور: هل تكيل بمكيالين ؟