|
الحضارات والأديان
مينا بطرس
الحوار المتمدن-العدد: 2700 - 2009 / 7 / 7 - 08:12
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
يحمل الإنسان بداخله إرث صعب أن ينفصل عنه.هذا ألأرث له دور كبيرفي تشكيله الذاتي وتحديد ملامح كينونته.وقديما قال الفيلسوف اليوناني الشهير سقراط
جملته (تكلم حتي أراك)ويعتبر من أهم عوامل تكوين الأنسان الذاتي هو دينه.وقديما برر القدماء عبادة الجنس لما روا في الجنس معني الخصوبة والخير. فإضافة
القدسيه علي العبادات الجنسية جعل الكثير من القدماء يعتبروه طقس ديني مقدس في مفهومهم في ذاك الوقت. وفي القرون الوسطي كان عصر الهوس الديني حيث الكنيسة تحكم وسلطة البابا في روما اقوي من سلطة الحكام إلا أن الأرث من العصور الوسطي مازال يحكمنا رغم أننا نلبس الكرافته ونشاهد التلفاز ونركب الطائرات.لأن الأرث التاريخي مازال يجري في دمائناويحيا بوصيته في أذننا. لكن المشكله أن الدين الذي يتكلم عن أمور أيمانيه ووعد البشر ومصيره بعد الموت .دخل في امور كثيره أفقد ته روحانيته لأن أفكارنا أصبحت تنبع من النص المقدس لقد قرأت كثير من سلسلة قصة الحضارة ل(ديورانت) وكثير من الكتب التاريخية إلأ أن كثير مايضيقني هو نعت الحضارة بالصبغة الدينيه كمثال حضارة مسيحية غربيه ؛حضارة مسيحيه بيزنطيه,حضارةأ سلاميه....الخ الحضارة في اوربا شارك فيها كثير من الملحدين لذلك كيف اقول انها حضارة مسيحيه.فهل توصلت أوربا الي قوة البخار والثروةالصناعيه عن طريق النص المقدس للأنجيل .وكان في أوربا يهود الشتات. كيف انكر دور (أينشتاين) اليهودي وكيف انكر كثير من علماء الرياضيات والكيمياء والفيزياء والفلك. كما ان لأيوجد مايسمي (حضارة مسيحية) لأيوجد مايسمي (حضارة أسلاميه).الاسلام كدين نبع من شبه الجزيرة العربيه ودخل لبلاد كانت ذات حضارات. فهل رجال العمائم من الدين المسيحي أوالاسلامي هم الذين جلسوا في المعامل وبحثوا بالجهد والعرق لأكتشافات علميه أضاءت تاريخ البشريه.بالتالي علي الحضارة الملحدةان تفتخر لأنها أرسلت أول رائد فضاء الي العالم الخارجي وعندما بدأت حركات الترجمة في ظل حكم الخلافة الأسلاميه قام بها الرهبان السريان وبرع بعض الأقباط في ماليات الدوواين و بعض اليهود في الطب.لأنه كيف لناس اتوا من الصحراءأن يواكبوا الحضارة والفلسفات المزدهرة في ذاك العصر. دعونا نفكر قليلا إذا كان زغلول النجار وأمثاله من جيع الأديان والمعتقدات قد أكتشفوا هذا الأعجاز العلمي الرهيب من النص المقدس .فنحن نطلب من د(زغلول النجار)وأمثاله المتبحرين في النصوص المقدسه والعلوم أن يبهرونا بإعجاز علمي جديد يخرجوا به لنا لكي نكون سابقين في أكتشاف علمي جديد نقدمه . للبشريه يبيض وجهنا قدام امم العالم إذا كانوا في مقدرتهم أن يدققوا في الكلمات والنصوص المقدسه ويمتلكون رؤيه علميه لأنعرفها. اريد من كل رجل ديني او مسيحي أو يهودي أو بوذي ينادي بتقدم حضاري علي أساس ديني أن يخرج لنا من نصه المقدس الذي يؤمن به أكتشاف علمي من هذا النص .لماذا يتواري هولاء الصاخبين عندما يعجزوا أن يقدموا حلول عمليه عند المشاكل الحياتية التي تظهر بتغير الزمن. النظام العالمي الأن بعد سقوط النظام الأشتراكي وتعثر النظام الراسمالي والازمه الماليه التي نعيشها ومحاولة أحياء بعث ماركس وأقتصادياته .هل يستطيع نص مقدس أن يدلنا علي نظام أقتصادي؟ أو تكنولوجي؟ أو سياسي ؟ أو عسكري؟ يوأكب التطور البشري فكيف تحكمنا أنظمه وأفكار وسياسات أنتهي دورها التاريخي. الغريب أن كثير من الكتاب يكتبون أن العروبه هي الاسلام رغم ان القوميه العربيه نادي بها مسيحي سوري(ميشيل عفلق)والعرب المسلمين يحيا معهم الأقباط والسريان والدروز والبهائين...الخ وكثير من مسلمي العالم ليسوا عرب. كيف تنسب للدين أي فعل حضاري رغم أن الحضارة بكل جمالها لها مساوائها أيضا أيضا وتغيراتها .فكيف تنادي بتغير أحكام الشريعه كيف تطبق الدين غير الزمني وتخضعه الي الزمن.دعونا ندرس تاريخ أي حضارة ستري في الايام التي كانت تحياها مثل أي مجتمع بشري قتل وسرقه ونصب وزنا ...الخ هل هذا هوا لدين بالطبع لا كل حضارة بالطبع هو نمو مجتمعات وتطورها ولايوجد مجتمع يخلو من العيوب .الحضارات كالكائن الحي ينمو ويكبر ويموت كثير من الحضارات تصحح ذاتها وكثير من الحضارات ماتت.فعندما تنعت الحضارة تحت مسمي ديني أصبحت الديانات التي تتكلم عن غير الزمني والروحيات تتلاعب بالشكل الزمني وتتغير بالشكل الزمني وتتغير وجهها ويصبح الدين أصبح له ألف وجه.الحضارة التي أومن انها فعل أنساني. الأنسان الذي بني الحضارة هذا ألأرث الأنساني التراكمي بناه الانسان.. والانسان في كل عصر ليس منزه عن الخطأ والعيوب والانسان ليس كامل فكيف تنعت الحضارات الغابرة بالنعت الديني, ولعل من أهم المشاكل التي جعلتنا ننسب الحضارة الي الدين . هو مفهومنا عن الهويه. الهويه رغم يقين الكثير أنها من الثوابت الأانه في الحقيقه أن الهويه تتغير لأان الزمن يتغير .إذا كانت اللغه ككائن تتغير بتغير الزمن الأتتغير الهويه. الكلام عن ثوابت الهويه هو كلام ميتافزيقي ليس له أرتباط بالواقع.فإذا كانت البشريه تسير للأمام بجمال ومساؤي الحضارة الحديثه. نظل نحن في ركود بدعوي الحفاظ وثبات الهويه هذه ايضا الشعارات المطاطه التي لانعرف لها ملامح فإذا كان الحضارات تولد وتنمو وتشيخ وتموت فهل دينك تريده أن يموت؟
#مينا_بطرس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
المواطنة.......عن أي شعار تتكلمون؟!
-
انا كافر...أنا ملحد
-
إينشتاين رئيس لأسرائيل
المزيد.....
-
تسفي كوغان: الإمارات تقبض على 3 أوزبكيين بتهمة قتل الحاخام ا
...
-
في رحلة لعالم الروحانيات.. وزان المغربية تستضيف الملتقى الدو
...
-
ثبت تردد قناة طيور الجنة الجديد على النايل سات وعرب سات
-
تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 Toyor Aljanah نايل سات وعرب
...
-
اللواء باقري: القوة البحرية هي المحرك الأساس للوحدة بين ايرا
...
-
الإمارات تكشف هوية مرتكبي جريمة قتل الحاخام اليهودي
-
المقاومة الإسلامية تستهدف المقر الإداري لقيادة لواء غولاني
-
أبرزهم القرضاوي وغنيم ونجل مرسي.. تفاصيل قرار السيسي بشأن ال
...
-
كلمة قائد الثورة الاسلامية آية الله السيد علي خامنئي بمناسبة
...
-
قائد الثورة الاسلامية: التعبئة لا تقتصر على البعد العسكري رغ
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|