أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق مثليي الجنس - سليم سوزه - ما لم يظهر في سلوك مثليي الجنس














المزيد.....

ما لم يظهر في سلوك مثليي الجنس


سليم سوزه

الحوار المتمدن-العدد: 2700 - 2009 / 7 / 7 - 09:17
المحور: حقوق مثليي الجنس
    


رغم انهم يثيرون ازدراء واستهجان المجتمع، الاّ ان ظاهرة مثليي الجنس (Homosexuals) تستحق ان يتوقف عندها الكتاب والباحثون لمعرفة ماهي الاسباب وراء انتشار هذه الظاهرة وماهي اهم الظروف التي تجعل الشاب يتخلى عن ذكورته ليتشبّه بالمرأة تصرفاً وفراشاً.

في البداية هي ليست ظاهرة مختصة بمجتمع دون آخر، فكل المجتمعات تتخللها مثل هذه الظواهر لكنها تتباين حسب ذوق واخلاق ذلك المجتمع .. لتصبح في بعض الدول ثقافة عامة وطبيعية ضمن الحرية الشخصية التي يؤطرها القانون احياناً، كما في ولاية سان فرانسيسكو الامريكية الشهيرة بمثليي الجنس.

وفي مجتمعات اخرى تبقى هذه الظاهرة سرية ومخفية عن اعين الناس .. اذ تكفي الشبهة وحدها لقتلهم ودفنهم احياء، كما هو حاصل في بلدان عربية واسلامية بالاضافة الى دول شرقية معروفة بمجتمعاتها المحافظة.

وان كنا قد تفهّمنا انتشار مثليي الجنس في المجتمعات الغربية التي لا تنظر اليهم مثلما تنظر المجتمعات الشرقية، الاّ ان العجب من وجودها في مجتمعات اسلامية مازالت محافظة على درجات من تديّنها واخلاقياتها المناهضة لهكذا ظواهر حتى لو لم تصل الى مستوى الآفة المهددة لبنيتها الاجتماعية، لكنها موجودة ولا يمكن ان نتجاهلها دون الولوج في حيثياتها واسبابها التي قد تهدد جيل برمته يائس ومحبط نتيجة الحروب والمآسي والفقر وانعدام الرعاية والتربية الاسرية الصحيحة.

يبدو ان السبب الاساسي وراء انتقام الرجل من عذريته والانحراف عن طبيعته البشرية نحو التشبه بالنساء، هو التمرد على الواقع الذكوري الخشن وممارسة المتعة بشهوتها الانثوية لانها الوجه الثاني الذي لا يعيشه في هذه الحياة، وربما كانت للاسباب النفسية والتربية المنزلية وسلوك المجتمع القاسي دافعاً لتغيير فطرته البشرية تلك ولو في السر ولساعات معينة.

فمثليي الجنس يختبأون عن الناس في ممارسة ما لم يُخلقوا لأجله، لا لانهم يخافون المجتمع فحسب، بل لانهم في حقيقة الامر غير راضين عن فعلتهم، وان ما جرى من فقدان لبكارة رجولتهم كان اضطراراً في اغلب الاحيان، اما لطفولة بريئة خُدعت وجعلت من نفسها اناءاً لشهوة اشرار بالغين خوفاً او سذاجة ً، وتعودت على الامر فيما بعد، ام لهيجان غير منضبط لشهوة عارمة تبيح كل المحظورات في عملية الامتاع والتمتع .. وفي كلتا الحالتين، الامر لا يعدو كونه مرضاً نفسياً يستوجب على الجميع تشخيصه ومعالجته كما في الحالات الاخرى كالادمان على المخدرات مثلاً.

ما لم يظهر في سلوك مثليي الجنس هي الحقيقة المرّة التي يعيشوها والتي يحاولون اخفائها عن الناس بشتى الطرق، الاّ ان هذا لا يمنع مجتمعاً له القدرة على التشخيص والملاحظة من ان يقدم المساعدة لهؤلاء ومحاولة انتشالهم من واقعهم المزري وتقديم العلاج الشافي والكفيل لاعادتهم الى سلوكهم الطبيعي .. فهؤلاء هم مرضى وعلاجهم اولى بكثير من علاج آخرين.

ان المسؤولية في تردي سلوكيات ابناء المجتمع سواء كانوا رجالاً مثليين ام نساءاً شاذات، تقع بالدرجة الاساس على المنزل والعائلة، اذ لابد للآباء من مراقبة ابنائهم في مرحلتهم المبكرة ومتابعة تفاصيل حياتهم، ومن ثم يأتي دور المدرسة المربي الثاني بعد العائلة والمسؤولة في تربية الاولاد على الاستقامة والخلق الصحيح، وان اي خلل في اداء هاتين المؤسستين سينعكس سلباً على اخلاقيات الابناء والمراهقين.

باعتقادي ان الدولة مسؤولة كذلك انطلاقاً من واجبها الاخلاقي والمهني، على رعاية هؤلاء المثليين وانشاء مؤسسات خاصة تأويهم وتقدم لهم المعونة والمساعدة العلاجية، بل وتوفر الاطباء النفسانيين الكفوئين في طريقة التعامل معهم نفسياً، حتى يتم شفائهم تماماً بدلاً من وضعهم في السجون والمحاجر والتي ربما ستكون سبباً في ازدياد اعدادهم.

ويكفي ان نذكّر بان مثليي الجنس هؤلاء لم يقتلوا احداً ولم يفجروا مسجداً ولا سوقاً، كما فعل مثليو الطائفية في العراق، بل هو المرض الذي نال من عذريتهم الذكورية ولابد من وجود العلاج.

اذ ليس هناك مرضاً لا علاج له ابداً.



#سليم_سوزه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المقدس وخطر انهيار المعنى
- اين حريتي
- ليست ولاية الفقيه في مأزق تاريخي بل الحوار المتمدن
- هل فشل الاسلام في ايران؟
- النظام الاسلامي في ايران والثورة الخضراء
- الى دولة رئيس الوزراء ووزير المُهجّرين المحترمين
- وَحدَه أدونيس يُلهمني
- الى الحركة الشعبية لاجتثاث البعث، البعثي بعثي ولو طوّقته بال ...
- معسكر اشرف يُطيح برأس الربيعي
- بعيداً عن السياسة وقليلاً من الفكاهة، هادي ابو رجل الخضرة
- امتيازات اعضاء مجلس النواب العراقي
- محكمة الفيليين ام محكمة سامية عزيز؟
- الدويتو، ظاهرة جديدة في عالم الكتابة
- صراع اتحاد كرة القدم، الى اين!!!
- ايرانيون وان لم ننتم
- ثقافة الاستقالة ودورها في تأصيل المجتمعات المسؤولة
- حزب الدعوة يُشهر كارته الاصفر بوجه المجلس الاعلى
- وجهة نظر في المُعترك الانتخابي القائم
- -مدنيون- في مدينة الصدر
- انبثاق الاتحاد العراقي لاساتذة الجامعات والكفاءات المستقل


المزيد.....




- مقتل واعتقال 76 ارهابيا في عملية فيلق القدس بجنوب شرق ايران ...
- -الدوما-: مذكرة الجنائية الدولية لاعتقال نتنياهو ستكشف مدى ا ...
- الداخلية الفنلندية توقف إصدار تصاريح الإقامة الدائمة للاجئين ...
- الإعلام الإسرائيلي يواصل مناقشة تداعيات أوامر اعتقال نتنياهو ...
- هذه أبرز العقبات التي تواجه اعتقال نتنياهو وغالانت
- الأمم المتحدة: إسرائيل منعت وصول ثلثي المساعدات الإنسانية لق ...
- مقارنة ردة فعل بايدن على مذكرتي اعتقال بوتين ونتنياهو تبرزه ...
- كيف أثر قرار إصدار مذكرات اعتقال بحق نتنياهو وغالانت على دعم ...
- سفير ايران الدائم بالأمم المتحدة: موقفنا واضح وشفاف ولن يتغي ...
- سفير ايران بالأمم المتحدة: أميركا وبريطانيا تساهمان في استمر ...


المزيد.....

- الجنسانية والتضامن: مثليات ومثليون دعماً لعمال المناجم / ديارمايد كيليهير
- مجتمع الميم-عين في الأردن: -حبيبي… إحنا شعب ما بيسكُت!- / خالد عبد الهادي
- هوموفوبيا / نبيل نوري لكَزار موحان
- المثلية الجنسية تاريخيا لدى مجموعة من المدنيات الثقافية. / صفوان قسام
- تكنولوجيات المعلومات والاتصالات كحلبة مصارعة: دراسة حالة علم ... / لارا منصور
- المثلية الجنسية بين التاريخ و الديانات الإبراهيمية / أحمد محمود سعيد
- المثلية الجنسية قدر أم اختيار؟ / ياسمين عزيز عزت
- المثلية الجنسية في اتحاد السوفيتي / مازن كم الماز
- المثليون والثورة على السائد / بونوا بريفيل
- المثليّة الجنسيّة عند النساء في الشرق الأوسط: تاريخها وتصوير ... / سمر حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق مثليي الجنس - سليم سوزه - ما لم يظهر في سلوك مثليي الجنس