أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - جهاد مدني - أكاديمي بدرجة دكتور يعطي دروس قسرية في علم السفاهة














المزيد.....

أكاديمي بدرجة دكتور يعطي دروس قسرية في علم السفاهة


جهاد مدني

الحوار المتمدن-العدد: 2699 - 2009 / 7 / 6 - 06:16
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


العنف ظاهرة طبيعية تتجلى لدى كل الكائنات الحية كوسيلة لفرض الغلبة أو للتعبير عن أمر لايروق لها وهي شكل من اشكال الطاقة الباحثة عن تفريغ فوري.
أن أنثى الكلب تلفت أنتباه جرائها الى بداية مرحلة الأعتماد على النفس عبر تكشير الأنياب بشكل صامت كعلامة أولى, وبديهي أن لايفهم الجرو معنى ذلك فيحاول مشاركتها طعامها, فتقوم بأضافة بعض المؤثرات السمعية كالزئير, ولكن الجرو لازال عاجز عن فهم تلك الرسالتين المهمتين, وهنا تأتي الرسالة الثالثة والحاسمة حين تقوم بعضه ليهرب مذعوراً. يتكرر هذا الدرس ربما مرتين وفي المرة الثالثة يقوم هذا الجرو بتلقين هذا الأكتشاف لأخيه الأضعف ومن هنا تبدأ رحلة التسلسل المرتبي وعبر تلك الوسيلة الوحيدة فقط ليعرف كل عضو مكانه وسط المجموعة, فالأقناع لايتم سوى بالعنف ويُعلَن عنه بالأذعان ويتبعه الخضوع.
أن الحيوانات لم تتطور لديها أية وسيلة تعبير أخرى غير العنف البدني للأفصاح عن دوافعها, ولكن مايدعو للتساؤل هو لماذا يلجأ الأنسان الذي لديه عدة خيارات للتعبير عن مكنوناته الى العنف المادي تارة والى العنف الرمزي تارة أخرى حينما تكون العين بصيرة واليد قصيرة؟
السيد نادر قريط أحد كتاب الحوار المتمدن ولديه معجبين كثر باسلوبه وبما يطرحه من مواضيع مثيرة, وله هفواته وزلاته التي قمنا سابقاً بتوجيه النقد المناسب لها, وقد تقبل السيد نادر ذلك بكل رحابة صدر ليس لأن نقدنا له كان بليغ جداً, ولكن لأنه لم يتعد حدود اللياقة الأدبية المتعارف عليها. صحيح أن السيد نادر أثار أستياء عدد من كتاب وقراء المنتدى الذين أبدو وجهات نظرهم المختلفة تجاهه, وهو بدوره أيقن بأن النقد الموضوعي شيء والتندر والتفكه على الغير شيء أخر وهو مشكور كل الشكر على التزامه بقواعد الحوار والنقد. ماطرحته يسري على الجميع دون استثناء والسيد نادر ليس ظاهرة بل مثال فقط وكلنا يتعلم عبر جدلية الخطأ ثم التصويب.
مادعاني لخط تلك المقدمة هو تلقي السيد نادر قيراط لرسالة بذيئة جداً على بريده الألكتروني من أحد الحاصلين على مؤهل جامعي عال {كرد فعل} على المقال الذي نشره في العدد 2675 بتاريخ 12/06/2009 تحت عنوان: لبنان: وطن بلا حدود. بغض النظر عن الأفكار والمعلومات التي وردت في مقالته, فأسلوبه أمتاز بالسلاسة والرشاقة وكبح جماح عبارات {الترْيَقَة} التي كانت لا تفرز سوى الأستفزاز وفي النهاية فقد صاغ بشكل أدبي راق وجهة النظر التي يراها صائبة.
السيد قريط أطلعني على رد مغرق في أنفعاليته, وأكد لي معرفته لهوية مرسله بل حتى لمؤهله الدراسي. السؤال الذي يطرح نفسه في هذا المقام, لماذا كل تلك العبارات الصادمة والقافزة فوق كل قواعد الذوق العام والخاص وفوق كل المثاليات التي نعتقد بأن حملة المؤهلات العليا يتمتعون بها بداهة نظير جهودهم المضنية أثناء رحلة العلم الشاقة. لقد كان متاح له أبجدية من ثمانية وعشرين حرفاً يستطيع أن يشكل بها ماشاء من الكلمات التي تعبر عن أختلاف وجهة نظره مع المقال المنشور, وكان يستطيع التعبير عن أنطباعاته السلبية بطريقة حضارية تؤكد على أهليته للشهادة التي يحملها وجدارته لها من جهة, وترغم كاتب المقال على مراجعة نفسه طواعية من جهة أخرى. لكن هذا {الأكاديمي} قرر عبر عباراته النارية والتي تمثلت كلمات ك {القضيب,أيلاج,أست...الخ} حرقْ جميع مراحل النقد الأدبي الرصين الذي نعتبره صنواً للمؤهلات العليا, وقام بعملية أنتحارية رمزية أدت الى موت ضميره هوفقط لحسن الحظ, ولم يبق من اثر سوى جملته المتورمة بالسفاهة والمضغوطة بطاقة هائلة من العنف الرمزي, ذلك الذي يؤشر لضراوة العدوان المادي الكامن خلفه. لنتصور فقط مقدار الحقد المعجون بالرغبة في ألحاق الأذى بالأخر بأي شكل من الأشكال, الذي دفع بالدكتور البذيء لتنكب عدد من الخطوات الألكترونية ليتمخض الجبل عن فأر في نهاية المطاف.
كلنا أهداف محتملة للنقد سواء لسلوكنا اليومي مع المحيطين بنا أو لقاء كلمات حررناها أو شفهنا بها, ونتقبل ذلك عن طيبة خاطر حينما يحدث هذا الأمر سلمياً لأن الأختلاف من طبيعة الأشياء, ولكننا ندين ذلك العنف الكلامي الرخيص المشحون بلوعة الأنتقام والتشفي من أنسان{ة} أدلى{ت} برأيه{ها} الشخصي وفق عرف الأدب الذي يجب على الأكاديميين مراعاته قبل غيرهم, وهذه المقالة ليست لحساب السيد نادر بقدر ماهي تضامناً مع ضحايا العنف الرمزي سواء في الشارع أم على الصفحات الأ لكترونية, وتنديداً بالذين يبنون أحتجاجهم أو نقدهم على قواعد الأهانة والردح الرخيص.
سلام



#جهاد_مدني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نادر قريط مناكفاً على طريقة عليّ وعلى أعدائي


المزيد.....




- -نيويورك تايمز-: المهاجرون في الولايات المتحدة يستعدون للترح ...
- الإمارات تعتقل ثلاثة أشخاص بشبهة مقتل حاخام إسرائيلي في ظروف ...
- حزب الله يمطر إسرائيل بالصواريخ والضاحية الجنوبية تتعرض لقصف ...
- محادثات -نووية- جديدة.. إيران تسابق الزمن بتكتيك -خطير-
- لماذا كثفت إسرائيل وحزب الله الهجمات المتبادلة؟
- خبراء عسكريون يدرسون حطام صاروخ -أوريشنيك- في أوكرانيا
- النيجر تطالب الاتحاد الأوروبي بسحب سفيره الحالي وتغييره في أ ...
- أكبر عدد في يوم واحد.. -حزب الله- ينشر -الحصاد اليومي- لعملي ...
- -هروب مستوطنين وآثار دمار واندلاع حرائق-.. -حزب الله- يعرض م ...
- عالم سياسة نرويجي: الدعاية الغربية المعادية لروسيا قد تقود ا ...


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - جهاد مدني - أكاديمي بدرجة دكتور يعطي دروس قسرية في علم السفاهة