|
تحت الظل الثقيل لمتابعة العقيد القدافي للصحافة المغربية أمام القضاء
أحمد الخمسي
الحوار المتمدن-العدد: 2698 - 2009 / 7 / 5 - 10:25
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
في الأسبوع الفارط، نظمت جمعية السيدة الحرة ندوة دراسية لمقاربة العنف ضد النساء في كل من المجتمعين المغربي والإسباني. قصد النظر في الرصيد الحضاري المتوسطي في هذا الشكل الموروث من القهر الحميم عبر آلاف السنين، رغم تعاليم الأديان ومواثيق الثورات وتوافقات الحركات المجتمعية المتنورة. كان النقاش مثمرا ومفيدا للإسبان كما للمغاربة. في الأسبوع الحالي ، نزل خبر متوسطي آخر، لكنه من الشقيقة ليبيا. أو أنه يهم المغاربة في علاقتهم مع الشقيقة ليبيا. ليبيا التي توصلت بداية القرن التاسع عشر بدعم عسكري مغربي رسمي (1803) للرد على الهجوم الغربي الأوربي الأمريكي. علما أن المغرب كان معترفا بالكيان السياسي الأمريكي الجديد بعد الثورة على أنجلترا (1776) من طرف الولايات 13 المؤسسة. ورغم الأصداء السلبية لحملة نابليون على مصر قبل ذلك بقليل (1798). مفاد الخبر كما نعلم ليس دعما ولكنه دعوى قضائية وحكم جائر في حق الصحافة المغربية. وما بين الاتجاه حيث البوصلة شمالا وحيث القبلة شرقا، كنا نطمح ألا يأتي الظلم للمغاربة من الشرق أبدا. لأن الشرق رمز الطبقة ما قبل الأخيرة من طبقات التربة الهوياتية. طبقة مكونة من أخصب ما توفرت عليه الإنسانية عبر كل تاريخ الديانات في الكرة الأرضية (الإسلام السمح آخر الرسالات اللاهوتية)، ولو أن خريطة القبائل في ديمغرافية المغرب الكبير جعلت الجزء الأمازيغي منا، مضطرا للالتصاق بالجبال كي يحافظ على ما تبقى له من كرامة أمام كل أنواع الفاتحين الذين ظلوا ينسون رسائلهم الأولى ويمسكون فقط بما يحولهم من ثوار مصلحين إلى أصحاب عروش وملوكا لكل الملوك حتى الوهميين. إن هذه الدعوى المحركة من طرف ليبيا ضد الصحافة المغربية، كان من المفروض أن ترفض شكلا وموضوعا. لأن، السجال الذي دار على صفحات الجرائد المعنية بالدعوى وغيرها، دار أساسا حول عبارة "ملك ملوك افريقيا". إن كل الأطراف الرسمية على الصعيد الدولي معنية باتخاذ ألقاب تعني مساحة جغرافية بعينها، وموضوعة ضمن نظام حكم محدد. مما يمس الرمزيات السيادية للكيانات السياسية المجاورة والمعنية بالألقاب المستعملة شططا. ولنضع من باب المقاربة التحليلية فقط احتمال أن يصرح رئيس جمهورية من جمهوريات أوربا، أو ملكا من ممالك أوربا وهي أكثر عددا مما تبقى من الممالك في افريقيا بسبب حركة الانقلابات العسكرية الطاحنة للشعوب وللنخب على السواء في افريقيا التعسة الحظ. هل كانت الصحافة تصمت؟ هل كانت محكمة لاهاي ستبقى متفرجة على تصريحات ديبلوماسية في مؤتمرات رسمية. إن الأطراف التي أصبحت معنية بهذا النقاش بعد تحريك الدعوى العمومية من طرف الدولة الليبية ضد الصحافة المغربية، على الأقل ثلاثة أطراف. الصحافة المتهمة الجدار القصير كما وصفت عن حق. والقضاء الذي أصبح تحت مسؤولية إعمال الاجتهاد لتطبيق القانون في مسألة هي أصلا سياسية، اللهم إذا كنا نفهم أن الدعوى الليبية هي أمل في الإنصاف القضائي المغربي وليست أصلا ضغطا على الخارجية المغربية. والخارجية المغربية التي أصبحت في حيص بيص بسبب سوابق الدعم العسكري والدبلوماسي الأجنبي لحركات الانفصال في المسألة الصحراوية. وبالتالي: كان من الضروري أن تعتبر الدولة المغربية أنها معنية بهذا الخلل الذي مس أطرافا داخلية من حيث المكتسبات الطفيفة التي أصبحت تهدد بمجرد رياح شرقية صيفية قاحلة لا أثر فيها لا للحياة ولا لأمطار الخير. مما يقتضي أن تتخذ السلطات الحيطة والاحتراز من المس بالتوازنات الداخلية الهشة، إذا كان لابد من افتعال إنصاف قضائي لأهداف دبلوماسية محضة. مما يفرض على النخب في الدولة وفي المجتمع أن توزع الأدوار بكيفية ملائمة كما يلي: 1) أن تسمح للصحافة بل تدعم مبادراتها للقيام باستطلاعات للرأي للبحث في المس الذي يمارسه كل مسؤول أجنبي سواء كان أوباما أو نتانياهو أو أي مسؤول في شمال افريقيا أو الشرق الأوسط، لمتابعة التحسن أو التردي الإضافي أو الأصلي الذي يتمتع به في الرأي العام المغربي. وأن يعتبر جزء من حرية التعبير غير القابلة للتصرف وصف كل شخص بما يساوي في نظر المغاربة سواء كان نتانياهو أو سركوزي أو أي مسؤول في شمال افريقيا والشرق الأوسط 2) أن تدفع الدولة عوضا عن المؤسسات الصحافية ما اقتضاه حكم القضاء لفائدة المدعين الأجانب كيفما كان وضع هؤلاء الأجانب لحفظ التوازن بين قوة السلطة القضائية عبر أحكامها وكذلك قوة التشبث بحرية التعبير ليتميز المغرب عن مناطق الانقلابات العسكرية المتسلطة، وفقا لما تتجه نحوه شرعية الأمم المتحدة (موقف الجمعية العامة من الانقلاب في السلفادور) 3) أن يتحرك المجتمع المدني والسياسي الحزبي لدعم الصحافة بصدد الغرامة المفروضة لتؤديها وزارة الخارجية بدل الصحف المستضعفة. 4) أن يتحرك المجتمع الحقوقي المغربي على الصعيد الدولي، وفي استقلال تام عن الدبلوماسية الرسمية، لرفع دعوى بصدد استعمال ألقاب مرتبطة بأنظمة الحكم، الماسة برمزيات السيادة. من هذه الزاوية هل أصبحنا تابعين لنظام جامع لأنظمة الحكم الملكي دون أن نعلم كمغاربة؟ من المفروض أن يكون للرأي العام وضوح بصدد هذا اللبس؟ 5) أن يناقش البرلمان المغربي مسألة وجود مملكة ممالك في قارة يوجد برلماننا وبلدنا فوقها وجزءا من برامج الأمم المتحدة بصددها. فهل تغيرت الأطالس وموسوعات التعريف المتبناة من طرف المجامع العلمية في مختلف البلدان، للجغرافيا السياسية؟ هكذا نجد أنفسنا، في محن متوالية مع من نسميهم أشقاءنا في الهوية والوضعية والمصير. في حين نستمر ضمن أوهامنا خصوما لأوطان الحرية وحقوق الإنسان في أوربا. إننا لا ننسى السياسات المنغلقة المتبعة من طرف بلدان الاتحاد الأوربي باسم "السياسة الجديدة للجوار" والتي ضنمها سيقدم قانون مجحف للبرلمان الإسباني في شتنبر المقبل. لكننا نلحظ أن ظلم ذوي القربى يصل حد العبث. مما يضع تهديد المكتسبات الديمقراطية لدينا متجددا من مناطق شمال افريقيا والشرق الأوسط حيث القمع لحريات التفكير والتعبير والتنظيم والتأطير والتعبئة. أي القمع الموجه من طرف الحكام لمبدأ سيادة الشعب. ومن مصلحة المجتمع والدولة أن يتم التحرك في ااتجاه النقط الخمس المذكورة أعلاه.
#أحمد_الخمسي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الانتخابات أرقام وشكليات أم بوصلة؟
-
لخبطة -التحالفات- في الانتخابات بالمغرب الدولة مسؤولة
-
المغرب هل تحبل الظرفية باضطراب اجتماعي في الشهور المقبلة
-
ماكينة الانتخابات في المغرب عطب في صناعة النخب
-
انتهى مأتم أكل لحم الجيفة!
-
ميلاد -الحركة الوصولية- الليبرالية
-
امتحانات الشباب والنخب: العقل أم -النقل-؟
-
بركان سياسي ينفجر في النيبال
-
الاحتراف الانتخابوي والليبرالية المتوحشة
-
الخطأ الجسيم لحزب الهمة في الظرفية الانتخابية
-
38 سنة من حكم القهر
-
الملاحظ في تازمامارت
-
حول إنهاء عسكرة قطاع الرياضة
-
من أجل مدونة سياسية للجهوية في المغرب
-
الانتخابات مجرد صناعة للنفوذ الفردي!!
-
مسألتان أمام تجربة المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان
-
الانتخابات المقبلة في المغرب الذخيرة المالية في الحرب الانتخ
...
-
من أجل مقعد في الجماعات المحلية ديناصور اشتراكي يلتحق باللي
...
-
لِمَ الفراغات البرنامجية في الانتخابات؟
-
عطب في صندوق الضمان الاجتماعي
المزيد.....
-
تحليل للفيديو.. هذا ما تكشفه اللقطات التي تظهر اللحظة التي س
...
-
كينيا.. عودة التيار الكهربائي لمعظم أنحاء البلاد بعد ساعات م
...
-
أخطار عظيمة جدا: وزير الدفاع الروسي يتحدث عن حرب مع الناتو
-
ساليفان: أوكرانيا ستكون في موقف ضعف في المفاوضات مع روسيا دو
...
-
ترامب يقاضي صحيفة وشركة لاستطلاعات الرأي لأنها توقعت فوز هار
...
-
بسبب المرض.. محكمة سويسرية قد تلغي محاكمة رفعت الأسد
-
-من دعاة الحرب وداعم لأوكرانيا-.. كارلسون يعيق فرص بومبيو في
...
-
مجلة فرنسية تكشف تفاصيل الانفصال بين ثلاثي الساحل و-إيكواس-
...
-
حديث إسرائيلي عن -تقدم كبير- بمفاوضات غزة واتفاق محتمل خلال
...
-
فعاليات اليوم الوطني القطري أكثر من مجرد احتفالات
المزيد.....
-
عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية
/ مصطفى بن صالح
-
بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها
/ وديع السرغيني
-
غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب
/ المناضل-ة
-
دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية
/ احمد المغربي
-
الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا
...
/ كاظم حبيب
-
ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1)
/ حمه الهمامي
-
برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب
/ النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
-
المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة
/ سعاد الولي
-
حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب
/ عبدالله الحريف
-
قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس
/ حمة الهمامي
المزيد.....
|