|
الحزبوسلامي بين الحرص على استغلال المناخ الديمقراطي، والانشداد إلى تأبيد الاستبداد... !!!.....7
محمد الحنفي
الحوار المتمدن-العدد: 2698 - 2009 / 7 / 5 - 10:26
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
إلى
كل من تحرر من أدلجة الدين.
كل من ضحى من أجل أن تصير أدلجة الدين في ذمة التاريخ.
الشهيد عمر بنجلون الذي قاوم أدلجة الدين حتى الاستشهاد.
العاملين على مقاومة أدلجة الدين على نهج الشهيد عمر بنجلون.
من أجل مجتمع متحرر من أدلجة الدين.
من أجل أن يكون الدين لله والوطن للجميع.
محمد الحنفي
طبقية الانتماء الحزبي، ولا طبقية الدين الإسلامي:.....3
وإلى جانب ما ذكرناه أعلاه، يعمل الحزب على امتلاك وسائل الدفاع عن مصالح الطبقة التي يمثلها. وأهم هذه الوسائل:
1) جريدة الحزب التي تعكس توجهه الإيديولوجي، والتنظيمي، والسياسي، وتعمل على: ا ـ نشر إيديولوجية الحزب بين أفراد المجتمع، سواء كانت هذه الأيديولوجية إقطاعية، أو بورجوازية تابعة أو بورجوازية صغرى أو متوسطة، أو بورجوازية، أو اشتراكية علمية، أو يسارية متطرفة، أو يمينية متطرفة، حتى تجد مهتمين بها في الأوساط الجماهيرية.
ب ـ إخضاع الإيديولوجيات النقيضة للمناقشة، بهدف إفحام حامليها، وجعلهم يتخلون عنها لصالح إيديولوجية الحزب، أو اتخاذ موقف الحياد الإيديولوجي على الأقل. وفي الحالتين معا، تكون إيديولوجية الحزب هي المستفيدة.
ج ـ التعريف بالحزب، وبتصوره التنظيمي المتناسب مع إيديولوجيته، وبالدور الذي قام به في جميع المجالات، وبالبرنامج الذي يسعى إلى تنفيذه، لجعله حاضرا في أذهان الجماهير الشعبية الكادحة، أو على الأقل، في أذهان الطبقة التي يمثلها الحزب المالك للجريدة.
د ـ إخضاع برامج الأحزاب النقيضة للمناقشة، والنقد، من أجل تفنيد مضامينها، وبيان ديماغوجيتها، وفضح، وتعرية تضليلها للجماهير الشعبية الكادحة، التي قد تنخدع بها، لجعل تلك الجماهير تنبذها، وتأخذ ببرنامج الحزب صاحب الجريدة.
ه ـ إخضاع سياسة الدولة الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، واختياراتها الكبرى للمناقشة، والنقد، إما لتأييدها تأييدا مطلقا، ودون قيد، أو شرط، أو الدفع في اتجاه التقويم، والإصلاح، أو العمل على نقض تلك السياسية، واعتباراتها الكبرى، والنضال من أجل استبدالها بسياسة نقيضة، قائمة على اختيارات نقيضة، كأن يعمل الحزب بواسطة جريدته، مثلا، على إسقاط السياسية اللا ديمقراطية، واللا شعبية، في جميع المجالات الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والعمل على استبدالها بالسياسية القائمة على الاختيارات الشعبية، والديمقراطية.
2) إقامة المنابر الإعلامية الأخرى، كالإذاعة والتلفزيون، والفضائيات، للقيام بنفس الممارسة الساعية إلى التعريف بأيديولوجية الحزب، وببرنامجه، وبمواقفه السياسية، تجاه الاقتصاد، والاجتماع، والثقافة، وتجاه الدولة.
3) إقامة عروض، وندوات، حول ملفات معدة من أجل ربط العلاقة المباشرة مع المواطنين، والاستماع إلى آرائهم حول القضايا موضوع العروض، والندوات التي أنجزت حتى يسترشد الحزب بتلك الرؤى، والتصورات، إن كانت إيجابية، في تطوير رؤاه، وتصوراته، حول القضايا المطروحة في العروض، والندوات.
4) إقامة مهرجانات شعبية، لجعل الجماهير تكون على بينة من موقف الحزب في قضايا معينة، وفي محطات محددة، حتى تأخذ بها، إن لامست اقتناعها، وحاجتها الآنية، ورغبتها في تطور المجتمع على جميع المستويات: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية.
5) المساهمة في العروض، والندوات، والمهرجانات المشتركة مع الأحزاب الأخرى، من أجل إتاحة الفرصة لتفاعل الرؤى، والتصورات من جهة، والوقوف على نقط الالتقاء، والاختلاف بين الحزب من جهة، وبين الأحزاب المشاركة في العمل المشترك من جهة أخرى.
وبذلك يستغل الحزب كل الوسائل الممكنة، من أجل الدفاع عن المصالح الطبقية للطبقة التي يمثلها الحزب، والتي يمكن تلخيصها في الجوانب الآتية:
1) الجانب الإيديولوجي، الذي يعتبر أساسيا في تغلغل الحزب وسط الجماهير الشعبية بتلك الإيديولوجية.
2) الجانب التنظيمي، الذي يضمن ارتباط المقتنعين بأيديولوجية الحزب بالتنظيم الحزبي.
3) الجانب السياسي، الذي يجعل الجماهير المعنية منساقة وراء الحزب، من أجل أجرأة ذلك الموقف على أرض الواقع.
4) جانب نسج علاقة التنسيق مع التنظيمات الحزبية الأخرى في القضايا المشتركة، التي تهم الجماهير المعنية بها.
وانطلاقا من التناقضات القائمة بين الأحزاب الممثلة للطبقات المختلفة نجد أن "كل حزب بما لديهم فرحون"، كما جاء في القرآن الكريم. وبالتالي، فكل حزب يدخل في عملية مزدوجة:
العملية الأولى: تدخل في إطار الدفاع عن مصالح الطبقة التي يمثلها.
والعملية الثانية: تتمثل في تنظيم الهجوم التي يعتبر عملية حزبية يومية، تتخلل نسيج المجتمع، بفعل ما يصطلح على تسمية بـ "الصراع الطبقي"، الذي يتخذ له عدة مستويات: المستوى الأيديولوجي، والمستوى التنظيمي، والمستوى الاقتصادي، والمستوى الاجتماعي، والمستوى الثقافي، والمستوى السياسي.
فعلى المستوى الإيديولوجي، نجد أن كل حزب / طبقة، يسعى إلى جعل إيديولوجيته هي السائدة في المجتمع، عن طريق توظيف الإمكانيات المتوفرة لديه، بهدف إقناع أكبر عدد ممكن من أفراد الشعب بتلك الإيديولوجية، التي تجعل المنخدعين بها يعتقدون أن الطبقة صاحبة الإيديولوجية هي التي يمكن أن تعمل على إيجاد حل لجميع المشاكل القائمة في المجتمع. والواقع أن الإيديولوجيات، عدا إيديولوجية الطبقة العاملة، تعمل على تضليل الشعب. فهي بمثابة مصل مخدر، يقود إلى إخضاع الناس إلى إرادة الطبقة حاملة الإيديولوجية، لتأبيد سيطرتها، أو الوصول إلى تكريس سيطرتها. أما أيديولوجية الطبقة العاملة فهي الإيديولوجية المستندة إلى الاشتراكية العلمية، التي تجعل الطبقات التي يمارس عليها الاستغلال، تمتلك وعيها الطبقي الحقيقي، الذي يؤهلها لخوض الصراع من أجل فرض إرادتها على المستغلين، ولجعل السلطة في يد الشعب ككل، بقيادة الطبقة العاملة. ولذلك يحق لنا أن نسمي إيديولوجية الطبقة العاملة "الإيديولوجية العلمية"، لكونها هي إيديولوجية الحقيقة. والحقيقة لا تكون إلا علمية، فهي لا تضلل الشعب، بقدرما تجعل طبقاته، وخاصة المقهورة منها، تعرف الحقيقة، والحقيقة لا تكون إلا ثورية. ولهذا نجد أن جميع الطبقات المستغلة (بكسر الغين) تحاربها، كما نجد أن الحزبوسلامي يضع محاربتها على رأس أولوياته.
وعلى المستوى التنظيمي، نجد أن كل طبقة تحاول أن تعمم تنظيمها على المجتمع ككل، عن طريق اقناع جميع الطبقات بالتصور التنظيمي لحزب تلك الطبقة، تبعا للانخداع بالإيديولوجية. وبناء على ذلك، نجد أن كل حزب يفتح أبوابه للمنتمين إلى جميع الطبقات، فنجد الشغيل إلى جانب البورجوازي الصغير، وإلى جانب البورجوازي، وإلى جانب الإقطاعي، وإلى جانب العاطل في نفس الحزب. وهو ما يجعل هؤلاء يعتقدون أن أي حزب ينخرطون فيه هو حزب لجميع الطبقات. ويستثنى من ذلك حزب الطبقة العاملة، الذي لا يكون مفتوحا إلا في وجه من يمتلك الوعي الطبقي الحقيقي، الذي يجعل حامليه يدركون موقعهم من الإنتاج، في إطار علاقات الإنتاج الرأسمالية، أو الرأسمالية التبعية.
أما الحزبوسلامي القائم على أدلجة الدين الإسلامي، فيعتبر نفسه حزبا للمجتمع ككل، وبالتالي فهو يسعى، كبقية الأحزاب المكرسة للتضليل الإيديولوجي، إلى إشاعة أدلجة الدين الإسلامي، التي يعتبرها "إسلاما"، وإلى تجييش المجتمع لتأبيد السيطرة الطبقية، أو للوصول إلى تلك السيطرة.
#محمد_الحنفي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الحزبوسلامي بين الحرص على استغلال المناخ الديمقراطي، والانشد
...
-
الحزبوسلامي بين الحرص على استغلال المناخ الديمقراطي، والانشد
...
-
الحزبوسلامي بين الحرص على استغلال المناخ الديمقراطي، والانشد
...
-
الحزبوسلامي بين الحرص على استغلال المناخ الديمقراطي، والانشد
...
-
الحزبوسلامي بين الحرص على استغلال المناخ الديمقراطي، والانشد
...
-
الحزبوسلامي بين الحرص على استغلال المناخ الديمقراطي، والانشد
...
-
اعتماد المخابرات، ومصالح الأمن، على المرأة في إسقاط السياسيي
...
-
تحالف اليسار الديمقراطي الضرورة – السياق – الأهداف.
-
الشهيد عمر بنجلون، ومقاومة التحريف بوجهيه: السياسي، والنقابي
...
-
الشهيد عمر بنجلون، ومقاومة التحريف بوجهيه: السياسي، والنقابي
...
-
الشهيد عمر بنجلون، ومقاومة التحريف بوجهيه: السياسي، والنقابي
...
-
الشهيد عمر بنجلون، ومقاومة التحريف بوجهيه: السياسي، والنقابي
...
-
الشهيد عمر بنجلون، ومقاومة التحريف بوجهيه: السياسي، والنقابي
...
-
الشهيد عمر بنجلون، ومقاومة التحريف بوجهيه: السياسي، والنقابي
...
-
الشهيد عمر بنجلون، ومقاومة التحريف بوجهيه: السياسي، والنقابي
...
-
الشهيد عمر بنجلون، ومقاومة التحريف بوجهيه: السياسي، والنقابي
...
-
الشهيد عمر بنجلون، ومقاومة التحريف بوجهيه: السياسي، والنقابي
...
-
الشهيد عمر بنجلون، ومقاومة التحريف بوجهيه: السياسي، والنقابي
...
-
الشهيد عمر بنجلون، ومقاومة التحريف بوجهيه: السياسي، والنقابي
...
-
الشهيد عمر بنجلون، ومقاومة التحريف بوجهيه: السياسي، والنقابي
...
المزيد.....
-
أول رد من الإمارات على اختفاء رجل دين يهودي على أراضيها
-
غزة.. مستعمرون يقتحمون المقبرة الاسلامية والبلدة القديمة في
...
-
بيان للخارجية الإماراتية بشأن الحاخام اليهودي المختفي
-
بيان إماراتي بشأن اختفاء الحاخام اليهودي
-
قائد الثورة الاسلامية آية اللهخامنئي يصدر منشورا بالعبرية ع
...
-
اختفاء حاخام يهودي في الإمارات.. وإسرائيل تتحرك بعد معلومة ع
...
-
إعلام العدو: اختفاء رجل دين اسرائيلي في الامارات والموساد يش
...
-
مستوطنون يقتحمون مقبرة إسلامية في الضفة الغربية
-
سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا
-
المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -أفيفيم- بصلية صا
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|