أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد فادي الحفار - خير الرازقين















المزيد.....

خير الرازقين


محمد فادي الحفار
كاتب وباحث في العقائد والأديان

(Mohammed Fadi Al Haffar)


الحوار المتمدن-العدد: 2698 - 2009 / 7 / 5 - 10:27
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
طالعني اليوم موضوع عن المجاعات والفقر وكيف يموت بعض الناس جوعا في مجاهل أفريقيا والهند وبعض بقاع الأرض..
وقد أثار هذا الموضوع سؤال على أحد المواقع عن عدل الله بين خلقه وكيف يكون أحدنا سعيد مترف والأخر فقير مدقعا لدرجة الموت؟!
فجاء ردي عليه على النحو التالي :
إن موضوع الأرزاق هذا سيدي يختلف كثير عما تصفه لنا من أن الله غير عادل رغم أن هذه الصور التي عرضتها علينا تدمي القلوب..
فالله سبحانه وتعالى قال عن نفسه بأنه خير الرازقين :

(((ام تسالهم خرجا فخراج ربك خير وهو خير الرازقين ))) المؤمنين 72

أي أنه يوجد رازقين غير الله سبحانه وتعالى ليكون هو خيرهم وأحسنهم كونه هو خيرالرازقين في مفاضلة بينه وبين الرازقين...
وعليه
من هم هؤلاء الرازقين وماهو دورهم في ماهو عليه العالم اليوم من بؤس ودمار؟
تمتاز خيرة الله سبحانه وتعالى هنا عن باقي الرازقين بالتالي :
كأن تكون أنت قد ذهبت مع زوجتك في رحلة تطول لمدة شهر وكان لك أولاد بالغين بعض الشيئ ....
فتركت لهم مبلغ من المال لقضاء حاجاتهم وتركت لهم كفايتهم من مخزون الطعام ...
ثم قام أكبرهم أو أقواهم أو أكثرهم خبث وحيلة وما إلى ذالك بأكل حقوق إخوته من المال والطعام المخزون إن كان بإخفاءه وتغيره مكانه أو أكله بشراهة من حصصهم ..
وعليه
فهل يكون الأب هنا هو المسؤل عن هذه الحالة إم أن طمع الإخوة بين بعضهم بعض هو السبب؟
هكذا هو الحال عزيزي مع الله سبحانه وتعالى والإنسان الذي هو خليفته على الأرض ...
فقد قدر الله سبحانه وتعالى في الأرض أقواتها لقوله :

((( وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيها اقواتها في اربعة ايام سواء للسائلين ))) فصلت 10

وكما ترى فإن الله سبحانه وتعالى قدر في الأرض أقواتها سواء للسائلين ( بمعنى قسمة العدل للجميع ) ....
ثم قال لنا بأن الإنسان هو الخليفة على الأرض ...
أي أن الرازقين هنا هم الإنسان والذي هو خليفة الله المكلف على الأرض والذي من المفروض عليه أن يقسم قسمة العدل في هذه الأقوات ....
كما وأنه نبهنا تبارك وتعالى بأن لايبغي بعضنا على بعض لأننا جميعا في مرتبة واحدة عنده وإن ختلفت عقائدنا لأنه هو مصدرها:

((( يا ايها الناس انا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان اكرمكم عند الله اتقاكم ان الله عليم خبير ))) الحجرات 13

فالذي جعلنا شعوب وقبائل مختلفة الأعراف والتقاليد هو الله سبحانه ووتعالى .... ثم قال بأن أكرمنا هو أتقانا ولم يحدد له قومية أوعرف من الأعراف ...
أي أن قسمة العدل في أقوات الأرض حق للجميع أي كانت عقيدته وهي ليست حكرا على أحد بأن نأكل حقه بحجة تكفيره وخروجه عن عقيدتنا كنوع من التحزب المرفوض شكل وموضوع لتعارضه مع العدل والأن المولى تبارك وتعالى كان قد حزرنا من التحزب بقوله:

((( فتقطعوا امرهم بينهم زبرا كل حزب بما لديهم فرحون ))) المؤمنون 53

((( فاختلف الاحزاب من بينهم فويل للذين كفروا من مشهد يوم عظيم ))) مريم 37

فالتحزب مرفوض عند الله سبحانه وتعالى لأنه عادل ولإننا جميعنا صنع يديه الكريمتين ...
وأما القول بأن الدين عند الله الإسلام والذي يقوم على موجبه اليوم موضوع التحزب والأحزاب والتعنصر فإن الخطأ فيه عائد علينا لإننا لم نفهم كلام الله سبحانه وتعالى وماهو المقصود به بالإسلام ...
وعليه
ماهو الإسلام الذي يقال فيه ((( ومن يتبع غير الاسلام ديناً فلن يُقبل منه وهو فى الآخره من الخاسرين )))

يعود الخلط هنا لعدم فهمنا لكلمت إسلام وخلطها مع كلمت إيمان
فالإسلام على نوعين:
1- الإسلام الطوعي والذي يأتي دائما بمعنى الإيمان.
2- والإسلام عن كره والذي يأتي بمعنى الإستسلام للقدر.
وعليه
فهل تستطيع مثلا وحتى وإن كنت ملحد أن تأكد لي أو لنفسك بأنك لن تموت؟
إذا فأنت مسلم ومستسلم لقدرك والذي هو الموت .
فالإسلام شيئ والإيمان برسالة رسول من الرسل كمحمد ( ص ) شيئ أخر تمام .
تقول الأية الكريمة التالي :

((( افغير دين الله يبغون وله اسلم من في السماوات والارض طوعا وكرها واليه يرجعون ))) أل عمران 83

وهنا نرى بوضوح كيف أن كل من في السماوات والأرض كانو قد أسلمو في الماضي إن طوع أو كرها وإنتهى الأمر لقوله ( أسلم ) التي تفيد الماضي .
وعليه
فهل جميع من في السماوات ومن في الأرض من الذين أسلموا طوعا أوكرها كانو يصلون صلاة محمد ( ص ) ويتوضؤن وضوءه؟
هل كان المسيح عيس ابن مريم ( ص ) على صلاة المصطفى؟
هل كان كليم الله موسى ( ص ) على صلاة المصطفى؟
هل كان بوذا وغيره وغيره على صلاة المصطفى؟
بالطبع لا...
ومع ذالك فجميعهم من المسلمين إن طوع أو كرها بشهادة الأية الكريمة حيث أنهم من سكان السماوات والأرض والذين أسلمو إن طوعا أو كرها وإنتهى الأمر.

((( بلى من اسلم وجهه لله وهو محسن فله اجره عند ربه ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون )))

وبما أننا أصبحنا نعلم الأن بأننا جميعنا مسلون إن طوعا أو كرها فيكون هذا الجزء ( بلى من أسلم ) من الأية الكريمة قد شرح معناه بناء على آية الإسلام الحتمي إن طوعا أو كرها .
ليأتي بعدها قوله تبارك وتعالى ( وهو محسن ) والتي تأكد التخير ...
أي أن الإحسان وحده هو ماتستطيع الخروج عنه بإختيارك , لأنه مسألة تخير بين الخير والشر ...
أي أنك تستطيع أن تخرج عن الإحسان لإنه إختياري , ولاتستطيع الخروج عن الإسلام لأنه قصري ...
وعليه
فهناك الإسلام المشروط بالإحسان والذي يأتي بمعنى الإيمان وهو ماتستطيع الخروج عنه لأنه إختياري.
وهناك الإسلام الشمولي بمعنى الإستسلام للقضاء والقدر والذي لاخروج عنه بأي حال من الأحوال ...
والأن
كيف نحكم على من يؤمن بعقيدة غير عقيدتنا بأنه غير مسلم مع العلم بأنه مسلم إن طوعا أو كرها ولنكفره بعدها ونحرمه من حقوقه في قسمة الله سبحانه وتعالى له من مقدرات الأرض؟!
إذا
فإن ماكان منا نحن الرازقين سيدي هو أننا أكلنا لحوم إخواننا من بني جنسنا نيئ عندما تمتعنا على حسابهم بقسمة ضيزا بسبب تقسيمنا للناس لشيع ودول وعائلات وما إلى هنالك من تقسيمات مرفوضة أنستنا أصلنا الواحد وهو الإنسان , وليكون الخطأ في توزيع الأرزاق عائد علينا نحن الرازقين من بني الإنسان وعلى طمعنا الذي لاحدود له من جمعنا للمال وكنزه بما لانستطيع صرفه طيلة آيام حياتنا فقتلنا بذلك النفس التي حرم الله قتلها إلآ بالحق عندما منعنا عن اخواننا في انسانيتنا حقوقهم بأن تصل لها بسبب الظروف التي جعلتنا نتمتع بحقوق غيرنا بما وقع تحت أيدنا من أرزاق الله على الآرض والتي هي أمانة في أعناقنا إن كنا ندرك معنى كلمة العدل.
ولا يعود الخطاء في توزيع الأزراق على خيرالرازقين الرحمان تبارك وتعالى والذي قدر في الأرض أرزقها قبل أن يتركها أمانة بين أيدينا ويجعلنا خلفاءه عليها ولكم بنور شمسه الذي يسطع على الجميع خير دليل وكيف أنه لم يجعله حكر لنفسه أو لآمة من الأمم كان قد إختراها.
وأما الإنسان فلو إستطاع التحكم بنور الشمس ودفئها وطاقتها التي قد لاتنتهي فصدقني بأنه سيحتكر هذا الطاقة النفسه لآنه مناع للخير محب لجمع المال بطبيعته من حب الذات.
أخي الباحث عن الحقيقة
إن قمة الحقيقة تكمن في إختلافنا وتنوعنا وجعلت الله لنا في مانحن عليه من إختلاف
وان لم يصبح الإنسان بكل أعراقه وأطيافه خط أحمر ومقدس بالنسبة لنا وكما هو الله والرب ويهوه وبوذا خطوط حمراء مقدسة للمؤمنين بها فسنقع دائما تحت قائمة القاتل المجرم الذي يقتل النفس التي حرم الله قتلها إلآ بالحق لإننا جميعنا مسؤلين عن ذاك الكهل أو الطفل الذي يموت جوعا في مجاهل أفريقيا والهند بمنعنا عنه حقه من القسمة العادلة في مدخرات الأرض.
أي أنه لابد لك أن تعقل بأن الإنسان هو الله - لأنه خليفة الله على الأرض - ثم لك أن تنظر بعدها أي المحرمات ترتكب بحقه يوميا من تطاولك على مقدساته وظلمك وقتلك اليومي له بقتلك لخلفيته من جميع أطيافه كونه لاقدسية لشيئ عند الله أكثر من قدسية الإنسان الذي أسجد له ملائكته.

كل الود والإحترام للجميع





#محمد_فادي_الحفار (هاشتاغ)       Mohammed_Fadi_Al_Haffar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- روح الله والإنسان والوحي
- مدخل في التخير والتسير لفهم معنى الروح والوحي
- خوفو وخفرع ومن قرع ورسالات الله السماوية
- البشر وأدم والإنسان ونظرية التطور في القرآن
- هل الذكر اسم خاص بالقرآن الكريم وحده؟؟
- بدعة الناسخ والمنسوخ من كلام الله تبارك وتعالى
- الإجهاض ولو قبل ساعات من الولادة حق محفوظ من حقوق الإنسان في ...
- أنت رجل مسلم ؟؟؟ اذا فإضرب زوجتك فهذا حقك !!!!
- العلة في ملكات اليمين


المزيد.....




- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد فادي الحفار - خير الرازقين