حمزه الجناحي
الحوار المتمدن-العدد: 2697 - 2009 / 7 / 4 - 04:07
المحور:
الطب , والعلوم
وددت ان ابتدأ مقالي هذا بعبارة (أبعدكم الله عن الصيدلية والذهاب الى الصيدلية ) لكني تنبهت الى امر نلمسه اليوم وهو ان الذهاب الى الصيدلية ليس لشراء الادوية التي يخصصها الطبيب فقط بل اصبح الموضوع عند شراءك أي مادة كمالية ستجدها في صيدليات العراق اليوم وليس هناك استثناء فكل الصيدليات اليوم تتشابه في محتوايتها...
الادوية هي المادة الاولى والاخيرة والمهمة التي تتواجد في الصيدلية وكذالك الصيدلي الاختصاص الذي منح شهادة صيدليا من احدى الجامعات العراقية ومن ثم يعطى اجازة فتح صيدلية ليقدم الى الناس ما تحتاجه من دواء ليشفي الامراض ,,
هذا ما نعرفه وشهدناه سابقا عندما نذهب الى الصيدلية ذالك المحل النظيف الجميل الذي كانت وزارة الصحة تفرض شروط قاسية لفتح صيدلية في مكان ما ,,,
الحقيقة اليوم شيئان لم اجدهما في الصيدليات والامر غريب وهما النظافة واللحوم الحمراء وربما الاقمشة وما عدا ذالك فأن صيدلياتنا زاخرة بما لذ وطاب من المواد الطبية والرياضية والكمالية والغذائية وبكلمة تنهي اسم المادة وهي كلمة الطبي المعروضة,,,
النعال الطبي الخاتم الطبي البنطلون الطبي حامل الصدر الطبي الاقلام الطبي احمر الشفاه الطبي دهن الشعر الطبي الباذنجان الطبي الطماطة الطبية الشعر المستعار الطبي البيبسي الطبي لدينا كل ماتحتاجه العائلة العراقية طبيا وايضا ميزان لوزن الفواكه والخضر الطبية ربما الامر فيه مزحة او دعابة لكن هذه هي الحقيقة انتبه وسترى العجب في صيدليات العراق ...
الواقف خلف الكاونتر والذي يبيع الدواء والمواد الطبية اما شاب او شابه لا يتجاوز عمره السابعة عشر ولا اعرف هذا الصيدلي المبجل الذي يصرف الدواء الى المرضى متى انهى دراسته الجامعية والاعدادية والابتدائية وهو بعد لم يختط شاربه وكيف يتعامل مع الناس اكيد انه ليس بصيدلي بل هو اما عامل او احد اقارب الصيدلي الذي منح الاجازة بفتح صيدلية والصيدلي الذي اتخمته صيدليته بالدنانير والذي اصبح كما التجار يذهب للتسوق من المذاخر التي هي الاخرى لا رقيب ولا وازع من ضمير فمحتوياتها ليس لها علاقة بالطب والمرضى وان وجدت مثل تلك المواد فهي غير مرخصة من قبل وزارة الصحة العراقية والامر اصبح عبارة عن تجارة وشركات هندية وصينية وسورية تتعامل مع الطب والعلم مثلما يتعامل البقال مع زبائنه ,,,
حبوب وامبولات وعلب وعبوات غريبة الاشكال والاحجام ملونه ومرسوم عليها رسوم عجيبة للوهلة الاولى تعطيك شعورا انك في متجر لبيع الحلويات او عطارية فلا توجد فيها مايشير الى ان في داخلها علاج لمرضى التدرن او السل او السرطان او المصابين بامراض العراق الغريبة والعجيبة وعندما تقدم للبائع الوصفة من الطبيب يأتيك سؤال يفاجئك هل تريد الدواء من الدرجة الاولى ام من النوع العادي ؟
والحيرة ستعتريك لحضتها وعندما وجه لي مثل ذالك السئوال انا فاجئت ذالك البائع الشاب الذي كان يتوقع مني ان اقول له من الدرجة الاولى نظرا لهندامي وكبريائي والتعالي الذ اتصنعه على اصحاب الصيدليات بعد ما رايت منهم العجب اجبته
(وليدي انطيني من الدرجة الاولى وكذالك من النوع العادي ) يعني هنا سيصبح لدي كيسان كل كيس يحتوي على ادوية لكنها متدرجة من درجتين وبدا يجمع الادوية وبين لحظة واخرى يسأل شخص جالس بجواره يستحصل الاموال هل هذا النوع ام هذا ؟
هل هذا المقصود ام هذا ؟
وياتيه الجواب من ذالك ,,
الامبراطور الذي اكتشفت انه صاحب الصيدلية وواجبه هو وضع النقود وحساب الثمن فقط واحيانا ياتي جواب من الصيدلي لذالك الشاب وهذه الطامة الكبرى لا ,,لا لا هذا ولا هذا ويشير بأصبه الى احدى الرفوف ذالك الدواء المعني ,,يعني ان ذالك الشاب لو لم يسأل الصيدلي فأن الدواء سيمرر للمريض وهو ليس دواءه ,,,المهم بعد فترة عاد ذالك الشاب ليسلم الصيدلي كيسين ممتلئين بالدواء ويبدا الجرد الحسابي فتبين ان الفرق بين الدرجتين الاولى والعادي فقط اكثر من ثلاثون دينار النوع العادي لا يتجاوز سعره العشرون الف دينار والنوع االاخر سعره فوق الخمسين ,,,
ومن هنا بدأ الحديث بعد ان عرفت الصيدلي الدكتور الصيدلي لماذا هذا التفاوت بالاسعار رجاءا فاجابني وعرف اني من البطرانين الذي ليس لديهم شغل وعمل لأن النوع الذي هو من الدرجة الاولى من مناشئ عالمية ومشهورة والنوع الثاني استيراد شركات اهلية اجبته وما المشكلة فاجابني الرجل بعدما عرف اني لا ابارح مكاني الا بعد ان اعرف الاسباب كاملة اجابني ربما ان النوع العادي لا (يشتغل ) أي لا يعمل أي لا يؤثر في صحة المريض ,,,,
الله الله هل هذا معقول ولماذا تاتي به الى محلك يادكتور ؟؟
اجابني لأن بعض الناس ليس لديها ثمن شراء الادوية وهذا الجواب فعلا هو اتعس من الفعل أي ان النظرة المادية للدواء هي نظرة مجردة من كل انسانية ومهنية فلا ياتون بالدواء الجيد لأن بعض المرضى ليس لديهم ثمن الدواء فسيضطر المريض لشراء نوع رديء ويبقى على وضعه دون تحسن ,,,
المهم اعدت له النوع الرديئ وقلت له اعطني النوع الذي هو من الدرجة الاولى وبدا مشوار التعامل على السعر وبما ان الصيدلية ووضعها وتناقضاتها اعطتني اشارة واضحة بان الذي يحتوي فيها ممكن ان يكون هناك مساومة بالسعر وبدا مشوار المساومة كم ياعزيزي السعر اجابني الرجل 56 الف ومئتين وخمسون دينار وهنا شددت حزامي وهيأت ادواتي لأتعامل معه قلت له ,,
والله السعر هوايه واخيك عنده مريض اينحثل بيه صارله شهر وهتكني هتك دير بالك علينه عيوني فدوه الهل العيون الحلوة وداعتك ماعندي ,,,
تصور وبلحضة واحده رفع الستتة الاف دينار والربع أي اصبح المبلغ خمسون الف ,,
واعدت القوانه عليه ولكن هذه المرة باختراقه وهو شاب ممكن تخترقه بسهوله وبما ان الزمن في العراق ليس كما هو الحال في باقي الدول الاخرى اليوم بسنه والساعة بيوم (والدروب كله مشيناهة ومثل هذا لا يعصى على مثلي )
رددت عليه لا والله هوايه قسيت يمعود لازم اروح اتقرض او بعدين اني راح ادعيلك الله ايزوجك الي اتحبهه وانت شاب وحلو هم على كيفك وياي وكمن يشتري من البقال طماطة وفعلا تغير كل شيئ ..
يمعود استاذ صدك جذب اخذ الدوه على احسابي لا اني هواي اشكرك بس مو الهل درجة يعني دير بالك علينه رد علي يابه انوخر هاي العشر الاف دينار اعطني اربعين وفعلا اعطيت الصيدلي اربعون الف دينار وكان من الممكن ان احصل على الدواء بسعر اقل لو حاولت ثانية .
اذن هناك فوضى في كل شيء والصيدليات اليوم ليس عليها رقابة ولا تخضع لأي اوامر صحية وليس هناك أي ضوابط من قبل الصحة وهي عبارة عن محلات حالها حال أي محل عطارية اوبقالية يبيع لعامة الناس ومن الممكن ان تتعامل مع الصيدلي او صاحب المحل وكأنك تريد شراء سلعة كهربائية والجشع والربح الفاحش واضح لأنعدام التسعيرة التي كانت تضعها الصحة على الادوية المرخصة وبما ان الادوية اليوم هي تدخل الى العراق سيحا وعن طريق التجار فان الاسعار هي ايضا كيفية وحسب المزاج ..
تركت تلك الصيدلية وبيدي كيس الدواء لمريضي وتوجهت الى باعة الادوية على الرصيف والعجب كل العجب ونحن في شهر رجب اذا لم تجد دواء في الصيدليات فتوجه الى اولاءك الباعة الذين يقبعون على الارصفة والغير موجود في الصيدليات موجود لديهم وبما ان خبرتي بدواء مريضي قديمة واعرف اسماء دواءه واسعارها جلست قرب امراة تجاوز عمرها الستين وهي بنصف عين
حجية عندج كابوتين اجابتني أي يمة عراقي لو ايراني لو قبرصي او هلله هلله دكتورة من كاعهه حجية عندج طركاعتين أي يمة وكل ما اسالها عن نوع من الادوية تعد لي انواع الدواء والمنشا والسعر ومن هل المال حمل جمال والصيدليات على الرصيف .
فاتني ان اقول ان مارايته ليس في صيدلية واحدة بل في زيارات متعددة ولاكثر من صيدلية حتى اني رايت في احدى الصيدليات ادوات مطبخ وكتب عليها ادوات مطبخ طبية أي سكين وقدر ومقلاة واواني ولله في خلقه شؤون وساعد الله العراقيين ولا نعرف متى تلتفت الصحة الى تلك المحال المحسوبه عليها والتي تسمى صيدليات .
#حمزه_الجناحي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟