أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رعد الحافظ - في حوار الأديان , هل إجتزنا العتبة الأولى ؟














المزيد.....

في حوار الأديان , هل إجتزنا العتبة الأولى ؟


رعد الحافظ

الحوار المتمدن-العدد: 2696 - 2009 / 7 / 3 - 09:33
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الدين هي الكلمة الأولى والأكثر إستعمالا في حوار الأديان والحضارات ,لذلك ينبغي الأتفاق على تعريف موحد لهذه الكلمة بين جميع المتحاورين أو المؤتمرين .
ناهيك عن وجوب الأتفاق التام بين أتباع الدين الواحد على تعريف تلك الكلمة ,ولكن فيما يخص الأسلام , لايوجد مفهوم محدد وثابت ومتفق عليه لمعنى كلمة الدين ,بحيث لا يخرج القاريء بنتيجة حاسمة ,مهما أبحر في المعاجم العربية سعيا للوصول الى مفهوم واضح وصريح .
يؤيد هذا الرأي , الشيخ د.يوسف القرضاوي في مقدمته لكتاب الدين والسياسة .
وينقل عن العلامة د. محمد عبدالله دراز ,ثلاث إشتقاقات لكلمة الدين وكما يلي :
اولا :
تشتق الكلمة من فعل متعد بنفسه :( دان يدينه ) ,وهنا سيكون المعنى ,مَلَكَهُ وحَكَمَهُ
وساسه، ودبره، وقهره، وحاسبه، وقضى في شأنه، وجازاه، وكافأه. فالدِّين في هذا الاستعمال يدور على معنى المُلك والتصرف بما هو من شأن الملوك؛ من السياسة والتدبير، والحكم والقهر، والمحاسبة والمجازاة. ومن ذلك: ( مَالِكِ يَوم الدين ) ,الفاتحة 4 ,أي يوم المحاسبة والمجازاة .
وفي الحديث: "الكَيِّسُ من دان نفسه ، أي حَكَمَها وضَبَطَها. والديَّان الحَكَم القاضي.
ثانيا :
تشتق الكلمة من فعل متعد باللام أي ( دان له ) ,وهنا سيكون المعنى أطاعه ,وخضع له .
فالدين هنا هو الخضوع والطاعة والعبادة والورع .
وجملة الدين لله , يصح أن منها كلا المعنيين : الحكم لله , أو الخضوع لله .
وواضح أن هذا المعنى الثاني ملازم للأول ومطاوع له , (دانه , فدان له ) ,أي قهره على الطاعة , فخضع و أطاع .
ثالثا :
تشتق الكلمة من فعل متعدِ بالباء , ( دان به )
فأذا قلنا دان بالشيء كان المعنى أنه أتخذه دينا ومذهبا , أي إعتقده , أو إعتاده , أو تخلق بهِ والخلاصة إعتنقه .
ويخلص القرضاوي الى أن الذي يعنينا هما المعنيين الثاني والثالث ..وبالأخص الثالث
فكلمة الدين التي تستخدم في تأريخ الأديان لها معنيان :
الأول يشير الى الحالة النفسية أي التدين
والثاني يشير الى الحقيقة الخارجية أو الروايات المأثورة أو جملة المباديءالتي تدين بها أمة من الأمم , إعتقادا وعملا ..وهذا هو المعنى المرجح والمستعمل حاليا ..
لكن من جهة أخرى , لو تفحصنا إستعمال كلمة الدين في القرآن , فأننا نجد لها معاني عدة ,مختلفة أحيانا , وكما في الأمثلة القليلة التالية :
أحيانا يراد بها الجزاء , مثل { مالك يوم الدين } , الفاتحة 4
وأحيانا يراد بها الطاعة , مثل {وأخلصوا دينهم لله },النساء 164
وأحيانا يراد بها أصول الدين وعقائده ,مثل :
{شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ } ,الشورى 13
يقول القرضاوي : أن الدين كما جاءت به الرسل هو عبادة الله وحده وعدم الاشراك به
والدليل :
{وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ },الأنبياء 25
وأوصى الله أنبيائه بالائتلاف والجماعة ونهاهم عن الفرقة بقوله :
{ أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا به } الشورى 13
لكن من جهة أخرى ليس مهما إختلاف الطرق والشرائع والمناهج :
{ لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا } المائدة 48
وقد يراد بكلمة الدين , كل الاديان على إختلافها كما في :
{ لكم دينكم ولي دينِ } الكافرون 6
وقد يراد بالكلمة ,الأسلام فقط كما في :
{ أفغير دين الله يبغون ؟} آل عمران 83
{إن الدين عند الله الأسلام } آل عمران 19
{ ومن يبتغ غير الأسلام دينا فلن يقبل منه } آل عمران 85
وبالنسبة للآية الأخيرة تشير بصراحة ووضوح أن الأديان الاخرى مرفوضة حتى السماوية منها (طبعا هي آية مدنية متأخرة في وقت قوة المسلمين ) .
وقد أوردها أحد كبار المشايخ المتحدثين في المؤتمر .
لكن القرضاوي لم يقبل هذا التفسير لهذه الآية في مؤتمر حوار الأديان , لأنه يناقض الغرض من ذلك المؤتمر فيقول:
(.. وقد ألزمني الواجب أن أرد على هذا الكلام الذي ينسف كل ماقيل في المؤتمر, بل جهود الحوار والتقارب بين الأديان والحضارات ) وأضاف :
(أن هذا الكلام يخالف صراحة ما جاء به القرآن، فالقرآن يعتبر أن هناك أديانا أخرى غير الإسلام، وإن كنا نعتبرها أديانا باطلة، ولكنها أديان يدين بها أصحابها ). إزاي يعني ؟
ثم أضاف :
( فالدين يشمل ما هو حق مثل الذي بعث على محمد (ص) , وما هو باطل كالأديان التي جاء بنسخها والظهور عليها كما في قوله تعالى ..هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ..التوبة 33 ,فالاديان الاخرى موجودة , لكن لم يعد لها أحقية بعد ظهور الأسلام . وأضاف أخيرا : إن مفهوم كلمة الدين ليس كمفهوم كلمة الاسلام كما يتصور الكثير من الكتاب المعاصرين , نعم يكونوا شيئا واحدا إذا أضفنا الدين الى الله أو الاسلام فنقول , دين الله أو دين الاسلام .لكن إذا ذكرت كلمة الدين مجردة من الاضافة أو الوصف , فهي أضيق مفهوما من كلمة الأسلام , لأن الدين في الحقيقة هو جزء من الأسلام)
ولا أدري إن كان هذا الكلام يسعد الحاضرين الآخرين من الأديان الأخرى ؟
أم أن القرضاوي في محاولته لرأب الصدع الذي أحدثه الشيخ السابق قد زاد الطين بله ؟
وبالنسبة للمراقب الحيادي , يستطيع التأكد ,أنه برغم أهمية تلك المؤتمرات لتقريب وجهات النظر بين الأطراف المختلفة , أو على الأقل لتخفيف الغلواء والتشدد والتزمت والرفض للآخر المخالف , لكنها لم تجتاز العتبة الأولى بعد , أي الأعتراف المتبادل بين الجميع .
فهل يعترف الجميع بالجميع ,بأول كلمة في الحوار وهي أنهم يمثلون دين ؟
وكيف سيتم ذلك , إذا كان داخل الأسلام نفسه عدة مفاهيم للكلمة ؟



#رعد_الحافظ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- منتظري والرأس المقطوع
- مقتل ندى عار على المسلمين
- الباسيج والثورة المضادة
- هل يجيز المشايخ بعض الرقص والغناء ؟
- كنت مصريا اليوم
- مبارك إنتصارك أيها الشعب الأيراني الحر
- هل المشايخ يعقلون حقا ؟
- هل المشايخ مؤمنين حقا ؟
- النوايا النووية !
- أحلام المتقاعدين
- غلبونا بالتوريث !
- هكذا أشجع الفريق !
- صنفوا مخلفاتكم يا ناس !
- مشاهدات في البازار السويدي
- سأضحك بلا خوف !
- قطار مكة
- لغتنا العربية والظلاميين
- حصانة الحرامية ..
- خنزرة المجتمع الاسلامي
- الأيهام بالغرق أم سمل العيون ؟؟


المزيد.....




- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
- “ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رعد الحافظ - في حوار الأديان , هل إجتزنا العتبة الأولى ؟