أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سليم محسن نجم العبوده - عقل المجتمع














المزيد.....

عقل المجتمع


سليم محسن نجم العبوده

الحوار المتمدن-العدد: 2696 - 2009 / 7 / 3 - 09:16
المحور: المجتمع المدني
    


على الرغم من انه " في كل رأس عقل .. وان المجتمع ينقسم على نفسه " ..الا ان من الملاحظ ان هناك اتجاه عام يحدد الخطوط الرئيسية والوجهة المحددة التي يفكر فيها المجتمع ككل بعيدا عن الفردية والاجتزاء . و على هذا الأساس يمكننا القول بان."عقل المجتمع " هوا معدل النتاج الفكري له ذلك الفكر الذي تتلاشى له الطموحات الرغبات الفردية الضيقة و ان الملامح الظاهرة له هي الرغبة العامة لذلك المجتمع .
و اعتقد انه من السفه أحيانا عدم اعتبار العامة من الناس الممثلين الفعليين للوجهة الحقيقية لفكرة معينة . أي إن المقصود انه من الممكن القياس على عامة المجتمع باعتبارهم المرآة التي تعكس الأفكار والتوجهات على ارض الواقع و لا يمكن اعتبار ان الأقلية سواء كانت اجتماعية او فكرية او أيدلوجية مقياسا للمجتمع .
و قد حاولنا ان نبني فكرة " عقل المجتمع " من خلال بعض المعطيات التاريخية التي أفرزتها المجتمعات على مدى حياتها السياسية والاجتماعية والثقافية . فعلى سبيل المثال " كان " الشعب الألماني " نازيا ليس كون "أدولف هتلر " كذلك لكن بسبب كون ان الرايخ الألماني " الشعب " طبع بهذه النزعة فعرف بها فايقنها " هتلر " فنماها و استغلها في تحقيق طموحاته . في حين ان " عقل المجتمع الصيني " تجده عقلا اقتصاديا و لولا تلك العقلية لشعب يتجاوز تعداده المليار والنصف نسمة لحلت به الكوارث الا ان الاتجاه العام لهذا الشعب الذي عرف مشكلته و حدد لها العلاج فأصبحت المنظومة الاجتماعية في الصين تفكر في جانب و احد الا وهوا جانب الإنتاج الاقتصادي و لذلك تجد انه في ألازمة الاقتصادية العالمية التي عصفت في الولايات المتحدة ومن ثم العالم لم تفلت منها سوى الصين التي حققت نموا اقتصاديا يصل الى أكثر من 6 % .
لذلك فان أي مجتمع على وجه الأرض محكوم بعقليته و ليس بعقلية الأقلية الحاكمة فتجد انه عندما يصل الى كرسي الحكم أشخاص تتوافق أفكارهم الخاصة مع الفكر العام للمجتمع ترى انه من السهولة واليسر التفاعل و التكامل لغرض تحقيق الأهداف المرجوة . بعكس مجتمع أخر يصل الى مصادر القرار فيه أناس او أشخاص لا تتوافق رؤاهم مع الفكر العام للمجتمع حينها سيكون هناك تناشز في الأداء و خلل في التطبيق كون ان كل جهة من تلك الجهات سواء كان الحاكم او المحكوم يمتلك فكرا مختلفا عن الأخر مما يولد الانقسام .
مشكلتنا في العراق :
ان أسطورة المجتمع المدني في العراق انتهت فعليا بعد عام 1985م حيث بدا تغيير المفاهيم العامة للمجتمع العراقي منذ عام 1979م و الفترة منذ عام 1980م وحتى 1985م كانت كفيلة بتحويل المجتمع العراقي من مجتمع مدني الى مجتمع عسكري بعد ان مارس نظام صدام حسين سياسة "عسكرة المجتمع " و ذلك من خلال الحروب العديدة التي خاضها .
و بسبب الضغط المباشر و التدمير الذي تعرض له المجتمع العراقي أبان حكم " صدام حسين " و الكبت الذي كان يعانيه المجتمع تحول المجتمع العراق تدريجيا من " مجتمع مدني" الى " مجتمع فوضوي عدواني " . يبني على سوء الضن كل تصوراته .
و يمكن ان نتذكر ما شاهدناه كيف ان شرائح واسعة من المجتمع دمرت البنى التحتية لبلدها العراق إبان الاحتلال الأمريكي بل ان أثرها ألتدميري فاق الأثر العسكري للمحتل ذاته و على هذا الأساس تجد الخلل الواضح في إمكانية التكامل بين المنظومتين العراقيتين الا وهما المنظومة الحاكمة و منظومة المجتمع المحكومة على الرغم من ان الحكومة وصلت للحكم عن طريق تزكية الشعب لها بالانتخابات .
كنت دائما أقول ان اخطر تغيير استطاع " صدام حسين " ان يحدثه على المجتمع العراقي هوا انه استطاع يخلط الأفكار و يشوه المعاني خصوصا فيما يخص " المواطنة و الانتماء للوطن ". فنعكس ذلك سلبا على أحساس ا لمبغض للمواطن العراقي الى وطنه او على اقل تقدير عدم الاكتراث لما يحصل له .. كان ذلك الخلط يتمحور حول ان من ينتمي للحكومة والنظام فهوا وطني و ان لم يكن وطنيا ..! وان من لم ينتمي الى الحكومة النظام وكان معارضا او حتى لم يكن معارضا فهوا عميلا و ليس وطنيا وان كان في حقيقة الأمر وطنيا بحسب مقاسات المواطنة السليمة المتعارف عليها عالميا .
خلاصة القول ان لكل مجتمع أفكاره العامة التي تميزه عن بقية المجتمعات وهذه الأفكار هي نتاج تجاربه في الحياة لذلك فإنها تكون الخطوط الأيدلوجية العامة المحددة لتوجهاتها و طموحاتها . و على هذا الأساس فانه ليس من الممكن ان تكون هناك حكومة تفاعل ايجابي مع أي مجتمع ما لم تأخذ تلك الحكومة أيدلوجية مجتمعها ثم تصنع على أساس معطياته الأيدلوجية الخطط الإستراتيجية للنهوض بمختلف القطاعات .



#سليم_محسن_نجم_العبوده (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أزمتنا مع الكويتية .. إفلاس دعائي
- العرف فوق القانون والديمقراطية العرجاء :
- محكمة المراجعات الدستورية العليا
- -الزنا- بين العرف والقانون
- اوباما خطاب القاهرة ما بين الكاريزما والمضمون :
- العرف فوق القانون والديمقراطية عرجاء :
- القومية البترولية في الفكر الامبريالي
- انفراط العُقد الأمريكي
- المالكي رجل دولة أم رجل دعاية
- اوباما و سياسة الانسحاب والتعويض
- التناقض التربوي و أثره في التكوين النفسي
- التراخي الأمريكي ومستقبل إيران الأقليمي
- هل تحول السيد-نصرا لله- الى عراب إيراني
- العرب ما بين التسامي والسلوك ألقسري
- المرأة وحق الدفاع الشرعي عن الوجود
- النظام الاقتصادي المقيد بالحرية - الشيو- رأسمالي-
- القمم العربية .. وسياسة حلب الثيران ..!؟
- فكر-الإباحية الاقتصادية-في العراق
- التكامل الإقليمي كحل للبقاء والهيمنة
- الجامعة العربية تكتل كشف الوهن العربي


المزيد.....




- عضو بالكنيست الإسرائيلي: مذكرات الاعتقال ضد نتنياهو وجالانت ...
- إسرائيل تدرس الاستئناف على قرار المحكمة الجنائية الدولية الص ...
- وزير الخارجية الأردني: أوامر اعتقال نتنياهو وجالانت رسالة لو ...
- هيومن رايتس ووتش: مذكرات المحكمة الجنائية الدولية تفند التصو ...
- الاتحاد الأوروبي والأردن يُعلنان موقفهما من مذكرتي الاعتقال ...
- العفو الدولية:لا احد فوق القانون الدولي سواء كان مسؤولا منتخ ...
- المفوضية الاممية لحقوق الانسان: نحترم استقلالية المحكمة الجن ...
- المفوضية الاممية لحقوق الانسان: ندعم عمل الجنائية الدولية من ...
- مفوضية حقوق الانسان: على الدول الاعضاء ان تحترم وتنفذ قرارات ...
- أول تعليق من -إدارة ترامب- على مذكرة اعتقال نتانياهو


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سليم محسن نجم العبوده - عقل المجتمع