|
هل تعيد القاهرة بناء خارطة سياسية فلسطينية جديدة ؟
سيمون خوري
الحوار المتمدن-العدد: 2695 - 2009 / 7 / 2 - 09:44
المحور:
القضية الفلسطينية
على ضوء حوار المحاصصة هل تعيد القاهرة بناء خارطة سياسية فلسطينية جديدة ؟؟
أي حوار سياسي وطني بين فصائل العمل السياسي الفلسطيني ، عمليا هو حوار مرحب إذا أدت خواتمه الى وأد الانقسام الداخلي ، وإنتهاج سياسة واضحة تقوم على قاعدة برنامج وطني يواجه متطلبات المرحلة القادمة . وبمشاركة كافة الفصائل السياسية الفلسطينية ودون إقصاء أو تهميش أحد . لكن إذا كان ما يسمى بحوار( وطني ) يدور بين فريقين فهو حوار ثنائي إقصائي وليس حواراً وطنياً تشارك فيه كافة القوى . المراقب العام لنقاط الاختلاف بين الفريقين المتحاورين بالوساطة يخرج بنتيجة واحدة ملخصها هو الصراع على النفوذ وتقاسم الوظائف . وليس صراعا برنامجيا حول صياغة مستقبل الوطن . وحتى لا تجرفنا المواقف الخطابية والشعارات الكبيرة الفارغة فإن بإمكان القارئ العزيز متابعة ما كتب ويكتب في وسائل الاعلام وحتى في الصحف الحزبية لهذا وذاك من القوى المتناحرة . ومع أن الحوار تأجل لكن المسائل المختلف حولها لم تتبدل . لأنها تعبر عن مصالح محددة. بالتأكيد ، يصاب المرء بنوع من الإحباط ، مثل ذاك الإحباط ،عندما يتولى الدفاع عن قضيتك أمام المحكمة محام فاشل . ورغم ذلك يبحث المرء عن أمل لإستئناف قضيتة على يد محام جديد وهيئة قضائية أخرى . العارفين ببعض بواطن الأمور ممن كشف عنهم الحجاب يقولون همساً أنه ربما العاصمة المصرية بصدد إعادة تكشيل جديد للخارطة السياسية الفلسطينية بصورة منقحة ومعدلة . على قاعدة تطوير مواقف بعض القوى التي وجدت مؤخراً في القاهرة مفتاح الحل ( حماس ) بعد إنقلابها الصامت على دمشق وقطر وطهران . ونسخة معدلة من ( فتح جديدة) . بإعتبار أن ظروف الماضي ومبرراته لا تتكررفي المستقبل . وعليه فإن كل محاولة إحياء للماضي هي عائق أمام مستقبل المفاوضات القادمة التي يجري التحضير لجدول أعمالها في أكثر من عاصمة أوربية وعربية على قاعدة وإستعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان . ومن هذه النقطة بالذات ربما يكتسب مؤتمر فتح السادس القادم أهمية خاصة . بيد أنه من الخطأ الاعتقاد أن المستقبل فقط محصور بين فريقين ؟ بل هناك تحضيرات لولادات أخرى تجري رعايتها من خلال أكثر من حاضنة . لأنه لايمكن مثلا للسيد سلام فياض او السيد منيب المصري بعد كل هذه الجهود التي بذلت ، تقديم السلطة لحماس أو لإعضاء اللجان المركزية لفتح لكي يصبحوا وزراءاً ، على طبق من ذهب على طريقة المشير سوار الذهب الطيب الذكر . وهي حالة لن تتكرر في التاريخ العربي القديم والوسيط والحديث . وفي الانتخابات التشريعية السابقة حصل المنتدى الفلسطيني على أرقام مشجعة مقارنة بقوى أخرى . والسيد فياض بهذه الحالة لديه كل الحق بالشعور بالقلق فيما إذا خرج من المولد بخفي حنين . وحتى الرئيس محمود عباس أيضاً لديه شعور بالقلق ومن حقه فهو الرئيس أسوة بكافة الرؤساء العرب الضوئيين الافاضل . ومن نافل القول أن بعض الاسماء لديها مفاتيح تمويل كما لدى الاخرين . إضافة الى قوى أخرى ربما هي قيد التأسيس ؟ في الوقت الذي لم تتمكن فيه القوى الديمقراطية من لملمة جسدها المبعثر قبل أن تتحول الى جثة في ضريح محارب مجهول مرعلى هذا التاريخ ولم يقف عنده . الوسيط المصري ربما أدرك مؤخراً أن مواجهة خصومة الاقليميين هي عبر إحتضان شريك غريمة الداخلي كحزب الاخوان المسلمين . والاستقواء بحماس على ما لديه من متاعب مع النسخة المصرية . ومع ذلك حسب رأي البعض أن القاهرة قادرة على تفريغ مضمون هذا وذاك وإعادة تفصيل الثوب الذي يلائم محور الرياض – القاهرة .لكن ما مدى صحة توقع ذلك نتركها للقارئ العزيز من موقع إحترام عقلة وقدراته على تفكيك وفهم المعلومة السياسية . في السابق كان من الصعب التنبؤ بالمستقبل ، لكن عندما تتحقق لنقل التوقعات وليس المعلومات يصبح من الصعب على البعض فهم طبيعة النتائج ومن أية بوابة دخلت التاريخ . العالم العربي والحالة الفلسطينية ليست من ذاك النوع التي تعيش حراكا واسعا ، هنا كل شئ واضح ومحسوب مثل عملية حسابية . الواحد زائد واحد لا يساوي إثنين ، بل ثلاثة ورغم أن ذلك صحيح فيزيائياً فهو صحيح فلسطينياً . والانتخابات التشريعية القادمة إذا حصلت ( رغم أن حماس تطالب بتأجيلها لأن أوضاعها غير مؤهلة في الضفة لتحقيق إجتياح إنتخابي على الطريقة الايرانية بعد أن خذلها الحليف اللبناني ) . المهم أن الانتخابات القادمة مجازا ستكون محاصصة رئيسية بين ثلاث كتل فتح – حماس – تجمع تحالف فياض والمصري وعشراوي الى جانب كافة العناصر المستفيدة من التغييرات الحاصلة في البنية السياسية والاجتماعية الفلسطينية . إضافة لما قد تفرزه نتائج المؤتمر السادس ، وهي على كال لن يكون مصيرها أفضل من مصير الانشقاقات السابقة في حركة فتح . بيد ان مصير التيار اليساري - الديمقراطي وحتى الليبرالي غير معروف على أي مقعد سيجلس أو على أي مرفأ سيرسو قاربه الصغير. نحن لا نقصد النيل من شأن أحد ، لكن إذا إستمرت الحال على هذا المنوال ، سنجد أن المسرح السياسي الفلسطيني القائم حاليا قد إختفى بالكامل من الواقع . والايام العصيبة بدأت تلوح مع أفق القاهرة - الرياض والقضايا التي كانت مدار بحث وصراخ ، خير شاهد . والاحمق وحده هو الذي يعتقد أن ترداد الشعارات والافكار الجاهزة المحنطة التي درج على إستعمالها البعض يمكن بواسطتها أن يواجه المتغيرات من حوله . وبالتالي فإن عملية تكوين الرأي يجب أن ترتكز على قاعدة قراءة المستقبل . والاصغاء للرأي المخالف لقناعات هذا التنظيم أو ذاك . حيث ولى زمن الحناجر والبنادق معاً . رغم أنه من المؤسف أن يقود العنف والقوة والصراخ الظروف الحالية للحالة الفلسطينية . أمام اليسار مساحة من الزمن لإستغلالها وحتى موعد الانتخابات التشريعية القادمة . أما أن يصبح جزء من المعادلة السياسية أو سيكون خارج التاريخ ومع ذلك يبقى السؤال قائما الى أي مدى وصل الوسيط المصري في ترتيب المشهد السياسي الفلسطيني . والى متى ستبقى الفصائل فصائلا ، دون أن تستوعب ضرورة التحول الى حزب في مجتمع الغابة السياسي الفلسطيني . للديمقراطية كمفهوم ومناخ عام إنجازات باهرة وعظيمة ، لكنها أيضاً أفرزت عيوباً مميتة في التاريخ . فمن الذي سيتصدى لعيوب الديمقراطية وصناديق الانتخابات ؟
#سيمون_خوري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
لماذا لا يتمسك المفاوض الفلسطيني بدولة كل الشتات ؟
-
مؤتمر حركة فتح السادس ومهمات التحول من مفهوم الحركة الى حزب
...
-
هل نتنياهو كذاب..أم ..؟
-
النرجسية في العمل السياسي والاصل الاغريقي للمصطلح
-
لماذا تراجع اليسار اليوناني في الانتخابات الاوربية
-
نحو حزب إشتراكي فلسطيني
-
حقيقة ماحصل في أثينا
المزيد.....
-
محمد رمضان يثير الجدل مجددا بفيديو ساخر.. -رمضان أحلى-
-
نتنياهو يغادر إلى واشنطن ومكتبه يوضح الهدف من الزيارة
-
بوتين: ترامب سيعيد النظام بسرعة كبيرة والنخب الأوروبية سترضخ
...
-
الشرطة البريطانية تعتقل رجلا حرق القرآن في بث مباشر غداة مقت
...
-
ترامب وزوجته ونائبه -يرثون- حسابات أسلافهم على السوشيال ميدي
...
-
مكالمة السيسي وترامب في الإعلام المصري: -التوتر يتراجع ودعوا
...
-
اتفاق مصري جيبوتي على استعادة الأمن وحركة الملاحة في باب الم
...
-
لبنانيون يحاولون العودة إلى بلداتهم رغم وجود الجيش الإسرائيل
...
-
بوتين: ترامب سيعيد النظام بسرعة كبيرة والنخب الأوروبية سترضخ
...
-
إسرائيل تستأنف الإثنين المفاوضات مع حماس بشأن المرحلة الثاني
...
المزيد.....
-
اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني
/ غازي الصوراني
-
دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ
...
/ غازي الصوراني
-
الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024
/ فهد سليمانفهد سليمان
-
تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020-
/ غازي الصوراني
-
(إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل
...
/ محمود الصباغ
-
عن الحرب في الشرق الأوسط
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني
/ أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
-
الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية
/ محمود الصباغ
-
إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين
...
/ رمسيس كيلاني
-
اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال
/ غازي الصوراني
المزيد.....
|