الحزب الشيوعي العمالي العراقي
الحوار المتمدن-العدد: 2694 - 2009 / 7 / 1 - 09:06
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
بعد الفشل والسقوط الذي منيت به السياسة الامريكية في العراق، قررت الادارة الامريكية الانسحاب من العراق في نهاية 2011 و انسحاب قواتها من المدن العراقية في 30.6.2009. ان حرب امريكا و احتلالها قد خلقت تلالا من المشاكل المستعصية، و جلبت اكثر القوى رجعية في الحكم والبرلمان، و غدت الصراعات الطائفية التي لم تكن موجودة في العراق قبل الاحتلال، و عمقت الصراعات القومية وخصوصا بين الحركات القومية العربية والكردية، و وسعت رقعة الشق بين جماهير العراق بسبب قومية تلك الصراعات التي تنذر بكارثة انسانية فظيعة.
لقد قررت الولايات المتحدة الانسحاب مخلفة ورائها نظام الرشوة والفساد، وملايين من العاطلين عن العمل و مجاعة متفشية. ان ممارسات وسياسات القوات الامريكية في داخل المدن العراقية وخلال الست سنوات المنصرمة قد كرست و جذرت اكثر الافكار والسياسات الرجعية و تقسيم مواطني العراق على اساس الدين والطائفة و المناطق و التي ادت الى ارجاع المجتمع في العراق الى مديات غير مسبوقة في تمزيق النسيج الاجتماعي و التضامن والعلاقات الانسانية بين الناس في بلد واحد. لقد قامت بتدمير الدولة وبنيتها التحتية لتصعب سعي الجماهير في تحقيق تطلعاتها وامالها الانسانية مثملما فعلت سياسة الحصار الاقتصادي التي راح ضحيتها اكثر من مليون ونصف عراقي من الاطفال والنساء و الشيوخ.
يا جماهيرنا المضطهدة!
ان الخروج النهائي للقوات الامريكية مرهون بارداتكم و نضالكم وهو يوم نأمل ان يتحقق بسواعدكم وحركتكم النضالية، بدون تدخلكم ونضالكم سوف يتحول خروج الاحتلال الى إستمرار العملية السياسية الطائفية- القومية التي خلفت الماساة والويلات والقتل على الهوية والتهجير القسري، التي قادتها امريكا في اطار تلك العملية الرجعية. أن يوم 30 حزيران هو يوم سقوط وفشل لكافة سياسات و ممارسات الادارة الامريكية، وسقوط كافة ادعائاتها وثقافتها الديمقراطية الطائفية الهزيلة. وفي الوقت ذاته يمثل فشل وسقوط للعملية السياسية الجارية التي قادتها امريكا لحد الان، تلك العملية التي راح ضحيتها الملايين من الابرياء بين قتلى وجرحى ومهجرين قسرا لاسباب طائفية. هذا اليوم يجب ان يكون يوماً لتبديد الاوهام بتلك القوى التي نفذت سياسات امريكا و سياساتها، قوى الاسلام السياسي و القوى القومية الكردية والعربية و من يقف ورائها. يجب ان يكون يوما لاعادة الثقة الجماهير بنفسها وبإرادتها الحرة وفصل صفوفها بصورة مستقلة عن تلك القوى التي فرضت العملية السياسية لحد الان.
ان الحزب الشيوعي العمالي العراقي يدعوكم الى رص وتنظيم صفوفكم، بعيدا عن تلك القوى الموجودة في الحكم والبرلمان التي اتبتت المرة تلو الاخرى انها غير مؤهلة لقيادة المجتمع في العراق. لقد فشلوا في تحقيق الامن والاستقرار، حيث انهم مكون رئيسي في ازمة الامن والاستقرار.
ليس امامكم الا الالتفاف حول تطلعاتكم وامالكم الانسانية من بناء دولة تؤسس على اساس مبدأ المواطنة وحق الموطنة المتساوية للجميع. وهذا في العراق يعني فصل الدين عن الدولة وعن القومية بجعلها امور شخصية بحتة، تقضي نهائيا على الطائفية السياسية و القومية السياسية و الدين السياسي،. بناء دولة تقر بكافة الحريات السياسية غير المقيدة وغير المشروطة، و توفر حياة مرفهة للجميع، تضمن المساواة الكاملة بين الرجل والمراة. ان حزبكم كما كان سيكون في مقدمة هذا النضال الانساني.
الحزب الشيوعي العمالي العراقي
29.حزيران. 2009
#الحزب_الشيوعي_العمالي_العراقي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟