أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جمال المظفر - انسحاب ام اعادة انتشار














المزيد.....

انسحاب ام اعادة انتشار


جمال المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 2694 - 2009 / 7 / 1 - 08:19
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


مازالت بنود الاتفاقية الامنية الموقعة بين بغداد وواشنطن غير واضحة المعالم سوى الفقرة المتعلقة منها بانسحاب القوات الامريكية من داخل المدن والذي حدد له يوم الثلاثين من حزيران كحد اقصى له ، والذي يعد بحد ذاته اعادة انتشار لا انسحاب ، فالقوات الامريكية ستبقى على مشارف المدن وهناك قواعد في داخل المدن اعتبرت كمعسكرات دائمية للقوات الامريكية ، والتصريحات التي يطلقها القادة الامريكان بابقاء بعض قواتهم القتالية في بعض المدن كديالى والموصل لوضعهما الامني الخاص بدعوى سيطرة القاعدة على هاتين المدينتين يعطي مؤشرا سلبيا حول جدية الانسحاب ، كما ان الجانب الامريكي عمد الى ابقاء تسليح الجيش العراقي ضعيفا بالنسبة الى جيوش الدول المجاورة ، فالجندي العراقي لايملك غير البندقية الالية والتي تعد غير فعالة امام تسليح الجماعات المسلحة والتي تمتلك الهاونات وبنادق القنص وصواريخ الكاتيوشا والصواريخ المضادة للطائرات ، كما ان الامريكان ابقوا القدرة القتالية لكافة صنوف الجيش العراقي ضعيفة بما فيها القوة الجوية التي تعد مهمة لحماية الاجواء العراقية من اي تدخل خارجي وتوفير الحماية للقطعات العسكرية المكلفة بمهمات قتالية ، وما الطائرات التي جهز بها سلاح الجو العراقي والتي تعد باصابع اليد ماهي الا محاولة ذر الرماد في العيون ...
هذا الوضع للقوات العراقية يجعل القادة السياسيون بحاجة الى الدعم اللوجستي من قبل القوات الامريكية والتي هي اقرب مايكون من الرمش للعين لانها على مشارف المدن ، فهل يمكن ان تستلم دولة سيادتها كاملة من دون تسليح قوي مع وجود تهديد اقليمي وصراع مصالح ومطامع ستراتيجية وتصدير ثورات ومحاولات بعض دول الجوار تصدير ازماتها الى العراق لتشتيت الانظارعن ازماتها الداخلية او من اجل كبح جماح العملية السياسية وتقويضها لانها اذا ما نجحت فانها ستمتد الى دولهم وستطالب شعوبهم بالتغيير اسوة بما حدث في العراق ..
وهناك مشكلة اخرى في تأثيرات الانسحاب الامريكي ، وهو الصراع السياسي على السلطة والاجندات الحزبية ، فكل حزب يسعى لاسقاط الاخر واستغلال الثغرات لاثارة ازمة ، بل ان البعض يسعى لتأجيج الاوضاع الامنية من اجل اثبات ان الحكومة واجهزتها الامنية غير قادرة على ادارة الملف الامني بعد انسحاب القوات الامريكية ، كما ان الحكومة العراقية لم تتعامل بجدية مع اعادة تأهيل وتسليح الجيش العراقي ، بل لجأت في اكثر الاحيان الى الاعتماد على دعم القوات الامريكية ، اذ لم تقوم القوات العراقية بمهام قتالية دون مشاركة او دعم من الجانب الامريكي الذي يمتلك مقومات شن العمليات العسكرية الكبرى لامتلاكه قوة جوية حديثة وطائرات انزال وامداد جوي وجهاز استخباراتي قوي يفتقده الجانب العراقي ، والذي اعتمد كثيرا على المخبر السري الذي تسبب في الكثير من المآسي والكوارث لانه اعتمد على الوشاية وتصفية الحسابات والتسقيط السياسي ...
ادارة الملف الامني مازال ضعيفا ، فكل ماتلجأ اليه القيادات العسكرية هو زيادة عدد السيطرات ونقاط التفتيش وزيادة الانتشار العسكري داخل المدن حتى باتت مدننا عبارة عن ثكنات عسكرية متناسين ان الملف الامني بحاجة الى بناء جهاز استخباراتي ومخابراتي قوي ومهني كفوء ...
تخوف كبير يسود الشارع العراقي من مرحلة ما بعد الانسحاب ، فهناك جهات مخابراتية دولية تسعى لاثارة الفتنة وتصعيد الاوضاع الامنية وهناك من يتهم الامريكان بافتعال الازمات لابقاء القوات الامريكية واعادة انتشارها من جديد داخل المدن بدعوى عدم تمكن القوات الامنية العراقية من مسك زمام الامور على الارض ..
الخروقات الامنية الاخيرة التي سبقت عملية الانسحاب الدراماتيكي رسائل واضحة الى الحكومة العراقية بان المعارضة المسلحة موجودة وانها غير قادرة على ايقاف انشطتها لولا الاسناد والدعم الامريكي ، وهناك دول مجاورة لاتريد الانسحاب وانما ان تبقى القوات الامريكية منشغلة في حرب العراق لا ان تتجه انظارها اليها ..
كل مانستطيع قوله ان موضوعة الانسحاب هي اعادة انتشار ليس الا وبامكان الامريكان دخول المدن في اية لحظة بدعوى جولات سياحية او استطلاعية ، لان الانسحاب يعني سحب اليد من القرارات العسكرية والقائها في يد الحكومة العراقية ولايمكن التفريط بالانجاز الامريكي ....



#جمال_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشعراء يفعّلون الديمقراطية
- الى متى ينام التفاح على يديَ
- استعراضات مرورية ام بهلوانيات
- يطبخون اطفالنا في علب السردين
- اعيدوا للعراق هيبته
- عندما ينتهك المسؤول القانون
- درس محمد خضير
- الصحافة الحزبية ... إلى أين ؟
- لعنة الديمقراطية
- توقيعات خارج مجرى النص
- صراع الداخل والخارج
- ممثلون كوميديون ومشاهد تراجيدي
- البصرة عاصمة الثقافة والخراب المكاني
- خروقات أمنية أم ماذا ؟
- اصبحنا ملطشة
- ازمة ثقافية مربدية
- شي مايشبه شي
- انا وشنكول والسيد المسؤول
- سبحان مغيّر الأحوال
- المبنى الحكائي في القصيدة الجاهلية


المزيد.....




- فوضى في كوريا الجنوبية بعد فرض الأحكام العرفية.. ومراسل CNN ...
- فرض الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. من هو يون سوك يول صا ...
- لقطات مثيرة لاطلاق صاروخ -أونيكس- من ساحل البحر الأبيض المتو ...
- المينا الهندي: الطائر الرومنسي الشرير، يهدد الجزائر ولبنان و ...
- الشرطة تشتبك مع المحتجين عقب الإعلان عن فرض الأحكام العرفية ...
- أمريكا تدعم بحثا يكشف عن ترحيل روسيا للأطفال الأوكرانيين قسر ...
- -هي الدنيا سايبة-؟.. مسلسل تلفزيوني يتناول قصة نيرة أشرف الت ...
- رئيس كوريا الجنوبية يفرض الأحكام العرفية: -سأقضي على القوى ا ...
- يوتيوبر عربي ينهي حياته -شنقا- في الأردن 
- نائب أمين عام الجامعة العربية يلتقي بمسؤولين رفيعي المستوى ف ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جمال المظفر - انسحاب ام اعادة انتشار