|
هكذا تتأكد دكتاتورية النص
ذياب مهدي محسن
الحوار المتمدن-العدد: 822 - 2004 / 5 / 2 - 10:40
المحور:
اخر الاخبار, المقالات والبيانات
رداً على أ / أحمد صبري السيد علي لم يكن جديداً ولا غريباً أن يلتبس الرأي عند المثاليين وبين العقلائيين فالرأي الواحد الأحد هو الصواب الأوحد وما خالفه زندقة ومروقٌ علينا أن نتفهم من جديد دراستنا للنص (( القرآني )) وهذا يتطلب منا الرجوع إلى كل الوثائق التاريخية والرجال (( علم الرجال )) التي أتيح لها أن تصل ألينا سواء كانت ذات أصل شيعي أم خارجي معتزلي أم سني بمذاهبه الأربعة هكذا نتجنب كل حذف ثيولجي لطرف ضد آخر.!!؟ المهم هو التأكد من صحة الوثائق المستخدمة ومن الممكن أن ندرس هذا النص والأحاديث بصورة تفكيكية كما أشتغل عليها د. محمد أركون في كتابه (( تفكيك التراث )). أن القول في النص مطلق وهو الأقدس يكون الأمر هنا أحادي ووحداني وتفرد سيادي لن يقبل إطلاق رؤوية جديدة ولا برأي آخر ولا بقراءة أخرى غير تلك القراءات التي راهنت على تاريخنا المتثائب المسترخي طوال الأربعة عشر قرناً السوالف ، فهي منظومة الصدق المطلق التي لا ترى الآخر إلا عدواً يجب تصفيته تمهيداً لتطبيق قانون المخالفة الذي يقضي بعقوبة التصفية الفورية ذلك المنهج الأوحد والنغمة الواحدة المتكررة التي قتلت فينا العقل وملكة النقد طوال تاريخ تراكمت فيه أبشع ألوان اضطهاد الإنسان وحريته وفكره فهل قراءة دكتاتورية النص كانت صدمة للمقولات المثالية الثابتة ( شمولية النص ) فالمقدمات لابد أن تؤدي إلى نتائج يقبلها العقل ومنطق الواقع فمعرفتنا بالوجود ( الرب ) آتت عقلياً قبل النص والنص لم يضيف سوى تحفيز المدارك وأرشادها إلى ما هو يخدم العقل ويهذب الإنسان ليس بشكل (( اعتباري )) فرضي الأيمان لا يأتي بالوراثة والتقـليد ( هكذا وجدنا آبائنا ) العقل سيد الوجود في النص والمرجعية فيــه ( للرب ) ولو أدركنا أن فهمنا للدين (( ككل وللنص خاصة )) عقلياً سيكون أكثر جمالاً وفهماً عندما يكون الرب متسقاً مع ذاته لا يخالف قوانين المفترض أنه هو واضعها وتتفق مع كمال ذلك الرب ذلك الكمال الذي يفترض أنساق قراراته مع قوانينه وسننه ناهيك عما سيحققه مثل ذلك الفهم على المستوى التربوي للعقل لنخرج من حالة الركود البليد الذي ينتظر بكل سقم معجزات مفاجئة تعيدنا لعصر الفتوحات تتقدمنا جيوش الملائكة تحت قيادة جبريل على فرسه حيزوم ولأنني لا أتصور حدوث معجز أو أمر جلل دون مقدمات موضوعية لكسر قوانين الطبيعة الثابتة لأجل عيون أمة مترهلة تلغي العقل والإنسان وتمجد وتقدس (نص) هي لا تعرف من معناه سوى (( الاسم وتجويده وتحسين قراءته حسب المقامات الغنائية )) لذا هذه البداية في دراسة أعادة تشكيل بنية العقل ومنهجه فالدين ليس اعتباري الأيمان بل منطق عقلي عملي في ولوج روح الإنسان في فعل شرطي انعكاسي أي الإيمان في الدين (والدين نص وعمل ) وكان عاملاً من عوامل التطوير والتقدم في العصور القديمة ولم يتنازل ( الدين ) ( نص وعمل) بعض الشيء عن هذه الناحية إلا بانتشار العلوم ووجود العوامل التي تنافسهُ في القيام بهذا الدور في العصر الحديث ،فهل نستطيع القول الآن كما كانت الحنفاء قبل الإسلام يقولون (( أننا نحتاج في المعرفة والطاعة إلى متوسط من جنس البشر [ العقل ] تكون درجته من الطهارة والعصمة والتأييد والحكمة فوق الروحانية ويلقى إلى نوع الإنسان بطرف البشرية )) - الملل – للشهرستاني ج1 ص/231 – فلو رجعنا للتاريخ نجد تعبد محمد في غار حراء لم يكن من تلقاء عقيدته ولم يكن في حينها نبي مرسل بل أتبع خطوات جده عبد المطلب وعمه أبو طالب وبإرشاد ورقة بن نوفل فالاعتراف شيء والعبادة شيء آخر فالإيمان لايمكن بدون الاعتراف أما العبادات فهي عقيدة وعبادة ليس اعتباريا فجاهل الشيء لا يعرف عنه معرفة يقينية ؟ فمعرفتنا بالخالق معرفة يقينية عقلية ؟ من ضرورة كينونية والوجود متضمنة في تصورنا له فنستنتج أن هذا الوجود الكامل بإطلاق موجود حقاً ، قداسة النص أتت من قداسة الإنسان الذي يحمل نفحة من روح الله وهو خليفته والنص خادم له أي النص يعيد توجيه العقل أن زاغ وراء النفس ويبيح له الاجتهاد والتطور ويبارك له ذلك وحالة القدسية في النص المستمدة من تمسك المسلمين بأصله الإلهي ونسوا أنفسهم وكيف علم الرب أدم الأسماء فهنا العقل فيه نفحة من الرب مضافٌ إليها النص الأسماء كلها هنا قدسية للعقل لا تلغي التمسك بقدسية النص بل تضيف لها روح عملية تطبيقية ، القدسي عندنا هو كل ما يتعلق بالعقائد وبالشرائع الثابتة بالكتاب والنقاش على المؤول والشارح والمفسر والناقل هذا أيضاً ينطبق على السنة … والقدسية لا تصادر الحوار ولا نريد أن نثير الفتن بين ما نسميه ثورة أو تجاوز أو اجتهاد في موضوع السقيفة والولاية (( غدير خم )) أقرأ كتاب (السقيفة) للعلامة محمد حسن المظفر أو كذبت هاشم بالملك كما فعلها الأمويين في عهد معاوية ويزيد أبنه أو الجدل الذي سألت فيه دماء حرة وخربت ديار في الخلافة العباسية حول قضية ( خلق القرآن ) كما أثارها العقلاء المعتزلة و قبلهم الكيسانييون والقرامطة كان لهم دور عظيم في الفكر العقلي الإسلامي وغيرها من الطروحات المنطقية العقلية هذه الضغائن ظلت عبئاً على الواقع الإسلامي أنا أتحاشاها وأرجع للقول أنا ضد الأحادية مهما كانت ومن أين صدرت في الرأي والعقل (( وعسى أن أكون على خطأ )) وهناك قاعدة رائعة في النص (( من شاء فليكفر )) فهناك الكثير من التعاليم والأحكام تتوافر القداسة لنصوصها ويقبل تعدد الاجتهاد في فهم محتواها ( النص والحديث الصحيح ) واجب الاحترام بكل تأكيد لكنه ليس ملزم إذا لم يكن قطعياً في دلالته ومحسوم المضمون كما يسميه الشرعيون (( ظني الدلالة )) فأن اختلاف الآراء في شأن ذلك المضمون يظل وارداً وليس هناك ما يمنع من نقد تلك الآراء وتجريبها بالأسلوب العلمي المعتبر ولا نريد من الاجتهاد ليكون ممارسة لاباحة نوعاً من الاستباحة وسوغ كل من هب ودب لنفسه الحق في أن يلغط ويخلط في الأحكام (( أعتذر … الكلام ليس يعنيك سيدي الفاضل )) بدعوى ممارسة الاجتهاد فمن إدراكي المعرفي لما يقول الأمام علي في مواضيع مختلفة من خطبه في تجليات العقل حول النص وفي النص قولهِ(القران حمال أوجه) هذا يؤكد ما ذهبنا أليه سابقاً حول النص الصامت والعقل الناطق وفي قولٍ آخر للأمام علي ( هذا القران إنما هو خطٌ مستور بين الدفتين لا ينطق بلسان ولا بد له من ترجمان وإنما ينطق عنه الرجال ) هذا قولٌ من أدرك الحقيقة المنطقية المعرفية في النص الخادم للعقل وليس العكس رغم شمولية القول فيه وليس ( اعتباريا ) بل المنطق يحدد مسار الفكر أنا مع التعدد ادعوا له لكن لا يكون ذريعة للتعدي فالاختلاف الحاصل هو أيهما أقدس (العقل أم النص) والنص قدسه الإنسان فواجب القول بالتأكيد أن الأنبياء أفضل من البناء أن كان (( نص الكتاب أو جدار الكعبة )) رغم التوجه لها والالتزام به حتى يكون المجتمع (الأمة) الموحدة وهذا ما ندعوا أو تدعوا أليه كل الأديان ( سماوية أو أرضية ) في الحتمية التاريخية تقول أن المسيح يعود وكذلك وعزير والخضر ومن أبناء زرا دشت يحكم في آخر الدنيا هكذا في الدين المجوسي سيعودون من أجل العدل والسلام وبلوغ التطور الإنساني للحتمية الشيوعية (المشاعية) في الفكر الماركسي وفي الإسلام المهدي المنتظر يملئ الدنيا عدل واستقامة ومساواة ، والاجتماع على المبدأ الواحد في الحق والعيش والمحبة والاخوة (ولاية المستضعفين) أنه العقل سيدي الفاضل الكل يدعوا للمسا وات في الحقوق والواجبات فالنص لخدمة كل الخلائق البشرية ( شعوب وأقوام ) يتخطى حجب الزمان والمكان ويتحدى الأنس والجن ؟؟ (( ذكر للعالمين )).
مسك الختام
هذا هو التواصل للموضوع حول مقالتي دكتاتورية النص والرد عليها من قبل السيد الفاضل ( أحمد صبري السيد علي ) مركز الفجر من مصر وأنا شاكر لهذا التواصل من أجل الكلمة الحرة المعطارة التي فيها نفحات الحضارة والطيب والعقل الإنساني الذي هو في أحسن تكوين … دمتم سالمين…
#ذياب_مهدي_محسن (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
فكرة الثورة واسـتقامة الحكم عند الغزالي
-
بطاقة حب للمرأة
-
من أجل بناء دولة ديموقراطية فدرالية عراق جديد
-
عـبـد الـكـريــم كــل القـلـوب تـهـواك في الذكرى 41 على استش
...
-
الشورى مفهوم شمولي رأسمالي
-
عراق جديد عن الحداثة وإشكاليتها وأفكار أخرى
-
ابو صابر ....والعراق الجديد
-
دكتاتورية النص وديمقراطية التأويل
-
هي قديستي فلا تظلم يا مجلس الحكم
-
هل للعولمة مستقبل في العراق ؟
-
نقاط ثقافية في الجمهورية العراقية الجديدة
-
حول الثقافة والسياسة
-
صور من حياة الزعيم في الذكرى الأربعينية
-
موقف المؤسسة الدينية - الشيعية والسنية من ثورة 14 تموز 1958و
...
المزيد.....
-
جنرال أمريكي متقاعد يوضح لـCNN سبب استخدام روسيا لصاروخ -MIR
...
-
تحليل: خطاب بوتين ومعنى إطلاق روسيا صاروخ MIRV لأول مرة
-
جزيرة ميكونوس..ما سر جاذبية هذه الوجهة السياحية باليونان؟
-
أكثر الدول العربية ابتعاثا لطلابها لتلقي التعليم بأمريكا.. إ
...
-
-نيويورك بوست-: ألمانيا تستعد للحرب مع روسيا
-
-غينيس- تجمع أطول وأقصر امرأتين في العالم
-
لبنان- عشرات القتلى في قصف إسرائيلي على معاقل لحزب الله في ل
...
-
ضابط أمريكي: -أوريشنيك- جزء من التهديد النووي وبوتين يريد به
...
-
غيتس يشيد بجهود الإمارات في تحسين حياة الفئات الأكثر ضعفا حو
...
-
مصر.. حادث دهس مروع بسبب شيف شهير
المزيد.....
-
فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال
...
/ المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
-
الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري
...
/ صالح ياسر
-
نشرة اخبارية العدد 27
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح
...
/ أحمد سليمان
-
السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية
...
/ أحمد سليمان
-
صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل
...
/ أحمد سليمان
-
الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان
...
/ مركز الآن للثقافة والإعلام
-
المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال
...
/ مركز الآن للثقافة والإعلام
-
نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال
...
/ مركز الآن للثقافة والإعلام
-
جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م
...
/ امال الحسين
المزيد.....
|