أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - كاظم حبيب - خطوة مهمة على طريق استكمال الاستقلال والسيادة الوطنية















المزيد.....

خطوة مهمة على طريق استكمال الاستقلال والسيادة الوطنية


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 2694 - 2009 / 7 / 1 - 09:58
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


" ليس للحرية الفلسفية حدود، فإما أن نفكر بكل حرية، وإما ألا نفكر أبداً ".
ب. سبينوزا

مع بزوغ فجر هذا اليوم تكون الوحدات العسكرية الأمريكية قد تركت مواقعها في داخل المدن العراقية وانسحبت إلى مواقع خارج جميع المدن لتبقى في معسكراتها المؤقتة حتى نهاية العام 2011 لتقدم الدعم الضروري المحتمل في مواجهة قطعان الذئاب من قوى الإرهاب وما يطلق عليه بـ "المقاومة" غير الشريفة, كلما استدعت الحاجة وطلبت الحكومة العراقية والقوات المسلحة ذلك. وبهذا الانسحاب يكون باراك أوباما قد أوفى بأول خطوة من الاتفاق الذي تم التوصل إليه مع الإدارة الأمريكية على أن تستكمل بخطوات لاحقة تنتهي بالانسحاب الكامل من الأراضي العراقية.
لم يكن أي مواطن عراقي شريف يريد أن تكون القوات الأمريكية أو أية قوات عسكرية لدول أخرى في العراق, وليس هناك من عراقي شريف وافق على قرار مجلس الأمن الدولي باعتبار القوات الأمريكية والبريطانية الموجودة في العراق هي قوات احتلال مؤقت. هذا صحيح تماماً. ولكن ما لا ينبغي نسيانه أبداً هو الجواب عن الأسئلة التالية: من كان المسئول عن وجود هذه القوات في العراق أولاً؟ ومن أذل الشعب العراقي ومرغ كرامته بالتراب ثانياً؟ ومن نفذ عمليات القتل الجماعي والقبور الجماعية في العراق ثالثاً؟ ومن خطط ونفذ الحروب الهمجية المجنونة في المنطقة (ضد إيران, غزو الكويت) رابعاً؟ ومن نفذ عمليات الأنفال وقصف حلبچة بقذائف صاروخية تحمل السلاح الكيمياوي خامساً؟ ومن هجَّر الكُرد الفيلية وعرب الوسط والجنوب وأسقط عنهم الجنسية وقتل شبابهم وهجر مئات الألوف منهم بذريعة وقحة هي التبعية لإيران؟ ومن جفف أهوار الجنوب وشرد سكانها؟ ومن غير التركيبة السكانية لمناطق عديدة في العراق؟ ومن تسبب في هجرة أكثر من ثلاثة ملايين إنسان إلى خارج الحدود العراقية وفي الشتات العراقي؟ من تسبب في تلويث المياه والأرض والبيئة عموماً في العراق؟ ومن شارك في التفريط بثروات العراق في عمليات وحروب وقمع جنوني خلال 35 عاماً؟ من سرق البسمة من وجوه الناس؟ من فرط بالأرض العراقية وشط العرب لقمع حركة وطنية للشعب الكُردي كان يطالب بحقوقه من خلال عقد اتفاقية العار في الجزائر في العام 1975؟ من .. ومن ... ومن ؟ علينا أن نتذكر باستمرار بأن النظام العراقي الصدامي كان السبب المباشر في كل الحرب المنصرمة, بغض النظر عن معرفتنا بأهداف القوى والدول الأخرى.
يفترض أن نتذكر كل ذلك حين يجري الحديث عن الحرب التي نفذتها الإدارة الأمريكية ضد نظام صدام حسين الدموي وبموافقة غالبية قوى المعارضة العراقية. وعلينا أن نتذكر بأن القوات الأمريكية قد اُستقبلت بالورود حين سقط الدكتاتور المتوحش ونظامه الدموي تحت ضربات القوات الأجنبية. فالموقف من السقوط لم تكن المشكلة بين غالبية الشعب والإدارة الأمريكية, بل ما تبع ذلك من سياسات وإجراءات مخالفة للكثير من قواعد القانون الدولي وحقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية, بما فيها صدور قرار الاحتلال وترك حدود العراق مفتوحة والنهب والسلب والتدمير الذي لحق بمؤسسات الدولة وطريقة حل الجيش العراقي وما حصل للمعتقلين من أعمال إجرامية مخزية في سجن " أبو غريب" أو مواقف بريمر السياسية والإدارية المستبدة, أو فرض المحاصصة الطائفية في حكم العراق, أي استبدال الشوفينية العربية بالطائفية المقيتة...الخ.
لقد تسبب الإرهاب الدموي من جانب قوى القاعدة المجرمة ومن قوى الإرهاب البعثية الصدامية والمليشيات الطائفية المسلحة, سواء أكانت شيعية أم سنية, باستشهاد وجرح وتعويق مئات ألوف العراقيات والعراقيين, بمن فهم العلماء والمثقفات والمثقفين وأساتذة الجامعات والأطباء والمهندسين والصحفيات والصحفيين والسياسيات والسياسيين, إضافة إلى عدة ألاف من الجنود والضباط الأجانب من مختلف الدول التي وجدت في العراق وشاركت في مواجهة تلك القوى الشريرة التي لم تقتل الناس فحسب, بل ودمرت مؤسساته الاقتصادية والخدمية وأعاقت إعادة البناء وساعدت على استمرار وجود القوات الأجنبية في العراق.
إن خروج القوات الأمريكية, وقبلها البريطانية, من المدن على طريق الخروج النهائي, يعني حصول تحسن في الوضع الأمني ووجود أفق لتكريس هذا التحسن بإجراءات سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية, رغم حالة الهستيريا التي تعيشها قوى الإرهاب خلال الأسبوعين الماضيين والتي دفعتها على قتل المزيد من البشر بعملياتها الإجرامية الدنيئة.
إن خروج القوات الأمريكية من العراق لم يكن مطلباً عراقياً وحيد الجانب, بل هو مطلب أمريكي أيضاً, وجد تعبيره في الحملة الانتخابية لباراك أوباما, الرئيس الحالي للولايات المتحدة. وهو أمر إيجابي يفترض عدم نسيانه, رغم كل التعقيدات والتشابكات التي أحاطت ولا تزال تحيط بالوضع في العراق منذ الحرب الأخيرة في العام 2003 حتى الوقت الحاضر.
إن كان الشعب العراقي بكل مكوناته القومية وقواه السياسية يعتبر خروج القوات الأمريكية من المدن خطوة مهمة ومرحلة جديدة, فأن عليه أن يجسدها حقاً في سياسات ومواقف وإجراءات جديدة تماماً تختلف عما حصل في العراق خلال الأعوام الفائتة, سياسة تلح على الطلاق الثلاثي مع الطائفية السياسية والفكر الشوفيني وضيق الأفق القومي في حل المشكلات المعلقة بين الحكومة الاتحادية وحكومة الإقليم, ويعني إطلاق الحرية والحريات الديمقراطية وقانون الأحزاب وقانون النفط, ويعني التصرف بمسئولية كاملة إزاء أتباع القوميات والأديان والمذاهب المختلفة ومحاربة محاولات قتل وتهجير المواطنات والمواطنين من مسيحيين وصابئة مندائيين وإيزيديين وغيرهم, يعني محاربة الفساد المالي والمحاصصة الطائفية الوظيفية, ويعني التوجه صوب العدالة الاجتماعية ... يعني التوجه صوب الحوار السلمي ووفق آليات ديمقراطية لمعالجة كل المشكلات المعلقة وبعيداً عن التهديد والوعيد أو استخدام القوة.
إن منابر الخطابة السياسية غير نافعة باستمرار لحل المشكلات, إذ أنها في أحيان غير قليلة تزيد الأمور تعقيداً وتزيد من ضبابية السياسات والمواقف والأهداف, بل اختيار نهج الحوار والجلوس حول الطاولة المستديرة لمناقشة كل شيء من أجل التفاهم وإبداء الاستعداد للمساومة على بعض الأمور في وطن يجمعنا بقومياتنا العديدة.
تحية إلى كل من عمل لمواجهة الإرهاب وكسر شوكته, تحية لكل الشعب العراقي الطامح إلى العيش بحرية وأمن واستقرار وعيش كريم, تحية لكل المناضلين في سبيل حرية الكلمة وحرية التفكير وحرية الرأي وحرية العقيدة والفلسفة والتعددية الفكرية والسياسية, تحية للمرأة المناضلة في سبيل حقوقها المشروعة ومساواتها بالرجل, رغم الظروف الصعبة التي تواجهها يومياً واضطهاد المجتمع الذكوري الذي تتعرض له بسبب طبيعة وبنية ومستوى تطور الدولة والمجتمع, وتحية إجلال لكل الذين سقطوا على أرض العراق وهم يكافحون بحزم وإصرار كل القوى الشريرة التي عاثت في أرض العراق قتلاً وفساداً وتخريباً ودمارا.



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل الحكم الاستبدادي الإيراني في واد, والشعب في واد آخر؟
- الولي المستبد والمرشد الإيراني الأعمى!
- رؤية أولية للحوار حول الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في إقلي ...
- محاولة لخوض غمار حوار جاد سعى له الأستاذ الدكتور قاسم حسين ص ...
- هل الإنسان أولاً أم إثنيته وقوميته ودينه ومذهبه وفكره؟
- هل يحق للعرب والمسلمين إنكار المحارق والمجازر الفاشية ضد الي ...
- رؤية أولية للحوار حول الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في إقلي ...
- الانتخابات المقبلة في إقليم كُردستان وأهمية انتصار القوى الع ...
- ما هدف الأوساط الإسلامية السياسية الداعية إلى إقامة نظام إسل ...
- هل السيد صدر الدين القبانجي مصاب بلوثة الطائفية المقيتة؟
- هل للطفل حقوق في العراق؟
- رؤية أولية للحوار حول الأوضاع الاقتصادية في إقليم كردستان ال ...
- هل تحمل خطبة القبانجي محاولة جادة لتبويش المالكي والمنجزات ا ...
- الحوزة الدينية في النجف والنظام السياسي الطائفي في العراق
- هل عاد صدام حسين ثانية بحملة إيمانية مزيفة جديدة أم هناك من ...
- نقاش اقتصادي مفتوح وصريح مع السيد الدكتور برهم صالح نائب رئي ...
- نقاش اقتصادي مفتوح وصريح مع السيد الدكتور برهم صالح نائب رئي ...
- السيد المالكي والديمقراطية في العراق!
- نقاش اقتصادي مفتوح وصريح مع السيد الدكتور برهم صالح نائب رئي ...
- هل من جديد في الحياة السياسية في كردستان العراق؟


المزيد.....




- وسط جدل أنه -استسلام-.. عمدة بلدية كريات شمونة يكشف لـCNN ما ...
- -معاريف- تهاجم نتنياهو وتصفه بالبارع في -خلق الأوهام-
- الخارجية الإيرانية ترحب بوقف إطلاق النار في لبنان
- بعد طردها دبلوماسيا في السفارة البريطانية.. موسكو تحذر لندن ...
- مراسلنا: مقتل 8 فلسطينيين بينهم أطفال في قصف إسرائيلي استهدف ...
- مع تفعيل -وقف إطلاق النار.. -الجيش الإسرائيلي يوجه إنذارا عا ...
- هواوي تزيح الستار عن هاتفها المتطور القابل للطي
- -الإندبندنت-: سجون بريطانيا تكتظ بالسجناء والقوارض والبق وال ...
- ترامب يوقع مذكرة تفاهم مع البيت الأبيض لبدء عملية انتقال الس ...
- بعد سريان الهدنة.. الجيش الإسرائيلي يحذر نازحين من العودة إل ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - كاظم حبيب - خطوة مهمة على طريق استكمال الاستقلال والسيادة الوطنية