اشرف هاني الياس
الحوار المتمدن-العدد: 2694 - 2009 / 7 / 1 - 05:10
المحور:
الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
بسم الأب والابن والروح القدس...
لقد أنهكت المدينة هذه الليلة عيون الأحياء والشهداء والطيبين والأبرار,
كل أجوبتي وأن وجدت كانت منكسرة نائمة وأسئلتي معطلة, لذلك صمتُ لأني بكل بساطة لم أكن أملك جوبا , لم أملك جوبا لكل ما حدث من حولي , ليس هذا مهم في قضيتنا فالعواطف شفافة مثل الزجاج يا أولاد بلدي ولكن عندما تتشقق وتهتري تنتهي وكل محاولة لرتقها لن تزيد الشقوق الا اتساعا..
قالوا عنها الكثير,وضرب بها المثل دائما بوحدة طوائفها والمحبة التي جمعتهم منذ مئات السنين حتى يومنا هذا ولكن فجأه بدا الليل قصير في هذه المدينة الضيقة , وأنجم الفجر الغافية فوق هذه المدينة على لحن شجارنا لم تحترق بعد ,حتى شوارعها التي بدأت أنساها الأن وأنسى معالمها الأثرية لأنني ببساطة لم أعتاد أن أراها هكذا,خجولة لما يحدث حول أسوارها الشامخة, شبة ممنوعة ,تهتز فقط للدوريات الليلية وأصداء الرصاص وصرخات الموجوعين وصوت ملاك مبحوح ينادي من بعيد.... وصوت جرس كنيسة يقرع يقول لهم أننا هنا باقون وليس من عادتنا ان نركع , نكسر الأشواك ولا نُكسر .. بالسيف والسلاح لا نخشع لا ولن نركع , نحب الخير وانتم لة منبع , سلام عادل هلموا لنعمل.
أدور على نفسي داخل هذا كله ,فلا أجد سوى أوجاع قهر لا خوف أوجاع رجل على هذا الحال الذي حل بشفاعمرو وبكل أطيافها وطوائفها , أوجاع رجل يلتفت من خلال نافذته نحو الحائط العتيق الذي يقاوم السقوط المؤكد, القفر والمدينة التي لم اعد اعرفها او ربما توقفت أن أكون شيئها التي تعتز بة.
يقول وليام فولكنر -"إنّ العمل العظيم لا يكتبه إنسان خائف-" ولأن عملي وكتابتي عظيمة فأنا أنسى الخوف والمفاجات الخاطفة فهم ليسوا من هوايتي أصلا وصياغتي للكلمات عند اقتناع الذات بما سأكتب شيء سهل,والخوف بالنسبة لي قد قتلته ظلمة الحياة المستعصية..لذلك سأكتب حتى تجف دماء شرايني من حبر هذه الحياة,سأكتب حتى يظهر الحق ليقول لكم ها أنا هنا بينكم ..وليبان الحق الذي كان شريدا ووجد بعد ان تفرقت القلوب وماتت,سأكتب محبة بمخلصنا يسوع المسيح.
ها قد عدنا الى حكايات قديمة ألتي تتأكل من الداخل كالمعادن الصلبة الحارة والتي تتحرك كإبرا مسمومة في مفاصل جسد ابناء هذا الشعب الذي يرتعش كل لحظة ,فقد وقع شجار في شفاعمرو ,مزق بحقدة الأرعن صرح الأخوة التي زغرد التاريخ له على مر السنين ...وهدم ما بناة أجدادنا طيلة سنين بثوان معدودة ,وكل ذلك بسبب قلة من الشباب الحاقدة على انجازات الطائفة المسيحية في البلاد عامة.. وبسبب حفنة من الغوغائيين أو مقطورة من خفافيش الظلام التي خرجت من جحورها لتسويق سمومها في ساعات الليل المتأخرة دون أن يشعر بهم أحد وكأنهم بذلك ينالون أوسمة الشجاعة.
فأنا أحملكم هذا الخراب الذي لحق بسعادتنا ووحدتنا وببلدتنا شفاعمرو ولكن ما يساوي الكلام أمام الخسارات التي لا تعوض ؟ لا شيء نعم لا شيء , أن قلوبكم كانت مكسورة لأنها ولو كانت قلوبكم قلوب رجال لاوجهتم الاسود بوجوههم ..
فليس كل الذكور رجالاً، ولا كل المؤمنين رجالاً، ولا كل أصحاب العضلات المفتولة، أو الشوارب المبرومة، أو اللحى المسدولة، أو العمائم الملفوفة، أو النياشين البراقة، أو الألقاب الرنانة رجالاً ,بل أن الرجل الحقيقي هو من يواجهة الأمور بحكمة وتروي وعدم انفلات.. وما تعدى ذلك فهوى ليس شفاعمري.
و كما تعلمون يا أحبائي بان هذة الاحداث المتتالية المدروسة التي بدأت تطال الطائفة المسيحية منذ سنوات في قرى الجليل وخصوصا تلك القرى المختلطة التي يتواجد فيها مسيحيين ودروز ما هي الا حالات نفسية مليئة بلحقد والحسد والغيرة والكراهية نابعة من بعض الشباب, فأن الضيق والمنع يحولان الإنسان من الناحية نفسية الى كيان مغلق ,يملئة الحقد و التدقيق في أنفاس المخلوقات.. فيا أخوتي أن النظر إلى نجاح الأخرين على انه سقوط لكِ هو بداية الحقد والحسد.
الحقيقة أن المسيحيين في دولة إسرائيل ونسبة لعددهم الكلي يملكون صرحا علميا وثقافيا واقتصاديا لا تملكة أي طائفة أخرى في البلاد , فمعظمهم ميسوري الحال على الصعيد المادي، ولهم مشاريع حيوية في البلاد والخارج ، وبينهم من يشغل مسؤوليات إدارية عالية لشركات عالمية ومحلية ، ولديهم الكثير من الكفاءات العلمية، أطباء مهندسين ومحامين.الخ الذي يشهد التاريخ لخطاهم المشرف, فأن الشاب المسيحي الذي ينهي تعليمة الثانوي لا يذهب للجيش ليتفاخر بسلاحه بل يوجهه جل أهتمامة حول تعليمة الجامعي وذلك ساعيا لبناء مستقبل مشرف ومشرق فسلاحنا الذي تشرأب أجساد العالم لنا هو علمنا وثقافتنا , فمثلا في مدينة شفاعمرو لوحدها يتخرج كل سنة ما يقارب عشرة أطباء وأكثر من الطائفة المسيحية , فهذه الأعداد كفيلة لأيضاح الأسباب التي تؤدي لمثل هذه المواجهات الطائفية في شفاعمرو .
لا ادري أذا كانت مدننا وقرانا هي المنكسرة أم نحن ,لقد صارت تشبهنا كثيرا , بائسة حزينة ووحيدة, كلما سقطت رصاصة ازدادت عزلة وانكسارا ووحدة ,نست نفسها وأقفلت ذاكرة الأخوة مثل الذي يسد الباب في وجوهنا للمرة الأخيرة.
فجذوركم الطيبة بالأرض لا تقلع أبدا;
الى أبناء بلدي والى الطائفة المعروفية الشفاعمريه الكريمه والتي كانت بمعظمها وبشيوخها الأكارم رجال خير وقت الشدود منذ زمن بعيد حتى يومنا هذا , أولا هذا المقال بكل ما فيه لا يخص الطائفة الدرزية ككل أنما بعض الأطراف المعنية بدب نار الفتنة بين أبناء الشعب الواحد , ثانيا ليس الغرض من هدا المقال هو الحث على فكر عدواني أو عنصري لا سمح الله فأنا لا أحمل أفكارا عنصرية مقيتة بداخلي , لآنكم قبل وكل شيء أبناء شفاعمرو ,وأبناء شفاعمرو موحدين بكلمتنا ويد بيد نبني صرحا نفتخر فيه صرح نسميه -"شفاعمرو المستقبل-" بل الهدف من المقال هو الوصول الى الحق والحل الذي يرضي كل الأطراف المعنية بذلك.
ومن هنا أطلب من سيادة الشيخ موفق طريف ومن سيادة المطران الياس شقور العمل سويا وحالاً على تسوية هذه المشكلة لما فيه مصلحة للجميع , وذلك من خلال أعتقال كل شخص حاول دب نار الفتنة بين أبناء الشعب الواحد,فلا يقدر قيمة الوحدة إلا من عاش في ظل التشطير، فالوحدة أتت كطوق نجاة لنا جميعاً ,فقوتنا تكمن في توحدنا ووقوفنا صفاً واحداً تجاه من يريد المساس بسمعة وكرامة هذه الأرض الطيبة التي أنبتت قلوب طييه , فلنفتخر نحن متميزون ,وحده وحده وطنية أسلام دروز ومسيحية!
#اشرف_هاني_الياس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟