محرومون من أبسط الحقوق اضطهاد الصبية المغاربة في اسبانيا

ايلاف

الحوار المتمدن-العدد: 163 - 2002 / 6 / 17 - 07:17
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    

 

الاثنين 17 يونيو 2002 04:08

التايمز: خلع سفيان بوسو قميصه ليشير إلى عدد من الخدوش والرضوض التي اوقعها به حراسه الاسبان خلال الليلة الماضية، ويعيش هذا الصبي الذي لم يتجاوز 16 عاما في مركز للاطفال المهاجرين في مليلة، الجيب الاسباني الذي يقع في شمال المغرب، وهو تحت رعاية الحكومة الاسبانية منذ مغادرته المغرب قبل نحو ثماني سنوات، ويؤكد سفيان ان مثل هذا الضرب أمر طبيعي للغاية، خاصة وان حراس المركز الذي كان ميناء عسكريا في الماضي، عادة ما يكونون ثملين. ورغم ان سفيان اعيد إلى المغرب ثلاث مرات الا انه كان يجد وسيلة للعودة إلى مليلة في كل مرة ويقول: لقد توفيت والدتي منذ وقت طويل ووالدي لا يريدني، فإلى اين يمكن ان اذهب؟وتعتبر مليلة اضافة إلى سبتةالواقعة عند مضيق جبل طارق آخر المواقع الاسبانية في افريقيا، وهو ما يفرض عليهما مهمة العمل كجبهة أمامية في جهود أوروبا لوقف عمليات الهجرة غير الشرعية.ويعبر المئات من الصبية مثل سفيان الحدود إلى اسبانيا سنويا، ولكن قابليتهم للتعرض إلى مختلف انواع الاخطار تشكل مشكلة حساسة للحكومة الاسبانية في وقت تدرس فيه امكانية تشديد قوانين الهجرة واللجوء السياسي. ولكن الاغراء الذين يقدمه الجيبان واضح وجلي، فمعدل الدخل السنوي للفرد في اسبانيا يزيد بـ 20 مرة على ذلك الذي يحصل عليه المغربي سنويا، وهذا الأمر وحده يوضح حجم التحدي الذي يواجه قادة الاتحاد الأوروبي ووزراء داخليتهم. وخلال الأسابيع الماضية انتقدت منظمة العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش والأمم المتحدة اسبانيا لفشلها في توفير الحماية للصبية الذين يهاجرون بمفردهم، فالتقارير تتحدث عن عمليات ابعاد سريعة، وحوادث ضرب على الاسبان والشرطة المغربية، فضلا عن فشل السلطات في تطبيق القوانين الاسبانية المتعلقة برعاية الاطفال. ويقول تقرير اصدرته منظمة هيومن رايتس ووتش بهذا الشأن: "لقد تعرض الصبية المهاجرون بمفردهم إلى مليلة، إلى الضرب والتقييد والركل من قبل الشرطة الاسبانية خلال عمليات الابعاد القسري إلى المغرب، ومن ثم إلى الضرب والاعتقال في ظروف غير آمنة قبل اطلاقهم إلى الشوارع على يد الشرطة المغربية التي تتسلمهم على الحدود". وقد اتهمت منظمة العفو الدولية في تقريرها المتعلق باسبانيا لعام 2002 الحكومة بحرمان الصبية من المساعدة القانونية قبل ابعادهم، ويضيف التقرير: "لم يجد اي طفل عائلته تنتظره عند الحدود، وفي ديسمبر كان الطفل كريم بوتالي 9 اعوام، من بين الاطفال الذين اخرجوا من مراكز الاستقبال في مليلة دون تمكينهم من اي مساعدة قضائية وابعدوا إلى الحدود من قبل رجال مسلحين، وقد شوهد الطفل لاحقا وهو يبكي وحيدا عند السياج الحدودي دون ان تتوافر له اي وسيلة حماية من البرد والمطر". ويبدو ان هذه التقارير الانتقادية وضعت السلطات في مليلة في موقف دفاعي، وتقول ايزابيل كيسادا مستشارة الرفاه الاجتماعي في حكومة مليلة: "كل هذه التقارير مجرد اكاذيب" مشيرة إلى ان أكثر من 160 طفلا مغربيا يتمتعون برعايتها الآن، وبان عددهم يزداد اسبوعيا ولكنها أكدت ان المدينة لا تملك المساحة أو الامكانات لإطعامهم وايوائهم جميعا. وتنفي كيسادا بشدة التقارير التي تتحدث عن عمليات إبعاد للصبية المغاربة، حيث تقول: "نحن نبذل كل جهد ممكن للعثور على عائلاتهم، وعندما ننجح في ذلك، فاننا نقوم باعادتهم إلى ذويهم"، وتضيف: "اذ لم تقم السلطات المغربية بواجبها المتمثل في إعادة الاطفال إلى عائلاتهم، فان تلك ليست مشكلتنا". وقد قامت اسبانيا التي تضاعف عدد سكانها من المهاجرين إلى الضعف خلال السنوات الخمس الماضية بإبعاد أكثر من 45 ألف مهاجر عن حدودها عام 2001، وقد تمت معظم عمليات الابعاد هذه عند حدود مدينتي سبتة ومليلة.ولكن الجيبين اللذين يملكان منطقتين للبضائع المعفاة من الجمارك يعتمدان بشكل اساسي على التجارة مع المغرب، وهو الأمر الذي يعقد مهمة تشديد المراقبة، ففي مليلة يتجاوز أكثر من 30 ألف مغربي يوميا الحدود بشكل قانوني لشراء البضائع المعفاة من الجمارك، ولذلك فان كل محاولة لتشديد الرقابة على المهاجرين تواجه باحتجاجات شديدة من قبل مجتمع التجار والمنتفعين. ويساعد الازدحام الدائم والشديد عند نقاط العبور إلى مليلة الراغبين في الهجرة من غير حملة وثائق العبور أو الاطفال على الدخول بسهولة. وكانت مليلة قد بنت بتمويل أوروبي عددا من الملاجئ لإسكان اكثر من 400 جزائري وباكستاني وافريقي ينتظرون منذ مدد تتراوح بين 18 شهرا و 3 سنوات قرار المحاكم الاسبانية بشأن مصيرهم. وكل يوم تقريبا يقوم المهاجرون غير الشرعيين بمسيرة هادئة إلى مسجد قريبا مطالبين بأوراق اقامة دائمة، ولكن بعد التغييرات التي ادخلها رئيس الوزراء جوزيه ماريا ازنار فان الحصول على تصاريح العمل ووثائق الاقامة سيكون امرا مستحيلا. ولكن اكثر من يعاني من هذه الظروف، هم الصبية المغاربة مثل سفيان بوسو، فهذا الصبي لا يملك اوراق هوية، كما انه سيواجه الابعاد القسري عندما يبلغ الـ 18 من العمر. ولا تبدو مدينة مليلة راغبة في اصدار اوراق اقامة للصبية الموجودين على ارضها حاليا، خوفا من ان تتحول قطرات القاصرين المغاربة إلى طوفان. تايمز (عن "الوطن" القطرية)

#ايلاف (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات