أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - فوزية الحُميْد - التصور المرعب للدين ..نتاج ذهنية مختلة














المزيد.....

التصور المرعب للدين ..نتاج ذهنية مختلة


فوزية الحُميْد

الحوار المتمدن-العدد: 2692 - 2009 / 6 / 29 - 10:11
المحور: حقوق الانسان
    


بما أن الإنسان يحتاج للروحانيات وهي علاقة بينه وبين خالقه وليست بينه وبين المخلوق !
ولا يمكن لأي مجتمع أن يتطور دون روحانيات, هذه نقطة مهمة للتفكير ! لكن مشكلتنا نحن المسلمين في تفريغ الدين من محتواه الإنساني إلى التصور المرعب ! هذا التحوير والتحويل من قبل بعض التيارات الإسلامية بكافة مذاهبها وطوائفها وأحزابها التي ما أنزل الله بها من سلطان . لكون الدين في جوهره قضية إنسانية قبل أن يكون ممارسة فقهية وشعائرية! وحيث لا معنى للصلاة وأنت لا تحسن التعامل ! وإحالة الدين إلى حالة مرعبة من وجهة النظر الإسلامية المتطرفة .هذه الإحالات قد لا تؤهل لحياة اجتماعية متوازنة,بل نظرة لتجريم وتأثيم الإنسان .وقد لا تدخل في حساباتها أهمية التطور الاجتماعي, وعلاقة هذا المجتمع بالعالم من حوله ومسارات التاريخ , وحركة الحياة , كما يريدها الله لا كما يريدها الكهنوت المتأزم! هذا التضليل المرعب إساءة للدين وللمهمة الإنسانية للأديان بصفة عامة وحيث القيم العليا في الأديان المعاملة والعمل! وقد تم التهميش لهاتين المفردتين في النموذج الإسلامي المتزمت. ولم يتم الاشتغال عليهما كما يجب .وماتم فعله اختطاف للمشهد الفكري والثقافي في معظم بلاد الإسلام وجلّ المنتج المعني يمثل ثقافة متأزمة الأفكار والرؤى و معيقة للتقدم ! حيث تم الاشتغال على فقه المجتمع وفقه المرأة بطريقة التعطيل والتصور المرعب للدين! مما خلق نموذجاً آخراً لامرأة مسلمة بطريقة الكهنوت . امرأة مسلوبة الكرامة والحقوق, وحيث استغلت مسألة القوامة لملكية خاصة للرجل وتم تفعيل بعض الأحاديث الموضوعة والضعيفة من قبل غوغاء وتلاميذ هذا التيار, الذين تمتليء بهم المساجد بعلاتهم وعللهم .وفي جلّهم مجموعة من الجهلة لا علاقة لهم بمفهوم الدين, ولا بمفهوم الحياة, ولا بالوعي, لأن ذهنيتهم مختطفة ويتم تسليمها بالكامل ودون أدنى مناقشة لكهنوتهم . حتى أصبحت المرأة الحرة المسلمة بمثابة ملك يمين لهؤلاء الغوغاء! وفي تعدي سافر يتجاهل الحقوق الإنسانية باسم الدين والدين منه براء, وفي هكذا وضع أيضا يتم فيه اختطاف وعي المجتمع في العصر الذي يتجه فيه العالم لما بعد العولمة في مسار التقدم. ولكون الحياة الدين والدنيا معا! وهنا نتساءل كم من السنين نحتاج للصعود للحظة الحضارة والتقدم لقد نسي العالم المتقدم هذه اللحظة التي نفكر فيها وهي لحظة متأخرة جداً ! لقد سبقنا بجلاء الصورة وتجليات المعرفة وآفاق العلم !ومن الواجب احترام عقل الإنسان وتسخيره لما يفيد ,هذا العقل المكرّم في القرآن ومن العبث أن يتم تضليله لأغراض قد تتناسب ومصالح المضلل وأطماعه ومكتسباته الذاتية !!
بعيداً عن مصالح الناس وحاجاتهم وفي قول النبي (أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس ) وهذه قيمة ثقافية عليا ! لم نتعلمها بعد !.وبفعل الكهنوت الإسلامي تم تجريد الإسلام من صفته الإنسانية ! وأصبح الإنسان المسلم يبحث عن لحظة الخلاص وعن مشاريع أخرى للتفكير يسترد فيها وعيه وإنسانيته وكرامته وإيمانه ودينه ! وحيث يعيش عصر العولمة وما بعدها وتدفق المعلومات والتقدم التقني والتكنولوجي وعصر الانترنت . إذا نحن أمام قنوات أخرى للمعرفة ! فهل نعي ذلك جيداً. و لم نعد في عالم الحجب وثقافة الحجاب!! وكل مايمت لذلك بصلة . هناك آفاق أخرى!هل يدركها المتأسلم الذي يتناول الاسلام حسب رؤاه ,و بفتاوى أبعد عن روح العصر ومتطلباته, وقيم التقدم ومستجداته! هذا الفكر الأحادي الذي عمل على تعطيل نصف المجتمع المتمثل في المرأة المسلوبة الحقوق في بعض المجتمعات العربية الإسلامية التي تتناول الإسلام على غير هدى وبالنظر لعدم أهليتها! ولجوانب عدة تتعلق بحياة وأهلية المرأة الاجتماعية والتي منها أهليتها الدينية وأهليتها السياسية , وأهليتها الاقتصادية , كل هذه الجوانب لم تهمل في عصر النبوة! بل تم تمكين المرأة في الحياة الاجتماعية وبكافة جوانبها!!
وحتى القواعد من النساء في بعض بلاد الإسلام لا يستطعن التحرك. دون قيد المحرم! حتى لو لم يبلغ المحرم سن الرشد وفي أقصى الحالات الحرجة! وهي صورة لوضع مختل ويسيء للإسلام .. وإذا ماعرفنا كيف نناقش ملامح الواقع في هذا الوقت بكل شفافية واحترام والإنصات للفكر والفكر المضاد . كي نعرف ماذا نريد وما يناسبنا ولكي نسترد هويتنا الحقيقية بقراءة ماضينا , وباستشراف لحاضرنا ولمستقبلنا , ولأجيالنا القادمة في المستقبل. ولأوطان عربية ناصعة تقبل بالتعددية والتعايش وتقبل بالآخر !!
وفي تاريخ الإسلام هذا التعايش !ونتساءل كيف يتم التغاضي عن نقاط جوهرية في الإسلام ,وهي نقاط في المتن لا في الهامش ! والتعايش يعني الحوار والتسامح والعمل والمعاملة والتقدم .ونحن في لحظة غير متكافئة مع منجزات العالم المتقدم هذا العالم الذي حول الثقافة إلى قيمة و فعل! نريد أن نرفع شعارات التحديث والإيمان بحقوق الإنسان . وكلنا آمل بهذه اللحظة .ونأمل الاقتراب من بعض الأمور الملتبسة في الإسلام والتعاطي معها بروح حضارية .لأن الله سبحانه وتعالى لم يشرّع الأديان لإرهاب الناس ,وإنما مهمة الأديان التعايش مع الناس , ولم يشرّع الدين لسلب حقوق الآخرين واحتقارهم !وتحويل المجتمعات إلى مجتمعات آثمة بفضل ثقافة الريبة والتجسس !! مع أن من الأمور المهمة في الإسلام حسن الظن!!! نحتاج تحويل هذه المعايير إلى قيم ثقافية وحضارية . و نأمل العمل على المراجعات والتصحيح في حسابات التحديث والإصلاح في القرارات السياسية العربية. و السير بمجتمعاتها إلى لحظة التنوير والنهضة ! بعيداً عن الرعب والترهيب !!والذهنيات المختلة!!



#فوزية_الحُميْد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التضليل الثقافي والتربوي
- قيد الدراسة... نتاج بيروقراطية مقيتة
- قبائل النت ....هذا الخطر القادم
- الخطاب المؤدب!!
- في سلب حقوق المرأة (الموروث الثقافي نموذجاً)
- المجتمع المغلق.. ضحية ثقافة مريضة
- شكراً ........ للرجل الكويتي
- قصص قصيرة جداً
- شكلية الثقافة العربية والأسئلة الكبرى!!!


المزيد.....




- دعوى قضائية في فرنسا ضد الجولاني و وزراء له بتهمة التطهير ال ...
- آخر مستجدات محادثات القاهرة حول الهدنة وتبادل الأسرى في غزة ...
- كارولينا الجنوبية: تنفيذ ثاني عملية إعدام رميا بالرصاص في 5 ...
- الأمم المتحدة تخشى مجاعة تهدد ملايين الأفغان
- اليونيسيف: كل نصف ساعة طفل يُغتصب في شرق الكونغو
- حملات اعتقال ممنهجة.. 800 حالة اعتقال في الضفة الغربية خلال ...
- تحقيق صادم.. إعدام المسعفين على يد قوات الاحتلال في رفح
- دعوى قانونية ضد عشرة بريطانيين متورطين في الإبادة الجماعية ف ...
- -حماس- تنفي تلقيها مقترحات جديدة بشأن وقف إطلاق النار أو صفق ...
- حقوقيون وعائلات معتقلين سياسيين تونسيين يطالبون بإخلاء سبيله ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - فوزية الحُميْد - التصور المرعب للدين ..نتاج ذهنية مختلة