أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حسين علي الحمداني - توافقية أم طائفية؟














المزيد.....

توافقية أم طائفية؟


حسين علي الحمداني

الحوار المتمدن-العدد: 2694 - 2009 / 7 / 1 - 08:21
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


لنفكر جميعا وللحظة واحدة في معنى ((التوافقية)) لأدركنا دون عناء إنها تعني الطائفية وما تؤدي إليه من أزمات, حينها سنتوقف نهائيا عن دعم من ينادون بها لتدعيم مواقعهم ونفوذهم، ولأدركنا إن هذه المواقع، وتلك المؤسسات التي جرى تقاسمها طائفيا، ليست ضمانة لأية فئة من العراقيين إلا في دائرة المحسوبيات الضيقة جداً، وفيما خلا ذلك أصبحت عبئا على الوطن والمواطن . فالطائفية العادلة نظرية مستحيلة، والديمقراطية الطائفية او كما يحلو للبعض تسميتها الديمقراطية التوافقية كذبة كبيرة، ودولة القانون في ظل الطائفية وهم كامل. وهذا يعني إن أزمة العراق اليوم ليست ازمة أمنية بل أزمة فكرية ثقافية أثرت على الوضع الأمني، واللافت للنظر إن الحلول تبحث تحت سقف النظام الطائفي الحديث الشائع منذ فترة عن -الفدراليات- والأقاليم التي بلورها الدستور العراقي ورسختها الانتخابات التي استفتت الناس على رموزها الطائفية وعلى مفاهيم وشعارات خاصة بالطوائف والمذاهب. وبالفعل أنتجت مركزيات طائفية بطريقة أو بأخرى أزهقت النفَس الأخير للعملية الديمقراطية وأسقطتها تحت سنابك خيل الطائفيات الجامحة نحو تأكيد وجودها ودورها وفرض تصوراتها على واقع المواطن العراقي والبلاد التي تنزف دما . لقد أصبحت الطائفية عارية من كل لبوس ديمقراطي منسوب لها زورا ودخلنا في تعددية سياسية تقيم توازنات اضطرارية في ما بينها ووفق مصالح ضيقة جداً و بالتأكيد فان هذا التوافق الضيق بالمصالح اثر سلبا على أداء الحكومة ووحدتها وفعاليتها عندما شلها اشتراط التوافق على قراراتها وإرادتها، ومجلس النواب الذي تحول دوره من منبر لإرادة الشعب ومشَرع للقوانين والأنظمة الى منبر لاستعراض الشعارات والقاء الخطب والاعتراض وقناة تغذي بصورة أو بأخرى الصراع الطائفي في البلد .هذا الوضع القائم جعل البعض يتسلل الى مفاصل الدولة العراقية وفي داخل هرم السلطة ذاتها نسمع ونقرأ يومياً عن مذكرات اعتقال واتهامات واتهامات متبادلة دون ان يعي المواطن العراقي حقيقة الأمر، ان ما يريده المواطن العراقي الذي عاش عقوداً طويلة من الحرمان والتغييب هو ان تبادر الحكومة العراقية ومجلس النواب لبناء دولة وفق مقاسات حضارية تقودنا نحو التقدم والرفاهية وتجعلنا على الأقل نتجاوز مرحلة حرجة من تاريخنا المعاصر. وبلا شك ان الدستور العراقي الذي استفتي الشعب عليه يحمل بنسبة كبيرة جداً من أسس التقدم والرفاهية للشعب ولكن هذا الدستور - شبه معطل- الآن بحكم انه في حال تطبيقه قد يتعارض ومصالح البعض من الذين لازالوا يمنون النفس بالعودة للماضي بكل مآسيه، والملفت للنظر ان - هؤلاء البعض- يفضلون التعامل مع ((المحاصصة والتوافقية )) لان هذا يخدم مصالحهم أو مناصبهم أو طموحاتهم، ما نريد ان نقوله ان العراق الجديد القائم على التعددية الحزبية والفكرية والثقافية لا يقبل بالتأكيد إعادة استنساخ الماضي بكل صوره وان المواطن العراقي لا يمكن ان يظل يراوح في مكانه منتظراً توافق أراء الساسة، بل هو ينشد الخلاص ويحلم بغدٍ أجمل ومستقبل أفضل للأجيال القادمة ومن المنطقي ان تلبي الدولة العراقية بجميع مكوناتها طموحات المواطن العراقي لان هذا المواطن أساس وجودها والديمقراطية تعني حكم الشعب وأن الانتخابات هي من تحدد النتائج , والمعروف أن الغاية من إجراء أية انتخابات هو منح الأكثرية حق الحكم وقيادة البلد لفترة محددة بموجب الدستور وهذه الاكثرية هي اكثرية سياسية قبل ان تكون لطائفة او فئة معينة من الشعب مع احترام حقوق الأقليات والمعروف أيضا ان في كل الدول الديمقراطية هنالك حكومة وحكومة ظل أما في العراق فان جميع الأحزاب والكتل السياسية هي الحكومة لاعتمادنا على التوافقية التي احتمى بها الكثير من المفسدين , لنهيئ الرأي العام العراقي بوقت مبكر جدا قبل الانتخابات البرلمانية القادمة ونقول له اننا سنودع المحاصصة والتوافقية من اجل حكومة عراقية قوية لكل العراقيين.



#حسين_علي_الحمداني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في خطاب أوباما
- البغدادي واشياء اخرى
- قلق من التقارب الأميركي الإيراني
- نقاط ساخنة
- هل هنالك ما يخيف
- الدروس الخصوصية
- ثورة المعلومات فرصة أم تحدي
- ترميم النظام العربي
- كان هنالك سجن أسمه العراق
- اليوم المدرسي الأول ... عيد ميلاد الصف الأول
- الى قمة الدوحة
- العراق باب رزق الاعلام
- محنتنا مع الحكام
- هل الحكومة العراقية تمهد لعودة البعث
- الفساد الإداري أسباب ونتائج
- ابتدأ عصر الشعوب
- زيارة مرحب بها
- بين تقاعد جاسم المطير وغضب عبد علي حمزة
- الانسحاب الأمريكي والجاهزية العراقية
- النظام العربي الآيل للسقوط


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حسين علي الحمداني - توافقية أم طائفية؟