أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - بلقيس حميد حسن - العودة لرموز الجمهورية العراقية














المزيد.....

العودة لرموز الجمهورية العراقية


بلقيس حميد حسن

الحوار المتمدن-العدد: 822 - 2004 / 5 / 2 - 11:02
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


الظاهر أن مجلس الحكم المؤقت منذ تشكيله حتى الآن يعتمد سياسة إشغال الشعب بأمور بعيدة كل البعد عن المشاكل اليومية والمعاناة التي يقاسونها , فهل أن مناقشة علم العراق الآن أهم من أمن السكان, والقتل اليومي صار تقليد الشارع العراقي ؟ ألم يكن أجدر بمجلس الحكم أن يهتم, بالتخلص من الأسلحة وتنظيف البيئة , وتوفير الماء النظيف الذي أصبح مشكلة تهدد صحة الملايين ؟ ألم تكن مشكلة انقطاع التيار الكهربائي كافية لأن يهتم بها ويعقد لها اللجان بدلا من عقدها ومتابعتها لرسم علم جديد وكأنه المعضلة الوحيدة ؟ ألم يكن من الأجدى تأسيس لجان لتنظيف الشوارع التي أصبحت كارثة كبرى , وإصلاح شبكات الصرف الصحي والهاتف والمدارس والسكن وووغيرها من مئات المشاكل التي نتجت عن كل الخراب والدمار الشامل الذي مر بالعراق ؟
للأسف جاء العلم العراقي ليس بأوانه , كما هو قرار 137 الذي شغل العراقيين وألهاهم عن ما هو أهم ثم رغم نضال أبناء وبنات العراق ضده, إلا أنني واثقة بأن السيد بريمر قد ألغاه بعد يأسه من سماع مجلس الحكم لأصوات الشعب الرافضة لهذا القرار, ليقول لنا أننا أمام حكم ديمقراطي يستمع لرأي الشعب , وها نحن أمام نفس المسرحية , فبعد أن شاهدوا ردات الفعل الرافضة للعلم الجديد قالوا أنه علم مؤقت , فهل هذه المؤقتات ضرورية جدا لهذا الحد, هل أن قوات التحالف هي التي تحرك هذه الأمور لينسى الناس وجودها في العراق؟ وأن المجلس دمى متحركة ؟
لم َ كل هذا العناء والإختلاف ؟
وإن كان لا بد لعلم مستعجل يساهم به العراق في اللجنة الأولمبية فلدينا علم الجمهورية العراقية القديم والذي أحبه كل أبناء العراق بما فيهم بعض أعضاء مجلس الحكم - وهو على كل حال مؤقت - بدلا من هذا العلم الساذج الجديد الذي عبر عنه أحد المارة ببغداد قائلا أنه كسيارة إسعاف , وهو فعلا كذلك لأن سيارة الإسعاف باتت هي أهم مطالبنا اليوم .
لست ممن يؤمن بنظرية المؤامرة, و يعزي كل مصائبنا إلى أعداءنا بالخارج, وينسب كل شيء إلى أمريكا وإسرائيل كبقية شعوب المنطقة التي دجنتها الديكتاتوريات وغسلت أدمغتها , ومع أنني لا أحب السياسة الأمريكية , ولن أدافع عنها أبدا, حيث لم أستطع هضمها مهما فعلت وهناك ألف سبب وسبب لست بصدده الآن, و بغض النظر عن كل هذا لكن العلم الجديد يشبه إلى حد ما المبدأ الذي رسم عليه علم إسرائيل , حيث أن هناك رمزا دينيا هو نجمة داود وهنا هلالا للإسلام , هناك خطان يمثلان هدف إسرائيل في دولتك يا إسرائيل من الفرات إلى النيل, والتي قامت هذه الدولة على أساسه, وهنا خطان يمثلان دجلة والفرات , نفس الألوان مضافا له اللون الأصفر الذي يرمز للأكراد , ولا أدر لم الأكراد دون سواهم من القوميات الكثيرة في العراق من عرب , تركمان , أرمن , آشوريين , كلدان وسواهم من الأقليات القومية ؟ مع أننا اليوم بحاجة أكثر من أي وقت مضى لرمز موحد لكل هذه التشكيلات الوطنية في العراق, بدلا من التمييز الذي يشعل فتيل النعرات التي أشعلتها سياسة البعث والتي نحترق بها منذ سنين.
ثم أن هذا العلم يرمز للإسلام فقط و يلغي أديان كثيرة من أبناء الشعب العراقي , فهو يلغي المسيحيين و الصابئة والإيزيديين ولا يمثل الكثير من الأديان القديمة بالعراق , إذن ما لمقصود من هذا ؟
كما أقول لمنتقدي العودة للرموز البابلية أو الرموز العراقية القديمة بأنهم للأسف لا يدركون قيمة هذه الرموز عندما تكون علما ً يساهم ويحفز لأن تتوحد تحت ظله تشكيلات الوطن جميعا , كما أن هذه التشكيلات المختلفة من الأديان والقوميات هي التي بنت الحضارة الأولى والتي شعت نورا وعلما على البشرية , فهل نتنكر لتأريخنا الذي أحببناه جميعا؟
إضافة لكل هذا فالرموز الوطنية لا بد وأن تكون محبوبة ومقبولة من قبل كل الفسيفساء العراقية , ولابد من أن تفتخر بها وبا لإنضواء تحتها, فهل هناك من يريدون عراقا يلغي هويته العريقة والتي تمتد لأكثر من سبعة آلاف عاما, ليهجنوا الشعب شيئا فشيئا كما يشاءون ويطمسون هويته الأولى التي يفتخر بها كل عراقي؟ ثم أين الإبداع في هلال وخطين ؟
مع أنني لا أشك بوطنية المهندس والفنان البورجوازي رفعت الجادرجي, ولا أشك بإمكانياته الفنية العالية , لكنني أعجب منه وهو صاحب الذوق الرفيع الذي يأنف ويشمئز من طعام عبد الكريم قاسم الذي كان يأتيه من منزله ويكاد أن يتقيء وهو يتذكر الكفتة في مقابلة تلفزيونية, حيث يحمد الله على أنه لم يتذوقه رغم دعوات عبد الكريم المتكرره له لمشاركته الطعام, ولا يشمئز ويأنف من تدني الذوق بالعلم الجديد الذي صممه الآن وأتساءل هل أن الفنان الجادرجي قد بلغ من العمر عتيا حتى صار لا يستطيع أن يبدع أكثر مما يشار عليه ؟
وهنا أضم صوتي لرافضي العلم الجديد , والبديل موجود ومطروح من قبل العديد من المفكرين والمثقفين العراقيين , ألا وهو العودة إلى الرموز الوطنية القديمة زمن عبد الكريم قاسم , بما فيها نشيد( موطني- موطني) الذي نحفظه جميعا ونعشقه, كما أن هذه العودة ستكون تعبيرا لنا كعراقيين عن رفضنا لزمن البعث المقيت , ورفضنا لكل مخلفاته , وهو تعبير عن رغبتنا بالعودة لزمن الحب والوئام, زمن هربجي كرد وعرب رمز النضال , زمن البيوت للفقراء بدلا من الأكواخ , زمن الأراضي للفلاحين المعدمين , زمن البناء وتبليط شوارع العراق جميعها والتي بقي أغلبها على ذاك التبليط القديم, زمن الحرية والمساواة للمرأة , زمن عفا الله عما سلف, زمن أبو الفقراء , الشهيد عبد الكريم قاسم الذي نحتاجه اليوم أكثر من أي وقت آخر حيث العراق صار مـَلـِك الفقر والفقراء.
لاهاي
27-4-2004
* شاعرة وناشطة حقوقية عراقية مقيمة في هولندا



#بلقيس_حميد_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لنا نحن الملايين بالخارج صوتـنا, ولا بد أن يـُسمع
- الشاعر سعدي يوسف والعيد السبعين
- حقوق الإنسان في العراق, الى أين؟
- الفنانة عفيفة لعيبي الإنعتاق والصعود الى النور
- يا أصحاب القرار, أين محاكمة المجرمين؟
- ويتحدثون عن السلام
- أم ٌ... لأسرار ِ الروح
- المرأة, والواقع المرير في العراق
- بديهيات وحقائق
- الحجاب , ليس فرضا في الإسلام
- أيتها النساء , إتحدن
- مَن ْ يصنع الإرهاب
- أصرّ ُعلى المبدأ أبداً...
- المواجهة الأولى
- الحضارة إمرأة –الجزء الثالث
- ثلاث نساء
- الحضارة إمرأة - الجزء الثاني
- الى المناضلات العراقيات
- الحضارة امرأة
- جريمة إغتيال ناشط في حقوق الإنسان


المزيد.....




- تحركات وهجوم مفاجئ شمال سوريا.. ماذا نعلم للآن؟
- -روستيخ- تختبر غراء خاصا بالإلكترونيات العسكرية
- خمس طرق لتحمي نفسك من الخداع في الجمعة السوداء
- خبير أمريكي: بايدن اتخذ قرارا خاطئا عندما باشر بدعم أوكرانيا ...
- الناتو يتجنب الحرب مع روسيا لكن بايدن يواصل صب الزيت على الن ...
- تشاد تعلن إلغاء اتفاقيات التعاون الدفاعي مع فرنسا
- الشرطة الإسبانية: تفكيك شبكة مخدرات تستخدم مسيرات مصنوعة في ...
- Lava تطلق هاتفا كاميرته تعمل مع الذكاء الاصطناعي
- دراسة تلقي الضوء على أداة تشخيصية جديدة لمرض -السوداوية-
- -بلومبرغ-: Xiaomi تطور معالجا للهواتف الذكية


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - بلقيس حميد حسن - العودة لرموز الجمهورية العراقية