أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نقولا الزهر - رسالة إلى المهندس المعماري الفنان رفعت الجادرجي














المزيد.....

رسالة إلى المهندس المعماري الفنان رفعت الجادرجي


نقولا الزهر

الحوار المتمدن-العدد: 822 - 2004 / 5 / 2 - 11:01
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


إلى الفنان رفعت الجادرجي تحية وبعد
في البداية أود أن أطمئنك بأني لست من المتزمتين والمتعصبين قومياً، ولم أكن هكذا في يوم من الأيام. وإن انتمائي العربي ليس مسلسلاً وليس موثقا من العشيرة العربية الفلانية أوالقبيلة الفلانية، فلربما قبل عصر المتوكل كان أجدادي يتكلمون السريانية أو اليونانية أو العربية، لا أعرف تماماً.
وثانياً أود أن أقول لك أني من المؤمنين بأن العراق لا يتألف من نوع واحد، وإنما من أنواع وتنوعات؛ من العرب والأكراد والتركمان والآشوريين والكلدان، ومن المسلمين والمسيحيين والصابئة واليزيديين
وثالثاً أود أن أقول لك أني لست من الذين يتحسسون من رؤية اللون الأصفرالجميل ، ولا أرى أي غضاضة بحق الأكراد العراقيين، بما يمثلون من حجم سكاني من الشعب العراقي، أن يضعوا رمزهم في علم عراق المستقبل.
وفي خطابي هذا، لن أدخل من الباب الذي دخل إليه البعض من نقادِ تصميمك؛ على أنه نسخةً معدَّلة من العلم الإسرائيلي، فمفهوم الإسرائيليين للنهرين الزرقاوين عنوا به أن دولتهم سوف تمتد من النيل إلى الفرات، لذلك لم يخطر في بالي على الإطلاق أنك قد عنيت بالنهرين الزرقاوين في تصميمك أن العراق يمتد من دجلة إلى الفرات؛ وإنما قصدت الإشارة إلى الرافدين الكبيرين اللذين يجتازان العراق من شماله إلى جنوبه. ولكن كلنا يعرف أن الكلمة والمفهوم والشكل والصورة والإبداع؛ كل هذه الأمور حينما تخرج من ذهن صاحبها لن تبقى ملكاً له وإنما ملكاً للنقاد. لذلك ربما فكرتك حول النهرين أو الرافدين (mesopotamie) تحيل إلى مفهوم العودة إلى عراق ما قبل العروبة والإسلام مثل بعض الدعوات التي تدعو إلى اجتثاث كل ما هو عربي من تاريخ المنطقة أي تخطي وتجاهل وإلغاء حوالي أكثر من ألف وخمسمائة عام من التاريخ العربي في العراق.
أما من الجانب الشكلي ما يقلل من قيمة تصميمك لعلم عراق المستقبل، العراق العلماني الديموقراطي، هو عدم وجود مسابقة لاختيار هذا العلم وخاصة أن العراق تتميز بامتلاكها لقامات كبيرة من الفنانين التشكيليين المعروفين على مستوى العالم، أما إذا كان العلم الذي صممته للعراق هو مؤقت ولمرحلة انتقالية كما قال الزعيم العراقي الكردي مسعود البارازاني فالمسألة تصبح حينئذ مختلفة. ولا أدري إذا كنت أنت تعرف لدى تكليفك أن العلم سيكون مؤقتاً أو دائماً.
إن تغيير العلم العراقي السابق فيه شيء من المشروعية ويجب أن يعبر عن كل مكونات العراق والعراق الديموقراطي يليق به علم ديموقراطي.
وقبل أن أدخل في ملاحظاتي على العلم أريد أن أنوه بأنك وقعت في مشكلة تناص فني دون أن تدري في اقتباسك للخطين الأزرقين وهذا قد أوقعك بالتالي في ورطة النفاجية الفنية والتقليد والاقتباس(snobisme) وهذا ما يقلل من قيمة عملك الفني كثيراً.
وإني أتفهم تماماً الأخ رفعت الجادرجي إذا كان قد استغنى في تصميمه لعلم عراق المستقبل عن اللون الأحمر لأن العراق كفاه دماءً وفتناً وثورات، وكذلك استغنى عن اللون الأسود لأن العراق كفاه حزناً وبكاءً وندباً، لكن ما لم يكن مفهوماً هو استغنائه عن اللون الأخضر ودلالته عن المرحلة الراشدية من الحقبة العربية الإسلامية؛ واستبداله بالهلال ذو اللون الأزرق غير المألوف بالنسبة إلى الأهِلَّة. أتمنى أن تصغي إلي قليلاً ولو أنني لست من الفنانين؛ أقترح عليك تعديل تصميمك الذي قدمته إلى مجلس الحكم المؤقت؛ وأقترح عليك استرجاع اللون الأخضر ليكون العلم العراقي مؤلفاً من أربعة ألوان إلى جانب بعضها البعض، فيكون الأخضر رمزاً للعروبة والإسلام، واللون الأبيض رمزاً للسلام المأمول به في العراق العتيد؛ واللون الأزرق رمزاً لمياه دجلة والفرات وروافدهما الكثيرة، والأصفر رمزاً للتراث الكردي. في اعتقادي إجراء مثل هذا التعديل يجعل العلم متضمناً التاريخ العراقي بأكمله منذ جلجامش وإلى الآن، ومثل هذا العلم يوحد حينئذ ولا يفرق. وأرى من الأفضل أن تسحب تصميمك فهذا يبقى أفضل لك.
وأخيراً تقبل فائق تحياتي وعذراً إذا كنت قد أزعجتك فهذه وجهة نظري أرجو أن تتقبلها.
نقولا الزهر
دمشق في 30/4/2004



#نقولا_الزهر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- همسة في واد
- دوافع أوربا والولايات المتحدة من الإصلاح في العالم العربي
- عرس المطر
- الطوفان الرمادي
- طبق القش
- شجرةٌ من جبالِ قَلْمونْ
- حارس الطريق الجنوبي - قصة قصيرة جداً
- مصباح جديد
- سرابٌ في حلمٍ نيساني - قصة قصيرة جداَ
- حكاية كلمة صغيرة
- مداخلة في موضوعات المؤتمر السادس - الحزب الشيوعي السوري /الم ...
- دستور العراق المؤقت.... يقسِّم أكثر مما يجْمع
- مداخلة حول الإصلاح والتصليح
- صور متقاطعة من شرقِ المتوسط
- ليلة أحلام وثلوج وشموع في البرج السادس
- أبوسلمى
- لجوء الموتى - قصة قصيرة جداً -
- رسالة إلى أمي
- فنجان القهوة -قصة قصيرة جداً-
- أبو شمعة - قصة قصيرة جداً


المزيد.....




- رقمٌ قياسيّ لعملة فضية نادرة سُكَّت قبل الثورة الأمريكية بمز ...
- أهمية صاروخ -MIRV- الروسي ورسالة بوتين من استخدامه.. عقيد أم ...
- البرازيل.. اتهام الرئيس السابق جايير بولسونارو بالضلوع في مح ...
- اكتشاف عمل موسيقي مفقود لشوبان في مكتبة بنيويورك
- وزيرة خارجية النمسا السابقة: اليوم ردت روسيا على استفزازات - ...
- الجيش الإسرائيلي يوجه إنذارا إلى سكان الحدث وحارة حريك في ال ...
- أين اختفى دماغ الرئيس وكيف ذابت الرصاصة القاتلة في جسده كقطع ...
- شركة -رايان- للطيران الإيرلندية تمدد تعليق الرحلات الجوية إل ...
- -التايمز-: الغرب يقدم لأوكرانيا حقنة مهدئة قبل السقوط في اله ...
- من قوته إلى قدرة التصدي له.. تفاصيل -صاروخ MIRV- الروسي بعد ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نقولا الزهر - رسالة إلى المهندس المعماري الفنان رفعت الجادرجي