عماد الاخرس
الحوار المتمدن-العدد: 2689 - 2009 / 6 / 26 - 05:54
المحور:
حقوق الانسان
مهما طالت السنين فدماء الأبرياء تبقى حارة ولن تبرد إلا يوم القبض على الجناة .. أن تبقى حارة فهذا يعنى دوام البحث والمطالبة بالكشف على الجناة.. وهذا هو الطريق الذي سارت عليه عائلة الشهيد (طالب السهيل) .. وان تبرد فهو يوم القبض على الجناة وفضحهم وإصدار أقصى عقوبة بحقهم .. وها قد جاء هذا اليوم واصدر القضاء العراقي قوائم بأسماء الجناة رغم مرور 15 عام على اغتياله وسيتم محاكمتهم علنا و إصدار العقوبات لاحقا.
لقد أعلن القضاء العراقي مؤخرا قوائم مفصله بأسماء مرتكبي جريمة اغتيال الشخصية الوطنية ( طالب السهيل ) في بيروت .. وسيقدم الجناة ممن القي القبض عليهم أمام القضاء العراقي ليتم محاكمتهم .. أما المجرمون الهاربون من وجه العدالة فستتم المطالبة بإحضارهم عن طريق الشرطة الدولية .
وبالرغم من عدم معرفتي بالتاريخ السياسي المفصل للشهيد ولكن استهدافه من قبل نظام صدام يكفى ليكون دليلا على وطنيته .. فالنظام البائد لن يستهدف سوى الشرفاء والمناضلين وأصحاب الكلمة الصادقة ولن يحتضن إلا المنافقين والمتملقين والأنانيين.
وبما إن القضاء العراقي لم يعلن سابقا أو لاحقا أي تهمه بحق المواطن (طالب السهيل) .. إذن لم تبقى سوى جريمة معارضة النظام !!.. تلك الجريمة التي كانت تغضب صدام ليحرك أدواته الإجرامية بسرعة البرق لقتل المعارضين .
وعلى الجميع اليقين بان من حق كل عائله فقدت احد أفرادها ظلما بسبب انتمائه السياسي ومعارضته للنظام السابق أن تبحث عن الجناة .. فحق البحث عن الجاني حق شرعي لا يمكن لأحد الشك فيه أو رفضه.. لذا فالنائبة ( صفيه السهيل ) مارست هذا الحق وبكل جداره واقتدار وحصدت ثمار ذلك بالكشف عن الجناة الذين قتلوا والدها .. لذا فهي تستحق أحلى التهاني .
هنيئا لعائلة ( السهيل ) أن تبرد دماء فقيدهم الشهيد (طالب السهيل ) .
هنيئا لابنتهم السيدة الفاضلة (صفيه) على إصرارها وقوة عزيمتها على فضح الجناة وتقديمهم للمحاكمة .
هنيئا لكم أيها العراقيون .. لقد انتصر المظلوم على الظالم .. والى الأمام في كشف المزيد من الجناة الذين كانوا عقول مدبره أو أدوات تنفيذ في قتل المعارضين من كل الأحزاب الوطنية .
أتمنى أن لا يفهم البعض على إن الغرض من رسالة التهنئة هذه هي التحريض والشماتة بالجناة .. فالعراق لا يحتمل المزيد من المصائب.. بل إن نشر العبرة التي تحملها هذه القضية وترتبط بالوضع العراقي الراهن هي الغاية ..
أن لا ينسى الجميع بأنه لن يضيع حق وراءه مُطالبْ ... وهذه الدماء التي تُهدَرْ يوميا لابد أن يأتي اليوم الذي سينكشف فيه الجناة .. وليتعظ كل من توسوس لهم أنفسهم بالإقدام على اى عمل إرهابي أو اغتيال أو أية ممارسه غير إنسانيه بحق الآخرين بان لا مفر لهم من العدالة والعقاب حتى لو مرت على جرائمهم عشرات السنين وان لم يشهد جيلهم ذلك فستشهده الأجيال القادمة .. عليهم اليقين بان المشاركة في العملية السياسية وتقويمها من الداخل هو الخيار الصحيح وليس التفخيخ والاغتيال والتفجير!
#عماد_الاخرس (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟